تمديد – رؤية للمستقبل اليمني

تمديد .. رؤية للمستقبل

أيام تمر ونحن نقترب من ساعة الحسم التي حددتها المبادرة الخليجية فبراير 2014 ، وفي النظر لهذا التقدم نرى أن الحوار الوطني، يبرح مكانه …

ارتأيت أن ابادر كعادتي في وضع رؤية لما بعد الحوار الوطني …

ولأن الأحداث متتابعة .. تجعلنا نحتاج للمرور عليها ،لوضع وجهة النظر حولها لنصل بعد ذلك للتفكير في رؤية واضحة للمستقبل …

أين نحن الآن ؟

مازلنا نبرح مكاننا السابق .. لم يتغير شيء هذا ما يبدو وهذا ما يردده الناس بل تسمع منهم من يقول الوضع السابق أفضل بكثير …

تعالوا من هذا المنطلق أولاً للتعقيب على احتفاليات الثورات ، أغلب جيلنا ولد بعد ما يعرف بثورتي سبتمبر واكتوبر ..نحن لا نعرف عصر الامامة لا عشناه ،ولكننا كرهناه من اعلام و تعليم كلما ذكر الامام ارتبط بالجهل والفقر والمرض ، وكلما ذكر الاستعمار ارتبط بالفقر والجهل والمرض ، وكلما ذكرت السلاطين ارتبط ذكرهم بالكهنوت والفقر والجهل والمرض ، وللأسف مرت الخمسين سنة من عمر تلك الثورتين ومازلنا نسمع الكهنوت والامامة والاستعمار .

ولأي باحث ناقد موضوعي يعلم يقينا أنه لا تصح المقارنة بين مختلفين زمانياً ومكانياً فالمقارنة لن تكون لصالح احد المقارنين … فلا يصح ان نقارن شاب في العشرين بعجوز في التسعين … أو نقارن الجبل بالتل ، أو نقارن الحمار بالقرد …. أعتقد الدلالة واضحة …

وبالتالي المقارنة تقع بين مثيلين في نفس الزمان والمكان ..

ومن هنا .. لو قارنا بين وضع المملكة المتوكلية والسلاطين في ذلك الوقت مع دول شبيهة لهم في عصرهم لقلنا ما اعظم الامام واعظم السلاطين ،في وقت كان هناك اكتفاء جزئي من الغذاء وبنية لتأسيس منظومة تعليم شاملة تخرج منها رجال الثورة انفسهم ، والذين نذكرهم جميعا وانجازاتهم ، ونسمع عن امنيات شباب الخليج في ذلك الحين في العمل في موانئ اليمن او موانئ حضرموت ، ووووو …

ولو قارنا بنفس الآلية اليمن بعد ذلك بمثيلاتها لوجدنا اليمن يتراجع عشرات بل مئات ربما آلاف الخطوات … فالمقارنة ظالمة ..

فما الغاية من إضاعة جهدنا و وقتنا في الحديث عن الماضي كأنه سد صخري منيع  لم يتحرك ولن يتحرك .. وفي الحقيقة أن الماضي ما هو الا عبرة وسنظل نرتبط به لانه جزء أصيل من تاريخنا ،سندرس تلك السلبيات لنعالجها لا لندندن بها ليل نهار .. ونرى أننا أصبنا البلاء مثله واسوأ ..

دعونا من كذب دائم … فلننظر اليوم من يتحمل تلك الوقفة والوضع

والا لنقول يكفي الامام ان اليمني في وقته كان يحمل امتعته لديار المملكة ويتاجر ويعمل فيها وكأنه سعودي كامل الصلاحية لا يرحل ..نعم لا يرحل .عندما تقرأ اتفاقية الطائف بمجرد القراءة ستعرف حجم القوة الندية بين دولتين لا تبعية فيها ولا أمعية ….

المقارنة لن تفيد …

نعم هناك مساوئ كثير

سلبيات سوداء

لكنه جزء من تاريخ هذه الأرض

وعلينا أن نتقبل اننا جزء منه

كفانا تذكيرنا به وكأنها جريمة (سفاح ) أو (سرقة)

ماذا فعل النظام الذي ادار الحكم من بعد الثورتين في الشمال والجنوب … أعاد العجلة للوراء وسبب إصابات حادة وعنيفة … ؟

ولكي لا انسى ..اكرر وهذا أيضاَ جزء من تاريخنا ..

لكن لا نكذب ونقول أووووووه انجازااااااات …

لو ظل الامام والسلاطين لصنعوا مثل هذا واكثر … الدول تتقدم لا تتراجع

لكننا سنجد اننا في كل الخمسين سنة تلك والى اليوم

نلعن الماضي … ونتشدق بالمستقبل … و نستعرض فتات الحاضر ..

فلا قضينا لا على جهل ولا فقر ولا مرض …

عدينا هذه النقطة ….

وفي اطار ما حدث في اليمن بعد احداث الربيع العربي وثورة الشباب للتغيير ، وصلنا الى الحظة الحالية والتي نعلم جيداً فيها :

–         أن من يمثل الشعب اليمني اليوم هو الرئيس عبدربه .. الذي جاء بتفويضهم عبر استفتاء فبراير 2012 ليدير مرحلة حرجة في التغيير للمستقبل وفي ظل صراع على البقاء من قبل قيادات ترى انها تفقد مراكز القوة التي صنعتها في الفترة الماضية لا يهمها لا وطن ولا ديوله …

–         حكومة الرفاق بقيادة باسندوة لا تمثل الشعب أصلا بل جاءت عبر المبادرة الخليجية وكل ما تفعله هو تسيير الاعمال وفق تسيير الاعمال وفق برضك تسيير اعمال … مش عارف ايه ..نعديها .

–         الحوار الوطني ..جاء ليجمع المختصمين من كل صوب وحدب ليضعوا لنا لمسات و ننتظر منهم مخرجات تقدم للشعب اليمني الكريم للخروج من ازماته بإذن الله .. اجتمع في هذا الجمع ممثلين عن كل شيء الا انهم لم يأتوا عبر اختيار حر من الشعب اليمني الكريم .. وعلى الرغم من هذا حمل جلهم هم وطن .. فهل راعوا هذا الهم ..ننتظر المخرج …

–         الحديث و الجدل حول اسقاط الحصانة والناس يا عيني تصدق من يدعونهم للمظاهرات لمحاكمة القتلة …يا حبيبي :

  • من يحاكم من …. ؟ وكأننا لا نعرف أن مؤسسة القضاء كانت مكتباً ادارياً في القصر الرئاسي وليست بمفهوم المؤسسة المستقلة القادرة على الحكم والانصاف ..ومن سيحاكم وبموجب أي قانون …
  • نرفع الحصانة .. جميل أغلب المطلوبين للعدالة اليوم هم جزء من منظومة الحكم ..هم جزء من القصر الرئاسي هم مشاركون في الحوار … هم يتحدثون اليوم باسم الثورة … هل يمكن أن نحاكم الجميع …
  • المقصد …دعونا من نحاكم الى مرحلة البناء للدولة والضغط على تأسيس دولة مدنية ديمقراطية بسلطات كاملة منتخبة في اطار يحقق العدالة والحرية والكرامة لكل مواطن يمني بإذن الله .

–         لماذا نركز على موضوع الأقاليم …؟ ومن يحق له بناء تلك الأقاليم او التوزيع لها …لا احد يملك الحق سوى اهل الحق وهم أبناء هذا الشعب … ؟ دعونا نؤسس لمحافظات كاملة الصلاحيات وليست واسعة …وادارة تلك المحافظات هي من يدير علمية التحول لإقليم بالاندماج مع محافظة أخرى او في اطار منفرد .

–         صراع الديكة الحادث في الكثير من التيارات وكلها صار بقدرة قادر يتحدث عن الشعب والوطن … وكأنه هؤلاء لم يديروا مرحلة سابقة ..تعالوا نشوف :

  • المؤتمر الشعبي وعبر اعلامه المكتوب والمرئي … ما شاء الله يتحدث وكأننا لم نر تجربته في إدارة دولة طوال ما يزيد عن ثلاثة عقود من الزمان شاركه في فترات كبيرة منها حزب الإصلاح .. ونرى قياداته القبلية والدينية بالتحديد تتشدق بالإصلاح كمعنى ومفهوم .. اصلح الله الإصلاح والمشترك … ورقصني يا جدع …وكأن كلا الطرفين ليسا ضمن حكومة واحدة وإدارة مرحلة واحدة وكأن من يدير المرحلة المشترك من المريخ والمؤتمر من عطارد .. فكلاهما يعيب في الحكومة وكلاهما يجتهد لأثبات ان حكومة الوفاق لا تمثل الرفاق …
  • وتعال ياعيني على الحراك الجنوبي الذي بدأ في قضية حقوقية هزتنا في العام 2007 الا ان دخلها قيادات الدولة الجنوبية السابقة … وخاصة بعد 2010 .. ولنرى المتصارعون على الكراسي باسم الوطن .. وما شاء الله صوت يرتفع من لبنان .. وكأنه قائد ثورة … وكأن الناس لا يعرفون انه جزء من نظام حكم طوال 22 سنة قبل الوحدة … وتبرز بوضوح خلافات الزمرة والطغمة ,, والاتهامات المعتادة في الزمن القديم لكل من يخالف رأيهم ..ستسمع الخائن والعميل والزنديق والرجعي والارهابي والمنحل والمختل …. لا تستغرب .. فهذه الطريقة الوحيدة التي يجيدونا عندما يجد أن هناك صوت يناقض صوته ..ولا تستغرب عندما ترى الخلافات تبرز حتى في ساحات اللقاء التي يجب ان يبرزوا فيها متوحدين وأصحاب رؤية … وكلما جاءت احتفالية برزت خلافاتهم اكثر … وهمهم كرسي والسلام … والمصالحة تتصالح .. لكن للأسف .. ويريدون منا بعد ذلك ان نثق بهم ..عجيب ! .. ويقارنون التجربة للوحدة بين مصر وسوريا في 1958 والتي انتهت في 1961 .. تشبه وحدة اليمن تلك وحدة كونفدرالية وليست اندماجية يا جماعة الخير … ولا نقارن بين ما حدث في السودان … فالجنوب السوداني (عرق مختلف –دين مختلف –لغة مختلفة ) فلما يتم البحث عن الجنوبي هناك يتم التعرف عليه اما الجنوبي اليمني … فكيف تميزه .. ولو جئنا للقبائل فكبرى القبائل اليمنية من الجنوب انبثقت ، ولو جئنا للصهورة والنسب فحدث ولا حرج .. ولو جئنا للعدد فعدد الجنوبيين في المحافظات الشمالية اكبر من عدد الشماليين في المحافظات الجنوبية … ويضعون مقياسهم الوحيد هو ما قبل 1990 وكأن عجلات الساعة لم تتحرك وعملية الانجاب توقفت ..نسوا بأن جيلاً بأكمله في اليمن وخارجها جاء بعد الوحدة … يعني شبعنا من هذا الموضوع ..وإن قالوا نخاف من فعل القبائل .. فالقبيلة عز والأخطر الولاءات لغير الوطن …
  • وشوفوا العجب قالوا حراك شمالي … يعني القضية توزيع تركة … وسعيهم نعم ايه اظهار  ممارسات ومظالم القيادات الجنوبية في الفترة الانتقالية … وكأن الفترة الانتقالية عمرها ثلاثين سنة … ونسوا ولم ينبههم احد أن في الخمسين سنة شمالا وجنوباً أغلب من امسك مقاليد الدولة ..شمالي يا خويا … لكن ليس هذا ما نرصده .. لأن أبناء الوطن واحد نريد أ نؤكد على مبدأ الوطنية والجدارة والقدرة لا التقسيمات الهزيلة …وجلنا يعلم جيداً أن من يحرك الأطراف في تلك البقاع مشاركون في حكومة الرفاق ..واللعبة على المكشوف ..
  • القاعدة والحوثية …. كيانان مختلفان … يتحركان في اتجاهين مختلفين … أحدهما زمامه بيد المخابرات و الجيش والثاني بيد المؤامرات والطيش … و كلاهما جزء من وطن يحتاج أن يهتم به النقيران …

أيها السادة حاولت ان افرغ افكاري سريعا لانطلق للفكرة التي من اجلها كتبت مقالي ، أن الفترة الانتقالية التي سبقت وشارفت على النهاية ما هي الا مرحلة أعداد وعدة لبدء مرحلة انتقالية حقيقية وجادة ولان الجدية تبدأ من ابراز :

–         ماذا سيأتي لاحقاً؟

–         من سينفذ مخرجات الحوار ؟

–         من يحمي اليمن من بلوة التآمر وخيانة المتآمر ..من يحميه من فأر يعبث في السد ويخر السد على اليمنيين فينشرهم .. من يمسك الفأر ويمنه الطوفان .؟

نسمع إجابات عديدة :

–         لابد أن يتم التمديد لعبد ربه ويكون مسئولاً عن حكومة وطنية تدير المرحلة الثانية ..

–         لابد أن تبدأ الانتخابات الموعودة في فبراير 2014 وليأتي من يأتي وهو من يدير تلك المرحلة …

وجهة نظري :

–         ليس صحيحاً أن يتم التمديد على الصيغة الأولى لان عبدربه مفوض لإدارة السنتين فقط ، وتحقيق أحلام اليمنيين

–         وليس صحيحاً أن تتم انتخابات ويأتي من يأتي ويديرها لأننا على يقين أن الذي يسعون لتدمير مرحلة الاعداد يسعون من خلال ذلك للعودة لطاولة الحكم ولتنفيذ الثورة المضادة وإعادة الدورة لما قبل 2012

وإذن

1-    العمل على الانتهاء من اصدار مخرجات الحوار الوطني الشامل في اقراب وقت ممكن

2-    العمل على البدء الفوري في تنفيذ هيكلة الجيش والداخلية.

3-    يتم العمل على اجراء انتخابات في جميع المحافظات خلال فترة لا تتعدى يناير 2014 تشمل :

أ‌-       انتخابات مجالس محلية وبلديات لجميع المحافظات لاختيار من يمثل تلك المحافظات في شكل مجالس محلية منتخبة كاملة الصلاحية …

ب‌-  يتم أيضا انتخاب مجلس تأسيسي لليمن يوزع أعضاؤه بين النصف يتم انتخابهم بصورة حرة مباشرة من الناخبين .. النصف الثاني يتم تقدمهم لمجلس المحافظة في محافظته ويقوم المجلس بقبول ترشيح وانتخاب النصف الثاني للمجلس التأسيسي .

ت‌-  يتم قبول ترشيح وانتخاب محافظي المحافظات .

ث‌-  عند انعقاد المجلس التأسيسي يعتبر مجلس النواب والشورى الحالي منحلاً وتعتبر حكومة الوفاق حكومة تسيير اعمال .

ج‌-    على المجلس التأسيسي قبول الترشيحات لاختيار رئيس حكومة وأعضاء الحكومة  الوطنية

4-    يستمر الرئيس عبدربه في منصبه لمدة لا تتعدى فبراير 2015 ولا يتخذ أي قرارات الا بناء على موافقة المجلس التأسيسي وبشراكة الحكومة الجديدة .

5-    على المجلس التأسيسي العمل على تشكيل لجنة صياغة دستور ويعمل مع الرئيس على :

–         تنفيذ مخرجات الحوار الوطني

–         تلقي طلبات مجالس المحافظات التي ترغب في ان تتحول لإقليم منفردة او عبر اندماجها بمحافظات أخرى ليتم صياغتها ضمن الدستور

–         اعداد الدستور وصياغته في فترة لا تزيد عن أكتوبر 2014 وعرضه على الاستفتاء في نوفمبر 2014

–         إعادة هيكلة القضاء و اعداد قانون السلطة القضائية

–         متابعة أداء الحكومة في تسيير اعمال الدولة

6-    على الحكومة تشكيل إدارة أزمات لإدارة :

–         الملف الاقتصادي

–         الملف الاجتماعي

–         الملف التعليمي

–         ملف المغتربين

–         ملف البطالة

–         ملف المظالم

–         ملفات الحوار الوطني .

7-    بعد الاستفتاء على الدستور الجديد والموافقة عليه بنعم ، يتم الاعداد لقانون الانتخابات ولمفوضية الانتخابات والعمل على استكمال انتخابات المجالس النيابية و الرقابية والرئاسة في فترة لا تتعدى فبراير 2015 إن شاء الله

في الأخير اشكر لكم سعة صدركم في الوصول الى نهاية المقال

ولحديثي بقية

شكرا

احمد مبارك بشير

19/11/2013

 MSHARIQ-4847-1

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.