اعادة نشر 2006 : عاش صدام .. مات صدام

عاش صدام.. مات صدام !!

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 18 نوفمبر 2006 الساعة: 12:05 م

عاش صدام ……………….ز مات صدام !!!!!!!

رجل من رجالنا أبينا أو رضينا ، عليه وله ، وفيه ومن ، ومن مادح منافق فيه ، إلى شامت قادح فيه ، وحيث أن الحق ليس لنا لنكتب عنه أو نذكر فيه أو نمدحه ، فالحق الأول ليس لنا في نقده أو مدحه ، ولكن الحق لأصحاب الحق هم أهل العراق ناسه و شعبه ، لكني سأخوض بعد إذن أهل العراق في هذا المقال في سيرة رئيس العراق السابق ، ومنها أعبر عن وجهة نظر لعلي بها أصيب ولو موقعاً للحقيقة و لو بقعة ضوء .

1- صدام حسين عبد المجيد التكريتي ولد في العوجة التابعة لتكريت العراق في 28 من إبريل 1937م ، ولد يتيماً ولم ترعه امه صبحة طلفاح بسبب وفاة أخيه الأكبر 12 سنة بالسرطان وهو في شهوره الأولى مما سبب لها ضيقاً نفسياً فتبناه خاله خير الله طلفاح ، ولما عاد لأمه وقد تزوجت من إبراهيم الحسن الذي أذاه ولم يحبه عاد لخاله من جديد ، وبزواج أمه الثاني صار له ثلاثة أخوة ، انتقل لبغداد ليعيش في ظل خاله ورعايته والذي علمه الكثير وكان رجلاً متديناً ومن أهم ما تعلمه منه ألا يستسلم لعدو ولا لهزيمة ، واصل تعليمه حتى أنهى الثانوية الوطنية ببغداد وهي مقام الكليات الوطنية اليوم.

2- في 1957م ومع تزايد الحس الوطني و القومية العربية و زعامة جمال للوحدة العربية ، انضم صدام كشاب طموح بقيادة أمته لحزب البعث العربي الاشتراكي وبرز فيه بسرعة ، ومنها وعبر الحزب ورغبة رفض النظام الاشتراكي الذي تزعمه زعيم العراق في ذاك الوقت ورئيس الوزراء عبد الكريم قاسم قامت مجموعة من ضمنها صدام بمحاولة لاغتيال القاسم 1959م ، فشلت تعرض فيها صدام لإصابة في رجله وفر إلى سوريا ولم يدم نظام القاسم وعاد صدام 1968 وبقوة بدأ يبرز في الحزب الذي صار يحكم العراق وسوريا ،وبدأ يصعد سلم السلطة في العراق ويسيطر رويداً، رويداً على السلطة وتم تعيينه كجنرال في الجيش العراقي في 1976م ، وكقيادي محنك سيطر على الجيش وعلى الحكومة كلها بسرعة عبر سياسة غي حكيمة هي المؤامرات والاغتيالات ، وصارت كلمته نافذة وكأنه رئيس للدولة وذلك لضعف وكبر سن الرئيس أحمد حسن البكر ، وفي نفس الوقت وعبر نفوذه القوي كانت له حسنات كثيرة حققها للعراق في ذلك الوقت وبعده .

3- مع وصول صدام للسلطة ومع بدأ تأميم شركات البترول الغربية التي كانت تأكل ثروات العراق النفطية وزيادة أسعار النفط التي برزت بعد نهاية حكم شاه إيران ، كل تلك العوامل ساندت وجود طفرة مالية ضخمة في العراق ، استفاد منها رجل العراق صدام وفي محاولة لبناء دولة عربية قوية ، قام بعدة حملات مهمة جداً ليتها تتكرر ،وهي :

3-1- حملة الخدمات الاجتماعية للعراقيين ومساندتهم ودعمهم وهي الأولى والأخيرة في الشرق الأوسط.

3-2- الحملة الوطنية لإستئصال الأمية ، التي حققت نجاحاً غير مسبوق في هذه الدولة .

3-3- حملة التعليم الإلزامي المجاني .

3-4- التعليم المجاني الكلي حتى أعلى مناصب التعليم عالمية .

3-5- أفضل أنظمة الصحة العامة في الشرق الأوسط المجانية طبعاً .

3-6- حملة الجيش القوي الكبير المتعلم .

ومن خلالها حصل صدام على جائزة اليونسكو في التعليم والثقافة في الثمانينيات .

4- بدأ من سنة 1977 مخطط الوحدة بين سوريا والعراق ليصير بها الرئيس الأسد ونائبه البكر ، مما يعني زوال قوة ونفوذ صدام ، ولما شارف وقاربت الوحدة لتتحقق ، كان النائب صدام نائب البكر يعمل ومن معه في حزب البعث العراقي لمنع هذا ، وفي 16/7/1979م استقال البكر ليتولى صدام النائب السلطة ويعلن كشفه لمحاولات تخريبية وخيانات تلقى أصحابها حكم الإعدام ، وانتهى حلم الوحدة البعثي بيد صدام وتبدأ عداوة بين النظامين الأسد وصدام.

5- في 1972م وقع صدام اتفاقية تعاون مع روسيا وعبرها حصل الجيش العراقي على التدريب والسلاح ، ولكنه في 1978م انتهت تلك العلاقة بسبب إعدام مجموعة من قيادات الشيوعية العراقية في 1978م ولتبدأ علاقة حميمة مع الغرب بدأت بتوقيع اتفاقية تعاون مع فرنسا بيد صدام في 1976م ، ومنها حصل صدام على الدعم الكامل لبناء أو مفاعل نووي عربي عراقي الذي دمرته الطائرات اليهودية في الثمانينيات ، وكان اسم المفاعل (أوسيراك ) إله الموت الفرعوني

6- كانت العلاقة حميمة جداً مع إيران ومع نظام الشاه خاصة ومن أهم الأهداف تدمير حلم الدولة الكردية في الجهتين ومحاربة الانفصاليين منهم ، وبناء على هذه العلاقة أمر صدام بطرد الإمام الخميني من العراق حيث كان فيها لاجئاً من سنة 1964م في النجف حتى خرج منها في 1978م ليبني عداوة بينه مبين مؤيدي الخميني بل والخميني نفسه .

7- ما هي إلا سنة أو تزيد حتى عاد الخميني لإيران بثورته الإسلامية و صارت الدولة الصديقة لصدام عدوة الآن في ظل حكم الإمام وفرار الشاه . وبدأ ملامح الكراهية في ترسيم الحدود بين الدولتين وأحقية شط العرب لمن يعود حتى أكمل صدام تلك المناوشات والمهاترات الإعلامية والعداوة الكلامية إلى عداوة على الأرض حين دخل بجيشه أقليم خوزستان وضمه كمحافظة عراقية ، ونشبت حرب الاستنزاف بين أقوى دولتين إسلاميتين ، لتستمر 8 سنوات عصيبة لتسحق مليون وثمانمائة ألف نسمة من الطرفين أغلبهم من المدنيين وتأكل ثروة مالية وصلت لخمسة وسبعون مليار دولار ، اضطر بها صدام أن يأخذ قروضاً وراء قروض من صديقه الحميم أمريكا والعدو المستقبلي له عبر أسلحة مدمرة وكيميائية ، وكذلك حصد دعم كل أصدقاء أمريكا من دولنا العربية الشقيقة دون ذكر أحد مليارات الدولارات صبتها تلك الدول في حرب ضد البشر بمبرر دعم البوابة الشرقية للوطن العربي و لما تغيرت سياسة الأم الحانية أمريكا صار ذلك الدعم خلطة كبيرة وجريمة تستحق الاستغفار باتجاه البيت الأبيض . وفي تلك الحرب حاولت الأحزاب الكردية العراقية الاستفادة منها وهي خطأ آخر لها عرضها لهجوم شرس وعنيف من قيادة الجيش العراقي بأمر الرئيس صدام وخسر الأكراد أكثر من خمسة آلاف من مواطنيه بالأسلحة الكيميائية .

8- انتهت حرب الخليج الأولى 1988 بترسيم الحدود بين الطرفين والاعتذار لبعض ، وعدم تكرار الخطأ ولكن صدام شعر بأنه أهان نفسه ودولته وخسر الكثير مما جناه من ثمار بناء العراق الحديث لم يعد التعليم كما فرضه ولا الصحة كما كانت ولكن سياسة الجديدة في إصلاح ما جرى دفعته لبناء قوته من جديد خاصة لما تبين له ولإيران أن أصدقاء الأمس سيتحولون في لحظة لعدو بتغير توجهات البيت الأبيض وهنا تم الإعلان على أقوى تنظيم من زعامات العرب الأكثر فساداً وعنجهية باسم مجلس التعاون العربي ليشمل الشهباء الأربعة لحماية أنفسهم من فساد هم مبتكروه ن المهم مضت سنوات قليلة على هذا الإنجاز غير الملفت للاهتمام حتى بدأ تحرش جديد ورغبة قديمة لدى صدام في ضم الكويت للعراق باعتبارها جزءاً من دولته من جهة ومن جهة أخرى ليعوض عن خسائر ما أصابه في حرب الاستنزاف ، وطاعة لولي الأمر البيت الأبيض . وبدأت حرب العراق الثانية باجتياح الكويت لتقفز أمريكا وحلفاءها وكأنهم في سباق لحماية البشرية وكانت ال 1991م بداية النهاية لدولة من أقوى دول الشرق الأوسط وأكثرها تطوراً بداية النهاية للعراق .

9- بدأت جريمة أخرى في ظل حكم صدام وهي الحصار وخلا العشر سنوات الأليمة الثقيلة خسرت العراق كل مقوماتها كدولة ، خسرت كل مقوماتها كبنية قانونية ، خسرت الحلم الذي بدأه صدام رغم أنه بدأ بتنمية القوة الأمنية والاستخبارات بقوة البطش والإرهاب ، لكنه بنى دولة رغم هذا كان يسعى لها القاصي والداني ليطلب العلم فيها ، ويطلب الغنى أيضاً ، كانت دولة يستطيع العراقي أن يولم وليمة لألف وهو يضحك لدولة يقتل العراقي أخاه و وينظر تحت قدميه بحثاً عن جاسوس أمن للرئيس ، خلا تلك السنوات كان التفتيش وكل سنة كانت تدمر أسلحة أقوى جيوش الشرق حتى ما جاءت سنة 2003م إلا وأمريكا والعالم يعلم أن صدام لا يملك مسماراً ليدافع به عن نفسه .

10- وكانت الحرب الثالثة واحتلال العراق وسقط الصنم يوم 9 إبريل 2003م ، وبعده سقط صدام في 13 ديسمبر 2003م في يد عدوه ، ولتبدأ مهزلة ما عرف بمحاكمة صدام ، لم َّ هي مهزلة لأن صدام مازال رئيس دولة وعليه فمن يحاكمه لابد أن تكون محكمة وقضاة منتخبون من الشعب وليسوا مختارين من الاحتلال وقيادة الاحتلال ، الشعب وحده هو صاحب الحق في محاكمة صدام عبر لجنة تنتخب من قبله ، ولذا كانت مهزلة لإرضاء الغرور الأمريكي و حلفاء أمريكا منا ومنهم .

11- صدام بشر له مليون خطأ وله حسنات ، فلن نعظمه ونكذب ولا نذمه فنكذب ، عندما ظلم كان رئيس دولة ولم يكن لصاً في شارع ، ولا قاطع طريق ، فخطأ من صدام كخطيئة كل الشعب العراقي ،لأن خطيئته مست وظللت على كل بيت في العراق ، وأزعجت ودمرت كل بيت في العراق ، فالخطيئة منه بملايين الخطايا في العراق .

12- صدام مثقف نبيه ذكي ، له مؤلفات منها رواياته الثلاث ( اخرج منها ياملعون) –( رجال ومدينة) – ( زبيبة والملك) .

13- صدام ذو شخصية قوية شجاعة لا يهاب الموت ولا العدو لا يخاف بالأصح من بشر أي بشر كان ، له شجاعة نادرة وله شخصية نافذة قوية .

14- صدام مصاب بحب نفسه ونفوذه وقوته ، لا يظهر ابداً أنه متعب أو مريض ، بل يظل دائماً مرفوع الرأس شامخاً يتباهى بهذه الشخصية .

15- صدام قاس ديكتاتور ، ولهذا كان يوسع حدود سلطته ويتخلص من منافسيه ومعارضيه يضرب بالحديد دون أن يفكر بأي عواقب فهو ينظر للأمر من ناحيته حماية لنفسه ولسلطته .

16- صدام مسلم عربي أصيل يتفاخر بذلك ، رغم كل عيوبه وأخطائه وكل آثامه لكن حلم طوال حياته أن يكون زعيماً للعروبة فلما عجز وسع حلمه ليكون زعيماً للإسلام ، من أمنياته أن يكون كجمال في قوميته وكصلاح الدين في قيادته ولكن لم يصل لذلك .

17- خلال سلطة صدام وقبل وصوله للرئاسة نمت وكبرت العراق في نظر كل العالم ، فهو باني لثقافتها ساهم بقوة في دحر الأمية وتوسيع دائرة العلم والثقافة ، وساهم في نمو الصحة وتعزيز دور الدولة ومساعدة كل المواطنين ، ولكنه لما وصل للرئاسة ، خشي على الكرسي ، ومن هنا بدأت الأخطاء فبقصد منه أو بدونه ولكن بعلمه ومعرفته وسع الإطار الإستخباراتي ووسع دائرة إرهاب الدولة الأمنية ووسع دور العسكر في الدولة ، فبدأت دولته التي حلم بها من 1968م لما دخل السلطة تنهار أمام عينيه … ولكن للذكر شعر بذلك الخطأ في بداية ال 2002م ولكن هيهات ينفع الندم ولم ينفع لا الاعتذار ولا غيره لأنه جاء متأخراً جداً …. فالله ممهل ليس بمهمل … عشر سنوات لم يتراجع لحظة من أجل هذه البلد كل أمله حماية هذا الكرسي الذي تركه مجبراً غير راض ٍ ، كما النمرود ظل يقاوم ويعاند ويرفض التازل رغم الألم في رأسه من تلك الدودة التي تأكل رأسه رغم كل ذلك الألم ظل الخطأ مصراً حتى قارب على الموت راح يتضرع ..

أيها القراء هذا باختصار ، صدام حسين ، رجل منا أبينا أم رضينا ، رغم كل شيء هل يستحق ماهو فيه الآن ؟

أقول وللأسف ….. نعم … نعم … نعم !!!!!!!

ولكن رغم ذلك هذا الرجل حقق لبلده جزءاً من حلم وجعلها يوماً ما تصل لأعلى مراتب العلم والريادة وكان أبناؤها فخراً لكل من من يتعلم منهم ويقابلهم ، وكثير كثير من إخواننا درسوا على أيديهم ، هذه الدولة كان يحلم بالعمل بها كل عربي وشرقي عموماً بسبب الدخل الوفير واسألوا المصري واليمني والسوري والأفغاني والمغربي والخليجي والفارسي والتركي . هذه الدولة ويعلم الجميع ضخامة صادراتها من النفط والتمور ووو …………………………………..إنها بيت النهرين قديماً والعارق حديثاً و ملتقى حضارات العالم .

هذا الرجل أثبت أنه ولآخر لحظة أنه رجل …. تعالوا لرؤسائنا في اليمن مصر وسوريا خاصة تلك الجمهوريات العسكرية . وخاصة بلدي .. وعلى رأسها أكبر كاذب.. بل قيادة بلدي التي تديرها أكبر منظومة فساد مقنن على الإطلاق حتى الصومال على ما وصلت إليه لم يصل الفساد فيه لما وصل له اليمن ……………….و آه يا قلبي ..

وللحديث بقية .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.