من زرع الصدق نجا…البذرة ورئيس مجلس الادارة

jangan-dusta

من زرع الصدق نجا ……قصة مميزة ….

قال تعالى : ((إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ))

في صباح يوم ربيعي

والشمس الدافئة

تنساب إلي مكتب رجل الأعمال العجوز

والرئيس التنفيذي للشركة التي يملكها

اتخذ قرارا بالتنحي عن منصبه وإعطاء الفرصة للدماء الشابة الجديدة بإدارة شركته

لم يرد أن يوكل بهذه المهمة لأحد أبنائه أو أحفاده وقرر اتخاذ قرار مختلف

استدعى كل المسئولين التنفيذيين الشباب إلى غرفة الاجتماع والقى بالتصريح القنبلة :لقد حان الوقت بالنسبة لي للتنحي واختيار الرئيس التنفيذي القادم من بينكم ؟

تسمر الجميع في ذهول

واستمر قائلا :

ستخضعون لاختبار عملي وتعودون بنتيجتها في نفس هذا اليوم من العام القادم وفي نفس هذه القاعة

والاختبار سيكون التالي:

سيتم توزيع البذور النباتية التالية التي أتيت بها خصيصا من حديقتي الخاصة

وسيستلم كل واحد منكم بذرة واحدة فقط
يجب عليكم أن تزرعوها وتعتنوا بها عناية كاملة طوال العام
ومن يأتيني بنبته صحية تفوق ما لدى الآخرين سيكون هو الشخص المستحق لهذا المنصب الهام

ومن بين الحضور شاب يدعي يوسف وشأنه شأن الآخرين استلم بذرته وعاد إلى منزله واخبر زوجته بالقصة.أسرعت الزوجة بتحضير الوعاء والتربة الملائمة والسماد وتم زرع البذرة .وكانا كل يوم لا ينفكان عن متابعة البذرة والاعتناء بها جيدا

بعد مرور ثلاثة أسابيع بدأ الجميع في الحديث عن بذرته التي نمت وترعرعت

ما عدا يوسف الذي لم تنمو بذرته رغم كل الجهود التي بذلها ..مرت أربعة أسابيع ، ومرت خمسة أسابيع ولا شيء بالنسبة ليوسف ….مرت ستة أشهر – والجميع يتحدث عن المدى التي وصلت إليه بذرته من النمو..ويوسف صامت لا يتحدث وفي قمة الانكسار والحزن …وهو لا يفهم اين يكمن الخطأ .

أخيرا أزف الموعد

قال يوسف لزوجته بأنه لن يذهب الاجتماع بوعاء فارغ،لكنها دفعته للذهاب ..لاشيء يخسره ولم يخطي في عمله يوما ..ولم يقصر الان …بل وشجعته اكثر على الصدق …وقالت :
لن تستفيد من غيابك … انت تعمل في الشركة ، ولازلت موظفا فيها وليس بالضرورة ان تكون الرابح دائما … ان الحياة تعاش بالقبول والصبر .

أنه يعلم صدق حديثها الا انه يخشى من أكثر اللحظات الحرجة التي سيواجهها في حياته وأخيرا اتخذ قراره بالذهاب بوعائه الفارغ رغم كل شيء …

وعند وصوله انبهر من أشكال وأحجام النباتات التي كانت على طاولة الاجتماع في القاعة …كانت في غاية الجمال والروعة ..تسلل في هدوء ووضع وعائه الفارغ على الأرض وبقى واقفا منتظرا مجيء الرئيس مع جميع الحاضرين …كتم زملائه ضحكاتهم والبعض أبدى أسفه من الموقف المحرج لزميلهم.. أخيرا اطل الرئيس ودخل الغرفة مبتسما

عاين الزهور التي نمت وترعت وأخذت أشكال رائعة ولم تفارق البسمة شفتيه

وفي الوقت الذي بدأ الرئيس في الكلام مشيدا بما رآه مهنئا الجميع على هذا النجاح الباهر الذي حققوه ….توارى يوسف في آخر القاعة وراء زملائه المبتهجين الفرحين .

قال الرئيس: يا لها من زهور ونباتات جميلة ورائعة اليوم سيتم تكريم أحدكم وسيصبح الرئيس التنفيذي القادم ؟؟

أمر الرئيس المدير المالي أن يستدعي يوسف إلى المقدمة ..هنا شعر يوسف بالخجل بل بالرعب لكنه سيقول الصدق … ليس هناك ما يخفيه ,,,,لم يكن حظه جيدا …ربما اخطأ في طريقة تربية البذرة وربما يطرد اليوم من عمله ….عليه ان يتحمل المسئولية …

عند وصول يوسف سأله الرئيس ماذا حدث للبذرة التي أعطيتك إياها..قص له ما حدث له بكل صراحة وكيف فشل رغم كل المحاولات الحثيثة ..كان الجميع في هذه اللحظة قائما ينظر ما الذي سيحصل فطلب منهم الرئيس الجلوس ما عدا يوسف

ووجه حديثه إليهم قائلا :رحبوا بالرئيس التنفيذي المقبل يوسف ؟؟؟

جرت همسات وهمهمات واحتجاجات في القاعة كيف يمكن أن يكون هذا

وتابع الرئيس قائلا :في العام الماضي كنا هنا معا وأعطيتكم بذورا لزراعتها وإعادتها إلى هنا اليوم …لكن ما كنتم تجهلونه هو أن البذور التي أعطيتكم إياها كانت بذور فاسدة ولم تكن بالإمكان لها أن تنمو إطلاقا ..جميعكم أتيتم بنباتات رائعة وجميلة جميعكم استبدل البذرة التي أعطيتها له اليس كذلك ؟

يوسف كان الوحيد الصادق والأمين والذي أعاد نفس البذرة التي أعطيته إياها قبل عام مضى ..هو من يستحق الثقة !

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.