هل من رشيد ينصح الرئيس صالح

 علي صالح

هل من ينصح الرئيس صالح ؟

قيل أن ثورة اليمن ضد حكم العسكر بقيادة الرئيس علي عبد الله صالح لن تؤتي ثمارها ولن تنجح ؟

قيل أنها ليست ثورة إنما هي معركة بين آل الأحمر وقودها اليمن ؟

قيل أن المشترك والإصلاح المخربين يجرون البلاد إلى فتنة ؟

قيل أنه لا بد من اطاعة ولي الأمر وهذا الخروج منكر وفساد كبير ؟

قيل ……………………………..

قال البردوني : (الابيات منتقاة من قصيدة وطني أنت ملهمي –ديوان في طريق الفجر)

إيه يا موطني أفق من كراك المخيم

طالما تهت في الدجى والظلام المطلسم

أنت تجثو على اللظى وعلى الشوك ترتمي

ساسك الجوع والشقا والنظام الجهنمي

إن بلواك منك هل أنت من أنت تحتمي ؟

وخض النار واحتمل كبرياء التألم

واصرع الظلم تكتفي ذل شكوى التظلم ……

دعونا نتفق على بعض المعطيات الأساسية :

–          تأخر الثورة في اليمن لأنها سلمية وستظل سلمية ، رغم محاولات الحكومة والرئيس تغيير مسارها إلى معركة مسلحة ، وهذا ذكاء من قادة الثورة أنهم حافظوا على هذه السلمية طوال هذه الفترة ، ولايعني أنها سلمية أنها تخلو من ردود الأفعال الطبيعية من بشر ، ولعل الله تعالى أراد منا أن نتطهر وننظر إلى تلك العثرات التي فينا خلال هذه الفترة ، لعلنا نستفيق ونتعظ والتي منها وابرزها  :

1-      الجشع غير الطبيعي استغلال فرصة حاجة الناس وهم من اخواننا وهذه عادة تنامت معنا من النظام وصارت سلوك طبيعي مثل ( رفع ايجارات المساكن بعد توافد اللاجئين من ابين وارحب وغيرها إلى المدن القريبة عدن وصنعاء وكأنهم أفواج سياحية جاءوا ليقضوا فترة زيارة وتسلية ، هم في مصيبة ونحن نزيد المصيبة مصيبة ) .

2-      قبيلة وحجة الوقوف مع أخي الظالم في ظلمه وتبرز تلك واضحة في أحداث أبين فأغلب ما يعرفون بالقاعدة هم من أبناء أبين ونواحيها ، ومن المعروفين لدى كثير من الناس ، وهم ساهموا في تدمير أرضه وأهلهم ورغم هذا لما نقول لشيوخ القبائل مدوا ايديكم وكبلوهم وامنعوهم عن ظلمهم بالقوة ، نسمع القول السائد ( عيالنا .. عصبتنا .. ) وبعد أنتركهم يفسدون في الأرض ويغرقونا معهم …..

3-      استغلال ضعف انهيار النظام والقيام بعمليات سطو وبناء عشوائية على أراضي للدولة ومحاولة  الاستفادة قدر الإمكان من الوضع الحالي المنهار ، أليست هذه الأرض ملك للجميع وكما هي حق لك حق لغيرك .. متى نعي ونفهم أننا ندمر أرضنا بأيدينا .

4-      الكذب والنفاق والتسلق كل ذلك لغرض الأموال التي سيحصلون عليها حقاً أو باطلاً لكل من يجامل النظام .

5-      تحميل الغير مشاكلنا ، لن ينفعكم إلا أنفسكم وليس أحد مسئول عن نفسه إلا نفسه ، فأي دولة هي تريد مصالحها ، فعلينا أن نسعى لمصالحنا دون أن نبحث عن شماعة لمشاكلنا . وكما قيل البيضة التي تكسر من الخارج تموت والبيضة التي تكسر من الداخل تولد معها حياة جيدة .

–          لو تغير مسار الثورة إلى غير السلمي فإن أول المستفيدين منها هي القيادة في النظام وهي تعلم أنها ستخوض معركة مع أنصار آل الأحمر وعلي محسن وبذلك الغلبة للمنتصر وسيضيع جهد الشباب في الثورة لتتحول إلى معركة بين قبيلة ودولة ، وهذا لم يكن ميسراً للقذافي في ليبيا فمن استولى على السلاح وقاتله هم شباب ليبيا وليس جيشاً وعسكر كما هو في اليمن ، فسليمة الثورة جعلت القادة المدنيين هم الأبرز وطول الثورة وصبرها هو من سيوصل الكل إلى بر الامان وأكيد لها تبعات ومتاعب وأساك شائكة سيتأذى منها الكثير وسنتعلم منه الكثير إن شاء الله .

–          آل الأحمر لم يكونوا قادة الثورة من البداية ولن يكونوا المنتصر الوحيد فيها ، نعم هم فيها اليوم ، وليس لهم إلى أن يكونوا فيها حباً لها أو حفاظاً على مكانتهم القديمة ، مصلحة كانت أو محبة ،ولدينا جميعاً شبهات على آل الأحمر وعلى علي محسن ، ولن نخفي هذا ، هم ساهموا في فساد الحياة السياسية والاقتصادية ودعموا دولة الفساد في ظل الرئيس علي عبدالله ، ولكن الثورة و المصلحة تقتضي أن يكونوا منها اليوم ، فمن أراد محاسبتهم فليتذكروا أنهم جزء من نظام تريد الثورة اسقاطه ، فمتى أقيم النظام العادل ، والقضاء النزيه على من لديه إثباتاته عليهم فليقدمها للمحكمة وهي كفيلة برد الحق لأصحاب الحق ، والوطن اليوم بحاجة لكل فرد يريد استعادة دولته وبناءها وتعزيز مكانتها اليوم وفي المستقبل إن شاء الله .

–          قيادة المشترك وعلى رأسها الإصلاح ساهم بقوة طوال فترة وجوده على بقاء الوضع على ما هو عليه ومسايرة الرئيس على حساب الوطن ، فعلى شيوخ المشترك اليوم اعادة النظر في قيادتهم والتخلي عنها والرحيل لانتخاب قيادات حقيقة ممن يستحق أن يقود هذا المرحلة ، فكل فرد من قيادات المشترك عليه ملابساته ، عليه ضغط من الداخل والخارج ، لن ننسى أنهم وباسم المصلحة والبعد عن الفتنة  تراضوا مع الرئيس في 1994م  وفي 1998م … وأخيراً في انتخابات 2006 رغم يقينهم بفوز مرشحهم بن شملان ، قالوا نترفع عن جر البلاد لفتنة … ولأنهم واجهة المعارضة قبلوا بشروط المبادرة الخليجية بحجة الفتنة ، والحفاظ على المكتسبات ، رضى الناس أو لم يرضوا ، مازالت قيادات المشترك تتعامل مع الشعب كأنهم مغفلون لا يعرفون مصالحهم وبالتالي علينا الحفاظ على هذه المصالح … قيادات المشترك هي من القيادات التي نرجو منها أن ترحل أيضاً .. وتترك الساحة لقيادات تتفهم الناس ومصالحهم وتقود بقوة مرحلة التغيير …نريد قيادات ليس عليها ضغط لا داخلي ولا خارجي ….. نرجو ذلك . وهذه وجهة نظري .

–          الرئيس هو ولي الأمر ويجب طاعته وعدم الخروج عليه ….. نعم هو ولي الأمر وليس وليي … نعم لا يجود الخروج وليس هذا بخروج …. إن فهمنا للخروج سيجهلنا نستوعب موقف سعد بن عبادة ضد الفاروق … ومقف السيدة عائشة ضد الإمام علي . و موقف سيدنا الحسين بن علي ضد يزيد ، وموقف عبد الله بن الزبير ضد عبد الملك بن مروان ، و غيرهم …. إن الخروج المنهي عنه هو خروج الفرد حاملاً سلاحه أو مكوناً جماعة مسلحة تحكم بالكفر ولأغراض شخصية تنتهك فيها حرمة الدولة ، كما فعل الخوارج ضد الإمام علي كرم الله وجهه ، ولهذا أطلق عليهم الخوارج ولم يطلق هذا على سواهم (كجماعة معاوية .. وجماعة السيدة عائشة ) … وبذا نجد الآتي :

1-      الخروج المنهي عنه واضح المعالم لا لبس فيه ، وهذا مالم يكن في ثورة اليمن ضد نظام الرئيس صالح ..

2-      إن الثورة قامت بصورة جماعية ليس لها غرض لفرد أو عصابة معينة وإنما تطلب بوضوح انهاء ولاية الرئيس صالح وجدولة العمل لبناء دولة قائمة على العدل والمساواة وراعية الحقوق والواجبات ولم يكن لها ذكر لتكفير أحد أو قتل أحد أو سفك لدماء .

3-      هي تقارب سنة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وبذات فالخروج هنا خروج واجب وفض الولاية عن الرئيس صالح ورفع صلاحياته كرئيس أو ولي أمر ، للانتقال لمن يحقق في الأمة العدالة والبناء .

–          الرئيس والمؤتمر مازالوا يطالبون بحوار ، والأمر وصل لتفاوض لا لحوار ، والتفاوض هنا مشروط بتنحي الرئيس شخصياً عن الولاية وتسليمها لمجلس مدني أو لنائبه أو كلاهما ، ويبدأ بعد ذلك دخول كل الأطياف في اليمن في تفاوض متساو وعادل وبشروط متساوية تحقق المصلحة للجميع وبذا فالأمر في غاية البساطة :

1-      لا يوجد حوار أو تفاوض بوجود الرئيس قائداً عليها . فإذا كان الرئيس صالح يحب بلاده وشعبه كما يقول فليس له من خيار سوى تقبل تنحيه عن السلطة وتسليمها بصورة واضحة وليست معممة أو مكبلة لمجلس مدني أو لنائبه أو يختار … وليس في الأمر شيء يحتاج إلى توضيح أكثر أو تفسير أكثر أو عبقرية لاكتشافه .

–          يقول الرئيس أن المشترك وأعوانهم هم من يفسدون الحياة ويقطعون الخير المغدق على اليمنيين ، وأن الملايين يؤيدونه ولن يتنحى لأن هذا مخالفة للعهد معهم ، ومازالت قيادته قادرة السيطرة وبسط الأمن والنفوذ فإذن :

1-      عليه وفوراً أن يأمر الداخلية بالتصرف لما يلزم للقبض على العصابة في المشترك والخونة في الجيش ، ويقدموا لمحاكمة عادلة . فهذا كاف لإعادة هيبة الدولة .. إن كان يقدر على ذلك خاصة والملايين تؤيده كما يقول .

2-      الديزل والبترول وصل من دول الخليج وخاصة السعودية هبة ومنحة ، فلماذا يتم بيعه بأسعار خيالية ، كلها تتدفق لدعم خزينة الرئاسة ، لتصب في مصلحة من بالتحديد ؟، لماذا يتم معاقبة الجميع وسلب الأموال عبر حيلة المشتقات النفطية والكل يعرف أنها حيلة وكذبة كبيرة .

3-      لماذا لأجل الملايين لا يتم بذل الحفاظ على المصلحة والتنازل لأجلهم ليبقى الرئيس حارس لليمن وحامياً لأهله عبر بوابة التنحي والحفاظ على المصلحة الكلية لا المصلحة الفردية . ؟

4-      أي شرعية دستورية نتحدث عنها والدستور الذي استفتى عليه اليمنيون في 92-1993م .. تم تغييره بعد الحرب في 95 وتعديله في 98 وتعديله في 2005 … دون اشعار ولا استفتاء ولم يكن هناك رأي للجمهور … فالدستور أصلاً الشرعي انتهك 3 مرات وزيادة … فمن انتهكه أصلاً ومن أفسد الحياة السياسية …

–          الرئيس له انجازاته وله مكانته في التاريخ وفي اليمن خاصة ومنكر  هذا بليد لا ير ى :

1-      تحققت الوحدة في 90 ومن تنازل هو الرئيس علي سالم وليس علي صالح … فالإنجاز الأكبر للثاني وليس للأول ولكن جزاهم الله خيراً .

2-      قبل الوحدة كانت اليمن في الشمال تعيش على هبات الخليج مرتبات الجيش من السعودية والجامعات من الكويت و الشوارع من الإمارات …. و ,,,, وبعد الوحدة ,,, تغيرت الصورة بشيء واحد نهب أكثر الثروات في كل مكان وتدمير كل المدن الاقتصادية ( الحديدة – عدن – تعز والمخا …… ,وووووو)

3-      مستوى التعليم من أمية تصل ل30 % إلى أمية تتجاوز ال60 % …

4-      لا يوجد أي مشروع نجح أو اكتمل والبطالة في تزايد والتنمية في انهيار .

5-      كل من يختارهم الرئيس حوله من حاشية ومقربين ، إما الأكثر فساداً أو الأغبى و الأفشل والأكثر تبجحاً ، أو الأكثر دموية أو المستسلم المتقبل للأمر الواقع . وليس هذا كلية بل هناك الكثير ممن فيهم الخير ولكنهم مختفون ولا يظهرون .

6-      لم نسمع أو نرى أي محاكمة لأي فاسد على المطلق بل كلما برزت ريحته ترقى أو ذهب لمجلس الشورى وكأنه مجلس المتقاعدين سياسياً .

7-      كل نهب أو فساد مالي أو إداري بعلم ودراية الدولة وعلم الريس ورغم هذا ترك من ترك وسامح من سامح ورقى من رقى ولم يهتم بأحد ….

8-      ولا أجد للحقيقة شيء يذكر سوى أنه كلما تنبشت مشكلة بسيطة تركها حتى تأزمت ثم برز ليحلها بالمال أو العتاد .. حتى يقال أصلحها الرئيس ..

إذن الثورة اليمنية تتمدد وترتكز على قواعد ، نعم تحتاج من قيادتها البدء في حملات توعية وتنبيه للمخاطر والمنزلقات والحفاظ على المصالح والبعد عن حالة النقمة والسخط والدعاء لله والتوكل عليه بعد الأخذ بالأسباب فإن الغد أجمل وأبدع وأكثر أمناً وستكون اليمن ملهمة وجاذبة للعالمين …

وارجو ممن لديه عقل ويحب هذا الأرض أن ينصح الرئيس علي عبدالله صالح إن كان يصدق في حبه لليمن وللأرض التي تربى وعاش فيها وأكل من خيرها كما قال هو ، فليعاود النظر بعيداً عن المبادرة الخليجية ، فليكن صاحب المبادرة في اتخذا القرار وليقدم اعتذاره للناس ويتنحى ويسلم السلطة كاملة لمجلس مدني أو لنائبه ، وهم من سيقوم عليهم التفاوض مع الثوار .. فليكن صاحب انجازاً جديد … إن كان يريد أحداً أن يتذكر له انجاز …

والحمد لله رب العالمين وللحديث بقية .

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.