اعادة تدوين 2006: الارهاب الرعب المجهول

الإرهاب ، الرعب المجهول

من يوم إلى يوم ، يفاجئنا هذا الإرهاب ، ويأخذ في طريقه من لا ذنب له ، سوى أن حظه العاثر أوقعه ذلك اليوم في طريقه . الإرهاب مسمى بلا معنى ولا دلالة ، يعتز الحمقى منا عند سماعهم بهذا الإرهاب ويفتخرون ، ويوجهون النظر بهتاناً وإثماً مبيناً إلى قول المولى عز وجل في كتابه الحكيم : (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ) [سورة: الأنفال – الأية: 60] . فمال بالكم ألا تتقون ، ويفتخرون أنهم إرهابيون ، إن كنت كمن ذكروا في الآية الكريمة فأنت لها ونعمة وإلا فالصمت من ذهب! ، وعلينا أن نربط هذه الآية بما قبلها وما بعدها ثم نفهم دلالتها كما نزلت على سيدي محمد بن عبد الله (( صلى الله عليه وآله وسلم )) ، وفوق ذلك من يقول لمن! ، ومعلم البشرية يقول : (( كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه )) (( ومن آذى ذمياً فأنا حجيجه يوم القيامة)) . وبكل وضوح قال ربنا سبحانه وتعالى : (لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ لاَ انفِصَامَ لَهَا وَاللّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ .اللّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّوُرِ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ أَوْلِيَآؤُهُمُ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُم مِّنَ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) [سورة: البقرة – الأية: ،257.256]. وهنا أقف فلا تعليق .

أيها السادة الكرام ، لا بد أن يحز في نفسي ونفسك ما ترتكبه أمريكا وإسرائيل في إخوتنا ، ولأجل هذا فلا نقول لمن يقاوم العدو في أرض المعركة وفي مداها، وضد المقاتلين الأعداء أنه إرهابي ، بل نحن نؤيده وندعو له ، ونشد على يديه ، ولكن أن يقوم من يكون بقتل الأبرياء منهم ومن إخواننا ، وأين ؟ بعيداً عن أرض المعركة ، لينسف ويدمر من ؟ ، مسلمون أولاً ، أهل عهد وذمة ثانياً ، ليس بينهم جندي واحد ، ولا مقاتل واحد ، فهنا يأتي السؤال من هؤلاء ؟! .

لقد جعلت أمريكا من حركة جهادية في أفغانستان ، (بعبع ) بالمصري أو ( أبو الجواني ) باليمني ، لنصدقها وبكل بساطة ولا نسأل بتمعن وتفكير ، أيعقل هذا ؟! ، حركة انفصلت على نفسها بين مؤيد ومعارض , مؤيد للعنف ومعارض له ، لتصبح بهذه الضخامة وبكل هذا العنفوان المرعب وكأننا أمام دولة ذات سيادة وقوة لا تقهر ، وقد صدقت ال BBC ببرنامجها الذي بثته الجزيرة عن الرعب الذي خلقته أمريكا وصدقناها بكل بساطة كالأطفال والجدات تحكي لهم عن أبي الجواني ، الذي يخطف الأطفال العصاة ، ومن لا يسمع كلام الماما !! .

ولن تغيب قصة المجازر في الجزائر عن البال ، لنطرح السؤال ماذا يحدث بالضبط ؟، وعلى المتمعن التركيز والتفكير أيعقل ؟! . و في بلدة عربية شقيقة أخرى نعلم كل العلم عن السيطرة الأمنية وتأهبها ،وفي مكان أمني ، تقف شاحنة وبكل بساطة وتمر مرور الكرام من أمام الجنود ، وتنتظر بالساعات ،دون أن يسأل أحد من هؤلاء ؟ ، ولتنفجر بصورة مدوية لتهز تلك الأرجاء . سؤال لابد من طرحه ، من هؤلاء ؟!

نعم .ونعم ! ثم نعم !!!!! .. نعلم أن هناك فئات بجهلها وحاجتها ، وما تراه من ظلم عظيم على الأمة ، تنقاد وراء المتكلمين اللبقين ، ومن يحفظ شذرات من الأقوال ، ليظهر نفسه بإمام المؤمنين ، وتنقاد له إلى حيث يريد ، توفر لها المال ، وحققوا لأنفسهم عزة وهمية ، نعم ، أصدق كل هذا ، ولكن من هؤلاء الأئمة؟ ، ومن يمولهم ؟، ومن يتستر عليهم؟ ، من ؟!!…………………

أيها السادة الكرام ، الأمر يحتاج ، إلى لجنة حقيقية من الرجال المخلصين ، وأصحاب الخبرة المحايدين ، لنفكر في عدة نقاط :

1-إما أننا أمام فكر ميت وخطير ، أخطر من فكر الخوارج والأحباش في عهد بني أمية ، وهذا جائز !!! .والفكر الفاسد ، لا يغلبه إلا الفكر الصحيح .

2- وراء كل هذا شبكة ضخمة جداً ، وتتلقى الرعاية والتأييد والدعم من مخابرات دولة ذات نفوذ في عدد من الدول ، ولها قدرة على اللعب بالوجهين ، وهذه الدولة لها أتباع وجواسيس وعملاء في عدد من الدول ، تدير وتدبر وتخطط وتمول ، والسذج في كل مكان يمكن العبث بمشاعرهم أو شراء ذممهم ، ولو فكرتم ملياً ، وبصدق دون خوف من أحد إلا الله ، نعم !! وراء كل هذا مخابرات دولة أو عدد من المخابرات الدولية تشترك في هذه اللعبة ، لماذا ؟ نحن نعلم لماذا ؟ وعليكم البحث بتمعن ، من المستفيد من كل هذه الأحداث ؟، ومن له الغرض ؟، بالله عليكم أسلحة وذخائر وكيماويات ، بمبالغ خيالية ، تدخل إلى دول وكأن أمنها نائم ، وتمر من أمامها ، و (( لا حس ولاخبر!! )) … لعبة تلعبها المخابرات كما لعبت بنا في الحرب الباردة ،المخابرات السوفيتية والأمريكية ، لتقوم الحروب وتنهار الأنظمة ، وهما بعيدان كل البعد عن الساحة ، اللعبة تتكرر ويقودوها أشخاص من العصر الأول ولكن بطريقة جديدة .

ما حدث في لندن ، وما حدث في شرم الشيخ ، وما سيحدث لاحقاً !! ، تقودوه نفس اليد ،ولنفس الغرض ، واللعبة بأيديهم ،ونحن ندافع ونشجب وندين ، هذه هي المهزلة ، أفيقوا، الحقيقة أمامكم ، تحتاج إلى كل يد شجاعة لكشفها ، ونحن الآن وبكل فخر نقولها كما قالها سيدي محمد بن عبد الله (( صلى الله عليه وآله وسلم )) في فتح مكة : ((( إني ابرأ إلى الله مما فعل خالد ))) ونحن هنا نقولها : ( نحن نبرأ إلى الله مما يفعله أولئك السذج المغفلون ) ولكننا ندعو للبحث عن الحقيقة عن ،، الرعب المجهول من وراءه ؟؟

وسأستغل حديثي السابق لأوجه كلمة للتذكير ، نحن المسلمين ، أنعم الله علينا بنعمته الكريمة ، بأننا مسلمون ، فالحمد لله رب العالمين ، وعلمنا أن كل فرد مسئول عن نفسه وعمله ، ولن يحاسب على أخطاء غيره ، فلا تزر وازرة وزر أخرى ، فليس مطلوب منا أن نكفر هذا ونلعن هذا ، ونفسق هذا ، من له الحق في هذا ؟! . من أنت لتقول هذا كافر ، وهذا فاسق ،وهذا مبتدع ، وجهتنا واحدة وكلمتنا الجامعة ( أشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً رسول الله ) ، هل لدى أحد منكم كتاب وعهد من الله عز وجل ، أو من نبيه (( صلى الله عليه وآله وسلم )) تضمنون به الجنة ، تضمنون به الشفاعة ، من يضمن أن صلاته التي صلاها في يومه هذا قد قبلت ، وصلاة فلان من الناس قد ردت ، من يضمن لي هذا ! ، أعلن وبصراحة أني متبع له ، وسائر في هديه ، لك الحق في نصحي ، في أرشادي ،في توجيهي ، وأنت تمتلك العلم والقدرة ، سأسمعك ، سأستجيب لك ، وأناقشك ، أما إن بدأتني مهاجماً ، وأعلنت لي وبكل وضوح أني فاسق ، فهل ترغب مني بعد ذلك أن ألقي بالاً لما تقول ؟؟ ، من هو وكيل الله في أرض الله ؟!! ، أيها الغفلان فلتستفق ، وجدد فكرك ، فأنت وأنا عباد الله ، حسابي وحسابك يوم الحساب ، لأسمعك وتسمعني ، ألن قلبك ووسع فكرك ، واسمع لقول حبيبي وسيدي محمد بن عبد الله (( صلى الله عليه وآله وسلم )) : (( من لا يرحم لا يُرحم )) (( من استعاذ بالله فأعيذوه ، ومن سأل بالله فأعطوه ، ومن دعاكم فأجيبوه ، ومن صنع إليكم معروفاً فكافئوه )) . واسمع لقوله تعالى : ((مَّن يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُن لَّهُ نَصِيبٌ مِّنْهَا وَمَن يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُن لَّهُ كِفْلٌ مِّنْهَا وَكَانَ اللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُّقِيتًا.إِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيبًا. اللّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ رَيْبَ فِيهِ وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا) [سورة: النساء – الأية:85 87 86]

وقوله تعالى: (لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ أَن تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ. إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُم مِّن دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَن تَوَلَّوْهُمْ وَمَن يَتَوَلَّهُمْ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ) [سورة: الممتحنة – الأية: 8 9]

وقوله سبحانه : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ) [سورة: المائدة – الأية: 8]

وتذكروا قوله عز وجل :(وَاتَّقُواْ يَوْماً لاَّ تَجْزِي نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَيْئاً وَلاَ يُقْبَلُ مِنْهَا شَفَاعَةٌ وَلاَ يُؤْخَذُ مِنْهَا عَدْلٌ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ) [سورة: البقرة – الأية: 48]

وبعد ، أبعد الحديث حديث ، وبعد الكلام نظر ، فعودوا ، وتفكروا وابحثوا أين الخطأ ؟؟؟ , وأين الخطر ؟؟؟؟؟

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.