المملكة ! (المملكة العربية السعودية)

 

 

المملكة

 

أغيب كالعادة واعود اليكم ..عود أحمد ..

شكرا اذن لي لعودتي ..

عن ماذا سأتحدث ؟؟

بالتأكيد انا لن احدثكم عن فيلم المملكة أو ذا كينغدوم (The Kingdom) الذي صدر في العام 2007 تم تصوير الجزء الأكبر من مشاهد الفيلم في ولاية اريزونا الامريكية، كما تم تصوير جزء من مشاهده في الإمارات العربية المتحدة ولم يتم تصوير أي مشاهد في المملكة ، ولمن يعرف المملكة ستعرف أنه لم يستطع القائمون على الفيلم خلق اجواء دقيقة عن المملكة..

تدور قصة الفيلم حول فريق من ال FBI يتم ارساله للسعودية من اجل التحقيق في تفجيرات الرياض عام 2003 وقد منع عرض الفيلم في عدد من الدول العربية.

فلم رائع كأفلام هوليود التي تعرفونها عن الأكشن، رغم أن الفلم حاول أن يرسم بحسب مؤلفه ومخرجه صورة عن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية لكن كما أراه وكثير من النقاد كان متحيزًا ضد السعودية.

تحدثت عن الفلم مرورا به لكن حديثي اليوم عن المملكة العربية السعودية ،في اطار الاختلافات والانتقادات التي توجه ضد المملكة أحببت ان انظر الى المملكة من خلال تاريخها ، لست هنا ضد أو مع بل باحث عن الحقيقة لأظهرها لكم …

ولكي أكون أكثر وضوحا أنا أحد المعجبين بتاريخ هذه الدولة التي يمتد عمرها من القرن الثامن عشر، أي أننا نتحدث عن تاريخ قريب من الثلاثمئة سنة تقريبا.

لماذا المملكة ؟

السبب الأساسي دورها اليوم في الأحداث في جمهوريات الربيع العربي…هذا أولاً

وثانياً لأنها المملكة العربية السعودية ذات المليوني كيلو متر مربع تقريبا ، هي ثاني احتياطي نفطي في العالم وسادس احتياطي للغاز الطبيعي في العالم وخامس أكبر مساهم في صندوق النقد الدولي وكذا في البنك الدولي، ولذا هي تمتلك حق الفيتو في النقد الدولية والبنك الدولي ، هي أحد أكبر اقتصادات العالم تأتي في الرتبة التاسعة عشرة في اقتصادات العالم .

المملكة العربية السعودية دولة شبه مستقرة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً …. وكأي دولة في العالم لها من ينتقدها ولها من يمدحها … فهل ناقدوها أكثر أم مادحوها؟؟؟

23 سبتمبر 1932 م الموافق 22 جمادي الأولى 1351هـ في صحيفة أم القرى الرسمية في العدد 406 تم إعلان اسم المملكة العربية السعودية لأول مرة واعتبر هذا اليوم هو اليوم الوطني وجاء في نص المرسوم الملكي :

( أنه نزولاً على رغبة الرأي العام في بلادنا وحباً في توحيد أجزاء هذه المملكة العربية السعودية فقد تم الموافقة على هذا الاقتراح )

اقتراح ..نعم كان اقتراحاً بتحويل اسم مملكة نجد والحجاز وملحقاتها إلى اسم المملكة العربية السعودية ولم يكن قراراً من الملك ..كيف تم ذلك؟

في الطائف وللطائف دور حيوي في سياسات المملكة ، المهم في الطائف في يوم 12 جمادي الأولى 13 سبتمبر 1932 اجتمع كبار الاعيان والعلماء في منزل الشيخ عبدالله الفضل وبدأوا في تناول اسم المملكة الطويل (مملكة نجد والحجاز وملحقاتها ) وبعد توحيد الأجزاء المختلفة تحت لواء الملك عبد العزيز لابد من وضع اسم للمملكة الوليدة ، وبعد التداولات وصلوا لهذا الاسم ، وتم ارسال المقترح لعدد من المدن الرئيسية لأخذ الرأي من الاعيان والعلماء ، فتمت الموافقة بأغلبية ، ومن ثم تم تقديم المقترح للملك عبد العزيز الذي تجاوب مع المقترح واصدر به مرسوماً ملكيا تم نشره في الصحيفة الرسمية ومن ذلك اليوم ولدت المملكة العربية السعودية … لكن هذه الوالدة لم تكن فجأة ولم تكن ولادة سهلة ، ولم تكن زراعة في قلب الجزيرة بل من أصل تلك الجزيرة ومن جذورها العريقة …

 

لنتعرف على القصة نعود للبداية الأولى في العام 1740م  ، حين قرر الامام محمد بن عبدالوهاب التحرك من قريته العينية التي تقع اليوم ضمن محافظة الدرعية في المملكة وهي تبعد عن وسط مدينة الرياض 50 كيلومتر …

قرر الامام محمد بن عبد الوهاب صاحب الدعوة الإصلاحية ضد البدع التي انتشرت في تلك المنطقة في ذلك الوقت ، قرر الرحيل عن قريته التي كان يدعمه فيها الأمير عثمان التميمي ،بطلب من الأمير نفسه خوفاً على حياته من المتربصين به وخاصة وهو يحرض ضد الأضرحة المنتشرة في بعض تلك المناطق ..

رحل الامام من قريته وتوجه الى مدينة الدرعية عاصمة إمارة آل مقرن وكان يحكمها في ذلك الوقت الامير محمد بن سعود آل مقرن ، وكان اللقاء ..حيث كان الامام محمد بن عبد الوهاب يثق تماما بعبارة الخليفة عثمان بن عفان “رضي الله عنه ” :

(إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن )

لذا توجه للأمير، ولتدين الأمير وتقربه لله تعلق بأفكار الشيخ ورأى فيها بذور أولى لتوحيد الجزيرة في دولة تحكم بشرع الله تعالى ، وبدأت ثورة الأمير محمد بن سعود لتوحيد أجزاء البلاد ، الأمير محمد فارس ومحارب ومقاتل وقائد بارع ، استطاع جمع قوة من القبائل التي دعمته وصارت جزءا من قواته ضم الرياض ثم اخضع الاحساء ، ودخل معارك مع شريف مكة حتى قبل الشريف بدخول معاهدة سلام مع الأمير وصلت قواته الى كربلاء والنجف الشريف ، وهدم ضريح الامام علي كرم الله وجهه ، وهذه الخطوة كانت سببا في اغتياله من قبل رجل من الشيعة في 1803 م .. ولتطوى صفحة الأمير محمد لكن لم تنته حكاية آل سعود .

تولى حكم الامارة بعد وفاة الاب الأمير سعود بن محمد المعروف بسعود الكبير ، اكمل سعود الكبير حلم والده في توحيد أجزاء الجزيرة ، وضم المدينة  المنورة ثم بدأ في غزو مكة لضمها وفي كل مدينة يحل بها يدمر الاضرحة التي فيها ، مع اقترابه لدخول مكة واضطراب حج العام 1811م ، طلبت حكومة الخلافة من سلطان مصر محمد علي باشا التدخل لنزع الفتنة في امارة الحجاز بعد ان استنجد بهم شريف مكة ، ضد مملكة نجد ، هنا أرسل محمد باشا طوسون باشا على رأس مقاتلين لوقف توسع سعود الكبير ، وبالفعل اخرج طوسون باشا سعود الكبير من مكة والمدينة .. ولم يستمر سعود الكبير في المقاومة بعد ان أصابه المرض وتوفي في العام 1814 م .

تولى ابنه عبدالله بن سعود الكبير الحكم وعاد للحرب التي توقفت هنيهة من الزمن ، دخل المعارك ضد إبراهيم باشا الذي خلف طوسون في حكم الحجاز ، وجاءت أوامر محمد علي باشا لإبراهيم بتدمير قوة الأمير عبدالله واسره وتسليمه للباب العالي في إسطنبول لمحاكمته .

بدأت المعركة وتبارى المتبارزان في الذكاء الحربي، وزع الأمير عبدالله قواته في القرى لأرباك إبراهيم باشا، لكن القائد العسكري فهم اللعبة فوزع قواته هو ايضاً وضرب بقوة كل القرى في وقت واحد ، واستطاع ان يدخل مدينة الدرعية ويدمر قصر الأمير ويأسره ويسلمه مع قادته وأسرته الى مصر ومنها الى البابا العالي في إسطنبول ، وبعد المحاكمة تم الامر بإعدام الأمير عبدالله بن سعود الكبير بتهمة الافساد في الأرض … وتم فك اسر بقية الاسرة .

ولأن الفكرة ذات المبادئ والقيم الكبيرة لا تموت، ولا تقتلها الحروب بل تقويها … وهذا الدرس ربما يغيب عن حكام اليوم …لن تلغي أحداً بالقوة.. ولن تموت فكرة ذات مبادئ بالقوة… فالقوة لا تصنع حقاً وأن ظهرت، بل الحق يصنع قوة وأن خفت …

ولذا لم تنته حكاية آل سعود …

وصل للحكم في امارة الدرعية الأمير تركي بن عبدالله بن محمد عم الأمير عبدالله بن سعود الكبير ،وأعاد توحيد القبائل في امارة نجد على نفس مبادئ سلفه في العام 1820م ، لكنه اعترف بسلطة إبراهيم باشا عليه كتبعية هذه الامارة لسلطة إبراهيم باشا …

لم يستمر الحال طويلاً حيث اغتاله مشاري بن عبدالرحمن ابن اخته طمعاً في الحكم …

تدارك ابنه فيصل الحكم وبمساندة من آل رشيد حكام امارة جبل رشيد في حائل تم ملاحقة مشاري وهو ابن عمته وقتله ..

في نفس الوقت وصلت حملة من محمد علي باشا بقيادة الأمير خالد بن سعود الكبير الذي خان عائلته بانضمامه لصف محمد باشا،وصل الأمير على رأس حملة من مصر وبأمر من الباشا تولى الأمير حكم امارة نجد، وتم اسر الأمير فيصل وارساله لمصر.

تم تهريب الأمير فيصل من قبل افراد من آل عتيبه واعادوه للرياض ، وكان الناس سنده لانهم اعتبروا الأمير خالد خان العهد لعائلته ولناسه ، وعاد  فيصل بن تركي بن محمد بن سعود الكبير الى الحكم ليكمل فكرة توحيد الأرض ، واستمرت المعركة وعمل على مصالحة الباشا في مصر وتفرغ في توحيد اركان الدولة ….

التوسع الكبير سبب خطراً وتهديداً على مصالح الانجليز في المنطقة وخاصة على الامارات الصغيرة قطر والبحرين ومشيخات الخليج .. وعمدت بريطانيا العظمى لتثبيت قواعده بوثيقة 1868 تعلن فيها محمياتها في الخليج قطر والبحرين والمشيخات (الامارات العربية اليوم) وسلطنة عمان ، ومحمياتها في امارة جازان وعسير ومحميات عدن .. كل حكام هذه المحميات ليسوا متفرغين للقتال فهم رجال تجارة لا فروسية …

تولى الحكم بعد فيصل سعود بن فيصل وتولى بعد فيصل عبدالرحمن بن فيصل ، ونشبت خلافات حادة في العائلة وانضم آل رشيد مع أطراف دون أطراف وكلهم اتفقوا ضد الأمير عبدالرحمن والذي تم ترحيله ونفيه الى الكويت 1891

وتوقف التوسع مؤقتاً … وغابات أحلام السلف كما ظن الناس

لم يعلموا حينها أن شابا سيأتي هو الأمير عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن فيصل آل سعود ، عام 1902م عاد ذلك الشاب العشريني ليعود إلى الرياض وليبدأ في تجديد حلم سلفه …

أوضاع مضطربة في العالم، وضعف الخلافة العثمانية ، ومشهداً بدأ صغيراً لكنه كبير ، يتحرك الشاب الأمير بقوة لتوحيد منطقة الجزيرة ، بسرعة جعلت من بيرس كوكس سياسي بريطاني أن يشير لحكومة الدولة العظمى بإنشاء علاقة مع الأمير ، لم تلتفت الدولة العظمى في البداية لهذه النصيحة ، لكن مع تهديد متزايد لحملة الأمير الشاب ، جعلتهم يضعون معه اتفاقية صداقة مع الملك ملك نجد الامام عبدالعزيز بن عبدالرحمن في العام 1915م عرفت باتفاقية دارين .. وجاء من نصوصها أن يحترم بن سعود الامارات والمشيخات الخاضعة للحماية البريطانية وهي الكويت وقطر وعمان والبحرين وجازان وعسير ومحميات عدن ، وبناء على هذا تعتبر مملكة نجد محمية بريطانية أيضاً .

ضغطت الاتفاقية على أحلام الملك المؤسس لكنه توسع في ضم الاحساء وحائل وتخلص من حكامها آل رشيد 1922 م ، ومع نهاية الحرب العالمية الأولى وانهيار دولة الخلافة .. أعلن شريف الحجاز الشريف حسين نفسه ملكا للعرب وخليفة للمسلمين ، وظناً منه أنه سيجد الدعم من الدولة العظمى ، لكنها انشغلت عنه بسبب خسائر ما بعد الحرب وبدأت في تقسيم الكعكة العثمانية ، استغل هذا الوضع الملك عبدالعزيز وغزا الحجاز وضمها اليه ورحل عنها الشريف وأهله في العام 1925م إلى الشام وسميت المملكة الجديدة مملكة نجد والحجاز وملحقاتها .

هذه الضربة كانت صدمة قوية لم تتوقعها الدولة العظمى مما جعلها تسرع في توقيع معاهدة جديدة مع الملك القوي ملغية اتفاقية الصداقة دارين ، سميت معاهدة جدة 1927م ، وصارت هذه بمثابة اعتراف رسمي به وبمملكته .

في نفس الوقت الذي أعلن فيه الشريف نفسه ملكاً على العرب ، أعلن الامام يحيى حميد الدين نفسه ملكاً على اليمن باسم المملكة المتوكلية اليمنية ، وبدأ في التوسع هو الاخر لضم أجزاء اليمن ،متوجهاً إلى الحديدة وهي تابعة للامام حسن بن علي آل عائض أمير عسير ، وبدا الامام يحيى في التوسع ليضم أجزاء من امارة عسير وامارة جيزان او جازان التي يحكمها الأمير الحسن الادريسي ، مما اضطر الاميران الى الاستنجاد بالملك عبدالعزيز لينقذهما من توسع الامام يحيى ، وكانت هذه فرصة للملك عبد العزيز خاصة انه كان توقف عن التوسع بسبب معاهدة جدة مع الانجليز ، وهو لن يرد من يستنجد به .. وقرر الملك التحرك للترتيب و ضم عسير وجازان ….

وتوسع الملك عبد العزيز في عسير وجازان

هناك من رفض هذا القرار وهو قائد في قواته البدوية المعروفة باسم الاخوان من طاع الله ، وهم من الكتائب المهمة في جيش الملكة حيث ضم اليها كل البدو الرحل الذين انضموا للجيش ، وساهموا بصورة كبيرة في فتوحات الملك عبد العزيز ، هذه الفتنة قادها فيصل الدويش في العام 1930م والذي كان يرى أن كان هناك توسع فليكن الى العراق .

اخمد الملك عبد العزيز هذه الفتنة لكثرة الموالين له في الجيش، واندلعت فتنة أخرى يقودها حزب احرار الحجاز وهو حزب قومي له رؤية قومية كالأحزاب التي برزت في ذلك الوقت في كثير من الدول العربية، وبذكاء الملك تم أيضا اخماد الفتنة، ولان الملك كان يرى أهمية بناء الدولة على التسامح والقبول والثقة والولاءات فقد عفا عن الجميع بل ودمجهم ولم يرفضهم ، وتم بالفعل اعتذار الحزب والغاؤه ولم يقم حزب بعده في المملكة حتى اليوم …

ومع توسع الملك في عسير وتحول اميرها الادريسي الى والي لدى الملك ، قرر التوجه للأمام يحيى لكي يدعمه في إعادة امارته، وكانت الفتنة الثالثة ونشبت حرباً بين المملكة العربية السعودية والمملكة المتوكلية اليمنية 1934م ، ولم تطل الحرب حيث انتهت بمعاهدة الطائف 1934 الشهيرة بين الدولتين والتي تكونت من 23 مادة بين الامامين الامام عبد العزيز والامام يحيى، وفيها توضيح بحدود الدولتين واحترام العلاقات بينهما ، وحماية كل دولة للأخرى ،، وفيها مادة مهمة وهي تجديد هذه الوثيقة كل عشرين سنة بصورة تلقائية في حالة عدم اعتراض أي طرف او يتم تجديدها في حالة طلبت احدى الدولتين ذلك ، وهذا ما سهل على الرئيس السابق علي صالح في الضغط على المملكة في وقوفها مع الوحدة اليمنية في العام 1990 حيث أعلن الرئيس صالح من حفر الباطن : أن المملكة تدعم الوحدة في اليمن بلا تحفظ .

وبرز توتر بين السعودية واليمن بعد ديسمبر 1994 حيث تقدمت القوات اليمينة في الحدود المبرمة مخالفة لاتفاقية الطائف ربما كان هذا ردا على موقف الأولى تجاه حرب صيف 94م  … وبدأت وساطات قوية بين الطرفين وثنائية حتى انتهت باتفاقية جدة 2000م بتثبيت بنود اتفاقية الطائف 1934م ، وتثبيت الحدود بصورة نهائية ، ومن بين البنود المهمة في اتفاقية جدة 2000م :

(وفي حالة اكتشاف ثروة طبيعية مشتركة قابلة للاستخراج والاستثمار على طول خط الحدود بين البلدين بدءا من رصيف البحر تماما رأس المعوج شامي لمنفذ رديف قراد وحتى نقطة تقاطع خط عرض ( 19) شرقا مع خط طول ( 52 ) شمالا فان الطرفين المتعاقدين سوف يجريان المفاوضات اللازمة بينهما للاستغلال المشترك لتلك الثروة .)

المهم .. نعود

في العام 1933 كان عاماً مهماً للمملكة الوليدة حيث تم ابرام اهم صفقة في التاريخ الحديث، نعم أعطت المملكة شركة سوكال والتي سميت بعد ذلك الشركة الامريكية العربية للنفط (أرامكو) اقوى شركة نفطية في  العالم الحق في التنقيب واستخراج النفط في المملكة.

مع تزايد أهمية السعودية لأمريكا لأنها صارت قوة لا يستهان بها ، تم في 1947م التوقيع على وثيقة ترومان التي تقضي بأن الولايات المتحدة ستحمي المملكة من أي عدوان أو تهديد على أن لا تنضم المملكة لأي عدوان أو حلف ضد الدولة الوليدة إسرائيل .

1953م كانت وفاة القائد المؤسس الأمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود ليخلفه ابنه سعود بن عبد العزيز ، لم يدم في حكمه سوى 10 سنوات حيث تم عزله من قبل العائلة ورحل الملك سعود الى اليونان كمركز هجرة اختياري وتوفي فيها وتولى الولاية بعده الملك فيصل بن عبد العزيز وفي بداياته واجه التحدي الناصري والتي برزت قوته في جنوب المملكة في اليمن مع الثورة ضد الامام في صنعاء وبدعم من جمال الذي كان يعلن بوضوح أنه يقف ضد حكام آل سعود ،بدأت تحركات الملك فيصل بدعم الحكومة الملكية في اليمن ايفاء بمعاهدة الطائف ضد انقلاب السلال ، ومن جهة أخرى عمل على تأسيس رابطة العالم الإسلامي رداً على الموجة القومية والبعثية … طبعاً انتهت حرب اليمن الطويلة باتفاق بين الملك والرئيس جمال واخمدت فتنة الحرب في اليمن ، وتم دعم مسيرة الدولة الوليدة في اليمن.

برز الملك فيصل بقوة في حرب اكتوبر في دعمه لحرب مصر وسورية ضد إسرائيل ، حيث بدعمه تم منع تصدير النفط لامريكا ودعم بكل قوته مصر في حربها ضد العدو ، وكان هذا ردا على الدعم المفتوح لأمريكا للدولة المحتلة إسرائيل ، وبدأت أزمة قوية بين الدولتين الولايات المتحدة والسعودية وخاصة بعدما أعلن الملك الجهاد على العدو الصهيوني …. وارسلت الولايات رسالة شبه تهديد للملك فيصل عبر سفارتها في جدة ، ولم يتراجع الملك ، واستمرت الازمة حتى تم اغتيال الملك بيد فيصل بن مساعد بن عبد العزيز (ابن اخ الملك )،وقد قام اخوه خالد بن مساعد من قبل بمظاهرات ضد الملك وقتل في محاولته لمهاجمة مبنى التلفزيون. والعملية كلها غريبة في هذا الوقت، مما يجعلنا نبحث عن الطرف المستفيد ! .

مع ما حدث من الملك فيصل استشعرت أمريكا أنها لا يمكن أن تثق بالسعودية إنها خطر بسبب عروبتها ودينها ،خطر عليها أن لم تتحول لولاء مطلق لها ، وبدأت عمليات الاختراق لثقافة المملكة ، وفي نفس الوقت بدأت هوليود بتوليد أفلام تعادي الإسلام والعرب بصورة واضحة ، وتسخر منهم بكل ما يمكن عرضه …. وبرزت عقيدة قتالية ستثمر في المستقبل للولايات المتحدة في حرب أفغانستان وحرب الخليج الثانية حرب العراق … سميت عقيدة كارتر الرئيس الأمريكي الأسبق : تنص العقيدة على السماح للولايات المتحدة باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن مصالحها في منطقة الخليج .

الاختراق الأمريكي لثقافة المملكة .. جاء عبر أبناء المملكة الذين توجهوا للدراسة في أمريكا ليعودا محملين بثقافة الولايات الى المملكة ، لكن وفي نفس الوقت حصل تبادل أيضا حيث تم نقل ثقافة المملكة الى أمريكا مما سهل انتشار الإسلام بقوة في أمريكا ..

تولى الحكم في المملكة الملك خالد بن عبد العزيز لم يكن مهتماً بالشأن الخارجي وركز على الشأن الداخلي بقوة حيث رأى أن عليه تأمين المصالح السعودية بأي ثمن ، حصلت في عهدة طفرة اقتصادية غير اعتيادية ، رغم انه رجل بسيط حتى عرف عنه في الأوساط الامريكية بأنه العربي التقليدي ، يحب البر ويتقرب الى الناس ، واجهت بلاده في عصره تغيرات عالمية جعلته مجبرا للتركيز على الخارج ، الثورة الإيرانية ، والحرب الاهلية في لبنان ، و واجه فتنة احتلال الحرم المكي في 1979م من قبل جيهان العتيبي ، والغريب لمن لا يعرف ان جيهان هو عضو في الحرس الوطني ، رجل مثقف دينياً درس الفلسفة الدينية  في أم القرى ،ثم انتقل للدراسة العليا في جامعة المدينة المنورة في هذا  العام 1979م التقى جيهان بالشيخ محمد بن عبدالله القحطاني وهو احد تلاميذ ابن باز .. المهم اعجب جيهان بالشيخ وزوجه اخته ،لأنه نظر اليه انه هو المهدي المنتظر الذي سيملأ الأرض عدلاً ، وهكذا لابد للمهدي أن يصل للحرم المكي ليعلن ولايته ، وهكذا وضع جيهان خطته لدخول الحرم ، حيث دخل هو ورفاقه والشيخ معهم يحملون توابيت فيها اكفان متوفين يرغبون في الصلاة عليهم في الحرم ، وعندم وصلوا للحرم ، خرجت من الاكفان الأسلحة واعلن جيهان انه قائد للأمام المهدي وعرف بالشيخ انه الامام وبدأ هو بمبايعته وطلب من الناس بعد اغلاق أبواب الحرم المبايعة له … تم اخماد هذه الفتنة بسرعة من القوات السعودية ,,,

وحدث حدث كبير ايضاً غزو السوفيت لأفغانستان ، ولأن أمريكا لا ترغب في مواجهة السوفيت بصورة مباشرة دعمت توجهات الجهاد واسهمت مع السعودية في دعم المجاهدين للتوجه للجهاد في أفغانستان ، وبكل القوة المالية والمادية تم دعم المجاهدين الشباب.. وهنا جاءت صناعة سنشهدها بصورة متسارعة اسمها الإرهاب .. ولان الحديث فيها طويل كما افردت لها مساحات سابقة ، سأعطيها مساحة قادمة ان شاء الله .

توفي الملك خالد بنوبة قلبية في العام 1982 ، وتولى الملك فهد الحكم ، و واجه الملك فهد اكبر تحديات اقتصادية وعجز في الميزانية وجاءت احداث غزو العراق للكويت …

وفي عهد الملك فهد تم تقرير كتابة مايشبه الدستور للمملكة سمي بالنظام الأساسي صدر في العام 1992م حيث تم وضع آليات الحكم في المملكة التي هي مملكة مطلقة والملك فيها هو رئيس الوزراء، يتكون النص من 83 مادة فيه توضيح كل النظام والقواعد الحاكمة للمملكة العربية السعودية .

المهم تجاوزت المملكة بعض المشكلات ، لكن نوبة حادة اصابت الملك فهد في العام 1995م جعلته شبه مقعد ، وتولى بصورة غير مباشرة ولي العهد الأمير عبدالله بن عبد العزيز حكم البلاد ، وتولى الحكم بصورة مباشرة في العام 2005 وصار الملك عبدالله بن عبدالعزيز … تميزت فترة توليه من بداية 1995م بتركيزه على الحصول على الاستشارات من المختصين وتنفيذها بما يخدم المملكة العربية السعودية كان بصورة مقاربة نفس فكر الملك خالد في أن يدعم مصالح المملكة بكل ما يمكن ، وحدثت في عهدة طفرة نوعية وعملاقة في الاقتصاد، وساهم في اكبر نقلة نوعية للمستوى التعليمي للملكة على رأس أهم تلك الإنجازات جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية أكبر مدينة جامعية في العالم للبحث العلمي  والتعليم العالي…

رفضنا أو قبلنا الملك عبدالله بن عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود هو مؤسس لنهضة غير اعتيادية في المملكة اليوم.. وكما حدثت في عهد الملك خالد طفرة حدثت في عهده طفرة غير عملاقة وكما كان يحاول الملك عبد الله التركيز على المملكة وتنميتها لم يتركه الخارج منعزلاً فاجبره على النظر الى الخارج … وكان للملك عبد الله الفضل الكبير في ترتيب العلاقة الثنائية وديمومتها مع اليمن وفي أصعب المواقف بعد أحداث 1994م ..

كما برزت معارضة شديدة له في العالم العربي والإسلامي بسبب موقفه من ثورات الربيع العربي ،أكيد هو يسعى لما يخدم مصالح المملكة بحسب وجهة نظره وحسب ما تقدمه له المخابرات

والآن قد يصرخ البعض المملكة والمملكة والمملكة …

دولة ذات مصلحة لا يمكن أن تجعل مصالحها في وجه الإعصار، هذا ما تراه هي، وليس بالضرورة ما تراه هي صواب ، موقفها تجاه أحداث الربيع العربي يشبه موقف مملكة المانيا في الربيع الاممي في أوربا بعد الثورة الفرنسية 1789م .

 

لكن على رغم كل ما ذكرت هناك جمر تحت الرماد في المملكة ، وأتمنى أن ينظر اليها حكام آل سعود ليتم اطفاءها …

اليوم من يحكم هم الجيل الثاني هم أبناء المؤسس الملك الفارس عبدالعزيز آل سعود ،الخطورة في الجيل التالي للحكام ، حيث لم نعرفهم كثيرا سوى البعض منهم كالملياردير الأمير الوليد بن طلال ،

خطورة الأمر أن على المملكة أن تضع آلية جديدة لإدارة الدولة ، تحرص فيها على وضع الأسس لأشراك الناس في الحكم ، لا يكفي أن يكون هناك مجلس شورى معين بل يجب أن يكون هناك مجلس شورى منتخب ، أنا مع وجود رئيس وزراء للملك يختاره البرلمان ويقره الملك حتى يظل الملك هو الركيزة والمنارة والمرجعية للملكة العتيدة ..

لست مفوضاً لأتحدث باسم أبناء المملكة ، لكنني حريص أن تكون المملكة هي السابقة في العطاء والتقدم وأن تمد يدها لكل من يعيش فيها ، فقانون الكفيل صار لابد من إعادة النظر فيه ، والنظر في السكان الذي عاشوا و ولدوا في المملكة ولم يعرفوا غيرها أن تكون المملكة هي أمهم .. وتقبلهم بجنسيتها ،،، الدول تنمو بسكانها (نسائها ورجالها) …

المملكة اليوم يعيش فيها مسلمون 100% منهم شيعة بنسبة 15% تقريبا شيعة جعفرية في المنطقة الشرقية و شيعة اسماعيلية في جازان ، قد يسببون ارباكاً في حالات الضعف ولذا لابد من استيعابهم ، في اطار التعايش وهذا ماهو عليه الحال الان ، لكن لابد من تكريسه في اطار النظام .

التعايش لابد ان يشمل حياة السعوديين بالكامل تجاه الجميع ، هذه لابد ان تنشأ كثقافة وحياة ،واليوم علماء السعودية مستوعبون لهذا الامر وعلى ولي الامر ان يستوعب هذا الامر أيضاً …

أنا هنا لا اذم بل انقل لكم صورة مشرقة لتأسيس هذه الدولة العتيدة والتي لا يعلمها كثير من الناس ، ويخلقون قصصاً لا أساس لها ..

أنا هنا سعيت أن أكون ناقلا أميناً ، وموجهاً مرشداً ، لم أسعى لأكون في طرف أو متحيزاً لطرف ..

أعتذر لمن لم يفهمني…ربما لم أحسن النقل والكلام ..فمقصدي سليم ونيتي صافية

وأقدر وأشكر كل من استوعب الفكرة

شكرا ولنا لقاء

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحمد مبارك بشير

21 فبراير 2014

 

 

 

 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.