اعادة نشر 2006 : علي عبدالله صالح وماذا بعد؟
علي عبد الله صالح .. وماذا بعد؟؟؟
كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 24 يونيو 2006 الساعة: 19:39 م
يا أبناء اليمن ، يا أبناء حضرموت ، يا أبناء الجنوب العربي ، هذا مقال يقظة ولنستح ولنفكر بما هو آت وكفانا ما نرى من ذل وكسرة وهوان .
من أين نبدأ ؟؟؟
دعنا نفكر فالأمور المتدفقة كالمرق الدسم ، وإذاً ما الدافع لكتابة هذا المقال ؟؟
هناك عدة نقاط لابد أن نناقشها كمقدمة ثم ستأخذنا الكلمات بعدها لفترة حكم السيد الرئيس الثمان والعشرين،
ما دفعني لكتابة هذا المقال :
1- مقال قرأته يعبر عن خطورة القادم من حكومة المؤتمر الشعبي لنا نحن الشعب الصامت المصفق لما بعد الانتخابات ، يخلص الموضوع أن هناك جرعة سادسة للحكومة لا تستطيع إقرارها إلا بعد الانتخابات والتي تحمل الكارثة وتزعم فيه الحكومة رفع الدعم النهائي عن المشتقات النفطية (( وما يتعجب منه د. بافضل و أنا أي دعم هذا الذي يتحدثون عنه والبترول يستخرج من أرضنا ويصفى في مصافينا ، ولسنا كالأردن تشتري البترول، فالبترول من ولنا فأي دعم هذا !! )) وسيصل سعر اللتر الواحد لما يزيد عن المئة ريال ، أي الدبة سيتجاوز سعرها الألفين ريال وذلك مع منتصف 2007 م ، وسعر الدولار مقابل الريال سيصل إلى 207 ريال لكل دولار ….. متى نستفيق حتى نموت جوعاً .وللعلم فالميزانية اليمنية المقررة فيها تج أن المستخرج اليومي من النفط بين 400إلى 450ألف برميل في اليوم وذلك منذ العام 1986م ولم يزد هذا رغم زيادة عدد المكتشف من البترول ومازال يسعر البرميل في الميزانية ب 21 دولار للبرميل ، لا أعلم أين يذهب ما يفيض من الدولارات…
2- عيب يا ناس ، فليستح المتبجحون أي نهضة وأي حضارة وأي خرابيط ، وعندما تعجز الحكومة تقول لا يوجد في اليمن أي موارد ، مسكينة اليمن هذه شعب فقير يموت جوع ومشايخ يترنحون من كثرة الأموال ، سيارات فارهة وعقول ميتة وتصفيق وهلم جره ، أخي القارئ الكريم هل تعلم عن الدنمارك الدولة التي ظهر من صحافتها ما يهين المسلمين ، وكل ما قدرنا عليه كلام ، هذه الدولة ذات السيادة والديمقراطية وذات الحكم الملكي الدستوري المتضمنة في الإتحاد الإسكندنافي ، تبلغ مساحتها ( 43094 كمـ2 ) أي عشر مساحة اليمن (527970كمـ2) هذه الدولة الدنمارك ثلث مساحتها جزر ، هذه الدولة يبلغ الناتج القومي الإجمالي لها (170 مليار دولار سنوي ) واليمن (15 مليار دولار ) عدد سكان الدنمارك يزيد قليلاً عن خمسة مليون نسمة ، وعدد سكان اليمن يزيد عن العشرين مليون نسمة ، الدنمارك تعتمد على الرعي وصناعة الألبان كصناعة أساسية عدا العلوم وصناعات أخرى ، ونحن لدينا البترول والغاز والذهب والملح والشاطئ البحري الواسع ، ويجوع شعبنا ونشتري غذاءنا من الخارج ، وتمتد أيدي حكومتنا الموقرة استجداء من هنا وهناك ، فرغم كل شيء صنعته الدنمارك فهي دولة تحترم شعبها وتحترم نفسها ، وعندما ترى ما صنعه صحفي فيها حرية فلأنها وببساطة لا ترى أي دولة تستحق احترامها من الدول العربية سوى أن هذه الدول عبارة عن دول مستهلكة غبية لا أكثر .
3- الوحدة ثم الوحدة ثم الوحدة ، يا أخواني كفى هوس ، حاولت في مقالي السابق حضرموت التاريخ والأسطورة أن أوضح نقطة مهمة جداً ألا أنها لم تقم أي دولة وحدة تسمى اليمن أبداً على مراحل التاريخ ، وما حدث في 22 مايو هو تحقيق وحدة بين دولتين وليس إعادة تحقيق لأنها لم تكن وحدة أصلاُ قبل 22 مايو فلماذا نخدع أنفسنا واليوم ونحن في ظل هذه الوحدة رضينا أم أبينا ، هل سعى نظام صنعاء للحفاظ على هذه الوحدة أم مارس أبشع ممارسات النهب والسلب حتى لم تعد للناس نية للوحدة وعلى رأس القائمة حضرموت ولا تكبوا على أنفسكم يا أبناء سبتمبر وأكتوبر ونوفمبر ومايو ، أنتم تسمعون بآذانكم وترون بأعينكم فكل الجنوب يطلقون على أهل الشمال إما دحباشي أو شرعية أو زيدي ، والكل يرافق هذا بالرفض التام لما يحدث ،ماذا قدمت لنا الوحدة هل تحبون أن تسمعوا :
3-1- مشاريع وهمية ومدن سكنية لا يوجد فيها أي عمل حقيقي سوى نهب أموال المغتربين باسم المدن السكنية في الغراء عدن ولم تكتمل أي بنية تحتية في هذه المشاريع وكل يوم تجد عساكر مختلفة تراقب البناء والتشييد وتوقف هذا وتعاند هذا بحجة متابعة الرخص فمن يتابع الرخص الأمن أم البلدية وفوق هذا يشتري أصحاب هذه المشاريع ذمة هؤلاء بحق التخزينة ولا حول ولا قوة إلا بالله .
3-2- ونسبة متزايدة من البطالة في أبناء الجنوب .
3-3- معاملة سيئة من المعسكرات وقياداتها المتنفذة من نهب وسلب للأراضي ، وقيام قادة المعسكرات في الجنوب والشمال باستقطاع مابين 100 على 300 ريال من مرتبات العساكر المساكين بحجة حق القائد فتخيلوا لو أن القائد يدير 1000 عسكري إن لله وإن إليه راجعون .
3-4- محاولات غبية لتحويل شكل المدن الأخرى إلى صورة من صنعاء حتى في المساجد التي تقوم بها مؤسسات كهائل وكأن هذه المدن ليس لها ماضي ولا أثر جميل في البناء والحضارة ، وفوق ذلك محاولة تعميم مسميات أو تغيير مسميات ولو قدروا لسموا كل مدن الجنوب 22 مايو أو صنعاء 2 وهكذا وليتهم هذا من محبة لصنعاء المسكينة ، التي تعاني عشوائية حمقاء في البناء والطرق والتوسع العمراني الذي يكتسح حقول صنعاء الجميلة فهاهي الروضة في صنعاء صارت مكباًً للنفايات ، وبيت بوس وحدة وعطان خلت من المزارع الشهيرة وصارت كلها مباني حجرية ، (( وتسألني عن صنعاء يا أبتي جميلة عاشقها الجهل والمرض)) ، صنعاء عاصمة اليمن كما يقال تقود المركزية وهي المسكينة ماءها من خارجها حتى أن هناك مخطط لمد أنبوب مياه من سيئون إلى صنعاء ، وكهرباء صنعاء تأتي من ذمار وغذاءها من خارجها ماذا نقول صنعاء تعاني وهي تقود معاناة الجنوب .
3-5- مركزية خانقة وفوق العادة حتى إن رغبت في دخول الحمام عليك بأخذ الإذن من حكومة صنعاء ، لا مطارات دولية سوى في صنعاء لا حركة تجارية إلا من صنعاء لا صفقات إلا من صنعاء لا مشاريع إلا من صنعاء ، وحتى الامتحانات تقودها صنعاء ، الموافقة على مدرسة أو معهد لابد يأتي من صنعاء ,,,,, حتى كره الناس صنعاء وسكان صنعاء
3-6- القات الذي نسيه أهل الجنوب وخاصة حضرموت والتي لم تعد تعرف ما القات سوى أشخاص يعدون بالأصابع ، بدلاً أن يستفيد النظام من سابقه في منع التخزين عدا يومي الخميس والجمعة يفتح الباب ، لينتشر السم الأخضر الذي دمر شباب حضرموت والتي كان ينتشر بها الأندية حتى صارت معروفة بأن في كل حارة في المكلا نادي رياضي أختفى هذا كله وعندما بدأ القات هناك والذي كان يباع ب 400 % ضعف ما يباع في الشمال فلو كان سعر القات بمئتين في صنعاء فهو بثمانمئة في حضرموت لماذا هذا كله أليس لتدمير ونهب أي ثروة في الجنوب وما تبقى في جيوبنا ، من يقود هذه التجارة إنهم مجموعة من المشايخ والمتنفذين أصحاب كبرى المزارع في الشمال ، وفوق هذا فضريبة القات التي لا تدخل الميزانية والتي تتعدى الملايين تذهب لجيوب خاصة في السلطة فلو وقف القات لخسر هؤلاء الوحوش رزقهم من جيوبكم ، عدا انتشار بلاوي أخرى لم تعهدها الجنوب كالفنادق القذرة في محافظة عدن و التمبل الذي لم يلق هذا الانتشار كما الآن وووو .
3-7- العشوائية في البناء والسعي لحجز أكبر بقعة هذا ما تشهده المحافظات الجنوبية ..سوى سياسة خليك في البيت ، وتجنيب الكفاءات أي قرار في بلادهم
3-8- كل اجتماع أو قرار يصدر من أي تجمع جنوبي ولو كان لغرض إصلاحي يقابل بتعسف وبتهمة و بتحويل أهدافه لأغراض انفصالية ، كما رأينا في جمعية ردفان التي حاولت جمع كلمة أهلي الجنوب في الضالع وأبين وشبوة لتجميع أموال لتسديد ديات جميع قضايا الثأر وإنهاءها للأبد .. هذا الاجتماع والاتفاق أنهته سلطة نظام صنعاء بأقفال الجمعية وتحويل قياداتها للتحقيق بتهمة التحري على الدولة … هل القضاء على الثأر الذي صار كالطاعون الذي انتشر بعد الوحدة بين القبائل في الجنوب والتي نسيته أو تناسته بحكم القانون عاد ليطفو وبقوة حتى صارت بعض القبائل تقتل من تريد ثأراً دون أن تخشى أي شيء .ولا حول ولا قوة إلا بالله.
3-9- المؤسسة الاقتصادية اليمنية ذلك الوباء العسكري والذي لا نعرف تتبع لمن ولا تذهب لمن ميزانية سرية يقودها أيضاً متنفذون وتسيطر على كم هائل من موارد الدولة وما خفي من أمرها كان أعظم ولها حديث آخر .
4- الهرج الذي أحدثه السيد الرئيس بإعلانه عدم ترشحه للرئاسة ، صادقاً أم كاذباً ، أعاده لمرتين وكان السيد الرئيس يتوقع من هذا الإعلان أنه سيحدث بلبلة وسيخرج الناس في الشارع كم صنعوا لجمال عبد الناصر ويطالبونه بألا يفعل ويبكون عليه ، ولكن ظنه خاب ولما خاب ، جاءت محاولات من هنا وهناك بعلم ودراية ومصاريف ضخمة فيما يعرف بثني الرئيس عن قراره ، ولو كان صادقاً لقال لمن حوله أوقفوا هذه الحملة التي تكلف الدولة يومياً ملايين الريالات أي ليست ببلاش ويقولون لنا أن من يصرف على هذه الحملة هم رجال المال والأعمال ، هذا الرجل لو كان صادقاً فسيصدق في بناء دولته ليهيئها لتكون في مصافي الدول العظيمة ليجعلها يمن الإيمان والحكمة ، وليست يمن الفقر والجهل ، والإرهاب ، حملة أخرى من فساد هذا النظام ما يعرف بحملة محاربة الفساد ، وحملة تشجيع الاستثمار الذي يفر فراراً من العمل في جو لا يوجد فيه أمن ولا قانون ولا قضاء مستقل ، بالله عليكم هل تتوقعون من قاض ً يتبع الهيئة التنفيذية وينتظر مرتبه منها ويتم تعيينه من قبلها فهل يمكن أن يحكم بعدل لغير صالح من عينه ، وأما خدعة ما يسمى بتعيين رئيس للقضاء الأعلى بدلاً من السيد الرئيس فهي بنفس رتب الفساد لا حول ولا قوة إلا بالله تعالى ولفكي لا أظلم أحداً فأنا باختصار أنقل سيرة ذاتية وسريعة للسيد الرئيس علي عبدالله صالح ، وكلي أمل وأنا مازلت أتمنى أن يكون هذا الرجل هو بداية التغيير لليمن وبداية للنهضة رغم ما سيرد في هذه السيرة فأنا أحترم هذا الرجل بصفته رئيسي وحاكم اليمن ورمز السلطة ولكن لا يمنع هذا من قول الحقيقة :
4-1- من مواليد 21 مارس 1942م في قرية بيت الأحمر بسنحان في محافظة صنعاء لأسرة فقيرة وعانى شظف العيش بعد طلاق والديه في سن مبكرة ، عمل راعياً للأغنام وأجيراً عند أحد مشايخ المنطقة .
4-2- تلقى تعليمه في المعلامة ثم هرب في 1958م ليلتحق بالجيش هو وبعض إخوته فقد كان الجيش مهرباً من الفقر وسوء المعاملة .
4-3- ألتحق بمدرسة صف الضباط في 1960م وشارك بعد ذلك في ثورة 1962م ، رقي بعدها لرتبة ملازم ثاني وشارك في الدفاع عن الثورة في حصار السبعين وألتحق بعدها في مدرسة المدرعات عام 1964م .
4-4- عرف عنه الشجاعة والجرأة الشديدة والمشاكسة ، خافه رفاقه بعد ضربه لقائد معسكر خالد بن الوليد في تعز عاصمة المظفر و الإمام أحمد ،والتي عانت في وقته ومازالت الظلم والعبث ولا زالت ولا نعلم لماذا ولما كان حاكماً على الشمال كان يرضي أصحاب رأس المال الذين أكثرهم من تعز بأن جعل رئيس وزرائه ( عبد العزيز عبد الغني ) ليرضيهم والآن جعل رئيس الوزراء ( باجمال) ليرضي الرأس المال الحضرمي الذي لم يقتنع وازال يطلق على باجمال (باحمار) وهذا مع الإعتذار ولكن هذا ما يحدث .على العموم ..قد خضع للمجازاة عدة مرات ولم يخفه ذلك أو يدفعه للتراجع عما يريد ، وبسبب هذه الشجاعة تم ترقيته سريعاً ليصبح قائد لواء أمن تعز ومعسكر خالد في 1975م .
4-5- بسبب ما وصل إليه من منصب زاد نفوذه ومثل الشمال عدة مرات في عدة محافل في الخارج ، وكذلك أرتبط بعلاقات قوية جداً بالشيخ عبدالله بن حسين الأحمر والذي كان وزيراً للداخلية ثم في 1976م رئيساً لمجلس النواب في الشمال وصاحب العلاقة القوية بالنظام السعودي .
4-6- في 13يونيو 1974م ما يعرف بالحركة الإصلاحية وصل لقيادة الشمال السيد إبراهيم محمد الحمدي والذي حمل مسودة كبيرة من الإصلاحات الذكية والجريئة والتي بها اكتسب شعبية وطنية ومن عموم المثقفين اليمنيين ، ولكن هذه المسودة من الإصلاحات تحمل في طياتها أموراً تهدد بعض الأطراف التي لا ترى من صالحها بقاء الحمدي في السلطة ومن هذه الأمور ( إزالة نظام المشايخ المسيطرون على خيرات البلاد ورئاسة القبائل فيها ، وتعميم النظام المدني ، السعي للقضاء على شجرة القات وذلك لا يخدم المستفيدين من هذه الزراعة ، استعادة جميع التراب اليمني من السعودية ،قيام الوحدة اليمنية على الأساس الناصري الديمقراطي ) هذا كله دفع المشايخ ومن يدعمهم في النظام السعودي إلى التخلص من هذا الرجل ففي اكتوبر 1978م عندما كان متوجها إلى عدن لتوقيع اتفاقية الوحدة مع سالمين ن قتل هو وأخوه عبد الله ،برصاص كما تلقى طعنة في الظهر ، وقد حاول القتلة تشويه صورته بأن وضعوا معهم غانيتين فرنسيتين ،وقوارير خمر ليشوهوا صورته أما الشعب ، الذي لم يصدق ما حدث ومازال يحمل للحمدي كل الود .. وجهت التهمة لأحمد الغشمي بتنفيذ الجريمة ، ولكن جريدة الثوري نشرت في عدد في 1994 م بأن الرئيس علي صالح هو من قام بذلك بتوجيه من الشيخ الأحمر وبدفع من النظام السعودي ولسنا هنا بصدد التهمة ولكن نقل الأحداث .
4-7- السيد سالم ربيع علي والمشهور بسالمين ، مدرس ومارس المحاماة في الجنوب من مواليد أبين ، انضم في الخمسينيات لمنظمة الشباب القومي ، وترقى مع الوقت حتى وصل لرئاسة الدولة في الجنوب في العام 1969م ، وحمل معه فكراً إصلاحياً شاملاً ، وحاول تبنيه وصاهم مع الحمدي في الشمال لتقريب قيام الوحدة اليمنية هذا الرجل المصلح وبسبب أفكاره التي لم تناسب منظر الحزب عبد الفتاح إسماعيل الذي سعى لإسقاطه حتى تم إعدامه في 1979 بتهمة قتل الرئيس الغشمي و ومخالفة أسس الحزب .
4-8- السيد عبد الفتاح إسماعيل الجوفي أبوه من مزارعي الشمال الذين انتقلوا لعدن قبل الاستقلال ، منظر الحزب الاشتراكي متبني الفكر الماركسي ، ومن الصميم كان يرفض أي خروج على أسس الاشتراكية الشيوعية ، وكان من الرافضين للوحدة مع الشمال ، ولذا لم يقم بأي زيارة لبلاد أبيه ، ولكن فكره المتصلب قاد إلى كثير من العنف في الجنوب ، وقد سعى للإطاحة بسالمين وتسلم بالنيابة عنه الرئاسة بين 1979 وحتى 1980 ، وكان بسبب فكره المتعصب اجتمع عليه قادة الحزب وألزموه بالاستقالة ومنها نفى نفسه إلى روسيا وظل فيها حتى سمح له علي ناصر بالعودة في 1985 وما إن عاد حتى قاد حملة ضد إصلاحات علي ناصر ، ومنها قامت أحداث يناير 1986 الدامية والتي استمرت أسبوعا ، وهرب هو وعلي البيض في مدرعة عسكرية نجا علي البيض ولكن تم اغتيال عبد الفتاح في ظروف لم تتضح حتى الآن ، ولو لم يتم اغتياله لعانى الجنوب كثيراً من بطش الهيمنة الاشتراكية ولما تقاربت ساعات الوحدة.
4-9- تولى الرئاسة في الشمال مباشرة بعد الحمدي السيد أحمد حسين الغشمي والذي لقي مصرعه بحادث غريب برسالة مفخخة فجرته مع الضيف القادم من الجنوب 1979يونيو حسب ما أوردوه من مزاعم، وبذا تم اتهام سالمين بقتله وتم إعدامه في الجنوب .
4-10- تم اختيار السيد الرئيس علي عبد الله صالح رئيساً لمجلس الرئاسة في يوليو 1979 ، وبدعم وتأييد كامل من الشيخ عبد الله الأحمر . ولكن الأمور ليست بالسهلة فقد واجه الانقلاب الذي قاده ( عيسى محمد سيف و محمد فلاح ) اكتوبر 1979 م والذي شارك فيه جل المثقفين ورحبوا به لإعادة الأمور إلى ما تبناه الحمدي وكذا مسيرة الثورة والديمقراطية وقد نجح الانقلاب نجاحاً مبهراً وسيطر على أغلب المدن والعاصمة كان نجاحاً عسكرياً ولكنه فشل تقنياً ، فقد أشترى الرئيس بعض المتآمرين ليبثوا الإشاعة بتقدم القبائل المساندة له وأيضاً مساندة جبارة من الشيخ عبدالله الأحمر والشيخ سنان أبول لحوم ، جعل التكتيك الذكي للسيد الرئيس ينتصر حيث فاجأ الانقلابيين بهبوط طيارته الخاصة في مطار صنعاء مما أوحى للانقلابيين بصدق ما وصلهم بأن الرئيس يكتسحهم وقد سيطر على أغلب المناطق مما دفعهم للاستسلام الفوري ،دون وعي من هول الصدمة الذكية منه ، ومباشرة بدأ بالسيطرة على زمام الأمور وتسليم أخوته من الأم معظم المناصب العسكرية وقرب أبناء منطقته وزرعهم في الجيش ، ووظف مكافأة لهم جميع الذين خانوا الانقلابيين وعلى رأسهم محمد خميس الذي أستلم الأمن السياسي لتشهد اليمن في الشمال أسوء كابوس في السجون لجمي بل معظم المثقفين وأصحاب الرأي و المنتمين للحزب الناصري أو من ليس لهم انتماء معروف حتى اختفى من حياتهم بقتله بصورة غامضة وغير معروفة أيضاً .
4-11- الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر شيخ مشايخ حاشد و رئيس التجمع اليمني للإصلاح، ورئيس مجلس النواب اليمني سابقاً وحالياً ،وحليف النظام السعودي القوي في اليمن، وما زال رقما يصعب تجاوزه في المعادلة اليمنية القبلية السياسية ، واجهت عائلته عداوة الإمام بسبب مواقفها ضده وحشدها لقوة حاشد التي ترأسها أيضاً ضد حكم الإمامة ، وقد حمل الكراهية التامة للإمام بعد إعدام أبيه وعمه حميد على يد سلطة الإمام ، ولذا ساهم بقوة في دعم الثوار ، وقد سجن لثلاث سنوات في عهد الإمام ولم يوقفه ذلك عن قراره ، واستمر بقوة وقد تولى قيادة حاشد ، وقامت الثورة وكان عضواً في قيادتها وتسلم حقيبة الداخلية 64-1965م ولما تم إقرار الدستور كان رئيساً لمجلس الشعب ، و ودعم الرئيس صالح وأوصله لعتبة الرئاسة ، وبعد تأسيس جمهورية اليمن الديمقراطية في الجنوب وضع نصب عينيه مهمة كيفية القضاء عليها، لأنه رأى فيها خطرا علي نفوذ القبائل في الشمال التي كانت وما تزال صاحبة السلطة الفعلية في البلاد، فالرئيس علي عبد الله صالح ينتمي إلي سنحان التي تعد بطنا من بطون حاشد التي يتزعمها الأحمر، وتحت شعار يا أعداء الشيوعية اتحدوا.نظمت القبائل هجمات علي الجنوب فشلت جميعها في تحقيق غاياتها، وبعد الوحدة اليمنية في 22(مايو) 1990 وتقاسم السلطة بين الحزب الاشتراكي الحاكم في الجنوب مع المؤتمر الشعبي العام حزب الرئيس علي عبد الله صالح، دق الأحمر جرس الخطر، وسعي إلي تهديم هذا الائتلاف بكل ما أوتي من قوة فترأس عام 1990 حزب التجمع اليمني للإصلاح الجناح السياسي لجماعة الإخوان المسلمين في اليمن برغم انه لم تربطه بهم علاقة تنظيمي أبداً
وبهذه الخطوة جمع الأحمر بين الواجهة الدينية والقبلية للحد من تنامي القوى اليسارية والعلمانية وتقليص نفوذهم.ومعروف أن القبائل تتمتع بنفوذ اقتصادي وسياسي كبير، ولها قواتها الضاربة ومعداتها من الأسلحة الثقيلة والخفيفة حيث تشكل دولة داخل دولة عجزت كل الحكومات من إنهاء هذا الأمر.
4-12- اعتمدت اليمن في الشمال على المساعدات من الحكومات الخليجية وخاصة السعودية والتي كانت تصرف على التعليم والجيش ، وبنيت أغلب البنية التحتية لليمن في الشمال أيضاً بدعم مالي من الخليج ، وهذا إنجاز من إنجازات الرئيس فأين الناتج اليمني .
4-13- أيضاً كان لليمن في الشمال مغتربون في دول الخليج خاصة السعودية حيث يعامل اليمني الشمالي كالسعودي ولا يحتاج لدخول المملكة إلى رخصة أو كفيل ليعمل ، وكان المغتربون يقدمون لليمن و لأهاليهم في السنة الواحدة ما يقرب من مليار دولار أمريكي
4-14- كان الريال اليمني مدعوماً من قبل السعودية ، مما يجعل سعره ثابتاً نوعاً ما ، مما ساعد على نمو الحركة الاقتصادية في الشمال ، فالحكومة تدير فقط و لا تصرف من جيبها ، وأغلب الطرق الهامة بنيت بنفقة الخليج فهاهو أهم شوارع صنعاء خط الستين بني على نفقة المغفور له الشيخ زايد ووووووو
4-15- السيد علي ناصر محمد الحسني وصل لسدة الرئاسة في الجنوب بعد نفي عبد الفتاح أي في العام 1980م ليحمل معه فكراً جديداً بالتجديد ونسيان الماضي وأحس الناس في الجنوب بهذه الروح ومما دعى إليه التصالح مع منافسيه وبذا سمح لعبد الفتاح بالعودة لعدن في 1985م ولكن الأخير لما عاد لم تعجبه مسودة عمل علي ناصر التي تخالف مبادئ الماركسية وبذا بدأ بجمع قوته لإعادة مسيرة الاشتراكية وتفجرت أحداث يناير وفر علي ناصر وزمرته إلى الشمال ومنها توجه إلى سوريا ومازال مقيماً فيها .
4-16- اقترب العد للوحدة اليمنية وتحققت عام 1990م في 22 مايو ليفرح الجميع فهاهي الدولة البكر تتبنى الديمقراطية وتسعى لبناء دولة النظام والقانون ( وما بني هو اللطام والكانون) وبتوقيع الرئيس وعلي البيض تمت الوحدة.
4-17- السيد علي سالم البيض من أبناء حضرموت ، ومن أوائل المنضمين للجبهة القومية ، وقد عارض الدمج بين الجبهة وجبهة التحرير وبهذا السبب شكل تنظيماً اسمه (( الجبهة الشعبية لتحرير حضرموت )) ولكن ما إن فشل الدمج بين القومية والتحرير عاد للتنظيم مع مجموعته ، تم تجريده من مناصبه الحزبية بأمر عبد الفتاح بسبب مخالفته للوائح الحزب وزواجه باثنتين ، عاد مباشرة في عهد علي ناصر ، تخفى في أحداث يناير في مدرعة هو وعبد الفتاح ونجا هو وقتل عبد الفتاح . عاد للواجهة كرئيس الجنوب وفي عام 1990 ساهم هو الرئيس صالح في توقيع اتفاقية الوحدة ولكن ما بعد ذلك أحداث 1994 م لجأ إلى عمان ومازال فيها ولا جديد عنه حتى الآن.
4-18- وقفت اليمن وبشكل واضح وعلني مع صدام وقفة غريبة أثارت غيظ السعودية والخليج التي لم تفهم لماذا هذا التصرف رغم أن لحم أكتاف النظام اليمني من خيرها وخاصة الكويت التي بنت جامعة صنعاء ومستشفى الكويت وكانت تصرف على هذه الجامعة وعلى المستشفى دون مقابل وغيرها من الأعمال كدعمها للعملة اليمنية في الجنوب والشمال ،والإمارات التي بنت التلفزيون والإذاعة وسد مأرب وووو .. صدمة موجعة .. ولذا لا نتعجب من ردة الفعل القوية منهم تجاه اليمن حيث تم رفع الدعم عن العملة اليمنية وطرد ما يقرب من 800 ألف إنسان وتشديد الدخول على اليمنيين في الخليج ، ما حدث أن النظام الاقتصادي وفي بدايته واجه صفعات تلو صفعات ، وبعد انسحاب صدام لم يجدي أي اعتذار أو أسف عما حدث ، ورغم التنازلات التي قدمتها الحكومة للنظام السعودي إلا أن كل اتفاق بين اليمن والسعودية تجد المقيمين في المملكة يتوجهون لله بالدعاء ليخفف ما يأتي بعد ذلك ,غليك أقرب مثال آخر اتفاقية حدثت قررت الحكومة السعودية بعدها عدم إصدار أي تأشيرة عمرة لأي يمني دون الأربعين …
4-19- فوجئ القادمون من الجنوب بالنظام وما يريده النظام منهم ، فالأجندة التي طرحوها لا يريد الطرف الشمالي تبنيها لأن أساسها انهيار نظام المشايخ وسياسة النهب والسلب والعبث ولذا بدأ اللعب للتخلص من هؤلاء الجنوبيين و قاد هذا لحرب 1994 م والت كلفت الدولة 13 مليار دولار بين أسلحة وشراء ذمم وخيانات ودماء سفكت بحق أو بدون حق . وصارت الوحدة المحققة بالتراضي تحقق بالقوة مدعومة من الخارج وعلى رأس القائمة النظام السعودي الذي أسكت جميع دول الخليج والتي كانت ستساند الجنوب وذلك في مقابل التزام النظام في توقيع اتفاقية الشمال الحدود مع عمان واتفاقية الحدود مع السعودية .
4-20- واليوم ونحن هنا نقف على أعتاب الانتخابات ماذا لدينا لنقوله … نعم ما حدث قد حدث ولكن . نحن فيما هو آت … لسنا في صدد الكلام ولكن يا رجال يا أحرار إلى متى الصمت حتى يجوع الأبناء وتضيع النساء … الأعراض الأجيال ، الأرض كل ذلك ينادي ، يناشد… إلى متى يستمر الظلم ، لا تكذبوا الآن لو أن الرئيس يريد إصلاحاً لفعل ونحن نريدها منه هو ، أتتصور بناء مسجد للصلاة باسم مسجد الصالح لو بني به مدينة سكنية لوسعت ألف أسرة بتكلفة البيت للأسرة الواحدة 7 مليون ريال سبعة مليون ريال أضربها في 1000 ….
4-21- نتحدث عن البناء والنماء ، في دولة تتبنى الديمقراطية وخلال 28 سنة لم تستطع هذه الدولة أن ترفع رأسها أمام أقرب الدول لها الخليج والذي أغلب نظامه ملكي أو أميري ، هذه الدولة التي تدعي المشاكل حولها لم ترَ في تجربة ماليزيا والتي تتكون من دويلات وفيها 62 % من السكان مسلمين والباقي هندوس وبوذيون ومسيحيون و ديانات أخرى تلك الدولة التي تواجه كل تلك الأطياف والاختلافات بدأت مع محاضير محمد تجربة التغيير خلا 22 سنة ابتداء من 1981 وانتهاء بـ 2003م صارت من الدول الصناعية والمنافسة لكبرى الدول الصناعية في العالم ، هذه الدولة بلادي اليمن لم تستطع وقد تبنت النظام الديمقراطي أن يحاسب فيها المخطئ ويجازى المصيب بل نجد أي يد مصلحة تكسر وتنفى وتبعد وكل ذلك لمصلحة أشخاص محدودين ، هذه الدولة لم تنجح في تحقيق أي نماء أو تطور ، كل مشاريعنا تستغرق سنوات لتنجز وتخيل كم الإنفاق على تلك المشاريع ، وكل تاجر يعرف أن التأخير في الإنجاز يكلف مئات أضعاف ما رصد له في الميزانية .لا خطط لا إنجاز وعود في الهواء هذه هي دولة الرئيس صالح .
4-22- في الأخير هناك نكتة كان يتناولها الناس في الشمال بأن (( ثلاثة رؤساء هم الرئيس علي عبدالله والملك فهد والشيخ زايد اجتمعوا في غرفة و كل واحد أمامه منهم شدة من الفلوس وقيل لهم كيف توزعون ثروات بلادكم بينكم وبين شعوبكم ، قام الشيخ زايد بقذف الفلوس للأعلى ثم بسط يديه وقال : ” ما يسقط في الأرض للشعب وما يسقط بين يدي لي ” ، بعده قام الملك فهد وفعل كالأول ولكنه شد رداءه وقال : ” ما يسقط في الأرض للشعب وما يسقط في الرداء فلي ” ، وأما الرئيس علي ففعل كالآخرين وقال : ” ما يبقى في الهواء فللشعب وما يسقط على الأرض فلي ” ))