اعادة نشر 2010 : المواطنة والحكمة اليمانية

المواطنة و الحكمة اليمانية

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 4 أكتوبر 2010 الساعة: 07:23 ص

المواطنة.. والحكمة اليمانية

كثيراً ما شغلنا ، بأننا أصل العرب ، وأهل الحكمة ، و خذ وهات ، من هذا الكلام الذي لن يفيدني بعلمه أو بجهله لا في زيادة ديني ولا قربي من الله تعالى ، بل سيدخلنا في جدل لا معنى له ، وفجوة في بحر لا قرار له . وكله نقل من تاريخ الإسرائيليات صدقها وكذبها .وما يهم أننا نسأل عن اليوم وعن الذي نصنعه .

يا سادة دعوني أقص قصة صغيرة قبل أن أدخل في فحوى ما أريده :

اجتمع صبية صغار من أبناء التابعين يلعبون الرماية وينظرون من أسرعهم وأبعدهم في الرمي ، فرمى الأولى فكانت رميته موفقة فصاح قائلاً : فزت وأنا ابن الصديق (يعني جده ابوبكر ). ثم رمى الثاني فكان أقرب من رمية صاحبه فصاح مهللاً : فزت وأنا ابن الشهيد ذو النورين ( يعني جده عثمان) . ثم رمى الثالث فكان أبرع من صاحبيه فصاح مهللاً : فزت وأنا ابن من سجدت له الملائكة . هل فهمتها ؟

نعم كلنا من آدم وآدم من تراب ، لا فرق بين عربي ولا أعجمي إلا بالتقوى والعمل الصالح .

عدم وجود ثقة في الأوراق الرسمية الممتلكة للأفراد حتى لا نستغرب أن يشك الغريب في اليمني لأن حكومة اليمن تشك في أبناء اليمن ، تتقدم لوظيفة لابد من ضمين ، تشتي تقترض لابد من ضمين ، أكان من خاص أو عام ، أعتقد أن فكرة فلم ((عسل أسود )) للفنان أحمد حلمي عن الجواز المصري نخليه يمني والجواز الأمريكي دلالة على ما أقول .

اليوم كل وسائل التعليم ، والإعلام تربي فينا أن نحرص حرصاً أن نبحث عن ظهر ، نعم لابد ، أن تكون من قبيلة فلان ، أو حزب علان ، أو تنتمي لمدينة كيت ، وللمحافظة زيط ، اليوم ، تمر بزيد فيقول لك يا عمرو أنت من فين ؟ ، بدوي ولا حضرمي ولا صنعاني ، حوصي أو زيدي ، سني أم شيعي ، سلفي أو إرهابي ، صوفي أم وهابي .

الانتماء للوطن لا يعني شيئاً .. لأن كثيراً منا صار يزدري أن يذكر أنه يمني !!!!!!!!!!!!!!!!!!

اليوم ونحن في ظل دولة واحدة ، يأتي زعيط ليقول لفلان الأخ هندي ، أم صومالي ، وهو يعلم أنه يمني من عرق يمني أوبه وجده ولدوا وماتوا على هذه الأرض ، فليثبت لي المتكلم هذا أنه عرقه خالص وليذكر اسمه حتى يصل لجده من قحطان أم من عدنان …

نريد أن نبني دولة مدنية ديمقراطية علينا أن نبني أولاً الوطنية في قلوب الأجيال الصاعدة ، ما همني من تكون وأنت يمني . من جدك فليكن من كان .. ليس الفتى من قال كان أبي إن الفتى من قال هذا أنا !

هل نعود لعهد الجاهلية لنتبارز في الألقاب والأنساب ، لقد حددها رسول الله ( العربي من تحدث العربية ) أكان جدك نعمان أم جدك عدنان .

لقد حمى حمى المعتصم عندما صاحت امرأة مسلمة .. مسلمة تنتسب لخلافته .. لدولته .. مواطنة .. قامت الدولة كلها لتحميها .. حق المواطنة …

لقد فتحت مكة بصيحة من بني خزاعة ، ولم يكونوا مسلمين ولكنهم انتسبوا كمواطنين لدولة محمد صلى الله عليه وآله وسلم . فقامت حمية الدولة في الدفاع عن مواطنيها .

سلمان الفارسي … فارسي .. ما سمعنا يوماً أنه طلب منه أن يتلوا أسماء أجداده لا أعرف لا أنا ولا أنت اسم ابيه … نعرف فقط .. أنه … (( أنت منا آل البيت )) هكذا رقي المواطن في نسبه لدولة قوتها المواطنة … لا قوتها أنت ضالعي أم يافعي أنت حاشدي أم بكيلي .

ما يوماً سألنا عن ابن تيمية عن اسمه أو أصله لكنه شيخ الإسلام والذي لقب لجدته التي ربته تيمية ، ما يوماً سألنا ما اسم ابن القيم ، الذي اشتهر بلقبه ابن القيم أي أبن المدير ، قيم الجوزية أي مدير مدرسة الجوزية في الشام .

ما همني وهم كل فرد اليوم أين حقي كمواطن ، أم أن علينا أن نصنع كما صنع هاني رمزي في فلم ((عاوز حقي )) ، لنبيع وطننا من أجل أن نحصل على حقنا ..

من أجل احترام المواطنة في إسرائيل تقوم الدنيا لأجل عسكري بسيط خطفته حماس ، وأسرانا بالآلاف لا يجدوا من يسأل عنهم .

ما تقوم به أوروبا اليوم من تشديد على قضية الهجرة والحصول على الجنسية هو من الحرص على المواطنة الأوروبية كيف ؟ وسأوجل الجواب لموضوع قادم ولكن ما يهم اليوم ، أن أوروبا القارة العجوز تعاني من أنها تفقد مواطنيها الأصليين في مقابل تكاثر أبناء المهاجرين وخاصة المسلمين ، إن من بين كل ثمانية أطفال يولدون هناك ستة أطفال من عائلة مهاجرة مسلمة … إن القارة الأوروبية تتحول إلى قارة مسلمة .. فتح بلا حرب كما قال القذافي .

وفي الأخير ادعوا ومن منبر الكلمة أن يعاد النظر في وسائل التثقيف و التوعية للنظر في اخطر قضية اليوم ، إذا لم نبني المواطنة وحب الوطن في قلوب الأجيال الصاعدة ، فإن ما يصيبنا اليوم من كبد ، سيأتي اليوم من (يتف ) أي يبصق اسم وطنه ، ويتعوذ من ذكر هذ الجنسية وكأنها وباء لا بد منه ، فلابد من :

– احترام وتقدير الأوراق الرسمية لأنها أثبات لحقوق المواطنة .

– النظر في وسائل التربية والتعليم بكل وسائلها .

– إعادة النظر في اختيار خطباء الجمعة و تأهيلهم أو تغييرهم بدراسين من الأزهر الشريف .

– إعادة النظر في قضاة البلد حتى لو تم تأجير قضاة من الأشقاء في السودان أو مصر على قول رئيس الوزراء السابق باجمال ، حتى لا تكون هناك محابة ولا مجاملة لا لزعيط ولا معيط ، لا قوة فوق القانون . وهذه التجربة ليست جديدة فقد سبق بها محمد بن راشد آل مكتوم في دبي .

– إعادة النظر في وسائل الإعلام المرئية والمكتوبة والمسموعة وخاصة الحكومية التي صارت أبواقاً للتلفيق و المداداة والمدارة والتجميل المصطنع .

– إعادة تأهيل مدرسي المواد الاجتماعية والوطنية من الروضة إلى الجامعة وتأهيلهم وطنياً .

– إعادة النظر في الحكومة التي لا تحترم مواطنيها .

أرجو يوماً .. ونحن نسمع أغنية : ( أنا يمني .. يشهد التاريخ عني أني يمني …) أن تكون أغنية فخر لا أغنية هزل وضحك والكل يفهم ما أرمي إليه .

وفي الأخير .. انتمائي لوطني .. وعزتي لديني.. وشهادتي لربي … وقوتي بأهلي وأمتي .

و لحديثي بقية .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.