اعادة نشر 2006 : ريا وسكينة

ريا وسكينة في بلادنا الجميلة

تتسارع الساعات والأيام منهية العام 2005م ، ونحن نسمع الأخبار الحنانة الطنانة عن بلادنا الحزينة ، وهي تلبس زي الحداد وداعاً لعام وعدت في نهايته أن تسابق فيه مثيلاتها من الدول ، يقال يوماً أننا صرنا في الرقم 151 من الدول الأقل نمواً في العالم ، ونسمع أننا صرنا في المرتبة 104 من الدول الأكثر فساداً في العالم ، ونسمع أن الأمم المتحدة تحذر المستثمرين من العمل في اليمن بسبب الفساد القضائي المستشري.

سمعنا هذا وأكثر ، نصدق هذا أم نصدق أننا صرنا في تقدم تام ، وديمقراطية تامة ، وصرنا من مصافي دول التقدم الدنيا ، لا نعلم من يصدق أو يكذب ، هل يعقل أن حكومتنا رعاه الله تكذب على شعبها المسكين ، أم أن حلقات الذبح على وتر الحقيقة ،هي سلسلة جديدة تتبعاها الحكومة كسلسلة مسلسل ريا وسكينة .

ما نراه اليوم لا نعلم مدى تبرير الحكومة له ، هاهم أبناء عدن يفرحون عند تعيين المحافظ الجديد الدكتور يحيى الشعيبي ، والذي هب في شق الطرق وإنارتها ،وهو في عمله هذا مازلنا نرى الفساد يستشري في كبارات المسئولين عن المحافظة ………فماهو الجديد ؟ ، سرقات في وزارة الإنشاءات وغيرها الكثير ، سرقات في المواد ، عبث تام في معاملات المواطنين ، جنون الأسعار ينتاب فواتير الكهرباء والماء والهاتف ، وهي مؤسسات عامة ، يعلم الجميع حالة المواطنين في الدولة ، فصار المواطن مشغول بالبحث عن لقمة العيش ، والجري في طرقات الحياة لتحسين المعيشة ، أحوال التدريس لا تسر ، وما إن يزور المحافظ أي مدرسة حتى نجد التجهيز والإعداد وفتح صفوف الكمبيوتر الوهمية بزعم أن الطلاب في مدارسنا يتعلمون التعامل مع الكمبيوتر ، وافرحتاه، لساعات التصوير فقط ثم يغلق الصف إلى تصوير آخر ، نحن نعلم علم اليقين التام ، أن رجالات دولتنا يحاولون بصدق رفع شأننا ومستوى معيشتنا ، ومن كذب بهذا فهو منافق ، والله إن فيهم رجالاً أوفياء ، ولكن هؤلاء الرجال يحيط بهم رجالات ريا وسكينة ، يعبثون بالدولة ويوجدون ألف حجة لأعمالهم ، ينهبون الثروات ، وتدمع عيونهم عند رؤية جائع متسول في الطرقات ، لا قلوب لهم ، يتحججون بكل حجة ليقنعوا قلوبهم قبل أسماعنا بحججهم ، وكما يقال يقتلون القتيل ويمشون في جنازته.

كيف نوازي من يحب أن يعمل بمن لا يحب ، من يصدق ويخلص ، بمن لا يصدق وليس لديه أي نية حتى للإخلاص ولو بالقلب ،لا نعلم هل يفكرون بأولادهم ؟ ، هل يحلمون بهم وهم كبار ينظرون إلى آبائهم بفخر ، هل فكروا بأجيال تأتي من ذراريهم ؟ تنعم بهذا الخير الذي صنعوه لهم أجدادهم ، يقولون نحن نحرص على أبنائنا ، نظرة تحت الأقدام ، تشبعه اليوم في حياتك ويموت جوعا عند مماتك ، قليل دائم خير من كثير منقطع ، هل فكر أحدهم بتلك الأجيال التي ستلعنهم ، ويل لهكذا أجداد ، أضاعونا ضيعهم الله ، وهو تحت الأراضي يتمنون دعوة صالحة من أي فرد منهم ، لا أرى فيهم إلا رجال ريا وسكينة يعبثون حولنا ، فمن يشد الأديدي ومن أجل الوطن يقول لهذا العبث كفى ، انتهينا .. انتهينا .. نحن بناة الأرض في يمني السعيدة .

لا أعلم ماذا نقول ولمن نوجه الخطاب ، لا حكومة تريد أن تسمعنا ولا مسئول ، والكل يزعم حبه لليلى ، ولكن كل له ليلاه ، وتعجبون أن نرى منا من يقول آه على أيام الاحتلال، كنت تأخذ الحق وتنعم بالأمن ، وتسمع آخر يقول ، ياه على أيام الحكم الشمولي ، كنا نجد اللقمة والمأوى ، مالنا وما للسياسة ،ها نحن اليوم نجد من يبحث في القمائم عن لقمة تحييه ، ويزعم آخرون ثمن الديمقراطية ،ونجد موظفي الدولة ومسئوليها يتعاملون مع الوضع تعامل التاجر مع المستهلك ، لا ندري أحكومة هي أم أعضاء مجلس إدارة شركة تجارية ؟ ، فلو في الكون صور سيئة لماذا لا نطبق إلا السيئ ؟؟!! ، .

رسالة أدق بها على الأبواب ، لمن يسمع ويرى ، إن كان يسمع أو يرى ، بلادنا بحاجة إلى كل ذرة إخلاص ، لابد من أخذ يد الظالم والمسئول السيئ ، لابد من محاكمتهم محاكمة عادلة حقة ، ترعب غيرهم ممن يدور في خلدهم تقليدهم والعبث بالمال العام ،مال الوطن ، وليس من يسيء يرقى لأعلى مرتبة بحجة إبعاده عن وظيفته التي جعلته يسرق ويظلم ويعتدي ، فلا هو أعتدل ولا هو أعتزل.

محبة في الله ، لمن أخلص وأتقى حاول مع من يحاول إنقاذ اليمن ، إنقاذ عدن ، إنقاذ تعز ، إنقاذ الحديدة ، إنقاذ كل شبر من أرض الوطن من رجال ريا وسكينة .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.