لماذا كانت المطالبة برحيل الزعيم نكبة؟

عن ثورجية الربيع! وثورة الفوضى ارحل وليسقط النظام!

الثورجية المبنية على مفهوم الثورة من اجل الثورة دون ان تتمكن من حسم الموقف، تخلق فوضى تستمر لسنوات ،
هذا ما حدث في الثورة الفرنسية التي استمر العبث فيها حتى جاء نابليون بقوة الجيش بديكتاتوريتها
الثورة الفرنسية 1789 ، فتحت دوامة فوضى حتى جاء انقلاب نابليون 1799 الذي بقوة الجيش اخمد كل التمردات… وصنع الجمهورية التي يمجدها الفرنسيون اليوم ، صانعها ديكتاتور صاحب رؤية ومحتل لامم!
وفي العصر الحديث ثورة سبتمبر في اليمن 1962 لم يتمكن الثوار من الحسم الفروي فدخل اليمن في دوامة استمرت سنوات برغم اتفاق 1968 ، حتى جاءت حركة التصحيح الاولى 1974 ومهدت لاستعادة المؤسسات ، الا ان الوضع استقر فعليا 1984…. في عصر الديكتاتور صالح!
ثورة يوليو 1952 بمصر كانت مختلفة ، انتقال سريع وحسم، مع قبول الملك التنازل و الرحيل، وتكرر المشهد في يناير 2011، تلتها حركة التصحيح يوليو 2013 التي قادها الجيش تمكنت من ايقاف ادخال الدولة المصرية في دوامة الفوضى، حتى وان اعتبرناها ثورة مضادة ، فحتى الثورة المضادة ماهي الا ثورة بكل ما تعنيه الثورة وربما تصبح اقوى منها عند فشل او افشال الثورة الاولى … وعودة مرسي بحسب طلب البعض غير مجدية ، فالقائد الناجح يحتاج الى فريق ناجح … في ظل وضع متأزم وفي ظل المؤسسات الصرية التي لا تقبل بإدارة مرسي لها .. فعودته عودة للازمات …
عندما تعود لعباقرة علم الاجتماع والسياسة ، ابن خلدون حدد ان الحاكم بدون قوة داعمة لن يمكتمن من بسط النفوذ، وحسم الموقف…
وميكافللي في الامير اعاد تكرار ذات الرأي …
ثورة من اجل الثورة … نكبة لا تنتهي وفوضى بلا نهاية، تسمح بتدخلات الاطراف الاقليمية في المشهد،

نسخة العراق، فاليمن ، فسوريا، فليبيا، والان السودان، المهادنة ، والموادنة، دون حسم فاعل ، سيدخل الدولة في سنوات من الفوضى ، لا تنتهي حتى يصل الديكتاتور صاحب الرؤية، فالعامة تنقاد ، لا تقود ، والشورى لا يعني التسليم بالهلاك ، فهل ننتظر صدام ام نابليون جديد لكل تلك الفوضى!

ادارة الحكم تتطلب وجود قيادة مستعدة ، لديها كل القوة في السيطرة على اركان الدولة ، قادرة على الانتقال الفوري من مرحلة الثورة الى مرحلة البناء ،

هذا كانت رؤيتي في الانتقال الآمن في ثورة ارحل 2011 نشرت في اخبار اليوم:
https://akhbaralyom.net/articles.php?id=64041

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.