اعادة نشر 2011 : مشكلتنا مع الريس صالح
مشكلتنا مع الريس صالح
كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 19 مارس 2011 الساعة: 08:17 ص
هل المشكلة مع الرئيس و المعتصمين ؟
كثيرا ما كنا نسمع أن ليس هناك مشكلة بين المعتصمين والرئيس صالح ، و الحقيقة نعم ليس هناك مشكلة شخصية معه بصفته الشخصية ، وإنما هناك مشكلة فعلية معه بصفته رئيس الجمهورية ، ولعلني كثيراً ما كنت أكتب و أسجل مواقفي من هذا وأكرر القول دائماً ، نحن نحترم رئيس الجمهورية باعتباره رئيس الجمهورية ، احتراماً للصفة الإدارية لرئيس الجمهورية ، ولكنني أبداً لم أحب أفعاله وتصرفاته التي أقل ما يقال فيها ( أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب !!! )
لماذا ؟
عمري اليوم يتخطى الخمسة والثلاثين عاماً ، عشت ثلاثاً وثلاثين سنة تحت حكم رئيس الجمهورية علي عبد الله صالح ، فماذا رأيت ؟ وماذا سمعت ؟
في تدريبي للمتدربين في المجال الإداري وعند الحديث عن الأزمة ولماذا يحب الكثير من الإداريين أن يعيشوا في ظل الأزمات عن قصد ؟ وكنا نجيب بالآتي أولاً عن مفهوم الأزمة بأن الأزمة هي أحد الأشكال التالية :
1- تأجيل حل المشكلة والتسويف في ذلك حتى تتفاقم و تكبر و تصير أزمة .
2- تعدد المشاكل و كثرتها حتى تصير أزمة .
3- حدوث كارثة بيئية أو مفتعلة تتحول تلقائياً إلى أزمة .
4- إيجاد حلول مؤقتة ورتيبة للمشكلة حتى تكبر وتصير أزمة .
ومن هذا فمن الإداريين من يعشق أن يعيش في جو الأزمات ، ليس لإثبات قدراته على الحل ، بل ليظل في موقعه الإداري ، ويعتقد بذلك أنه يسير الأمور و يتحكم فيها ، و يتم أشغال الكل بجو الأزمة فيجد تلقائياً الدعم والمساندة ممن حوله ، ليصلوا معه لحل الأزمة . وبدلاً من ذلك هو يصطنع من الأزمة وحلولها أزمات .
ومن هذا فتعال نتذكر من صنع هذه الأزمات ؟ :
1- الحوثي وحروب صعدة ، ألم يشكلها النظام ثم حاول أن يخدمها بعدما خرجت عن سيطرته ورغم هذا ، من باع الأسلحة لهذه الجماعة وهي أسلحة تخرج من مخازن الجيش والأمن اليمني ، وكل توابع تلك الأزمة واستنزاف الأموال فيها ، وتحريك جهود دول الجوار ، والكل يعلم حتى دول الجوار اليوم أن من صنع الحوثي هو من يوقفها أيضاً ، وحتى عند التعويضات يتم العفو عن كل من ينتسب للحوثيين وتعويضهم ، ولا يتم تعويض الجيش الذي رابط وقاتل وقتل .
2- الحراك الجنوبي : كان ردة فعل تجاه المظالم التي حدثت في المحافظات الجنوبية والشرقية ، وعندما برزت مطالبه في إطار العمل السياسي السلمي ، لم يكن ليلغي هذا الحراك إلى تحويله عن مساره ، وبجهود ذكية من نائب الرئيس والعديد من الأعوان والقيادات الجنوبية حول الرئيس ، تم شراء أغلب قيادات الحراك ، وإسقاط القيمة الفعلية فيه وتحويله لحراك مصالح ، يتلاعب بها قيادات الحراك وقت الحاجة ، وعند الطلب ويحصل كل قيادات الحراك على دعم مالي ممن ؟؟؟ ولمن لا يعلم فليعلم ، و تجد قوى الحراك في اعتصامات غريبة هي مقايل قات وعبث بالمال ، وإهدار للوقت و تضييع جهد الشباب الذين فرحوا بالمطالب الوطنية ، و اللعبة التي تكررت في 1994م من مستشاري السوء لعلي سالم بعلمه أو بجهله يتم استغلاله اليوم من جديد فما يعرف بفك الارتباط وتسمية الأمور بغير اسمها ، ويرفع علم اليمن الديمقراطي و يقال الجنوب العربي الحر ، وليس هذا علم الجنوب ولا طلب الجنوب . و رغم هذا فالحراك خلق فجوة وهو وجود وجه ثان للحراك وهي المطالب العادلة ، فما المخرج فجاء المخرج عبر :
3- القاعدة اليمنية : والتي تظهر عند الحاجة لها وبتحريك منن قيادات الأمن ، ويتم شراء الذمم واللعب بالألفاظ و توجيه شباب لا يعلمون عن شيء واستغلال ماسهم الديني ، عبثاً ، و بعده توجه ضربات قاتلة ، إنهم أعداء أمريكا و العالم .
وتخيل كم سكبت من مليارات لحل تلك الأزمات ولا تحل لماذا ؟؟؟؟
أخي الكريم أننا أمام حكم لأسرة حاكمة تسيطر على كل ثروات البلاد والعباد ن وفوق هذا كله هناك عدد هائل ممن حول تلك الأسرة ممن استفاد من تلك الأوضاع وتلك المفاسد لتتحول اليمن إلى لقمة سائغة هنية وسهلة للنهب والسرقات ، والعش والرشوة ، وعدد .
اخبرني الآن :
1- كم عدد الذين تم تحويلهم في قضايا فساد إلى المحاكم ؟ وكم عدد الذين اخطئوا في واجبهم المدني أو العسكري أو الأمني تم تحويله إلى القضاء ؟؟ فكلما استشرى فساد أي فاسد تم ترقيته فوراً ، أو تحويله من موقع إلى موقع ، ولما يمر على أكثر المواقع ويحترق كرته يتم تعيينه في مجلس الشورى ، الذي هو مجلس معين لصالح التخلص من الكروت المحترقة ، لا أعلم له مهمة أو عمل قام به أكثر من هذا . إن أكبر قضية أثارت الناس في عام 1992 م عندما قتل ضابط أمني مجند مرور ، هو تخفيض سعر الدقيق , وعدد .
2- الانجازات التي نتغنى بها لا حصر لها ولا عدد ، وكلها تناقض بعضها البعض ، فاليمن الذي يحقق انجازاً هو الأكثر فقراً في محيطه بل و في العالم وليس ذلك لفقر موارده وهذا ما جاء على لسان خبراء التنمية أن اليمن فاشل إدارياً وسياسياً ، بطالة حدث ولا حرج ، مستوى تعليم وأمية حدث ولا حرج ، مستشفيات وصحة حدث ولا حرج ، يا أخي أمية تتجاوز 48% ، ومخرجات جامعية لا تلبي مطالب السوق ، و مستشفيات تبنى في عشرات السنين ، يا أخي راجع تقارير التنمية والأمم المتحدة والدول الصديقة والشقيقة عن اليمن .
3- اغتصاب أراضي و لا حصر بالهكتارات ، وتلاعب واضح وتجاوز لصلاحيات الرئيس على كل الأعراف ليصرف لهذا ولهذا بالهكتارات من مساحات الدولة . لا أدري حتى الملك لا يتصرف هكذا . عدا التصرف بالمال العام وتوزيعه ، و مقايل القات والصرفيات التي تصرف اليوم على المظاهرات المؤيدة ، ما هو إلا جزء من هذا العبث .؟
4- وماذا الآن نأتي لنتحدث عن مبادرة بتحويل الدولة إلى النظام البرلماني ؟ لماذا ؟ النظام البرلماني هو نظام حكم يـُشكل فيه الوزراء في الفرع التنفيذي من البرلمان ، وتكون مسئولة أمام هذه الهيئة ، بحيث أن السلطتين التنفيذية والتشريعية متشابكة. في مثل هذا النظام ، يكون رئيس الحكومة بطبيعة الحال الرئيس التنفيذي و كبير البرلمانيين على حد سواء .تتميز النظم البرلمانية بفصل غير واضح بين السلطتين التنفيذية والتشريعية ، مما يؤدي إلى مجموعة مختلفة من الضوابط والتوازنات بالمقارنة مع تلك التي وجدت في النظام رئاسي . فالنظام البرلماني يصبح فيه الرئيس رمزاً للدولة وليس له صلاحيات ، وكأننا أمام ملكية دستورية ، و من هنا فهي فكرة مرفوضة ، لأننا نريد رئيس نحاسبه ونسائله و صلاحيات تكون مقيدة من البرلمان ، أو عبر المجالس المحلية ، نختاره لا لنضعه رمزاً لنا ، هذه الصيغة يمكن أن نعطيه لإخواننا في البحرين أو الأردن ، وليس في اليمن . نريد فصلاً حقيقياً للسلطات ، لا مجازاً و تسخير قوى الشعب و الوطن لخدمة أسرة .
ومن يريد أن يضيف فلديه المجال ، فما كتبته إلا سطراً في كتاب الفساد اليمني ، ومنظومة الفساد الكبرى في قلب الرئاسة اليمنية ، ولذا فكل يمني اليوم يطمع ويطمح في التغيير الإيجابي ، نحو دولة مدنية ديمقراطية شوروية ، و لن يكون التغيير وهناك بوابة حامةي للفساد ، ودرعاً واقياً أمام محاسبة الفاسدين ، وهو رئيس الدولة ، نحن لا نريد أن يتنح الرئيس فقط أو أن يستلم النائب له السلطة ، نريد تشكيل مجلس حاكم ، يتحمل مسئولية الرئيس ويتحمل بذلك عبء التحول في الفترة الانتقالية ، وتشكيل حكومة وطنية ، و اختيار محافظين يتحملون إدارة المحافظات في الفترة الانتقالية ، والتهيئة لانتخاب مجلس تأسيسي ، واختيار مجلس متاعبة لقضايا الفساد و المفسدين ومنها يبدأ تطهير الفساد إن شاء الله .
هذا ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . تقبل الله شهداءنا وغفر لهم ، وعافى جرحانا ، وألهم معتصمينا وأهلهم الصبر والسلوان ,عن لله وإن إليه راجعون .