اعادة نشر 2011 : نعم نريد التغيير
نعم نريد التغيير
كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 16 فبراير 2011 الساعة: 10:28 ص
نريد التغيير لا مؤتمر ولا معارضة
اليوم بين ناقر ونقير والكل يظن أنه الخبير بالشارع والمسر له ، ولكن الظن في غير مكانه فالناس ينظرون إلى ثورتي مصر وتونس ويرون فيها بإدارة أمل وحياة جديدة ، لن يخدعنا أحد اليوم ، لا عودة للرجعية أو الاستعمار ، لا عودة لنظام الأئمة أو السلاطين ، لا عودة … أنتهى .
التغيير اليوم هو تغيير للمستقبل ، للأفضل ، لقد تعلم العرب اليوم كيف هي ثورة الشعوب، إن التغييرات في الأنظمة تأتي من ثلاث وسائل :
– الانقلابات العسكرية وقد ولى أمرها ، كان ذات وقع وأثر في الستينيات ، ولكن اليوم لن تؤدي إلى نبات فاسد ، فهي مرفوضة وغير مقبولة أبداً … الآن .
– الانقلاب الأبيض والذي يأتي لتغيير سلوك ودائرة النظام دون الحاجة لحركة عسكرية وهذا ما حدث في سلطنة عمان فجاء السلطان قابوس ليقود التغيير الكلي وليشهد له العالم بأنه أذكى المبادرين لخدمة وطنه ، وجاء بعده الأمير حمد في قطر ليقود بلاده في سنوات قليلة لتحل في المراتب الثلاثين الأول من الدول التنافسية ، والدول الأكثر نمواً والأقل فساداً في العالم العربي ، و… هذا ما حدث أيضاً في روسيا التي بدأت تستعيد مكانتها .
– الصندوق الحكم .. إن كان في النظام أمل نعم فالصندوق حكم ، والصندوق قائد التغيير ، وصوتي سيجد له مكان ، وهذا ما رأيناه في تركيا ومن قبلها ماليزيا ومن قبلها كوريا الجنوبية .
– القوة الخارجية و هي أمامنا ماثلة بأخطائها و أشواكها في العراق ، الذي يتمنى الاستقرار ولن يكون إلا بتشكيل دستور عادل نظيف وقيادة شعبية للتغيير و نرجو له ذلك .
– الثورة الشعبية السلمية ، وهي قوة استخدمت في أوروبا ولم يكن أحد يتصورها أن تكون في البلاد النائمة … و ها هي تنفجر سلمية نظيفة بيضاء لم يشهد لها العالم مثيلاً من قلب الوطن النائم الذي أفاق على ثورة التغيير السلمي الحر ، والتي أعادت للشعب حقه في اتخاذ القرار . من مصر وتونس البداية .
– الإصلاح الذاتي من النظام والتهيئة لنماء وعطاء وصمود … و كانت البداية من التغيير بيد الشاذلي بن جديد في الجزائر ولكن العسكرية قضت على الفكرة ، ولكنها برزت في التغيير النظيف في جنوب أفريقيا وجاءت بقيادة نظيفة (مانديلا ) الذي علم الدرس للعالم كيف يكون التغيير ، فقد قضى فترته الرئاسية ثم تنحى بهدوء ليصبح بعدها رمزاً للبناء والحرية ليس لجنوب أفريقيا بل للعالم كله ، ليتنا نأخذ منه العبرة .
–
اليوم وبعد مضي خمسين سنة من الجمهورية ، ومازلنا نتصارع ، ويخجل منا الكثير أن يقول بسوط عالٍ أنا يمني ، لأنا أنظمة جاءت لتسدد للوطنية سهامها ، فصار المواطن لا يثق بنظام ولا معارضة فماذا قدم لنا النظام سوى صورة عن الفساد والتراجع ،نظام يسدد لمنهجية استقلالية السلطات تدميراً على كل المستويات ؟ و ماذا قدمت لنا المعارضة؟ ، ما هي الدروس التي جاءت بها على الأرض سوى كلمة نعترض ؟ وعندما نتحرك معهم نحو التصحيح غدروا بكل من يقف معهم بالعودة تحت طاولة النظام ، ألم يقل قائلهم يوماً (جني نعرفه ولا أنسي ما نعرفه )، هل شكلوا لجاناً لحماية الحقوق والحريات والدفاع عن المظالم في المحاكم التي تغرق بالظلم والفساد ؟ هل شكلوا لجاناً للعمل المجتمعي والمدني سوى تقديم معونة مالية لا تجدي ولا تغني من جوع ؟، هل نزلوا من القمة وعاشوا بيننا .,
نعم وفوق هذا بينهم رجال فساد ؟؟؟! بل يتلونون بألوان الفضائل ، ويخفون وجوهاً نهبت .. سلبت .. دمرت .. إنهم والنظام سواء …
كلا … بل بينهم رجال فكر وإصلاح وخير وفضيلة ..
نعم وبين أفراد المؤتمر رجال فكر وإصلاح وخير وفضيلة .
أنتحدث عن اليمن التي ترزح تحت خط الفقر ، والذل ، وسوء التنظيم والإدارة الفاشلة ، وعدم استقلالية لا قضاء ولا نواب ، فكلهم في جيب الحكومة ، والحكومة في جيب النظام ، والنظام منظومة من الظلم والفساد .
اليمن الذي يغلب على أهله التسلح ، وللأسف لا ينتشر بين ابنائه الولاء الوطني وحب الوطن بكلياته ، بل يعيشون في الأغلبية بالانتماءات الجغرافية أو القبلية ، وهذه مصيبة وأي مصيبة .
فالأمر يحتاج إلى حكمة و تفاعل وروية من رجال اطالوا الصمت وهم الحكماء الذين في كل أرجاء الوطن وخارجه في إطار المؤتمر أو المشترك أو الحراك أو ممن لا ينتمون لتيار سوى حب الوطن ،
الآن
كلكم .. كلنا … كلهم لابد أن تلبوا النداء ( لبيك ياربي في سبيل وطني ) :
– اخرجوا عن صمتكم واجمعوا الكلمة لنقول للفساد والظلم كفى .
– شكلوا حزباً مجلساً أو منظومة أو أي شيء يحمل رؤية للوطن كل الوطن .
– اعيدوا النظر في الدستور في القوانين و في ادارة الدولة لتشكيل منظومة تحمي الحريات والمكتسبات وتجنب البلاد في اليوم وفي الغد سيطرة الفرد الواحد او الأسرة الواحدة وتحمي استقلالية السلطات وخاصة القضاء.
– اعيدوا للثورة قيمتها التي خرجت بها قبل خمسين سنة ، فلتكن ثورة من الأعلى …. لأن الثورة من الأسفل في واقعنا الذي أراه مخيفة .. والله خير حافظاً وهو أرحم الراحمين .
لن أقول خلا الرجال ، وإنما أقول يا رجال اليمن لبوا نداء الوطن .