30/6 ثورة ام انقلاب .. تصحيح مسار

30 يونيو 2013 ثورة ام انقلاب … تصحيح المسار :
مرحبا جميعا
مازلت اسمع اصواتا تقول ثورة 30 يونيو 2013 في مصر ، واصوات اخرى تقول انقلاب …. من على الحق ؟
الثورة : هي الخروج عن الوضع الراهن وتغييره – سواء إلى وضع أفضل أو اسوأ – باندفاع شعبي كامل او جزئي يحركه عدم الرضا، التطلع إلى الأفضل أو حتى الغضب ..محركها الاساسي العواطف الشعبية تؤدي الى بروز قيادات محورية لإدارة الحكم أو للعمل على تغيير آلية الحكم بتغيير كلي او جزئي في الدستور الحاكم وفي نظام الحكم … بتوافق أغلب القوى الشعبية …

الإنقلاب : هو تغير نظام الحكم و تغيير دفة الحكم و النظام السياسي الذي تتبعه البلاد عن طريق القوى العسكرية التابعة لنظام الدولة … وقد يتبع ذلك تغيير في نظام الحكم او دستور البلاد … في اغلب الانقلابات يكون الغرض شخصي متمثل في قيادة القوة العسكرية الممثلة للانقلاب .

طيب نريد العودة لمسافة تاريخية
ثورة يوليو 1952م … هو في الحقيقة انقلاب ابيض قام به الضباط الاحرار في السيطرة على الامور في الدولة واجبار الملك فاروق على التنازل على العرش لولي العهد الامير احمد فؤاد وتم تشكيل مجلس وصاية على العرش مدني ولكن الامور ظلت في يد مجلس قيادة الثورة من الخلف حتى تشكيل الدستور في 18 يونيو 1953 والغيت بموجبها الملكية واعلان الجمهورية الاولى والتي عين فيها “ركزوا شوي ” (عين فيها) السيد محمد نجيب لكبر سنه وقربه من قلوب كل القوات المسلحة كرئيس للجمهورية .. والذي اطيح به في حركة التصحيح 1954 واحاله جمال عبد الناصر الى الاقامة الجبرية وتولى الرئاسة بعده باسم ثورة يوليو 1952 حتى وفاته 1970 …
سميت ثورة يوليو 1952 ادبيا بثورة لقبول لحدوث قبول شعبي كامل بما قامت به القوات المسلحة و لان الملك تنازل عن العرش ولم يحدث سف الدم… لان الملك تنازل عن العرش حفاظاً على الدولة .. ولو لم يقم الملك بالتنازل لظل اسمها انقلاباً على السلطة الشرعية … فشكر للجيش وشكرا للملك …
بالعكس انظروا في اليمن 1962 انقلب السلال قائد الحرس الملكي على الأمام البدر ولان البدر لم يتنازل عن العرش عاشت اليمن كابوس حرب اهلية استمرت سنوات حتى انتهت بالمصالحة بين الملكية والجمهورية في العام 1968 .. ولو لم يحدث ذلك الصلح لظل اليمن يعيش كابوس الحرب الاهلية … ولكن سمي ادبيا ثورة سبتمبر على الامامة … رغم انها لم تحظ بتأييد شعبي كامل ولذا كانت الحرب الاهلية …

وللتأكيد قبل أن انتقل بكم :
– الماضي و رجاله تاريخ لا يمكن الغاؤه فيه من الايجابيات الكثير كما فيه من السلبيات .. دورنا ان نستقي الجيد وننبذ الردي .. لا ان نعيش الماضي..
– من زعاماتنا من كان يحمل رؤية وطنية واخلاص للدولة وسيظلون في الذاكرة رغم ما شاب فترة حكمهم من اخطاء واستبداد كجمال عبد الناصر .. انور السادات .. الرئيس الحمدي .. بو رقيبة .. الملك الحسين بن طلال .. الملك عبد العزيز .. الملك فيصل .. الشيخ زايد … وغيرهم الكثير ..
– هناك زعامات للأسف حكمتنا لديها ايجابيات و لكن غلبها الجانب الشخصي ولم تكن لديهم رؤية وطنية بل احلام شخصية فطغت سلبياتها على ايجابياتها … وهم كثر لا اريد التحدث عنهم

في 25 يناير 2011 تجمع آلاف المصريين في مظاهرات حقوقية تحولت في 28 يناير الى انتفاضة شاملة شارك فيها كل الطيف المصري بكل تياراته واستمرت 18 يوماً لم يكن الجيش قادرا على التدخل حرصا على دماء المصريين ولم يجدي التلفيق الاعلامي شيئاً في ايقاف هذا السيل البشري وانتافضتهم ولم يكن هناك طرف يمكن ان يؤيد وجود الريس مبارك في كل هذه الاحداث ..هنا برز خطاب التنحي من الرئيس مبارك وتفويض السلطة الى القيادة العسكرية … ولو لم يفعل وتدخل الجيش في الاطاحة به لسمي الوضع انقلاباً … ولو لم يتنح وينسحب ويفوض واصر وظل الجيش معه لانفجر الوضع ولرأينا الثورة المصرية تتحول لصورة مشابهة لما يحدث في سورية اليوم …
وبالتالي شكرا للجيش شكرا لمبارك ..
ولكن الهزة لم تكن سهلة لتنس لابد من الضرب وعكس الامور … لان الجيش لم ولن يقبل ان يسحب من الواجهة هكذا ….

والثورة لم تكتمل فقواعد الثورة ان يتسلم الثوار الدور في ادارة المرحلة الانتقالية أو من يمثلهم .. … ولكن هذا لم يحث … من ادار المرحلة هي مؤسسات النظام الذي ذهبت قيادته و ظلت اركانه …
واستمر الجيش في الواجهة .. ولو نتذكر ونراجع مرحلة ما بعد الثورة ان المحاولات مستمية لابراز المخاوف من الارهاب ,والخطر الاسلامي .. وتفجيرات انبوب الغاز الذي ينفجر كل اسبوع .. والناس تتساءل الجيش فينه ؟؟…والجواب مشغول في الدولة ياعيني عليه ..
والصورة القاتمة لكل ما هو اسلامي برزت .. ورغم هذا حصدت الاحزاب ذات التوجه الاسلامي قصب السبق في كل دورة في الصندوق … حتى انتهت بالرئيس مرسي …

لم يحسن الاداء الرئيس مرسي لاسباب متعلقة في انها اول ادارة باطار ديمقراطي … من جهة ومن جهة اخرى التيار المعاكس في مؤسسات الدولة الرافضة لادارة مرسي وكذا المعارضة بقيادة جبهة الانقاذ.. لم يهدأ التيار الرافض وكان له بالمرصاد بكل الوسائل .. القانون .. الشارع .. الاعلام … عيشه ضبنك ياعيني عليك ياريس مرسي ..ايه اللي جبرك على المر .. قال اللي امر منه …
المهم
واثبت مرسي في تعامله معهم على حرصه على تغليب موجة الحرية الاعلامية وعدم تكميم الافواه .. فلم يغلق لهم قناة رغم الهجوم اللاذع الذي وصل لحد التجريح والشتم في شخصه .. ورغم دعاوى التحريض التي قدمت للنيابة ضد جبهة الانقاذ لم تقم النيابة بالقبض على اي محرض ولم تحوله للتحقيق .. رغم الاحداث المتتالية .. وجاءت حركة تمرد ولم يقم مرسي بايقافها بحجة التعدي على الشرعية الحاكمة او محاربة الدولة ..
حتى جاءات موجة الاحتجاجات الضخمة في 30 يونيو 2013 ,,,, وكانت موجة عظيمة … لكن في المقابل كانت هناك مسيرات مؤيدة وهي بنفس القوة او قريبة منها.. وتدخل الجيش بزعم حماية الدولة … ولكن تدخله لم يكن منصفاً حيث انحاز لطرف دون طرف حتى في تصويره للمسيرات عبر الطائرات صور الحشود جميعها ونسبها لتمرد رغم ان نصفها لتجرد ومؤيدي مرسي …

يبدو بوضوح الانحياز للجيش ضد التيار الاسلامي .. تدخل الجيش متوقعا لإدارة الازمة وحث الطرفين على الجلوس والوصول لخريطة طريق … لم يمهل الرئيس حتى 10 ايام … بل 48 ساعة فقط … لم يقم الجيش بالدخول كوسيط في حل الازمة بل دخل بخريطة طريق حدد مسار العملية الانتقالية برمتها وتجاهل وضعه القانوني وتعامل مع الوضع كأنه وسيط لطرف ضد طرف .. رغم ان الجيش يتبع سلطة رئيس الجمهورية .. وهو مؤسسة وطنية تحت قيادة رئيس الدولة … تجاوزه بالغاء صلاحياته … بحجة المسيرات الحاشدة .. ونسي ان هناك مسيرات مؤيدة .. وفي كلا الحالتين .. هذا نسميه سياسيا ادبياً اسمه انقلاب ضد الشرعية …
هناك من يقول انها ثورة مضادة … حتى الثورة المضادة ماهي الا ثورة بكل ما تعنيه الثورة وربما تصبح اقوى منها عند فشل او افشال الثورة الاولى …
وهناك من يقول بل هو تصحيح لثورة يناير 2011
ربما ولكن ما يأتي يربك الصورة ، هذا التدخل للجيش مطلوب نعم
هذا الانقلاب .. مقبول او غير مقبول … يعود لما يأتي بعده كما ذكرت …
ما حدث تالياً …
امور تدل على العقلية الامنية في التدخل في العمل المدني والغريب في الامر انه لا تنسيقية 30 يونيو كجبهة شبابية مدنية ولا جبهة الانقاذ ولا الاعلام المسمى مدني حر .. رفض او شجب ما يحدث بل نرى رسالة الاعلام تعبر عن اتجاه ضد مواطنيين مصريين باسم لا للارهاب .. وفجأة ظهر الارهاب في طرف دون آخر .. وفجأة تحرك القانون والامن في منع الانفلات .. وفجأة رأينا التالي تكميم افواه الطرف الثاني و دفعه دفعا للخروج من قمقم السلمية فنرى:

– السعي لمنع الصوت الثاني بكل الوسائل الامنية … اغلاق قنوات .. صحف … منع التصوير والنقل المباشر لأحداثهم أو مسيراتهم عبر تغطية واسعة للطرف الأول المتمرد …
– حملة اعتقالات واسعة ضد الطرف الثاني باسم (محرضين على العنف) رغم ان هناك دعاوى على جبهة الانقاذ سابقة في عهد مرسي ولم يتم القبض على اي احد منهم باسم محرضي على العنف لرفض القضاء تهمة محرض لعدم وجدوها في الاحكام والقوانين ..!!!
– لا عزاء لمن يقتل في الساحات بل والعمل على ابراز ان من يقتل ويقتل هم بأنفسهم يقتلون بعضهم البعض …
– والدعوة لمنع التظاهرات لإخلالها بالأمن العام وسعي بعض نيابات المحافظات لمنع المسيرات المؤيدة بحجة حماية الامن
– اوامر بالقبض القهري على قيادات اخوانية قوية بحجة او بدون حجة … والتهديد الامني يعود بقوة ..
– فجأة الكهرباء تعود … الوقود متوفر .. لا اخلال مروي أو امني او غيره … لاثبات ان مرسي هو سبب كل تلك الازمات …

وتأكد لدي اكثر ان العسكر يسيرون الموقف مع اللقاء الصحفي مع السيد المسلماني … الذي تبين لي بأنه يتلوى ويخفي المعلومات.. وكل ما يقال تطمينات … و(اخونا وحبايبنا) .. (وكلنا سوى )… هو نفس الخطاب الذي انتقدوه على مرسي وجماعته …والزعم انه لا شيء خارج القانون .. هم يفعلون ما قالوه عن مرسي و لم يمارسه ومارسوه هم بدقة …
ولو عدنا للتذكر :
– يظل الاعلامي البارز باسم يوسف دلالة على الحرية الاعلامية لمرسي … فهو الذي لم يترك شيئا في مرسي الا وسخر منه وهاجمه بوضوح .. لم يمنع برنامج البرنامج ولم توقف قناته رغم الدعاوى في النيابة ضدها
– ويظل الاعلامي توفيق عكاشة مثلا آخر من قناة تحريضية واضحة دون مراباة .. بدعوة الجيش للانقلاب على الرئيس …ورغم الدعاوى كانت قناته تعاد مباشرة للعمل …
عيش حرية بأه …..

إذن نحن في وضع اياً كان .. إن استمر يمثل بشارات تكميم افواه والايذان يتحويل الصامتين الى ارهابيين …. ولا اظن ان شاء الله مصر تقبل هذا .. ولا فهناك يد مدسوسة تسعى لشرذمة وارهاق الجيش المصري واشغاله داخلياً بقصد أو غير قصد .. هناك مسعى لا يحمد عقباه …

هل الحل بعودة مرسي ؟
بالتأكيد لا …..لماذا ؟
– القائد الناجح يتاج الى فريق ناجح … في ظل الوضع الحالي وفي ظل المؤسسات الصرية لا تقبل بإدارة مرسي لها .. فعودته عودة للازمات … هذا ظني …
اذن يبقى الحال على ما هو عليه ؟
ايضا لا .. ان استمرار الوضع بالطريقة الحالية هو فتح باب للشياطين لتلعب في مصر …
واذن …
إننا لا نخترع الحلول أو نبتكرها …. صراعات العامل تعلمنا …أن الأقصاء يأتي بالويلات والدمار … والدم
وهذا ما استوعبه نوعاً ما اليمنيون عندما قبلوا المبادرة الخليجية كوسيط لحل الازمة التي برزت اعقاب الانتفاضة الشعبية في فبراير 2011 والتي ابرزت اختناق الساحة بوجود مؤيدين للرئيس صالح والتي تجعل صورة الحرب الاهلية امر متوقعاً وفي حالة عدم رغبة الرئيس صالح عن التنازل عن شرعيته كرئيس .. كانت المبادرة حلاً حاضراً عبر التوافق الذي أدى الى استفتاء شعبي على بقاء الرئيس او اختيار نائبه عبد ربه رئيسا للدولة الذي كان نتيجة الاستفتاء .. رغبة الشعب في التغيير مما سهل قبول الرئيس صالح الخروج من الرئاسة من بوابة الشرعية …
علينا أن نعي أنه لا مبرر للقتل .. من أي كيان ذلك المقتول .. من أي دين من أي جنس من أي ملة من أي حزب من أي اتجاه لا مبرر للقتل … قطرة دم واحدة أعظم من الكعبة المشرفة …
و اذن … ان كنا نسعى لمسار تصحيح لثورة 25 يناير 2011
ان اردنا ذلك فعلينا بالتالي بمرسي او غيره :
– إعادة الاعتبار للرئيس مرسي ويتم التعامل معه كرئيس سابق لمصر وحماية حقوقه السياسية والمدنية والقانونية المكتسبة من منصبه السابق كرئيس لمصر.
– الأفراج عن جميع القيادات السياسية المعتقلة والتوقف عن التوقيفات إلا بإذن من القضاء وخاصة في حق الرأي والكلمة والسماح لبث القنوات التي تم اغلاقها وعدم ايقافها الا بأمر قضائي مبرر .
– الدعوة لعقد مصالحة وطنية شاملة بين أطياف المجتمع المصري تتبناه جميع الفصائل والتيارات والأحزاب والمجموعات السياسية
– التوقف عن أي تحريض أو اهانة واضحة أو مبطنة من خلال وسائل الإعلام المسموعة أو المقروءة او المرئية والتي ما زالت مستمرة حتى الأن …
– ينبثق عن مجلس المصالحة الوطنية مجلس للمؤتمر الوطني الشامل يراعى فيه أن يمثل جميع الأطياف والمذاهب والجماعات والأحزاب والتيارات في المجتمع المصري ، يقوم المجلس بدراسة المرجعيات الواردة إليه لوضع آلية للآتي :
1- اطار المصالحة الوطنية الشاملة والتي منها الافراج عن كل المعتقلين حتى تثبت الأدانة بحقهم
2- عدم اتخاذ أي إجراءات خاصة أو استثنائية لا تخضع لسلطة القانون .
3- اختيار لجنة تعديل الدستور من عدد مناسب من القانونيين والسياسيين والاقتصاديين الاجتماعيين للخروج بتعديلات شاملة في الدستور الحالي وعرضها خلال مدة لا تتجاوز 70 يوما من انعقاد اللجنة على الاستفتاء الشعبي عليها ..
4- اختيار رئيس الوزراء التوافقي ..
4- تفويض واختيار الحقائب الوزارية في الحكومة الوطنية المؤقتة .
5- متابعة وتقييم أداء الحكومة وعرضها على الشعب

أيها السادة أحببت ان اشاكركم كعادتي افكاري
نرجو السلامة لمصر … ان مصر معلمة العالم ما يحدث فيها ينعكس على شعوب العالم وخاصة العربي …
شكرا
احمد مبارك بشير
7/7/2013
images

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.