اعادة نشر 2006 : التعليم المهني

مشوع للتعليم المهني

كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 5 يوليو 2006 الساعة: 21:05 م

السادة الأفاضل

السيد معالي وزير التعليم الفني والتدريب المهني … الأكرم

السيد نائب الوزير للتعليم الفني والتدريب المهني … المحترم

السيد مدير مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بمحافظة عدن .. المحترم

الموضوع : في سبيل تطوير التعليم المهني والتقني

تم توجيه هذا الموضوع مسبقاً لورشة بناء المناهج .

شاكراً دعوتكم لحضوري على الإشراف على الامتحانات النهائية لطلاب الثانوية التجارية، وبناء عليها ، أرجو أن تسمحوا لي بعرض الطرح التالي ، وأعتذر مقدماً عن الإطالة و التعميم في الهدف العام من التعليم المهني والفني .أي سأتناول الإجابة عن السؤال ( هل إستراتيجية التعليم /التدريب و التعلم تؤدي إلى تمكن الطلاب من امتلاك المحتوى و بالتالي تحقيق الأهداف ؟ )

أرى أن التعليم المهني والتقني الحالي لن يستطيع الوصول إلى الأهداف الموضوعة له ولا يستطيع جذب المنتسبين بالكم المطلوب ، فنحن قد نتجاوز هدف مهم وهو أن التعليم المهني والفني له رسالة هامة جداً ألا وهي تحقيق :

1- حاجة السوق من العمالة من النوع والكيف .

2- القضاء على البطالة الناتجة عن كثرة الخريجين الجامعيين وقلة الفنيين .

3- نشر الوعي لأهمية العمل المهني والفني .

وإذن فإن من أسباب نفور الطلاب من التعليم المهني والفني واللجوء إلى الثانوية وانتظار دوره في الجامعة وضياع الكثير من القدرات والمهارات الحرفية والمهنية ،لأن الطالب لا يرى أن الشهادة الفنية تحقق له الطموح المستقبلي بإتمام تعليمه الجامعي ولذا أرى أن :

يتم تطوير مدارس التعليم المهني والفني ويطلق عليها اسم ( الثانوية المتخصصة أو الأكاديمية المتخصصة ) والشهادة التي يحصل عليها تعطيه الفرصة مباشرة للانتماء إلى الجامعة في الكلية الموازية لتخصصه ويبدأ مباشرة من المستوى الثاني أو الثالث في الكلية الموازية لتخصصه بمعنى آخر كمثال :

– طالب خريج من (الثانوية المتخصصة ) قسم تجاري يستطيع بعد تخرجه إكمال دراسته من المستوى الثاني في كلية التجارة .

– طالب خريج من ( الثانوية المتخصصة ) قسم كهرباء يستطيع بعد تخرجه إكمال دراسته من المستوى الثاني في كلية الهندسة قسم كهرباء .

– طالب خريج ( الثانوية المتخصصة ) قسم الأمن والشرطة برتبة جندي أو ضابط أمن أو حارس يستطيع إكمال دراسته من المستوى الثاني في كليات الشرطة أو الجيش .

وهكذا ، ولذا أرى توسيع دائرة التعليم المهني والفني لتشمل الكثير من التخصصات ولي رؤية أوجزها في الآتي :

أ // الأكاديمية الوطنية:

وفيها وضمنها يتم :

· توسيع التعليم للكبار والقضاء على الأمية ، وربط ذلك بالتعليم المهني لهم وإخراج قدرات جديدة وأيدٍ عاملة خلاقة .(من سنتين إلى أربع سنوات دراسية ) بحسب الرغبات والقدرات وربطها بعد ذلك بالأكاديمية التخصصية ليستطيع القادر على الأستمرار في التعلم والاستفادة من القدرات الموجودة فيهم والتي ستحفز الأمية للتوجه للتعلم و السعي للتطور وأنه لم يفقد الأمل بل هناك فرصة جديدة ليطور مهارته ومعارفه .

· توسيع تأهيل كوادر الدولة في جميع تخصصاتها من الموظف في المكتب إلى شرطي المرور ، لإكسابهم إمكانات أفضل وأخلاقيات وظيفية أعلى .(لا تقل عن نصف سنة دراسية)

· التوسع في التعليم الحرفي وإكساب الحرف اليدوية أهميتها ومكانتها وإطلاق الأيدي للتوسع في تنمية المناطق غير المأهولة وإصلاح الأراضي البور ، بالتعاون مع الدولة . .(لا تقل عن سنة دراسية) ومن التعليم الحرفي ( الحلاق –و الطباخ – البناء – الرسم على الحجر والنقش والخياطة وال…..

· تأهيل العجزة وأولي الحاجات ، وتوسيع مداركهم لإفادة المجتمع من مواهبهم الخاصة .

· تأهيل ورعاية الأيتام واللقطاء ومساعدتهم ليكونوا بذرة صالحة في أرضهم الخيرة .

· وكل ذلك يستمر بربطه للاستمرار في التعلم بالأكاديمية المتخصصة أو الثانوية المتخصصة .

ب // الأكاديمية التخصصية ( الثانوية المتخصصة) :

وهي مرحلة متقدمة لخريجي الصف العاشر (وهذه من رؤية خاصة بالتعليم تم تقديمها للمختص ) ، وكذا أي فرد يجتاز امتحان القبول فيها بنسبة لا تقل عن ال55 % ،ولم يمر بأي مرحلة تعليمية وكذا لخريجي الأكاديمية الوطنية وتعليم الكبار . وتوزع لعدة فروع ومعارف ، وتهتم جل اهتمامها بالعمل الحرفي والصناعي والزراعي والمهني والتقني ، من الكهرباء والميكانيكا ، والبناء والفنون الجميلة، والتمثيل والموسيقى ، والزراعة والعمل في المصانع ، والرعي على صنوفه البري والبحري , والغزل والحياكة والتطريز ، والتمريض ، والمختبرات ، ورعاية وتربية الأطفال ، والقيادة على مختلف الأنواع ،و الفندقة والطباخة, الشرطة والأمن المدني …إلخ ( من ثلاث سنوات إلى ست سنوات دراسية) بحسب المواد والاهتمامات ، ووضع القواعد الفقهية الإسلامية متضمنة ضمن تلك المعارف لتصل لكل جيل مفهوم المعاملات والحلال والحرام دون تسريب المفاهيم المغلوطة والفاسدة واعتماداً على الوسطية دون تحيز لمذهب أو لحزب بل القرآن وصحيح السنة .

بعد هذا لابد من النظر في الآتي :

1- الدوام الدراسي يومياً عد الجمعة والسبت ، ومن الساعة الثامنة صباحاً وحتى الرابعة عصراً . يتخلل ذلك فترات استراحة ونشاطات مختلفة من تمييز النشاطات الخاصة بين الذكور والإناث . وإقامة صلاتي الظهر والعصر لتعويد الأبناء من البنين والبنات على أهمية الصلاة في حياتهم .

2- السنة الدراسية عشرة أشهر في السنة على ثلاث مستويات كل مستوى 3 أشهر بينهما أجازة مقدراها أسبوعين . ونهاية العام يحصل الطالب على إجازة شهرين . مع إمكانية ربطه بنشاطات الإجازة السنوية للقضاء على فترات الفراغ والاستفادة القصوى من الوقت .

3- القضاء على لحظات الفراغ للأبناء . بما هو مفيد .والاستفادة من النظم الحديثة في التدريس .

والهدف الأسمى والأهم بناء جيل لبناء أمة . من الفرد إلى الجماعة ومن الجماعة إلى الفرد . وربطهم بالحياة الإسلامية الصحيحة غير المرضية التي يعيشها المسلمون اليوم أو تلقيهم الدين من الجهلة .

التركيز على الفروق الحقيقة بين البنين والبنات عند وضع المناهج ، ليستفيد كلاهما من العلوم المطروحة . وفوق ذلك كما نعرض حياة الصحابة الكرام نعرض أيضاً حياة الصحابيات وأمهات المؤمنين فهم القدوة للحياة (رضوان الله عليهم جميعاً ) وتجنب الدخول في زوبعة المذاهب والأحزاب. فهنا علم ولهذا يطرح في غير هكذا مكان . وأساس ذلك القرآن وما صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . وفوق ذلك لابد من التعريف للمساواة بين الذكور والإناث أنها مساواة في العمل والمثوبة وليس مساواة المطابقة فنجعل الذكور إناثاً والإناث ذكوراً .

الاهتمام ببناء النوادي الخاصة للرجال والنساء والنوادي العامة لجميع العائلات .

السعي لبناء مشاريع أوقاف كاملة لخدمة المدارس الخاصة بالأيتام والعجزة والفقراء، حتى تغطي الاحتياجات الخاصة بهم .وهذه تتبع الأكاديمية الوطنية التي سترتبط بالجمعيات التعاونية والأهلية وما ذكرته آنفاً .

ومما سبق لا بد من ملاحظة ربطي لتعليم الكبار والقضاء على الأمية بالتعليم المهني لأن الغرض الأسمى هو توفير فرص للرزق لهؤلاء الأمية ، وسعياً لذلك فإني أرى توزيع المناهج على النحو التالي :

مواد الثقافة العامة والمشتركة في كل الأقسام:

وهذه المواد ستكون ذات منهجية في توزيعها على سنوات الدراسة وهي مشتركة لكل أقسام الثانوية المتخصصة وهي :

اللغة العربية : وتشمل فن كتابة الرسائل والخطابات العامة والتقارير الإدارية .

فقه المعاملات والتركيز على ما يهم كل قسم بتوسع دون قسم آخر كأن نركز على فقه الاقتصاد في قسمي التجارة والعلوم الإدارية .

حياة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم ) من منطلق فكري حديث وليس عرض تأريخي ، بل يجعل الطالب يعيش ويتعايش مع شخصيته (صلى الله عليه وآله مسلم ) ويعرف كيف يتصرف في كل موقف حياتي قد يكون له أثره في حياة المتلقي .

اللغة الإنجليزية : ولا تعمم على الأقسام في الأكاديمية الوطنية إلا إن رغب الطلاب بها .ولكنها تفرض على أقسام كالأقسام الهندسة والتقنية والمعاهد الصحية .

اللغة الفرنسية : كسابقتها اختيارية للأقسام التي تطلبها .

اللغة الألمانية : كما سبق اختيارية وتفرض على الأقسام الهندسة التي تحول من الإنجليزية إليها كلغة ثانية .

الكمبيوتر : والذي يشمل ( نظام التشغيل – محرر النصوص – الإنترنت – البريد الإلكتروني ) وهو معمم وإلزامي في كل الأقسام .

الثقافة الاجتماعية و قواعد الانتماء للمجتمع (مادتي الاجتماع والوطنية والأخلاق ) .

المواد الأساسية :

هذه المواد تختلف من قسم لقسم وهي :

الأقسام التطبيقية الهندسية : فيزياء –رياضيات- الجبر- الهندسة .

الأقسام التطبيقية الصحية : كيمياء –أحياء – رياضيات .

الأقسام النظرية التجارية والإدارية : إحصاء – رياضة بحتة –منطق

الأقسام التطبيقية المهنية والحرفية : فيزياء – رياضيات –هندسة

الأقسام التقنية : رياضيات – جبر- تطبيقات كمبيوتر مختلفة .

أقسام نظرية أخرى : جغرافيا – نفس- نفس أطفال- تأريخ – …

وهكذا توزع المواد الأساسية على الأقسام ولا يلزم به كل قسم لأن سبب هروب الطلاب من الثانوية العامة هي الإلزام في المواد التي لا يستحبونها .

المواد المهنية المتخصصة :

وهي المواد الإلزامية والمهمة في التعليم المهني والتي تعبر عن كل قسم على حدة ، ومنها يتميز كل قسم ، وسيتم في هذه الأقسام أخذ مواد سنة أولى من كل كلية وضمها وتوزيعها في السنوات الدراسية الخاصة بكل قسم على حدة فمثلاً :

القسم التجاري : سيأخذ مواد كـ ( مبادئ المحاسبة المالية أ – المحاسبة المالية ب – مبادئ إدارة الأعمال …. ) إضافة إلى المواد المقررة الأخرى والتي تدور في نشاط القسم التجاري .

وكما قيل في القسم السابق يقال في قسم الكهرباء وهكذا …..

إضافة إلى المواد التطبيقية في الأقسام .

وفي الختام ، هذه مجرد رؤية وطرح فكرة ما !!! ، لعل فيها ولو نسبة بسيطة مما يفيد ، وأما بقية الأسئلة المطروحة في إطار النقاش ، فإني أرى الإجابة عنها بنعم يمكن للمنهج المطروح إن وضع بشكل جيد أن يحقق أهدافه تماماً .

هذا ولكم كل الفضل بالقراءة وإبداء الرأي

أحمد مبارك بشير

26/6/2006م

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.