العقيدة والشريعة

كل الناس أحرار فيما يفكرون وأحرار فيما ينشرون من آرائهم. لكن هل ما نقرؤه من منشورات هنا وهناك صحيحة تنطبق مع الواقع لنفكر بعد ذلك في الحقيقة فنرى انطباقها مع الحقيقة أيضا؟ بمعنى أن هناك واقعيات ملموسة بغض النظر عن انطباقها مع الحقيقة التي يجب أن يكون عليها فلو كانت صحيحة مطابقة مع الحقيقة تمسكنا بها وإن لم تكن سعينا لتغييرها.

أن نقول بأن الإسلام فرض الحجاب مثلا فهو غير واقعي. أو نقول بأن المرأة التي لا تتحجب فهي تكسب الإثم، أيضا غير صحيح. الحجاب عادة بشرية فرضته الظروف الاجتماعية ولا علاقة له بحقيقة الإسلام كما في القرآن. هناك نصيحة قرآنية لتغطية الصدر فقط ولم يذكر الله تعالى أي عقاب لمن لم تفعل ذلك. هناك عقاب لمن يأتي أو تأتي بالفاحشة فقط. بمعنى أن الذي أو التي تمارس العلاقات الجنسية بين الذكر والأنثى بدون الزواج الشرعي أوبين الذكر والذكر أوبين الأنثى والأنثى فهم يمارسون الفاحشة وهم يعاقبون في الآخرة. ولو مارسوا ذلك أمام الناس فإن من حق الدولة أن تعاقبهم بالطريقة المذكورة في القرآن. هذا هو الواقع الإسلامي. يمكننا لو عرفنا ذلك أن ندرس الموضوع لنراه منطبقا مع الحقيقة الطبيعية الضرورية لحياة البشر أم أنه غير حقيقي. نحن المسلمون نعتقد بأن كل ما في القرآن يمثل أمر الله تعالى وهو الحق المطلق، للانسجام مع الطبيعة وقوانينها.

لكن بعض الإخوة الكرام يتحدثون عن تاريخ للمسلمين ويعتبرون ذلك التاريخ ناطقا بالإسلام. بمعنى أن الذين ينسبون إليهم التشريعات سواء من الخلفاء الراشدين ومن تلاهم من أئمة المذاهب أو من أئمة الشيعة ومن تلاهم من المحدثين ومن مراجع الشيعة؛ ينسبون كل ذلك إلى الإسلام. الإسلام غريب في أيدي أولئك الكتاب الذين يكتبون ما يتراءى لهم دون أن يقدموا لنا أدلة واضحة على صحة ما يكتبون. حتى ما ينسبونه إلى بعض السلف قد يكون كاذبا وما أكثر المفتريات في تراثنا البائس الفقير؟ فهل نحن نعيش عصر الخلفاء والملوك أم نعيش عصر العلم والديمقراطية؟ أنت حر أخينا الوادعي فيما تفكر ولكن لست حرا في أن تنسب إلى الدين ما تشاء اعتمادا على كتب التراث؟ سنعتبرك معتديا لو فعلت ذلك وهذا من حقنا. 

مع بالغ الاحترام

أحمد المُهري

6/12/2018

تابع مركز #تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/
ان كان لديكم الرغبة في الانضمام لمجموعة النقاش في المركز برجاء ارسال بريد الى :
islamjurisdev@gmail.com
او الاشتراك في المجموعة
https://groups.google.com/forum/?hl=ar#!forum/islamjurisdev

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.