وداعا 2015 …. بأمل !!

03

 

 

وداعا 2015 …بأمل !

 

ما أبكتني الاحزان إلا أن الدم أبكاني

صنعنا من جرحنا أوهاما

ومن وهمنا أصناما

فسالت دماء بحارا ذبحا على الانصاب

وما عاد لقبلتنا عباد

فلا تحزن أيا وطني !

!!!

مرحبا بألم

مرحبا من جديد

تمضي بنا الأيام مسرعة الى نهاية العام 2015، تمضي ويمضي معها زمن الحرب في #اليمن لتتخطى الأشهر العشر ، وفي #سوريا تقترب من نهاية سنتها الخامسة ، وكذا الوضع في ليبيا ، الا ان #العراق أزمته الحادة تقترب من الاثني عشر عاما ، وفي #مصر حرب الإرهاب ينهي عامه الثاني ، وكأني اتحدث عن أعياد الميلاد ، ولا أعني أعياد الميلاد للمسيحيين في العالم التي يتداخل في شهري كانون ديسمبر ويناير …. فكل عام وانتم …بأمل ….!

أمل ؟

نعم …. !

متى ؟

هذه خياراتنا … فقط يحتاج الامر الى #اعادة_نظر  …

فقط #اعادة_نظر

قال تعالى في سورة الشمس :

(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَافَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَاقَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا)

عندما تقلب صفحات التاريخ ستعي تماما ، أن العبث السياسي للحفاظ او الوصول الى السلطة ، يتلاعب في نقل التاريخ ، ويتلاعب بالاقتصاد ، هو بالتأكيد لن يؤثر في التاريخ ولن يغيره ، الا ان يعيد رسم المستقبل ويحدده ،فهو يتحكم في الحاضر لرسم المستقبل .. هكذا ببساطة يتلاعبون بنا … فقط لأننا فقدنا القدرة على اختيار النخبة ، وصرنا نسلم رقابنا كالنعاج للذبح بأيديهم ، ونطبل في زفة الملك ، الرئيس ، الزعيم ، الامام .الخليفة …. !

هكذا عندما يتحول مثقفونا الى #صناعة_التفاهة … بالنكتة والنشرة ، والصورة والكلمة ، والاشاعة والمنافقة ، والتبجيل والتعظيم…. فجعلوا التافه مبشرا ، واللص أمينا ، والفاسق وليا ، والعاهر قديسا ، والظالم مظلوما ، والأحمق حكيما …

فقط عندما جعلنا (قال عبدالله) تعلوا على (قال الله )………

فلا حول ولا قوة الا بالله تعالى !

فقط عندما قبلنا ان نكون اربابا من دون الله فنضع من نحب في الجنة ونضع من نكره في النار ، ويصيح شيخنا المبجل ان هذا حكم الله ، فقد ظن انه امتلك موثقا من الله بذلك وجهلنا نحن ذلك ، فسلمنا وقلنا : حسبنا الله ونعم الوكيل !

 

أحبتي

في هذا العام المليء بالأحداث التي تدار في عواصم الخلافة ، موسكو و واشنطن ، حول عواصم الخلافة القديمة ، بغداد و دمشق والقاهرة وإسطنبول .. التدخل الروسي الذي اربك المشهد في سوريا ، وجعل الحرب على #داعش في صورة مختلفة ، تجعل العالم يلتفت الى #التحالفالدولي ، متسائلا مستفسرا …. و #هبلتايم !

عموما الطواف على هؤلاء سيصيبك بالإرباك ، ويجعل عقله يطيش ويخرج صائحا كالقذافي : من أنتم !!!!

تعالوا نبتعد ، وفي ذات الوقت نقترب ، بين القرنين السابع عشر والثامن عشر بدأت الإمبراطورية العظمى في ذاك الوقت ، بريطانيا في رسم ملامح اغلب حدود العالم المتعارف عليها اليوم ، باتفاقيات موثقة ومعمدة ، واستمر ذلك الرسم الى بداية القرن العشرين ، جاءت الحربين الأولى والثانية ، وبرزت اتفاقيات عدة تغير الخارطة السابقة ، ومنها سايكس بيكو التي رسمت حدود العراق والشام وتركيا ،حيث لم يكن لرسم ملامح كل العالم العربي بل فقط جزءا من الشرق الأوسط ، وفي ذات الوقت برزت خمس قوى تحكم العالم بصورة واضحة وهي التي ارست ملامح الأمم المتحدة ومجلس الامن هي :

 

الولايات المتحدة ، المملكة المتحدة ، فرنسا ، الاتحاد السوفيتي (الاتحاد الروسي )، وفرنسا ….

سنوات قليلة تحولت القوى الخمسة الى محورين :

  • محور تقوده أمريكا
  • محور تقوده روسيا السوفيتية

وحرب بين استراتيجيتين التغلغل والاقتناص ، ولفترة برز الروس بقوة في سياسة الاقتناص ومعها الصين ،الا ان السياسة الأقوى هي التغلغل ، وانتهت حقبة المحورين ، بسقوط السوفيت، وبدا ان العالم يعود لصورة القوى الكبرى تحت قيادة واحدة ، الا ان هذا لم يستمر طويلا ، فمحور روسيا استفاد من استراتيجية الاقتناص ، ونهض بقوة حيث مزج بين السياستين الاقتناص والتغلغل …

تفجرت ازمة صنعتها أمريكا باحتلال العراق ، ولم يكن الاحتلال المشكلة ، بل تسريح الجيش والامن العراقي ، نحن هنا نتحدث عن قوة مدربة بعدد مليوني فرد ، هذا الجيش لم يشكله صدام حسين ، صحيح أنه صنع عقيدته القتالية، هذا الجيش تشكل كقوة نظامية من عشرينيات القرن العشرين ، جيش نظامي مدرب خاض عددا من الحروب ، الشعور بخطر هذا الفعل صرح به الملك الحسين بن طلال والرئيس السابق حسني أن هذا الجيش سيتحول لقوة تدميرية ، ، سينضوي تحت تنظيم ليس لأحد قوة بمقارعته ، لا احد يظن ان أمريكا من الغباء حتى لا تفهم ولا تعي هذا، ربما كانت تعد لما عرف لدينا بالفوضى الخلاقة ، ولا احد يزعم ان القضية كانت سنة وشيعة ، باختصار لم يكن الجيش العراقي سني او شيعي كان جيش العراق وفقط ، ولو نظرنا  للقائمة الخمسين المطلوبة من أمريكا من فريق صدام حسين تجد ان 37 شخصا منهم ينتسبون للشيعة ، صدام لم يحارب الشيعة ولم يقارب السنة ، صدام لا يعترف الا بالعراقي ، صدام كان ديكتاتوا عادلا في توزيع الظلم …. ماحدث جعل عددا من قادة العرب يفهم الفخ ، فحسني بدأ في توطيد الجيش في السياسة ، وتعميق علاقته بالإدارة الامريكية ، صالح بدأ يشكل جيشا مرتبطا بقوى سياسية جديدة ، وربط علاقته بامريكا بقوة ، الأسد عمق قواعد الجيش في الدولة ، القذافي لم يهتم للأمر لأنه يخاف تكوين قيادات جيش قوية فتنقلب عليه …. هكذا العالم بدأ يتحرك نحو افق مختلف .. هكذا ما بدا !!!

الا ان الخليج العربي لم يع الدرس جيدا ، ربما ، خوف القيادة في الخليج على ذهاب السلطة التي هم عليها من القرن التاسع عشر ، فبدأ التفكير في اتجاه آخر ، هو التخلص من أي قوة تهدد امن الخليج … هذا ما بدأ … وهذا ما فهمناه .. ربما !!!

الا ان العالم مازال تحت افتصاد الدولار، وبرزت خطورة هذا الاقتصاد مع الازمة المالية التي تفجرت قنبلتها الموقوتة مع العام 2008 وتأثير احداثها ذاق منه الجميع وعلى رأس القائمة دول الخليج العربي…فدق ناقوس الخطر !

الا ان الدول الكبرى تعتمد على اقتصاد الموارد ، وفي محاولة للسيطرة على اهم الموارد ، ومع نمو اقتصادات الموارد في الجنوب الشرقي الصين الهند ، اصبح الشمال الغربي مهددا ،التعليم يتطور بقوة في الجنوب الشرقي ، ويضعف في الشمال الغربي ، شمال غربي ينمو فيه كبار السن عددا ، وجنوب شرقي ينمو فيه الشباب عددا ،اذن لابد من رسم خريطة الموارد من جديد ، المانيا سعت مع فرنسا  لبسط تغلغلها في اوربا ، واكتملت في صورة  الاتحاد الاوربي، في المقابل جاءت تركيا لأخذ المبادرة في الشرق الأوسط ، مع غياب أي دور عربي في ذلك ، وبرزت ايران في الساحة بقوة آخذة سياسة الاقتناص تواجه به سياسة التغلغل التركي البطيء ،وكأننا نرى تركيا تمثل أمريكا ، وايران تمثل روسيا ، رغم ان يقال الان ان هذا ليس صحيحا بالضرورة بالمطلق .

جاءت احداث تونس ديسمبر 2010 ، وكانت صدمة للجميع ، رغم ان جزءا منها متوقعا الا انها جاءت في وقت سريع وغير مدروس، وتصرف بن علي السريع في الفرار انقذ تونس من الغرق في التدخل الفرنسي العسكري ، هذا صدم فرنسا بل اربكها ، فاجأ أمريكا ، الا ان سياسة ردة الفعل معدة فلابد من التدخل الهادئ سياسة التغلغل  ، المفاجأة جعلت جميع القوى وخاصة في الخليج تتداعى لسرعة انقاذا الموقف السياسي ، أحداث مصر تسارعت الاحداث ، الا ان الجيش المصري الذي تعلم الدرس بسرعة ، تصرف بأسرع مما هو متوقع ، وبدأ في السيطرة على الموقف ، وبهدووووء ، تبعتها احداث  اليمن ، والتركيز على الشام جبهة أخرى كانت تحت الرماد بعد 2008  انها حرب الطاقة ، بوضوح بين أمريكا واروبا من جهة وروسيا والصين من جهة أخرى ، وتعود قصة البلقان الى المشهد التي فجرت الحربين العالمية الأولى والثانية ، وتم اشعال الجرب في سوريا والتي لن ولم تكن هناك انتفاضة قادرة على الانتصار فيها على النظام بالمطلق ، مثلها مثل بقية الجمهوريات العربية ، الا ان اضعاف النظام هدفا ، لهذا عبثت جميع الدول في محاولة لكسر قوة النظام ، وكما حدث في أفغانستان تحولت فصائل المقاومة ضد النظام الى فصائل متناحرة بينها البين ، وفجأة برزت قوة تسيطر على الأرض وترسم ملامحا جديدا تغير من اتفاقيات الحدود أنها #داعش ، قوة ليست عادية جعل الجميع يتساءل عن حجم التمويل الضخم الذي يمتلكه تنظيم وليد ، الاعجب من ذلك انتشاره وبسطه على الأرض ، تخيل ان فيلق به مئتين فرد من #داعش وهو يمتلك أسلحة يدوية ، يهزم 4 كتائب من الجيش الوطني العراقي المستجد المكون من قرابة 20 الف فرد ، ويستولي على كامل عتادهم الحديث جدا في اقل من 24 ساعة ، إما اننا نتحدث عن أفلام خيال علمي ، او اننا امام اتفاق مسبق ، او ان المئتين فرد تلقوا تدريبا في اعلى المستويات ، من ذا الذي دربهم ؟ ومتى ؟ ، هل يعقل اننا نتحدث عن جنود جيش العراق المنحل ، اليوم نحن نتحدث عن قوة عسكرية لداعش تفوق الستين الف فرد .

بدا ان الأمور تسير في مصر الى الامام ، بصورة تختلف عن التوقعات، وفجأة انقلب الجيش على الرئيس المصري السابق مرسي ، وببساطة لم يحرك احد ساكنا في دعم #شرعية_مرسي ، وبكل بساطة لان هذا الرجل يمثل فئة غير مقبولة لا من الخليج ولا من الغرب ، ليس هذا فقط ، وانما كان مرسي يفتقد للتجربة السياسية في الحكم ، ولهذا يمكن القول اننا امام جهل سياسي مدقع … هذا من جهة ومن جهة أخرى أن أي تدخل في شأن دولة تعترض نخبتها وعلى رأسها الجيش على قيادة مرسي ، وبالتالي أي تدخل خارجي سيؤدي الى حرب أهلية حمراء ، تدك الأخضر واليابس في أمة التسعين مليون نسمة ، لن يسلم من نيرانه كل من يتدخل في هذا الامر ، حتى يمكنك فعل ذلك انت بحاجة لجيش احتلال كامل لتغيير المشهد في مصر ، وبالتالي نعيد تجربة أفغانستان في القرن التاسع عشر والاحتلال البريطاني المباشر لتثبيت الملك الشرعي المنقلب عليه … ولا توجد دولة أصلا تمتلك ما كان لبريطانيا في زمانها اليوم .

هذه الحالة المصرية الناجحة  سعت  قوى خليجية ودولية لتطبيقها في ليبيا ، ثم في اليمن ، وفشلت بكل بساطة ، لان الوضع الليبي خرج عن السيطرة ، ليس هناك جيش يمكن الاعتماد عليه في ليبيا ، رغم انهم احضروا قائدا عسكريا ومد بالعدة والعتاد ، في المقابل هو سيواجه جيوشا في الساحة، تم اطلاقه من العالم كله عندما سلح كل قبائل ليبيا ، فاصبح خلق التوازنات هو الحل ، ودعم قوة دون أخرى هو سيد الموقف ، ولذا لابد من حلحلة المشهد الليبي وفورا .

في اليمن لم يبرز أي شخص سياسي او عسكري قادر على ان يحمل تلك الراية ، فحتى الرئيس الشرعي ،كان غائبا عن المشهد بل عجز او تعاجز عن الاستفادة من إمكانات الدولة التي سلمت له ، فسعت قوى اخرى لإبراز شخصية وزير الدفاع لينفذ الدور ، الا انه لم يكن جاهزا أو لا يستطيع  ، ولان اللاعب الخليجي والسعودي تحديدا كان بطيء التصرف، وبعيدا عن فهم المشهد اليمني  ، بدأ اللاعب الإيراني ومعه لاعبون من دول الخليج  في التحرك ، يدعم فصيل من الحراك في الجنوب ، والحوثي في الشمال ،صحيح ان الدعم الحوثي من ايران بدأ من 2002 ، الا انه لم يكن كما برز مع العام 2007 ، صحيح حاربه الرئيس السابق الا انه لم ينهه ، ابقى الامر معلقا ، أراد ان يستفيد من جميع اللاعبين، في العام 2009 توجه الدعم لفصيل من الحراك الجنوبي ، الا ان فصيل الحراك فشل في تحركه رغم انه تحرك و بدا ان يسيطر على المشهد  في عدة احداث منها 2012 وفي 2013 عدن،فشله يعود باختصار لتعدد مرجعياته وضعف رؤيته ، ومازال يعيش اغلب قياداته في احداث الستينيات من القرن الماضي ، طبعا اضف لذلك الضغط الخليجي السعودي تحديدا على قياداته والتي كانت لها مصالح في الخليج ، لماذا قبلت قيادات الفصيل الحراكي بذلك ؟ لانها تريد ان تحكم وباي شكل كان . ولو على خراب مالطة …….

العكس في شمال الشمال كانت المرجعية واضحة ، رغم ان الرؤية لم تكن مكتملة ، حصل الحوثي في الشمال على دعم غير مباشر من السلطة ومن حولها ، لم يحدث ان حصل على دعم من هذا النوع من قبل ، دعم دولة كانت تحاربه ، اضف الى ذلك دعم غير مباشر سياسي واقتصادي من عدة دول عربية خليجية واجنبية ، وهذا امر طبيعي في آليات التدخل السياسي في الدول حيث توجه دول ما دعمها لفصائل ما في دولة ما للسيطرة على شئونها السياسية وبعدها الاقتصادية ، فالكلام عن دولة ذات سيادة مستقلة كاملة تماما أمر مستحيل بالمطلق الا انه قد يوجد في دول مغلقة على العالم مثل كوريا الشمالية ، او كوبا سابقا  ، في المقابل  حصل فصيل الحراك على نفس الدعم غير المباشر من الدولة  ، ليس هناك صورة لماذا فعلت سلطة الدولة  ذلك ؟ ….  مجبرة ام مسيرة … ربما تعرف أجيال بعدنا الحكاية … الا ان الدولة  سهلت ومكنت الحوثي من دخول صنعاء والوصول الى السلطة  … هنا لم يقم الحوثي بانقلاب كامل على السلطة ، بل تمرد وسيطرة على السلطة ذاتها ، أهي من نقص رؤية ، أم لان الاتفاق كان يوجب هذا ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!

 

وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز غفر الله له ، واستلام الراية بيد سلمان ، ابرز أمورا كأنها كانت غائبة عن الملك عبدالله ، هكذا يقال ، وكأن صانع نهضة المملكة الذي تفرغ لشئون المملكة الداخلية ، لم يلتفت لما يحدث من متغيرات خارجية تمس أمن المملكة ، فالسعودية بوضوح صارت واقعة في كماشة كبيرة على الحدود ، فالرمادي في العراق بدا ان #داعش تسيطر عليها ، وان حصل فلم يبق الا دخول المملكة ، واليمن الان تحت يد الحوثي الذي يعلن معاداته للنظام في المملكة ، بدأ الملك سلمان في النظر الى الخارج والتركيز على إعادة الهيبة لمكانة المملكة ، هذا ما فهم لنا ، وبدأ يرسم تحالفات تبدو في الوهلة الأولى انها مختلفة عن سابقيه ، الا انه اعتمد سياسة الفعل دون دراسة لردة الفعل ، وبصورة سريعة وضعت اليمن تحت البند السابع ، أي تحت الوصاية الدولة ، وتلقائيا الوصاية تنتقل لأصحاب المبادرة الخليجية ،والتي تقودها السعودية ، فصارت المملكة هي الوصية على اليمن بصورة غير معلنة أو مباشرة بموجب القرار البند السابع .

يغادر الرئيس هادي الى عدن بمعية ومعرفة وطلب المندوب الاممي ، فجأة يتبعه الحوثي بعدد لا يزيد بضع مئات ، وبلا أي مقاومة من حدود عدن ابين ولا لحج ويفرض سيطرته على عدن ،ويفر الرئيس هادي ، ويهجم على مؤسسات ومعسكرات الدولة أصحاب الفيد والغنائم وكأن القصة مرسومة واهانة لعدن بالتحديد وأهلها ، هنا بدا المشهد انتهى …

في  مساء ذلك اليوم 26 مارس يعلن الملك سلمان التحالف العربي ، وتدك طائرات التحالف ، مطارات ومعسكرات اليمن ، في عرف بمساندة الشرعية اليمنية ، فيما اعتبره المتمردون على هادي عدونا الا انه عدون شرعي حيث برر ذلك بطلب الرئيس هادي ، طبعا والاساس هو الوصاية على اليمن بناء على البند السابع ….

مشكلة واجهها الحوثي عبر هذا التدخل سمه عدوانا شرعيا ، ان له حاضنة شعبية لا يستهان بها في الأرض اليمنية … في المقابل هذه الحاضنة الشعبية كانت تزيد عن 90 % في بداية التدخل ، انخفضت الى اقل من الربع مع تأخر الحسم من جهة ، فالطيران كان يقدم في الأرض اعدادا كبيرة من الضحايا المدنيين ، يدمر فعلا البنية التحتية اليمنية ، هذا بارز بوضوح في كل ضربات التحالف من عدن الى صعدة ، الإشكالية هنا هو انكار التحالف للخطأ نهائيا ، وهذا يجعل نيته غير سليمة … فالكل كان سيقدر ذلك ، لانه يعرف ان اغلب بل كل الضربات تأتي احداثياتها من افراد يمنيين من الداخل او الخارج ، فالاعتذار عن الخطأ وتجنبه وعدم تكراره عامل يسهم في قبوله ، الا ان هذا لم يحدث ، والمتحدث لقوات التحالف كان يزمر بالدان ويذكرنا بالمتحدث عن قوات التحالف على العراق في 2003 ، ولن ننسى بالتأكيد الصحاف .

الطيران لا يقدم نصرا بل نيرانا ، والنصر لا يصنعه الا من يتحرك في الأرض ، تتكرر قصة التحالف الدولى على داعش ، فالطيران الدولي يسقط نيرانه ، وداعش تتقدم في الأرض ،برز ان المشهد خطير جدا ، فكان لابد من نصر على الأرض ، فكان ذلك في عدن ، بطلب مباشر من بحاح بعدما توجه للأمارات، فكانت الامارات هي التي عزمت التدخل في الأرض ، لماذا بالتحديد ؟ لا نعلم الان ! …

في المقابل اعلن الحوثي عن الخيارات الاستراتيجية ، والتي لم ولن نفهم مغزاها بداية كانت اشبه بنكتة فارغة ، الا انها تحوي عمليات سرية تتعلق بالاتي ، جر التحالف لحرب استنزاف طويلة ، عدم التركيز على المحافظات الجنوبية ، تركيز الجهد على الحدود السعودية ، إعادة توزيع القوى في الأرض، تضليل وتغيير المعلومات لعدم فضح تواجد الأسلحة والذخائر البالستية ، فلن نستغرب عنما نعرف ان جزءا من الاحداثيات الكثيرة لطيران التحالف كانت تأتي بصورة غير مباشرة عبر معلومات مزورة من الجيش المتمرد على هادي  ، وأخيرا البحث عن البدائل لبقاء التمويل الحربي خاصة ان لا احد  سيدعمه من الداخل او الخارج  فعليا أما خوفا او كرها .

تم الاحتفاء بالنصر في عدن ، وبرز ان الأمور تتقدم في الأرض ، الا ان الامر بعيد عن ذلك ، وكما ذكرت سابقا ، الحسم في الأرض يحتاج بصورة مباشرة الى قوة احتلال ، لماذا ؟

لان قوة الاحتلال تتكفل بأمرين ، التخلص من العدو ، ثانيا فرض الامن ، ولان القوة التي نزلت هي قوة حربية مشتركة ، فما كان لهم ان يتدخلوا في الجانب الأمني ، فالجندي يقدس الامر العسكري ، وهنا ليس لديه امر بالتدخل في هذا الامر حتى وان شاهد قاتلا يقتل شخصا امامه ، ويمكنه منع الجريمة فلن يفعل ، لن يفعل ، لو سيطرت مجموعة مسلحة على موقع خاص ويمكنه منعهم فلن يفعل ، لأنه ببساطة لم يتلق الامر بذلك ، دوره محدد في اطار محدد ليس اكثر …

سعت السطلة في عدن الى اتخاذ إجراءات امنية ، هذا الإجراءات ان كانت عامة فهي صحية ، وان خصت فهي مرض وعصبية ، الا ان الخفايا الكثير حول ما حدث وما يحدث هناك لم يتضح بعد ، فمثلا القوة الأمنية المنشرة في المناطق الأكثر امنا مثل حضرموت هي من الحرس الجمهوري والقوات الخاصة ، والتي ينقل لنا انها توالي صالح ، ومسايرة للأمر قالوا بل أعلنت الولاء للشرعية ، والسؤال هو هل شرعية هادي ؟ ام شرعية الدولة ؟

في المقابل خسرت بعض دول الخليج جنودا في الأرض ، الا ان الامارات عظمت من ذلك الحدث .

نعم … ! أي مقاتل جاء هو اما قاتل او مقتول ، فأمر طبيعي ان يقتل في ارض المعركة ، هو لم يأت للاستجمام …. الامارات ارادت ان تعظم دور الجيش الوطني ، ورفع القيمة الوطنية في مواطني الدولة ، انها فرصة لن تتكرر يوميا ، لإظهار قيمة الوطن والولاء له وللجيش الوطني ولقادة الجيش الوطني حكام الامارات  … الم ابرزه الان فلن ابرزه ابدا …..!!!!

فعليا في المشهد اليمني المعقد جدا ، الحكومة الشرعية موزعة بين عدن والخليج ، والقائمون بأعمالها والذين يعملون ضمن اطار الحكومة الشرعية هم في صنعاء وتحت وصاية الحوثي ، وبالتالي ليس هناك مشكلة في الاعتراف بالشرعية أصلا !!!!  الإشكالية اذن في تحديد الشرعية أهي في شخصية الرئيس هادي ؟؟  حيث هادي هو رئيس انتقالي هذا من جهة وليس ملكا وهذا من جهة أخرى ، وهو أصلا قد انهى فعليا فترته الانتقالية وهذا من جهة ثالثة ، وان التمديد له تم بموجب اتفاق الأحزاب السياسة التي شاركت في الحوار الوطني وهذا رابعا ، وبالتالي يمكن لهذه الأحزاب ان تقرر الصورة الشرعية التي ترسم المرحلة النهائية قبل الانتخابات ….واذن فلا يهم شرعية الشخص المهم شرعية الدولة ..

عدا ذلك فالمملكة العربية السعودية في ظني انها ورطت في الحرب عبر معلومات استخباراتية كاذبة ، لجرها لهذا الحرب ، فبعد قرابة العشرة اشهر في قوة تمتلك افضل الإمكانات العسكرية في العالم ، أما فصيل في  دولة ضعيفة وفقيرة … فكيف بها اذا دخلت حربا مباشرة مع ايران ؟؟؟ ، المشهد غير مريح للقادة في المملكة ، ومن جهة أخرى التدخل الروسي لدعم الشرعية في سوريا ، فالنيران الروسية تبعها تقدم على الأرض من جيش النظام السوري ، التي تقف المملكة ضده على طول الخط … هذا اربك المشهد لما رسمته المملكة وما ظنه الملك سلمان ، حتى وان قال وزير خارجيته انه سيتدخل عسكريا في المشهد السوري ، فما حدث في اليمن يجعله غير قادر على ذلك ، فصار لابد له من التنازل ، وهذا ما حدث في قبول للرئيس بشار في مرحلة انتقالية ، وهذا اهم مخرجات اجتماع الرياض حول سوريا ، والذي تأخر كثيرة عن وقته ، فالفعل السياسي له وقت ومكان ، كلما تأخر صارت هناك تنازلات اكبر  !!

بدا ان الحسم العسكري في اليمن امر مستحيل بدون احتلال مباشر وعلني ، وهذا غير وارد ، وبالتالي الوصول الى اتفاق سياسي يعيد منصة روح الاخوة واحترام الجيرة هو الحل  الفعلي ، و كانت سلطنة عمان هي الباب الخلفي للوصول الى منصة اتفاق قادم ، ترتسم ملامحه قريبا ، ما الذي سيزعج في هذا الاتفاق ؟؟؟

هناك امر آخر صنعته وسائل الاعلام الغبية مع او ضد التحالف صنعت ثغرة أخلاقية في النسيج الاجتماعي ، صنعت شرخا يحتاج الى جهد لترميمه ….الا ان هذا ليس بالمستحيل …. فقط نحتاج الى #اعادة_نظر .

أن الصراعات اليوم في عالمنا العربي او الإسلامي ، انما هي صراعات سياسية البست لباس الدين ، والدين منها بريء ، كلهم يقاتل لأعلاء الحق ، ليس منهم احد على الحق ولا احد على الباطل ، انما هو صراع الساسة ، تفننوا في الباسه لباس الدين ، فجهلونا لأننا قبلنا ذلك ، لا اخص بكلامي عامة الناس ، الا انني احدثكم أيها النخبة المثقفة التي قبلت ان تجعل العامة وقودا لنيران الساسة . هي ليست حكرا علينا هكذا اوربا الحديثة ولدت بعد صراع طويل جدا ، الا اننا لم نتعلم الدرس ، ومازلنا نحبوا في اسفل الدرج ، ان قبلنا انها مؤامرتهم ، فقد قلنا أننا عبيد لهم ، لان من يتآمر يحتاج الى من ينفذ مؤامرته من الداخل ، فالمتآمر مثل الشيطان يرفض من استجاب له ، لأنه لا يملك القدرة علينا… قال تعالى في سورة إبراهيم  :

(وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ )

حقيقة يجب ان نقف وقفة صارمة امام المنقول الثقافي القديم ، الذي وضع كلام البشر موضع التقديس ، ، لا يعبر الا عما ادركه أولئك النفر من الناس في زمانهم ، وهذا يقال عن المنقول السني او الشيعي ، وهذا كما يقوله الدكتور كمال شاهين مدير مركز تطوير الفقه الإسلامي ، مجرد وقت …..

نعم مجرد وقت حتى نقول ان هذا المنقول هو تعبير بشري عما ادركه نفر من الناس في زمن محدد يستحق ان ننقده ، نقبل منه ما صلح ونرفض منه ما خرب .

وعلينا ان نعي تماما ان العلم البشري علم تكاملي تراكمي تفاضلي : العلوم ملكا للإنسانية جميعا وحقوقها محفوظة لكل البشر، هذا هو التكامل.  وهي نتاج عن تراكم التجربة والخطأ, وتدفق المعرفة, والتطور الحضاري، هذا هو التراكم.  والعلوم نتيجة عن نقاشات, وحوارات، وانتقادات, ورفض وقبول، ومشكلة واحتياج ، وهذا هو التفاضل .

لنعبر باختصار اننا بشر نصيب ونخطي ، فما حسن من فعلنا او قولنا سن به وما ساء رميناه في عمق البحر ، وماصلح لزمان لا يصلح لزمان غيره ….

وتذكروا جيدا ان الامل مصدره الايمان ….

طيب الله ايامكم واصلح حالكم وجعل البسمة تضيء حياتكم ، والامل يدق بابكم …

وابعدكم عن كوابيس الأحزان والهموم

وعسى لنا لقاء ان شاء الله تعالى

محبتي

احمد مبارك بشير

15 ديسمبر 2016

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.