اشكالات القبنجي 13- تساهل المفسرين في تفسير القرآن

اشكالات القبنجي -13 

تساهل المفسرين في تفسير القرآن:

ليس غريبا أن نرى القرآن الذي بين أيدينا كتابا معتما على غالبية أو كل علماء التفسير في أكثر مفاهيمه. إنها مصيبة كبيرة ولكنها موجودة يتعذر إنكارها. ولعل السبب الأساسي هو أن علماء التفسير لم ينتبهوا إلى أن القرآن يدعو الجميع ليتدبروا آياته بأنفسهم لكنهم رجعوا إلى الوراء لينظروا إلى السلف. إن كل إنسان ينظر إلى ما يقرؤه ويفهم منه بعض الشيء. والذي يقرأ كتاب ربه فهو يسعى لتطبيق مفاهيم ذلك الكتاب على نفسه وعلى بقية الناس ثم يكتب بعضُهم فهمَه ودرايته. والذي هو غريب عنه زمانيا أو مكانيا أو زمكانيا فإنه لو لم يتفقه بنفسه بل نَقَل لقومه ما فهِمَه غيرُه فسوف يبتعد قليلا عن الكتاب وهلم جرا حتى ينقلب السلام عندهم حربا والعدل في نظرهم ظلما وحب الناس حسب فهمهم كرها وما إلى ذلك من مفاهيم تتعارض مع أهداف كتاب الله تعالى. والشياطين يوحون ويزينون ويخوفون أحيانا.

يأمر الله تعالى جميع الناس بمن فيهم صحابة رسول الله أن يتدبروا آيات ربهم ولكن الشياطين يوحون إلى المحدثين أن يحذروا الناس من التدبر ومن تفسير القرآن بالرأي وإلا أكبهم الله على مناخيرهم في النار. معاذ الله، وانظر أنى يؤفكون؟ و لذلك ترى المفسر يسعى لعدم تغيير النقل السخيف بل يؤلف تعابير جديدة فقط. سعيت أن أفهم شيئا من تفسير كبير لكاتب معروف لدى أهل مصر وينعتونه رحمه الله تعالى بعملاق الفكر؛ وهو فعلا بديع في أسلوبه، فلم أجد أي فهم معاصر للآيات الكريمة. اللهم إلا سعيه لتأويل الأحاديث السخيفة في تفسير القرآن إلى أوامر بالحرب والتغيير القسري والغزوات البربرية والحكم المستبد. ذلك لأنه يؤمن بالثورة وبالتغيير بالقوة. تلكم تفاسيرنا!

والإخوة المحققون ينظرون إلى الكتاب العظيم من نظارات أولئك المفسرين مع الأسف ويحكمون على القرآن بأخطاء الذين عُرِفوا بفهم القرآن في حين أنهم لم يفهموه مع الأسف. فمثلاً، قرأت ما كتبه كبار المفسرين حول تفسير فواتح بعض السور وقد سودوا صفحات كثيرة لاستكشاف معانيها فلم يفلحوا بتّا. كان أغلبهم ساعيا للعثور على كلمات مشتركة تبدأ بتلك الأحرف ولا تنطوي السور على كلمات مشابهة تجمع كل حروف الفواتح. في حين أنها مفاتيح للسورة وليست فواتح فقط. فكيف يمكن أن نحكم على القرآن بمثل هكذا تفاسير ناقصة وغريبة؟ ثم يقول بعض المحققين بأننا ننظر إلى القرآن في قوقعة عصره وعصور التابعين فنراه كتابا ناقصا لا يمكن أن يكون منزلا من الله تعالى! وحتى يرضوننا نحن الذين نحب القرآن يقولون بأنه ليس من الله تعالى ولكنه كتاب إلهي كتبه محمد! معاذ الله.

يتبع …

أحمد المُهري

#تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.