اعادة نشر 2010 : المؤامرة

المؤامرة

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 4 أكتوبر 2010 الساعة: 07:31 ص

المؤامرة

كلمة تتكرر ، وكثيراً ما يقال لي ، أنت ممن يؤمن بنظرية المؤامرة ، إنها كلام فارغ لا دليل عليها ، وبعيداً عن الشد والجذب ، ماهي نظرية المؤامرة ؟

بدأت فكرة هذه النظرية في البروز عند أول كتابات صدرت من الغرب وليس من العرب في العشرينيات من القرن الماضي ، حيث تقوم النظرية على أساس أن ما يحدث في العالم وراءه مخطط كبير يقوده أفراد في السر ، ليصلوا من خلال خططهم لأهداف مرسومة ومحددة . للوصول لمصالحهم الشخصية في السيطرة على العالم . نحن هنا بالتأكيد لا نتحدث عن مسلسل الكرتون (( بنكي وبرين )) رغم أن هذه السلسلة تحاول وضع فكرة المؤامرة في قالب كرتوني كوميدي ساخر .

ولكي أكون أكثر وضوحاً فنظرية المؤامرة جاءت بعد دراسات غربية لمنظمة غارقة في السرية تعرفونها باسم ( الماسونية ) أي البناءون الأحرار . لماذا؟

بدأت هذه المنظمة في العام 44 م باسم ( القوة الخفية ) هدفها السيطرة على مجريات الأحداث في العالم وقتها ومنع القوى التيس لا يرغبون بها في الوصل إلى السيطرة على العالم ، وذلك عبر انشاء أكبر جمهورية ديمقراطية حرة ، عمادها كما يزعمون الإنسان ، وهدفها ابقاء سيطرة اليهود على مجريات الأحداث ، ركز صديقي هم اسموا انفسهم القوة الخفية … !!!

انطفأت قوة القوة الخفية وانتهت ، حتى تم احياءها من جديد وهي الولادة الثانية للماسونية في العام 1777م على يد (وايز هاويت) مؤسس المحفل النوراني في ألمانيا ، والذي عاد صياغة الأهداف والوسائل واغراء ملوك العالم ورؤسائها بالانضمام للبنائين هنا جاء اسم الماسونية . الأحرار الذين يسعون لحرية الإنسانية ومجد الإنسان ، وبناء الجمهورية الديمقراطية العظمى ، !!!!!

ولست هنا لغرض الإطالة في الحديث عن الماسونية …. ما أريد قوله الآن هو :

1- لا يمكن أن تكون في الجهة المعارضة تماماً لوجود مؤامرة ، حيث هذا يتنافى مع أبسط الحقائق المعروضة والمرئية والمسموعة ، وكأنك تغفل عن كل الذي يمر أمامك من أحداث .

2- ولا يمكن أيضاً أن تضع المؤامرة شماعتك ، لأن المتآمر مهما صنع لن يستطيع أن يفعل ما يفعله إلا بقبول ورضا منك أو ممن حولك ، فالشيطان وهو يحيك لك المكائد أنت لا تراه ، ولكن لا يمكن على الإطلاق ، بعد أن ترتكب الجرم تقول (( وزني إبليس )) حتى الشيطان نفسه يتبرأ من ذلك ويقول لك : ((يا عبيط ما أجبرتك ولا فرضت عليك وإنما نصحت لك فكنت لي من الطائعين )) …

قال تعالى : (( كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ (16) الحشر )

وعلينا أن نتذكر الحديث أن لو : (( اجتمعت الإنس والجن على أن ينفعوك بشيء . لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، ولن يضروك بشيء إلا قد كتبه الله عليك .. رفعت الأقلام وجفت الصحف ))

3- والعملي والعقلاني ، هو أن تكون كالتاجر المحترف الذي ينظر إلى السوق ، ويتعرف على ما ينتظره فيه وما يمكن أن يقدمه له ، ويحذر من منافسيه ويعد العدة ، وينطلق متوكلاً على الله ، نعم هناك مؤامرات ، ولكن لا يعني هذا أن لها أي دور بدون قبلونا لها واستسلامنا لأحداثها ، نعم هناك من يخطط ضدنا ولا يعني هذا أن ننتظر لحظة تنفيذ علينا أن نعد العدة ونتوكل على الله .

إن الناظر إلينا اليوم ونحن نمر ب48 سنة من قيام الثورة ضد حكم الإمامة ، و 47 سنة من الثورة ضد الاستعمار، ثورة سبتمبر التي قامت ضد الاستبداد وانتشار الفقر والجهل والمرض ، وثورة اكتوبر التي قامت ضد سيطرة الأجنبي على ثروة البلاد ، والتمييز العنصري لأبناء الوطن ، فأهداف الثورتين مختلفة حقيقة ولو حاولنا أن نزاوج بينهما ،لكن أن نظل قرابة النصف قرن ونحن نتذكر عقبات الماضي ، وكل أخطاء اليوم نرميها على ما فات ، وما فات مات .

أنا من أبناء الثروة من مواليد الـ1975م ، لا أتذكر لا أيام الاستعمار ، ولا أيام الإمام ، ولما وعيت ورأيت نفسي أنمو طالباً في مدارس الثورة ، وفي عهد سيدي رئيس الجمهورية ، وفي حكم المؤتمر الشعبي العام ، فلا يمكن أن أحمل أخطاء اليوم ، لزمن لا أعرفه ، ولم أره ، لا يمكن أن أتجاهل أن أبي وجدي درسوا في عهد السلاطين والإمامة ، فكيف ألعن تاريخهم ، وكأني ألعنهم ، هناك أخطاء جاءت الثورة لتصحيحيها . فدعونا من سب الماضي ونبذه إلى المصالحة معه ، الماضي هو صانع الحاضر والمستقبل صنيعة الحاضر .

لم أسمع قطاً أن معلم البشرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وهو قدوتنا أهان أو سب الماضي ، ولا نسمع أنه نبذ كل ما سبق بل نراه يؤكد القول : (( خياركم في الجاهلية خياركم في الإسلام )) .

إنني هنا أقول وأوكد أن أخطاء اليوم وبعد مضي هذه السنين يتحملها ، حماة الثورة ، والجمهورية ، هم من بيدهم أن يجعلونا اليوم ، نخلد ذكراهم ، أو أن أجيالنا تأتي لتلعنهم كما لعنوا من سبقوهم .

ولنعد إلى موضوع المؤامرة ، فمما سبق يا سادة ، بالتأكيد هناك من يتآمر من أجل مصالحه وليس هذا ما يهم ، المهم هو أنت وانا ، نحن هنا من لا نفعل شيئاً لأجل مصالحنا .

ليس غريباً أن يتآمر الشيطان على آدم ليخرجه من الجنة ، فهو يكرهه ، وهذا من مصلحته ، لكن من العيب والغريب أن يظل آدم تحت سيطرة الشيطان ولا يفعل شيئاً .

ليس من الغريب ولا المريب أن يتأمر فلان على علان من أجل مصالحه ، فالكل يسعى لأجل مصالحه ، لكن من الغريب أن يظل علان ينظر ببلادة وكأن شيئاً لم يكن وهو لا يفعل سوى ( البهررة ) .

ومن باب المؤامرة نسمع ونكرر مؤامرة الحادي عشر من سبتمبر . الكل صدق أمريكا وأن مصيبة حلت بدارها ، الكل ، ولكن من يجرؤ اليوم ليقوم ويقول لأمريكا نريد إثباتات حقيقية على ما حدث ذلك اليوم ، رغم أننا نسمع تأكيدات من عظماء مهندسي المعمار في العالم ، أنه يستحيل أن ينهار برجي التجارة على تلك الصورة إلا أن تكون هناك متفجرات وزعت بدقة في أنحاء البرجين ومن قام بذلك كان يعرف جيداً ما سيحدث بعده ، هناك قوة خفية قامت بتلك الفعلة ، استخدمت فيها طعماً هم المسلمين . صدقنا ما قاله شريط مصور لأسامة بن لادن ، ولم نستغرب على الإطلاق أن الحكومة رفضت أي فحص أو تحقيق مستقل في فحص أجزاء البرجين ، والتي ظلت ترتفع حرارتها أسابيع عدة ، بل تم سحبها ونسفها كدليل ، وقيل أن الصناديق السوداء للطائرتين انصهرا ، ورغم ذلك وجدوا جوازات سفر من ورق بالله تتكلم مع من !!!! لماذا نريد إثباتات لأن ما حدث بعد ذلك من قتل الملايين من الأبرياء ، يا ترى نحاسب من عليه .

وننقل لكم مؤامرة أخرى شهيرة وهي مؤامرة تدمير الجمعيات الخيرية أو دعم الإرهاب على زعمهم ونجد أنه لا يوجد على الإطلاق دليل يمكن الاستناد عليه لزعم الاتهام تجاه أي مؤسسة خيرية ، لماذا وبكل بساطة لأنهم هم قالوا هذا :

رئيس جمـعية الحقوقيين البريطـانية قال : ( إن كل ما قدم من اتهامات لا يمكن أن يقف في المحكمة (

ريبرن هيس قال : ( إنه لا أحد يعرف على وجـه التحديد كمية الأموال التي يجري تحريكها خارج النظام المصرفي التجاري الحالي (

مصرفي سويسري قال : ( أن البحث عن العمليات المالية لدعم الإرهاب مثل البحث عن إبرة في أكوام من القش ) .

رونالد دوركن قال : ( انه سيكون من الصعب الكشف عن أدلة دقيقة تؤكد تمويل الإرهاب )

وكما ترى أم أن عمل الخير ممنوع فلماذا نسمع بوش الابن في الذكرى الأولى لأحداث الحادي عشر من سبتمبر ( عام 2002 م ) وهو في ظل حملته هذه يقول :

ـ وعلى الشعب الأمريكي مسؤوليات أيضاً وقد سألني عدد لا يحصى من جميع أنحاء البلاد كيف يمكنني أن أساعد في الحرب على الإرهاب ؟ والجواب هو : تغلبوا على الشر بأعمال الخير ، أحبوا جاراً ، تواصلوا مع شخص يعاني من حاجة ، أطعموا جائعاً ، علموا طفلاً القراءة ، أو شاركوا في الجهود المحلية للتأهب لحالات الطوارئ عن طريق مساعدة رجال الإطفاء والشرطة !! ….

ـ ويقول كذلك : لقد طلبت من جميع الشعب الأمريكي تخصيص سنتين على الأقل من أعمارهم لخدمة جيراننا ، وبلادنا عن طريق تعزيز وزيادة فرص الخدمة لحماية وطننا ، ولدعم مجتمعاتنا المحلية ونشر مشاعر التعاطف والرأفة و المحبة والدعم حول العالم !! .

لن أطيل عليكم لكن أنقل لكم نكتة أوروبية ، يقال أن بوش وبلير اجتمعا في لقاء صحفي ، فقال بوش لبلير ، أتريد أن تعرف أنه لا أحد يهتم بالمسلمين ، قال بلير أريد ، قال أسمعني الآن ، وصعد على منبر الصحافة ليقول : لقد قتل اليوم مليون مسلم وطبيب .. ومباشرة سأله أحد الصحفيين : من أي جنسية هذا الطبيب ؟ .. نظر بوش لبلير وكأنه يقول له .. أرأيت لا أحد يهتم لموت ميلون مسلم ولكنهم اهتموا بموت الطبيب .

أرجو أن تكون رسالتي وصلت .. وللحديث بقية . واسأل الله العافية .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.