المشكلة فين – الاقتصاد الخفي

الاقتصاد الخفي:

محتوى الفيديو السابق :

المشكلة الاقتصادية

تعرفوا الأيام دي مع ارتفاع أسعار المواصلات .. صار الواحد يدور على حل ..

فكرت بأني لا بد اشتري سيارة..

طيب السيارة مش مجاناً

لذا بديت احسب كم معاي

حصلت مدخراتي كلها على بعضها ماتجيش 300 الف ريال ؟

طيب والحل ..

التقسيط مافي غيره …

علشان كده فكرت اضع موازنتي واحسب اني بقدم المدخرات كدفعة أولى والباقي تقسيط على سنتين

وكذا بديت اشوف الموازنة حقي شوفوها معاي :

المصاريف ريالالدخل المتاح ريال
ايجار السكن4000060000مرتب الوظيفة
مواصلات1300020000مرتب عمل إضافي
جوال300030000مرتب الزوجة
انترنت50004000اخنصرها من حصالة اولادي كل شهر
البقالة20000  
قسط المدارس25000  
    
نثريات يومية10000  
خدمات الكهرباء8000  
خدمات الماء500  
مياه صحية للشرب2000  
قرطاسية2000  
مصاريف للأولاد 800022500عجز الموازنة
اجمالي المصاريف136500114000اجمالي الموارد

طب لما شفت الموازنة اللي فوق ..شفت اني أعيش في عجز ؟؟؟

طيب انا امشي الشهر ازاي ؟؟؟

طيب لو افترضنا خلينا السيارة تدخل الموازن تتغير تصير شوفوا ازاي

المصاريف ريالالدخل المتاح ريال
ايجار السكن4000060000مرتب الوظيفة
مصاريف السيارة1000020000مرتب عمل إضافي
جوال300030000مرتب الزوجة
انترنت50004000اخنصرها من حصالة اولادي كل شهر
البقالة20000  
قسط المدارس25000  
قسط السيارة40000  
نثريات يومية10000  
خدمات الكهرباء8000  
خدمات الماء500  
مياه صحية للشرب2000  
قرطاسية2000  
دعم للأولاد 800059500عجز الموازنة
اجمالي المصاريف173500114000اجمالي الموارد

اللهم صل على محمد

ايش ذا ….

مُعجز بالدبل …

يعني ما في سيارة …

كلكم يفكر زيي انا ادبرها ازاي … اكيد ربنا يسهلها ..

بس في الحقيقية اللي كلنا عارفينها اننا نسوي :

  • ندور تمويل  والوسيلة الدائمة هي (السلف والقروض والأقساط ) .. بقالة بالدين ، أقساط لفواتير الخدمات .. أقساط وأقساط … سلف سلف … وتمشي الحياة … بس الحكاية تستمر .. يستمر معاها هم الدين …سهر الليل .. بس في طريقة ثانية :
  • تخفيض المصاريف لكن لما نفكر بالطريقة هذي دايما نفكر في  : ايش اللي يمكن نخفضه وغالباً :
  • لو خفضنا مصاريف بعينها ربما نسبب لانفسنا نكسة .. فلو خفضنا مصاريف المواصلات ..لعجزنا عن الذهاب للعمل .. وبالتالي خصم ,,وخصم ,,وينقص الدخل ..يعني بلاش من ذا …بس ممكن نركب سيكل بيدل ..بس اه لو حصلت السيكل قدام الشغل .. كل يوم يقولوا استرق !!! ولا يمكن احي يوم أقول ما بدفع الايجار بحصل نفسي والعيال في الشارع .. يعني انس ذي !
  • الحل الثاني هناك مصاريف أتحكم فيها ويمكن ادارتها واعود لحضرميتي الاصيلة .. واتحضرم شوي … يعني نغير طريقة الاكل ممكن نعتمد كثير على صانونة الهوا .. وليش المروحة لاصية .. طيب طفوا السراج وافتحوا الشبابيك …  طيب بلاش جوال اللي يشتيني يتصل بي انا ما اتصل بحد ..

لكن في الحقيقة تظل المشكلة قائمة …

لأن الحلول السابقة تقع في اطار الحلول المؤقتة

ونكرر دائما الحل المؤقت يجب أن تكون مؤقتة….

طيب الحل فين

وانا في هذه الدوامة

سمعت التلفزيون الشغال وكأنه يتكلم معاي يقول:

 الحل الأمثل دائماً يكمن في الاقتصاد …وبالتالي حل المشكلة الاقتصادية تكمن في إدارة فهم عناصر الاقتصاد أي إدارة العلاقة بين القدرة والرغبة بذكاء …

هذا الكلام يخليني ادخل معاكم في مدخل آخر … هي المشكلة الاقتصادية ايش بالضبط ؟

زي ما شفتم اللي صار .. تعالوا معي نشوف ايش اللي صاير في الدولة كلها ..  

طيب تعالوا تخيلوا معي :

اقتصاد الدولة يتطلب وجود النقود .. والنقود يوفرها في الاغلب البنك المركزي حيث يقوم البنك المركزي بضخ تلك النقود الى السوق لتلبية :

  • متطلبات التشغيل اليومية من عرض وطلب في السوق
  • احتياجات التنمية في الوزرات الخدمية للدولة
  • –        …………..الخ

لو فرضنا مع بعض ان البنك المركزي يقدم للدورة النقدية مثلاً 100 مليون ..جت من فين المئة مليون ..جت من إيرادات الدولة المتعددة من الصادرات ..الضرايب … إيرادات فواتير الخدمات ..

المهم

تدخل السوق وتدور مع دورته ….وتكتمل الدورة بعودة النقد للبنك المركزي .. ويفترض ان يعود نفس المبلغ الذي تم ضخه أو اكثر

لكن هذا لا يحدث

يعود للبنك بعد دورة نقدية 80 مليون ..

هناك عشرين لم تعد ….راحت فين ؟؟

ذهبت في منطقة مخفية في تلك الدورة

هنا يبدأ الخطر حيث يواجه البنك المركزي أنه مطالب بإعادة أنزال النقد ولكن ليست الثمانين بل 100 مرة أخرى ..وربما يطالب بأكثر ..لنفترض أنه يطلب فقط بالمية  ..

تخيلوا تستمر دورة أخرى ما الذي يحدث ..

يقدم البنك المئة مليون وتعود الثمانين …

عندها يصاب البنك بعجز إما أن يقدم المئة مليون مرة أخرى .. أو يخفضها

القرار الأول سيتطلب مخاطرة

البحث عن تمويل (من الداخل او الخارج ) لتغطية ذلك الاحتياج في السوق الاقتصادية المحلية

من أدواته في ذلك (القروض ) اصدار سندات الخزانة … لكن أغلب أدواته في ذلك تعتمد على الطبقة الاقتصادية العليا (البنوك، الشركات الكبرى ) وهي التي تمتلك مستويات كبيرة من النقد في البنوك أصلاً المحلية أو القروض من الخارج مثل الاقتراض من البنك الدولي ..

عندما لا يجد ذلك فأمامه إما أن يقدم للسوق ما يمتلكه يعني ثمانين مليون وبالتالي يصاب السوق الاقتصادي المحلي بكساد بنسبة انحفاض النقد المقدم له … واستمرار ذلك ينذر بكارثة …

أو يقرر المخاطرة بطبع عملات نقدية جديدة تغطي الطلب ..سيسبب ذلك انخفاض في قيمة العملة النقدية وبالتالي يسبب مشكلة أخرى وهي التضخم بزيادة التكاليف التشغيلية وانخفاض القدرة الإنتاجية ..

يبدأ البنك بالبحث عن أدوات ومنها (تعويم العملة ) .. وكأنه نفخ العملة المحلية و وضعها فوق سطح الماء تسير والعيون ترعاها لان انفجارها سيؤدي الى كارثة.. يعني بكل بساطة ممكن تصحى يوم يقولوا الدولار بألف ريال … ياخبر !!  

يا الله ……اللهم سترك !!!!!!!

تخيلتم معي …

إن كبرى مشاكلنا تكمن في أن دول العالم العاشر زينا  ..

… تستخدم حلولا نقدية تعتمد في الأساس على العامل الخارجي المساند علماً ان العامل الخارجي يقدم فقط 10% من الحل وليس كل الحل فالحل يكمن في العامل الداخلي الذي يقدم 90% من الحل …

طيب الفلوس راحت فين !!

قلت لكم أن جزء كبير من الأسواق هي الأسواق المخفية التي لا تدور في اطار المراقبة التي وضعتها آلية النقد وهي البنوك ومؤسسات النقد … جزء كبير راح منها

  • في اطار الكنز ,,,والتكنيز للنقد خارج مؤسسات النقد كارثة على الاقتصاد …
  • والتكنيز لغرض التكنيز حتى في مؤسسات النقد… كارثة على الاقتصاد .. بمعنى تدوير النقد للحصول على نقد كارثة في الاقتصاد … لان النقد أداة تسيير اعمال ، أداة تنمية ، أداة ,,,, تدعم عملية الإنتاج الا انه ليس اداة انتاج ..
  • جزء كبير من تلك الأموال ذهبت حوالات خارج السوق المحلي أصلاً عن طريق تحويلها لعملات أخرى وترحيلها للشراء المباشر من الخارج دون الاعتماد على أدوات التحويل البنكية ..

عدا ذلك هناك مليارات النقود تمر يومياً دون أن تمر بدورة البنوك أو مؤسسات النقد، لو نظرنا لتجارة واحدة مثلاً تجارة القات في اليمن  يدور فيها أكثر من 12 مليون دولار يوميا في هذا السوق في الحد الأدنى على فرضية أن هناك 6 ملايين مخزن يستهلكون يوميا 2 $ فقط ..

هناك دورة نقدية تتم في الاقتصاد المخفي .. والذي للأسف تتعامل الحكومات النامية …معه بقسوة وانفعال إما للتخلص منه أو التخفيف منه .. من ذلك فرض الكثير  من القوانين التي تحمل العديد من الغرامات والإتاوات والضرائب .. وهي أدوات كلما زادت كلما خفت السوق المخفي واضمحل وكلما احدث هذا الكارثة تنمو وتكبر ..

لماذا ؟

لأنه كلما سعت لذلك كلما زاد الفقر وزادت البطالة فهذا الاقتصاد المخفي يحرك اكثر من 66 % من الايدي العاملة في أي دولة …

وهذا الاقتصاد هو سبب أساسي لتحريك عجلة الاقتصاد العليا الظاهرة

قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وسَلَّم: “ابغُوني في ضعفائِكُمْ، فإنَّما ترزقُونَ وتُنصرونَ بضعفائِكُم”

سأعطي مثلاً  آخر للتقريب  ومن  عدن ..

  •  نفترض أن عدد باصات الاجرة في المدينة 10 الف مركبة وهي أكثر
  • نفترض أن متوسط حركة المركبة 4 في اليوم
  • كل حركة فيها 6 ركاب ولأن كل راكب سيدفع في المتوسط 80 ريالاً
  • يعني أن الحركة في اليوم 1920 ريال للمركبة
  • مما سبق يقول لنا أن أدنى مستوى للدورة النقدية في اليوم لمركبات الأجرة تصل لأكثر من 90 الف دولار .. من يشعر بها …

دوختم معي

طيب المشكلة فين

تدور المشكلة الاقتصادية في ثلاث محاور.. من خلالها يأتي البحث عن السبب والنتيجة:

  • الحاجة والرغبة: للبشر ..للدول .. رغبات تسعى لتحقيقها تتناسب واحلامهم وتطلعاتهم .. أمانيهم وآمالهم … نياتهم وافعالهم ..

كلنا يسعى يومياُ في جهد لتوفير ما يلزم لتغطية تلك الرغبات وبالتالي نحن نقدم قدرتنا لنصل لرغبتنا وبالتالي : 

  • فالقدرة : هي الكفاءات والإمكانات التي يمتلكها البشر والدول وتقدم  من اجل الحصول على تلك الرغبات  … عبر الإمكانات والموارد المتاحة

لكن في الحقيقة أن هناك في الأغلب فجوة بين الرغبة والقدرة تبرز في صورة عجز _ندرة) أو ربما فائض (وفرة)  :

  • الندرة  : وهي أن القدرة المبذولة أو الموارد المتاحة لهم ليست بالضرورة هي ما تحقق تلك الرغبات أو حتى تلبي أجزاء منها …. إما لان رغباتنا أقل من قدراتنا أو أن رغباتنا أكبر من قدراتنا

من يحدد ذلك هو نحن .. وما نمتلكه من موارد ….

الحل …. الحقيقي ليس في وجود استثمارات من الخارج فقط وهي بالتأكيد مطلوبة ..

لكن الحل السحري يكمن في أن نعزز قيمة الاستثمار من الداخل وهذا الاستثمار ليس من القطاع الخاص منفرداً لأن هذا القطاع الظاهر حجمه بسيط مقارنة بالاقتصاد المخفي الذي يمثل بحق الرأس المال المجتمعي …

الفكرة في الحل الاقتصادي هو رفع القدرة بما يؤدي لخلق الوفرة .. ولان القدرة في الاقتصاد الكلي تعتمد على الإنتاجية الكلية للمجتمع واستدعاء النقد لتحويله الى اعمال منتجة وليس لنقد مجرد ..

بمعنى أوضح ان البنوك اليوم .. تعمل وكأنه صناديق استثمار خاصة للقطاع الخاص .. وليس لها دور في تحريك الاستثمار الكلي وهذا الدور المهمش قد يكون مشكلة في البنوك او في القوانين الحالية …

سأعطي الصورة ببساطة

لو أردنا بناء استثمار  يكلف 600 مليون ..

أي بنك وأي مؤسسة تمويل ستقدم هذا التمويل الآن وبسهولة . … !!

 لا بنك يمكنه ذلك !!!

ولو فكر التجار بهذا فكم (سيجلد ظهر المواطن الغلبان ليدفع فيها )

أقوى وسيلة تمويل الاستثمارات الخدمية الكبرى هي الرأس مال المجتمعي …

يؤسس عبر مؤسسات وشركات مساهمة أهلية عامة تجتذب النقد سيشارك فيها الاقتصاد المخفي ليسهم في الحياة في بناء دولته وتعزيز قدراته أيضاُ لما سيجنيه من ربح من خلال مشاركته فيها ….تخيلوا :

سهم بـ 600 ريال فقط سيؤسس تلك المؤسسة ….في يوم واحد فقط ..

الحل بأيدينا ونحن نبحث عن الحل ….(فين اذنك يا جحا) !!!!

لو عدت لمشكلتي فالحلول قد تأتي من خلال :

بدلاً من أن نكون في حصر بما نمتلكه اليوم ، نفكر كيف يمكن أن يكون لدينا قدرات تساهم في رفع الموارد ومن ذلك :

  • لماذا لا افكر بفتح مشروع صغير يدر علي دخلاً إضافياً  …؟؟
  • لماذا لا احصل على شهادة مهنية أعلى لرفع مستوى مرتبي ؟؟
  • لماذا لا أقوم بتطوير مهاراتي للحصول على وظيفة أفضل عن طريق دورات تدريبية أو دراسة اكاديمية ؟
  • لماذا لا ابحث عن وظيفة أفضل ؟
  • لماذا لا اهاجر !!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

هناك قاعدة بسيطة أنهي فيها كلامي :

الجهد يولد حركة والحركة تولد طاقة … والطاقة تولد جهد !!!

هي دورة متكاملة

وحياة مستمرة

وستستمر  بنا أو بغيرنا فلنبادر …

شكرا لكم …

أحمد مبارك بشير

2/12/2013

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.