التاريخ المادي يجهل الخليفتين أبا بكر وعمر

كتب الاتساذ رشيد ايلال مرة اخرى في بحثه عن حقيقة شخصيتي الخليفتين الراشدين 
ابوبكر وعمر ، وهذه الفرضية التي يقدمها الاستاذ رشيد تعتمد منهجية التحقق في 
البحث العلمي إلا ان التاريخ كما نعلم فعليا يعتمد على روايات مفترضة اي ما لا 
ما يمكن اثباته بالوسائل العلمية ، ما يجعلنا نقبل الرواية التاريخية حدوث 
الحدث ذاته ، وهناك متغيرات كبرى حدثت ابرزها سقوط المدائن ، فإن سلمنا بصحة 
فرضية الاستاذ رشيد فستبرز اسئلة اخرى : 
– هل هناك زوجة للرسول اسمها عائشة ومن ابوها ؟ 
– هل حدثت حروب الردة ؟ 
– هل ظهر مدعٍ للنبوة اسمه مسيلمة ؟ 
– هل هناك معركة القادسية ؟ 
– هل هناك من فتح مصر اسمه ؟ 
– هل هناك خلفاء بعد الرسول ؟ 
– اذن لم يكن هناك خلاف بين الانصار والمهاجرين حول الخلافة. 
– ربما من تولى بعد الرسول هو الامام علي وليس غيره ولم يكن هناك خليفة آخر 
حتى جاء معاوية ؟ 
…….
هناك احداث انا انها حدثت او انها لم تحدث ، فالم تحدث فاين ذهبت عقود من 
السنوات قبل ظهور حكم بني بني امية وبني العباس .

ليس لدينا اجابة الآن الا اننا قد نعرف لاحقا من الاستاذ رشيد نترككم مع 
المقال :

التاريخ المادي يجهل الخليفتين أبا بكر وعمر
بقلم: رشيد أيلال
تربينا في مجتمعاتنا المسلمة على استعمال العاطفة في كل ما يتعلق بتاريخنا، 
وعلاقاتنا وديننا، فلا نكاد نستوعب منطق العلم، الذي يؤمن بالدليل الملموس ولا 
شيء غيره، فكلما طالعتنا فكرة تختلف ولو بشكل بسيط عما تجرعناه من غير مشورة 
منا فألفناه ليصبح مسلمة تشكل موروثنا الثقافي، إلا وارتفعت عقيرة الكثير منا 
بالصياح وإقحام الدين في صراعنا مع الأفكار المتجددة، والمبنية على حقائق 
علمية قوية، يعتبر إنكارها من قبيل المعاندة والمكابرة والانتصار للذات.
وهذا ما وقع معي حينما نشرت تدوينة صغيرة على صفحتي الفيسبوكية أنبه فيها إلى 
أنه لا توجد أي وثيقة تاريخية ملموسة تثبت وجود شخصيتي أبي بكر وعمر، إذ أنه 
لتفنيد كلامي كان لزاما على من يدعي وجودهما أن يقدم بكل بساطة الوثيقة 
التاريخية لإثبات خطئي وتنتهي المسألة، على قاعدة “البينة على المدعي” غير أن 
رجل الدين المعاند والذي يقحم نفسه في كل شيء، فهو العالم بالفلك والنجوم، وهو 
الخبير في الطب والفيزياء، وهو الضليع في فهم التاريخ ومجاهله، لن يرضى 
بالاستسلام بسهولة سيما وأنه يقدس هذين الشخصيتين ويرفعهما إلى مكانة تتفوق 
على الأنبياء والمرسلين، فكانت الضجة التي أعرف أنها لن تنتهي بهذه السهولة، 
لأن مثيرها لا يملك من تواضع العلماء وانسياقهم مع الدليل العلمي حيث ما كان 
ووجد قطميرا.
أبو بكر الصديق.. من يكون؟ !
لا يجادل الفقيه كثيرا في أبي بكر الصديق عندما ننكر وجوده بقدر ما يجادل في 
عمر محاولا إثبات وجودهما بروايات شفاهية تناقلتها الألسن كالشائعات في زمن 
اتسعت فيه رقعة الدولة الإسلامية شرقا وغربا، في غياب وسائل التواصل السريعة 
مقارنة بعصرنا، حيث لا مجال من التأكد من الأخبار، ولا مجال من الوقوف على 
مصداقيتها، وهذا ما جعل التراثيين يحارون حتى في اسم أول خليفة من خلفاء 
الرسول-حسب زعمهم- فقد نشر الصديق الباحث سرمد رشاد بحثا على صفحات المجموعة 
الفيسبوكية تاريخ الإسلام المبكر أثبت من خلاله أن كتب التراث الإسلامي لم 
تستقر على شخصية أبي بكر من يكون؟ ولا على اسمه حيث يقول:” في هذا المقال سوف 
افند شخصية ( أبو بكر الصديق ) (( تاريخيا )) .. والذي امتلك عدة اسماء او 
القاب وهي :
عبد الله .. عتيق .. عبد الرحمن .. عبد الكعبة .. وسمي ايضا ابو بكر .. ودعي 
بالصديق . 
ونسأل هنا .. من هو ابو بكر الملقب بالصديق حسب الرواية الاسلامية المزورة 
التي وصلتنا ؟؟ هو: 
* عَبْد اللَّه .. بْن عثمان .. (( بْن عَامِر )) .. بْن عَمْرو .. بْن كعب .. 
بْن سعد بْن تيم بْن مرة بْن كعب بْن لؤي الْقُرَشِيّ التيمي، …. أَبُو 
بَكْر الصديق بْن أَبِي قُحافة ( ابي قحافة هو والده ) ، …. ( واسم أَبِي 
قحافة: عثمان)
*** نلاحظ ان والد أبو بكر هو {{ عثمان .. (( بن عامر)) .. بن عمرو }}
>> ولكن عندما نعود الى الكتب الاقدم للسيرة نلاحظ : 
من تفسير مقاتل بن سليمان بن بشير الأزدي البلخى (المتوفى: 150هـ):
فأخبره النبي-ص -فالتزمه أبو بكر، فقال: 
أشهد أنك صادق .. فسمي يومئذ الصديق …. واسمه : 
{{ عتيق .. ابن عثمان .. (( بن عمرو )) .. بن كعب .. بن سعد بن مرة }} اسم (( 
عامر )) ليس موجود !!!
هذه المعلومات المتضاربة والمضطربة جعلت الباحث سرمد يتعجب من أن المسلمين عبر 
التاريخ عجزوا عن تحديد نسب واحد موحد لمؤسس دولتهم العتيدة، والذي يعد أول 
خليفة في الإسلام حسب التراثيين، ليضيف في نفس المصدر:” ولكن من سيرة ابن هشام 
عن نَسَبهُ / قَالَ ابْنُ إسْحَاقَ: 
ثُمَّ أَسْلَمَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي قُحَافَةَ، وَاسْمُهُ عَتيق، 
وَاسْمُ أَبِي قحافة ( والد ابو بكر ) :
عُثمان .. بْن عَامِر .. بْنِ عَمرو .. بْنِ كَعْبِ .. بْنِ سَعْدِ بن تَيْم 
بن مُرّة بن لُؤَي بن غالب بن فِهر.)
نلاحظ الاختلاف حيث تم اضافة اسم بن عامر بعد اسم والد ابو بكر ( عثمان ) 
ومن المحزن ان القارئ العادي والمؤمن لن يلاحظ الفرق ، بينما هذا الفرق يقلب 
الحقائق بالكامل . 
*** نعود الان الى كتب الانساب وماذا تحدثت عن والد ابو بكر المعروف بعثمان .. 
ونسأل من هو عثمان بن عمرو الذي تقول الكتب الأولى انه والد أبو بكر الصديق:
* من كتاب المحبر .. أجواد الجاهلية :
>> ومن بنى تيم بن مرة: (شارب الذهب) وهو عثمان بن ((عمرو)) بن كعب بن سعد بن 
تيم بن مرة.)
* ومن أنساب الأشراف للبلاذري :
>> (عُثْمَان بْن (عَمْرِو) بْنِ كعب بْن سَعْد ابْن مرة،
ويقال لعثمان: شارب الذهب، وذاك أنه دق لؤلؤات فشربهن، ويقال: بل كَانَ يبذل 
الدنانير فِي الخمر فقيل إنما يشرب الخمر بالذهب، وقيل كَانَ سخيا فقيل هُوَ 
يشرب الذهب شربا لكثرة نفقته.
** اما اولاد عُثْمَان ( والد ابو بكر الصديق ) .. فهم :
معمر بْن عُثْمَان .. وعمرو بْن عُثْمَان .. وعمير بْن عُثْمَان .. وزهرة بْن 
عُثْمَان .. و{{ عَبْد الرَّحْمَنِ بْن عُثْمَان }} 
وَكَانَ يقال لَهُ: ابْن شارب الذهب، وَهُوَ الَّذِي قَالَ: دخلنا مَعَ رَسُول 
اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي عمرة القضية فسلك فيما بين 
الصخرتين اللتين فِي المروة مصعدا فِيهَا.)
* وفي التوضيح لشرح الجامع الصحيح يتحدث الكاتب مستندا الى ابن اسحق عن أبو 
بكر الصديق
((وذكر ابن إسحاق: وكان أبوه يلقب شارب الذهب لكثرة نفقاته.))
**** اذن والد أبو بكر الصديق كان يلقب شارب الذهب !!
وكما يذكر الطبري .. ان أحد أسماء أبو بكر ((( هو عبد الرحمن بن عثمان )))
وعبد الرحمن بن عثمان كما قال البلاذري هو ابن شارب الذهب، وهذا ما يؤكد ما 
قاله الطبري ان أبو بكر هو عبد الرحمن بن عثمان.
حيث قام كُتاب السيرة بعد ذلك بإطلاق تسمية شارب الذهب على عبد الرحمن بن 
عثمان .
{{{ وهنا تأتي المفاجئة الكبرى }}}
* في كتاب الحيوان للجاحظ 
>> عبد الرحمن بن عثمان التيمي: نسبه إلى تيم بن مرة، 
(( قتل مع ابن الزبير بمكة سنة 73 هـ )) ( وكان يلقب شارب الذهب ) !!!
** وفي تهذيب الكمال في أسماء الرجال 
>> (عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان التَّيْمِيّ، ويُقال له: شارب الذهب !
وَقَال عثمان بْن عَبْد الرَّحْمَن بْن عثمان التَّيْمِيّ: قتل أَبِي مع عَبد 
اللَّه بْن الزبير بالحزورة.) !!!
الأمر إذن ازداد تعقيدا فحتى مصادر التراثيين تنسف حقيقة الخليفة الأول 
للمسلمين، فهذا أبو بكر الذي ليس إلا عبد الرحمن بن عثمان الملقب بشارب الذهب، 
قد توفي مقتولا إلى جانب عبد الله بن الزبير في مكة في معركته ضد الأمويين 
سنة73 هجرية، وهو في الحقيقة حسب نفس المصادر التراثية ليس إلا جنديا في صفوف 
عبد الله بن الزبير والذي من المفترض أن يكون حفيدا من جهة الأم لأبي بكر “عبد 
الرحمن بن عثمان” !!!
إن الروايات الشفاهية لم تستقر على شيء ولم تتفق على قصة ولا اسم ولا رواية، 
فحتى كتب الحديث تناقضت رواياتها “الصحيحة” في من كان مع الرسول في الهجرة هل 
هو أبو بكر أم شخص آخر؟ حيث نجد روايات تقول بأن من كان معه في هجرته هو أبو 
بكر، غير أن روايات أخرى تقول أن عبد الله بن أريقط هو من كان معه !! وبهذا 
تضيع الحقيقة، في غياب أي وثيقة تاريخية أو أثر ولو كان ضئيلا يؤرخ لهذه 
الشخصية “العظيمة” كما تصورها كتب التراث.
عمر بن الخطاب؟؟ من يكون؟ !
لا تكاد تعثر على خيال وثيقة مادية واحدة تثبت وجود عمر بن الخطاب أحد أعظم 
الخلفاء الراشدين والذي حكم حسب الروايات التراثية، إمبراطورية عظيمة امتدت من 
شرق آسيا إلى غرب إفريقيا، تم تقسيمها في العصر الحالي إلى 14 دولة مترامية 
الأطراف، غير أن التاريخ لم يحتفظ لنا بوثيقة ولو كانت يتيمة تؤرخ لهذا 
الإمبراطور العظيم، في حين احتفظ لنا التاريخ بالعملة التي سكها عبد الله بن 
الزبير الذي حكم رقعة صغيرة وهي مكة، وفي فترة قصيرة، كانت مضطربة وانتهت 
بقتله على يد الحجاج بن يوسف الثقفي.
فبالتنقيب في الوثائق التاريخية لا نجد إلا وثيقتين تؤرخان لشخصيتين كانتا 
تحملان اسم عمر بن الخطاب، الأولى عبارة عن وثيقة سريانية تتحدث عن الأسقف مار 
جبرائيل الذي عينه البطريارك على منطقة ܐܘܪܗܝ الرها والمتوفى سنة 631 ميلادية، 
تشير إلى أن عمر بن الخطاب كان قائدا بسيطا على منطقة توجد بين تركيا وسوريا 
وقد لجأ إلى الأسقف من أجل الصلاة له حتى ينجو هو وقبيلته من القحط الذي تسبب 
في جوعهم، وقطعا هذا ليس هو عمر بن الخطاب الامبراطور العظيم الذي قهر الروم 
والفرس، وحكم مصر العظيمة والتي تحتفظ ببرديات ونقوش ورسائل ورسوم وأيقونات 
تؤرخ لما يزيد عن أربعة آلاف سنة قبل الميلاد، لكنها لم تحتفظ لعمر بن الخطاب 
بأدنى دليل يثبت وجوده، و التاريخ على العموم لم يسجل عن عمر أي شيء ولم يعترف 
له بأدنى دليل يوثق لإنجازاته العظيمة، يا للحرج !!
والثانية عبارة عن بردية باللغة العربية، تعود إلى القرن التاسع الميلادي، 
مسجلة بجامعة شيكاغو تحت رقم علمي E17861 تعود لما بين 815- 835م بحسب الأستاذ 
Fred Donner، وهي لشخص يدعى ابن سليم الحضرمي بعث بمبلغ من المال يقدر بستة 
وعشرين دينارًا مع شخص اسمه صفوان إلى مجموعة من معارفه الذين يبرهم بإحسان 
ومن بينهم شخص اسمه عمر بن الخطاب وحصته دينارًا واحدًا فقط! 
فهل يكون هذا هو عمر ابن الخطاب المنشود !!!
طبعا ليس هذا هو عمر بن الخطاب الخليفة العظيم الذي أثنت عليه كتب التراث 
فجعلته رمزا للعدل في الإسلام بل جعلته يتفوق على الرسول في الوحي، حتى أن من 
الآيات حسب الأحاديث التي يصححها شيوخ الكهنوت الديني، نطق بها عمر بن الخطاب 
قبل نزولها، أو نزلت موافقة لرأي عمر، فرغم كل تلك الأساطير إلا أن التاريخ لا 
يعرف هذين العظيمين.
العهدة العمرية ونقش زهير
يحتج علينا المعترضون والمستنكرون لقولنا هذا في أبي بكر وعمر، بالعهدة 
العمرية التي أعطاها لأهل إلياء، وأيضا نقش زهير الذي ورد فيه ” أنا زهير كتبت 
زمن وفاة عمر سنة أربع وعشرين” وتم اكتشافها سنة2012 في السعودية، والحقيقة أن 
العهدة العمرية لا يمكن الاحتجاج بها لأنها لم تكتب على أفضل تقدير إلا سنة 
250 هجرية أي بأزيد من 220 سنة على والوفاة المفترضة لعمر بن الخطاب حسب كتب 
التراث، وقد أكدت هذا جامعة آل البيت الإسلامية بالأردن، كما أن الخط الذي 
كتبت به الوثيقة بحروف المد والتنقيط يؤكد بما لا يدع مجالا للشك على أن هذه 
الوثيقة تبعد بردح من الزمان عن التاريخ الذي يدعيه التراثيون، فتنقيط الحروف 
وأيضا وضع حروف المد في الخط العربي جاء على عهد عبد الملك بن مروان، واكتمل 
هذا بشكل النهائي في العصر العباسي على يد الخليل الفراهيدي، كما يعرف الفقهاء.
أما نقش زهير فهو كذبة تاريخية مزورة، حيث أن الخط الكوفي الذي كتب به النقش 
لم يتم ابتكاره إلا في عهد عبد الملك بن مروان، كما أن النقش يثبت التنقيط 
وحروف المد بشكل واضح بالإضافة إلى أن النقش يذكر عمر وليس عمر بن الخطاب 
وكاتبه زهير لا احد يعرفه ولو كان يتحدث عن عمر بن الخطاب لقال أمير المؤمنين 
أو لقال عمر رضي الله عنه لكن لا يوجد أي شيء من هذا.
وقد أثبت خبير النقوش روبيرت كير التابع لجامعة سار بروكن الألمانية زيف نقش 
زهير بأدلة قوية على الأقل مرتين، سنة2018 في مؤتمر مركز إنارة بألمانيا 
ومؤتمر آخر بجامعة كوبنهاغن بالدنمارك.
وتجدر الإشارة في نهاية هذا المقال إلى أن كتاب تاريخ الأرمن للمؤرخ الأرميني 
سيبيوس يذكر في تاريخه أن من دخل إيلياء “القدس” هو النبي محمد ويوافقه في هذا 
المؤرخ دوكاترينا جاكوبي في القرن السابع، فمن يكون أبو بكر ومن يكون عمر بن 
الخطاب؟ لا جواب في التاريخ عن هذا السؤال !!!


Rachid Aylal

#تطوير_الفقه_الاسلامي 

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.