اعادة نشر 2006 : البداية

أنا مسلم : البداية

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 22 يوليو 2006 الساعة: 23:48 م

بسم الله الرحمن الرحيم

نحمده تعالى ونستغفره ونستهديه ونسترضيه

ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا

من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً

ونصلي ونسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم

أيها القارئ الكريم ، فكرت كثيراً قبل أن أبدأ مقالي ، فالأحداث المتوالية على المنطقة من جهة وما نقرأه ونسمعه من هنا وهناك ، يدفع الجميع للتساؤل من على الحق ومن على الخطأ ، جعلني ذلك أبحث وأتقصى ما سأخوض فيه من بحر الكلمات ، وخطير الأفكار ، خاصة وما يشدنا لبعض يتفكك بدعوى من هنا أو من هناك ، زد على ذلك أنني متفاجئ من أناس اليوم ونحن في ظل مأساة جديدة ، يردد بصبيانية (( ماذا يفعل حزب اللات ؟)) ، أو (( الرافضة المجرمون )) (( أذناب القاعدة أو الفئة الضالة )) وشذر مذر من كلام يجعلنا نقف ، ونكرر السؤال (( أين المخطئ ؟ وأين المصيب ؟)) فهل لدينا جواب ؟؟

حاولت وسأحاول في مبحثي هذا والذي سينقسم لعدة فروع أن أكون قدر جهدي محايداً ، ولا أنحاز لفئة إلا إلى ما يتبين من الحق ، معتمداً على الله تعالى سبحانه أولاً ثم على مؤلفات وكتب مختلفة تنحصر في نواح عدة وجوانب متنوعة لأصل لهدف واحد منها وهي أنني مسلم ، فخلاصة القول المفيد هي تلك (( أنا مسلم ! )) .

أخي الكريم ولنكون في قمة الصفاء ولنسلك المسلك السليم في مسير هذا المبحث علينا أن نتفق على أمور يجب أن تلزمها من جهتك ومن جهتي وهي :

1- أن تقرأ وتستمع بهدوء وسكينة دون أن تسبق قراءتك بحكم مسبق فالحكم المسبق سيؤدي بي وبك إلى نتيجة قد لا تفيدك أو تفيدني لنحصل بها على الصواب . فهي سنة الإنصات والتريث و اجتناب الظن .

2- أن لا تحكم على غيرك من مجرد كلمة عابرة سمعتها من فلان من الناس وإنما عليك معرفة كل ما يتعلق بمن ستصدر فيه حكمك أي عليك بأن تكون قاضياً عادلاً وأن تستمع للطرف الثاني كما كنت مستمعاً للطرف الأول . فكن قاض ٍ من قضاة الجنة .

3- كما لي الحق في طرح كلامي لك الحق مثله في نقدي وتصحيح الخطأ الوارد أياً كان على شريطة أن يكون نقدك بناء أي أن تعطيني جوانب الخطأ وصواب الرأي دون تجريح ولا سب ولا ملاعنة ، فـ((المسلم ليس بسباب ولا لعان ولا بذيء)) .

4- الحرية التي نبتغيها حرية الكلمة التي لا تخوض في بحر الأوهام و التدليس واللف والدوران وإنما بما نصل بها إلى مبتغانا من الحق والدليل .

5- لا يحق لك ولا لي لمجرد الشبهة والنية والتي لا يعلم خفايا النفوس إلا الله أن نتبع تحليلنا بنفي أي ٍ منا نفياً قاطعاً من حياتنا أو من ديننا ، فنحن هنا في الدنيا ولنتذكر هناك يوم سنجتمع فيه وأمام من لا يظلم عنده أحد عند الحق تعالى هو الذي سيحكم بيننا فيما كنا فيه مختلفون .. أما هنا فدليلنا وهادينا إلى الصواب والحق هو القرآن والسنة على صاحبها أفضل الصلاة والسلام ثم إجماع صحابته الكرام وآل بيته ثم إجماع العلماء التابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين ولا رأي يفوق رأي أحد سوى ما في القرآن والسنة و عداهما هو رأي يصيب ويخطئ .

6- تذكر وذكرني معك أننا بشر لسنا ملائكة ولم نبعث أنبياء بل نحن بشر نصيب ونخطئ ، أريك خطأ قد تظنه صواباً وتريني صوباً كنت أظنه خطأ ، هكذا نقيم الحياة ، ولست أنا أو أنت مخولان لمحاسبة الناس على نياتهم وإنما علينا بالظاهر من القول والعمل ، وفوق ذلك لابد أن تتأكد مما رأيت أو سمعت فأولاد الحلال كثير ومن كلمة لكلمة تصدق ولو بهتاناً ، هذا ومن لا يعمل لا يخطئ وكلنا نسعى للجنة وهي الجائزة وهي أعظم جائزة ، وتذكر أنها مراتب كما نحن في الدنيا مراتب وكلنا يسعى للوصول إلى أعلى مرتبة ، وليس منا أحد يزعم أنه يمتلك تلك المنزلة إلا صاحب الشفاعة صلى الله عليه وآله وسلم ، تذكر وساعدني أساعدك .

7- لا يحق لي أو لك أو أي أحد أن يزعم أنه على الحق المبين وغيره على الضلال المبين ، ولن يزعم منا أحد أنه يمتلك مفتاح الجنة ، ولا نزعم أنك أو أنني لو مشيت في طريقي أو طريقك سندخل الجنة دون حساب أو عقاب ، لم يملك أحد ذلك ولا يستطيع أحد أن يجزم بذلك ، ولذا أدعو لي وسأدعو لك أن نرزق أتباع الحق وأن نكون من أهله ، ودليلنا في تلك الطريق الكتاب والسنة .

8- الموت نهاية المطاف ، ولكنه بداية الحياة ، والحياة الدنيا ملكي أو ملكك ولا يحق لأي أحد ولا بأي صفة أن ينزع مني حياتي أو حياة أحد لأنه يراني أو يراك على الضلال فلا أحد منا يعلم خاتمته إلا بالصبر والدعاء ، ولعل فلاناً من الناس ظن أنه في الجنة وأن أخاه شقيقه في النار فأخطأ وساءت خاتمته ، فمن هو ليكون وصياً في الأرض يوزع الرحمات نسأل الله العافية وحسن الخاتمة .

9- لا تصدر حكمك قبل أن تلم بالموضوع من جميع جوانبه وأن تستمع لم يفيدك فيه حتى تكتمل الفكرة لديك ، العلم حياة وفي الحياة تجد لذة العبادة وعندها فقط تكون حكيماً أبداً وأسأل الله الهداية .

10- سيسبك السابون ، ويلعنك اللاعنون ،ويذمك الذامون ، وينتقدك المنتقدون ، أي عاقل للل فإن أصابوا فاستح واستفق وأن أخطأوا ، فهم أعداء النجاح فلا تلفت إليهم ودعهم في غيهم بل وقابلهم بالترحاب والدعاء وصالح القول ، فالله خالق الكون سبه الملحدون وكذبه المشركون ، وشكروا غيره ، وهو يقابلهم تعالى سبحانه بالعطاء والود لعلهم يرجعون ، ولله المثل الأعلى فأستمع وكن في حياتك قدوة وفي مماتك ذكرى وفي آخرتك من أصحاب اليمين ، والله مع الصابرين .

للحديث بقية ………………………………….والله معنا ومعكم

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.