وثيقة فريق القضية الجنوبية والقضية

13-01-25-640749244 abdo-rabo-20111123-220035

وثيقة فريق القضية الجنوبية  والقضية

اضغظ ادناه لتزيل الوثيقة

مخرجات اللجنة المصغرة في القضية الجنوبية

 مرحبا من جديد مع العام الجديد

عزمت مع بدء العام ان اعود لمقالاتي ذات الطابع التنموي والتطويري ، وكنت سأبدأ مع المشكلة الاقتصادية ،لكن قراءات سريعة لمقالات وكذا احاديث عابرة تناولت الوثيقة الأخيرة التي عرفت بوثيقة فريق القضية الجنوبية 8*8 ، اضف تعليقات الأصدقاء الأكثر قربا حول وجهة نظري في القضية والوثيقة …

وفي غضون الأيام السابقة ومع نهاية العام الجديد تسارعت الأحداث ، والقتل ، وتحركات غير اعتيادية وكثير منها يعمل في اطار اسقاط المرحلة الانتقالية بأي شكل كان ؟

وعدا كل ذلك واضف عليها الخروج الغريب لعدد ممن نسميهم العلماء في الشمال أو الجنوب يحرضون ضد الوثيقة ، وبياناتهم تحمل في طيات كلمات نعتادها (حرام وحلال ) ..

زد على هذا اطراف سياسية ترفض الوثيقة … وثيقة عجيبة حركة كل تلك المشاعر حولها ..

ومن كلمة المشاعر سأنطلق في جزئية إضافية ومهمة وهي الأحداث المتلاحقة التي جاءت من مشاعر وهيجت المشاعر، وأخطر ما فيها أن يكون جيش هذه البلد الآمن أهلها هو من أسباب نكبات هذه البلد !

أيها السادة هنا فيصل بسيط وحساس بين التوجهات السياسية والعمل السياسي ، تكمن أهمية التوجه السياسي هو تهييج وكسب التأييد لتصور أو فكر سياسي معين للحصول على المناصرة والدعم من الشارع ، خطورة العمل فقط لتهييج المشاعر دون أن يقود تلك المشاعر قيود جوهرية تحد من الانفلات العاطفي الذي كلما زاد يصل بنا إلى كوارث وسيعجز كل الساسة بعدها في إيقاف تلك الحالة والتي تصل لخلق فجوة من الانفعال والغضب لدى الشارع وهي اخطر في ذاتها من المخدرات في تضييع العقول ، ولذا لابد أن يكون من يهيج تلك المشاعر من رؤية واضحة وطرح مستقبلي أساسي بمعنى أوضح استراتيجية الصورة اللاحقة وليس نقل الصورة السابقة .. إذن علينا جميعاً أن نقف هنية للتفكير إلى أين نريد أن نمضي بالتحديد وليس أين نمضي ؟ الفجوة كبيرة بين السؤالين والاجابة عنهما تختلف ، أن تمتلك القدرة على النظر بنفسك لموقعك في المستقبل أفضل من أن تظن أن هناك من سيأخذك إلى هناك لأنه هذا يعني أنه يجرك حيث يرى لا حيث ترى .

إن بناء الوطن لا يحتاج لتوجهات سياسية من رجال السياسة وإنما لعمل سياسي ، والعمل السياسي اليوم بصورة واضحة أراه ينطلق من الحوار الوطني ،عبر كل مخرجاته .. يقود تلك المرحلة المعقدة الرئيس عبدربه منصور وقد أثبت هذا الرجل رغم كل الصعوبات وكل العقبات من وجود حكومة فاشلة وإعلام محصص غير موضوعي ، وضغوط من الداخل والخارج إلا أن الواقفون حوله لا ينظرون له بأنه رجل لا يجيد الكلام وكلماته البدوية تضييع فلا يفهمها الكثير ولا ننظر إلى شكله ، هذا الرجل الرئيس عبدربه منصور يؤكد أنه بصدق يعمل وبالتحديد من أجل الوطن لأنه فتح قلبه للوطن .. كلما نحتاج إليه اليوم إعادة النظر في الكثير من آلية عملنا لنسعى لفهم الأمر بموضوعية بعيداً عن التوجهات السياسية والتحريض ضد الآخر .

من الكوارث التي تناقلها الناس تصريحات علماء دين حول الوثيقة وإدخال مفاهيم الحلال والحرام فيها ، بالتأكيد كلامهم يعود لمن يحب أن يعتمده ، لكنه وجهة نظرهم وليس قرآناً منزلاً ،علينا أن نكرر ونكرر أن من عظمة هذا الدين الكريم أنه أنهى مفهوم الكهنوت وما يعرف برجال الدين الذي يحللون ويحرمون بأمر الله حسب زعمهم ، فليس في الإسلام كهنوت وليس هناك من يحل أو يحرم بأمره تعالى ، هناك فقهاء وعلماء دين وهم علماء متخصصون في دراسة الدين وتقديم الفتيا فيه بما يخدم الحياة والمجتمع ، وبالتالي هناك قضايا لهم حق المشاركة فيها لانهم اهل العلم والدراية ومنها العمل السياسي ويظل عملهم فيه هو عمل سياسي ، يعني (أنتم اعلم بشئون دنياكم ) والعمل السياسي مالم يمس حراماً أو يحله او يحرم حلالاً فهو عمل فيه وجهات نظر تصيب وتخطي ، ملام يتعدى العمل السياسي وأي عمل آخر حده بظلم الآخرين أو التعدي على الحقوق فهو عمل يحتمل الصواب والخطأ .. بمعنى أوضح : جاء التشريع الإلاهي لتنظيم تلك العلاقات و وضع الاطار الكلي الذي علينا التعامل معه وفيه ،مع التأكيد أن كل تشريع حقق تنظيم الحياة ومصالح العباد وأمانهم والعدل هو يحقق شرع الله تعالى .. وإن كنا نريد الاستدلال فأول فيدراليات بل كونفدراليا أقيمت هي في الخلافة العباسية تحديداً مع عدم قدرة الدولة المركزية في أدارة أجزاء الدولة برز رؤساء الوزراء الذين تحول مسماهم إلى سلاطين ومن هؤلاء السلاطين من حكم دولا اسمياً تتبع الخلافة العباسية فتدعوا له في المساجد وتصك النقود باسم الخليفة لكن كل العمل في الدولة منفصل ادارياً ومالياً وسياسياً عن الخلافة وهذا المشهد نراه واضحا في الدول الزنكية (نور الدين زنكي في دولته الممتدة من سوريا الى مصر ) كان للخليفة العباسي في بغداد ضرائب تدفها الدولة والدعاء له في المساجد ، وغيرها من الدول والشكل هذا تكرر بعد ذلك في الخلافة العثمانية وهذا مانراه بوضوح في دولة محمد علي باشا في مصر وعلاقته بالباب العالي في إسطنبول …وبالتأكيد للدين مقام في بناء الأمم وفي ذلك يقول ابن خلدون متحدثاً عن الإسلام ما صنع بالعرب : ” لما شيد لهم الدين أمر السياسة بالشريعة و أحكامها المراعية لمصالح العمران ظاهراً و باطناً و تتابع فيها الخلفاء عظم حينئذ ملكهم و قوي سلطانهم”

ولكي لا أطيل في هذه النقطة ، لهؤلاء وجهة نظر نحترمها وليست بالضرورة هي الحق المطلق ..

السادة الكرام

 من خلال ما سيأتي سأنطلق معكم لإيصال الصورة الواضحة قدر جهدي عن محتوى الوثيقة والنقاط الرئيسية فيها ،وقبل أن انطلق أحب أن أبدا في بعض المعطيات ذات الأهمية للتوضيح حول القضية الجنوبية والعمل السياسي :

  • في مقال سابق نشر في شهر أغسطس 2013 بعنوان (القضية الجنوبية والبحث عن الحل) وضحت بصورة محددة ما هو اطار القضية الجنوبية من الزوايا المختلفة التي ينظر لها الرفقاء يمكن هنا استدعاءها للتذكير لأهميتها:

–         الأطراف الرئيسية في الحوار الوطني ترى أن القضية الجنوبية هي : تتمثل في الحالة التي وصلت لها المحافظات الجنوبية بعد حرب صيف 1994 م من الإهمال والعبث في الثروة والاستحواذ عليها والاقصاء المتعمد لأبنائها والمعاملة التي يلقاها ابناءها في اطار تلك المنظومة الفاسدة والتي أوصلت الوضع لدرجة الرفض الشعبي لاستمرار الوحدة هذا ما يتردد رغم صحته لكنه ليس هو القضية الجنوبية

–         القضية الجنوبية التي يتبناها الحراك الجنوبي متمثلة في : احتلال اليمن الشمالي لليمن الجنوبي في العام 1994م بقوة السلاح و ضم الأرض واستباحة الثروة.

إذن هناك بعدان بأيهما أخذت الوثيقة ؟ بأيهما أخذت الوثيقة ؟

في الحقيقة التي اثارتني أن الوثيقة أخذت بالبعدين بل بصورة أشمل  إنها جاءت لتكمل الصورة الكلية لليمن الجديد..

لننطلق سوية لقراءة مختصرة لهذه الوثيقة مع التعليق على بعض جوانبها :

  • تكونت الوثيقة من 8 صفحات شملت :

–         الفقرة الأولى: معالجة الماضي : في هذه الفقرة تم وضع الديباجة واساس الوثيقة والتي اعتمدت على المبادرة الخليجية أو اتفاق تسوية نقل السطلة الموقع في الرياض 2011 والقرارين 2014 و 2051 عن مجلس الامن ، ثم أوضح أن الوثيقة سعت للوصول الى اعلى مستوى للتوافق للخروج بأقل ما يمكن للوصول لحل القضية الجنوبية ، ,وأن الوثيقة تسعى لتأسيس دولة اتحادي ديمقراطية تعددية وفق مبادئ الحق والقانون والمواطنة المتساوية وذلك عبر وضع عقد اجتماعي جديد ، وأوضحت أهمية المضي في معالجة كل مظالم الماضي .

–         الفقرة الثانية : وضحت المبادي التي اقرتها الوثيقة والتي هي منطلق الدستور الجديد والكيان الجديد للدولة وقد تكونت المبادئ من 11 مبدأ ، أوضحت فيه نقاط أساسية في بناء الدستور الجديد القائم على دولة اتحادية  ديمقراطية متعددة وذات سلطات ذات مستويات حكم ترتبط بعضها ببعض في صورة الدولة الاتحادية وبعلاقة لا تختل ولا تسمح بتداخل السلطات ولا مستويات الحكم وتعطي لكل إقليم حقه في إدارة اقليمه بسلطاته التشريعية والقضائية والتنفيذية ،كما أوضحت مبدأ أساسي بأن الشعب خو حر في قراره ومصيره وفي بناء دولته أنه حر في امتلاك كل ما يلزم لتمكينه من إدارة ومراقبة دولته بكل الوسائل الديمقراطية والعدالة والمساواة وحقوق الانسان ،  كما أوضحت المبادئ مبدا أساسي هام وهو : أنه في الدورة الانتخابية الأولى للاتحاد تكون نسبة الجنوب في هيكلية الاتحاد وقياداته ومجلس نوابه هي 50% ، وهذه الكيفية تنتهي بانتهاء الدورة الأولى لأن الدستور قائم على العدالة بين المواطنين وهذا الامر الطبيعي ولذا فقد أوضحت النقطة وجوب بناء منظومة العدالة والمساواة في الخدمة المدنية والعسكرية والأمنية و أنه يجب وقبل الدورة الانتخابية الثانية وضع آليات في الدستور لحماية المصالح في الجنوب أو منع أي تعديل دستور إلا بموافقة أغلبية ممثلي الجنوب ..

–         الفقرة الثالثة : تحديد الأقاليم : وهنا وضعت آلية بتشكيل لجنة رئاسية برئاسة الرئيس قائمة على قرار بالتوافق لاختيار الأقاليم وعددها ويعتبر قراراها نافذ .

–         الفقرة الرابعة : ترتيبات بناء الدولة : توضح نقاط أساسية تنتقل لمخرجات الحوار لوضع خطة مزمنة للانتقال من القرار إلى الوصول إلى التنفيذ ومراقبة المخرجات وتقديم النصح للحكومة حول بناء القدرات وتقديم التوصيات والتقارير والشفافية في عرض المعلومات وسرعة تقديمها .

–         الفقرة الخامسة : دور المجتمع الدولي : وهو دعوة المجتمع الدولي وعلى رأس القائمة دول الخليج ومجلس الأمن والدول الرئيسية فيه لدعم الوثيقة ومخرجاتها والمساهمة في تنفيذها .

–         الفقرة السادسة والأخيرة : التزام وإقرار كل المكونات السياسية وقبولها بما ورد في نصوص هذه الوثيقة .

  • كما رأيتم الوثيقة شملت :

–         فهي أقرت أن الدولة الحالية تنتهي ببناء الدولة الجديدة بتكويناتها وبالتالي فهي تقر بوجود خلل في شكل الدولة وبهذا أيضا إقرار بنجاح الثورة اليمنية للشباب 2011 في اسقاط النظام وكل ما يرتبط به وبالتالي فإننا أمام وثيقة ثورية بكل معنى كلمة ثورة في اسقاط الدولة السابقة ولا عودة لها على الاطلاق بعد وضع الوثيقة موضع التنفيذ وبالتالي هي تقر أن اليمن كله وليس الجنوب في حالة ارباك وثورة من شماله لجنوبه من شرقه لغربه .

–         الوثيقة تضع اللبنة الأساسية لحل كل مشكلات الماضي حلاً عادلا لشمال الوطن قبل جنوبه لشرقه قبل غربه ، في صورة تعيد الحق لأصحاب الحق وهم الشعب .

–         الوثيقة تقر منهجية المساواة وأنا اكررها المنهجية الاسمى هي العدالة والعدالة تؤدي للمساواة

–         لا يوجد في الفقرة ما يعيد جراح الماضي أو سطوة جماعة أو حزب أو كيان أو قبيلة على الدولة هذه الوثيقة تختلف ن أي وثيقة وقعت على الاطلاق فلا يوجد في نقاطها أي ذكر لحزب أو قبيلة أو حركة أو جماعة أو .. الكلمة الفصل هي الشعب .. وهو صاحب السلطة وصاحب الحق وصاحب القرار .

أيها السادة هل يستحق منا الموقف اليوم أن نقف سوية وراء بناء دولتنا ؟ وبالكيفية التي تحقق أحلامنا وآمالنا لنا ولأجيالنا التالية ، إن السير الذي ينجرف وراء النقد بدون قراءة أو هجوم بدون يقين ليس عملاً لا سياسي ولا موضوعي ، ولا يوجد أسمى من التحرك لمستقبلنا … لأنه مستقبل أبنائنا …

أيها السادة أنا بالتأكيد ضد مسميات جنوبي شمالي ، لأنه وببساطة لو سألنا بالتحديد من هو الجنوبي أو الشمالي ؟

اكرر دائماً لن تجد إجابة محددة وقابلة للقياس اليوم

فكلاهما يمني وإن أبى ! بل له الفخر أن يكون يمنيا يذكر

لماذا بالتحديد اكرر ما أقول ؟

لأن الفيصل بينهما معدوم فالقول ان الفيصل هو إحصائية ما قبل 1990 وسجلاتها …. يدخلنا في نفق يعيد بنا الزمان الأليم بكل صرخاته … لأن هذا بالتحديد سيضع مجموعة من الاستفسارات التي منها :

–         ما وضع الأجيال التي جاءت بعد هذا العام ؟

–         ما وضع ملايين اليمنيين في المهجر بأي هوية سيعودون لبلدهم ؟

–         ما وضع مئات الآلاف من اليمنيين الذين صار لهم الشمال موطنا وآخرين صار لهم الجنوب موطناً ؟

–         هل يمكن أن نفصل بينهم بالقبيلة فلنعد النظر في خريطة القبائل سنجد كل القبائل بلا استثناء تنتشر من الجنوب للشمال من الشمال للجنوب ؟

–         هل هناك عرق أو دين لون أو لغة تفرق بين هذا وهذا ؟

ولا أريد أن اكرر عموماً ما اريد أن اصل اليه إن الذكاء ليس في معرفة فحوى القضية بل كيفية معالجتها والوصول بها للحل، ومن المهم في العمل السياسي هو البحث عن الإمكانات والقوة الأمثل التي تؤدي لتحقيق الهدف بالطرق التي لا تجعل هناك خاسر ورابح وإنما هناك رابح ورابح…

إن الجمهورية الجديدة تحتاج  الجميع والجميع هم فقط من سيصل بهذه الدولة إلى أن تكون حقيقة .. يعني هذا أن اليمن الدولة الاتحادية ستصبح هي الدولة المركزية الأولى في الشرق الأوسط بل وآسيا بل وأفريقيا …

هذه الدولة ليست بعدية عنا الآن

البناء سيبدأ فكن مشاركا فيه ولا تكن أحد أسباب انهيار المبنى من الأساس

تذكروا : من يريدنا ان نستسلم كثير هم

لكننا يجب أن نثق بان الله مخرج هذه الارض الطيبة اهلها من براثن الفاسدين

إن التغيير يبدأ (بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم )

وتذكروا :إن مع العسر يسرا

شكرا

احمد مبارك بشير

2/1/2014

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.