مات القذافي
مات القذافي
قتل القذافي وانتهت حياة مليئة بالهوس وجنون العظمة ، حياة عاشها بمرض اصابه من فيروس معدي يعرف باسم (دودة فرعون ) التي أصابت الكثير من أهل السلطة وحكام العرب . مات وصار أمره إلى الله هو حسيبه وهو حسبنا ونعم الوكيل ، هو الحكم العدل لا يظلم عنده أحد ، فتعالى الله الملك الحق لا إله إلا هو عليه توكلنا وإليه المصير .
توقعنا تلك النهاية له ، و كنا نرى أن يقدم للقضاء هو يحاسبه ، لم نرد الموت لأحد ولا التمثيل بأحد ، ولكن هذه المعركة وهذه الحرب ، فيها ما لا تستطيع السيطرة عليه ولا الحد منه ، وهو القذافي من اختار هذا الاختيار ، وظن أن هناك فرار ، ظن أن ماله يغنيه أو جاهه يغنيه ، ظن بنفسه القوة والمنعة ، وظن في غيره شرذمة وجرذان ، ونسي ذلك الوصف فوقع فيه ، اختبأ كالجرذان في مجرى المجارير ، وصف حفظة القرآن من شباب ليبيا الأحرار بما لا ينبغي أن يوصفوا به ، فناله الوصف ومات مخزياً لا مأسوفاً عليه و أمره إلى الله .
هذا الرجل طغى وتجبر ، حكم فاستبد ، ظن أنه الملك الأعظم ، ونسي أن من ملكه واعطاه الحكم أعلى وأجل ، نشر في الأرض الفساد ، بماله الذي سلبه من خير ليبيا ، أراد لنفسه مكانة وهو ليس لها بمكان ، نشر الفتن في كل أرض ، وزادت نشوته وهو يظن أنه سيصل لحكم العالم ، و وضع قواعد لبناء دولة هو من هزها من الجذور في كتاب أخضر مليء بالتراهات والحماقات، ثم صنع قالبه الأبيض ليصل لمفهوم يظنه مستجد ، ونظرية الاسراطين لتوحيد فلسطين ، وأراد أن يصنع لنفسه قبلة غير الكعبة ، وتبجح على محمد سيد الخلق (صلى الله عليه وعلى آله وسلم ) ، ولم يكف عن هذا حتى تطاول على آيات الله في كتابه الكريم ، وتمادى في طغيانه ، فكان يقول ويكذب ، يعد ويخلف ، يؤتمن ثم يخون .
ساهم في نشر ودعم التوجهات الإرهابية في كل العالم ، وكل الجماعات الانفصالية تعهد لها بالمال ، لينشر الزعزعة ويهز مكانة الدول وقتما يريد .
رغم هذا فإن لنا أن نذكر للرجل أفضالاً ، ولا يعني هذا أنه خير مطلق ولكنه أراد بها شيء وأراد الله بها خيراً كثيراً :
– سوء إدارة التعليم لديه ساهمت في نشر مدارس التحفيظ وحفظة القرآن الكريم فصارت ليبيا بلد المليون حافظ بفضل الله .
– هوسه المطلق بأنه الملك ساهم في نشر التوجه العام في عدد من دول أفريقيا لتعلم اللغة العربية واجادتها والتعامل معها . فكانت وسيلة لنشر الإسلام في تلك الدول الأفريقية .
– ساهمت أمواله من خير ليبيا في دعم القضية الفلسطينية وغيرها من قضايا الأمة ظناً منه أنه يدعم وجوده كزعيم عربي .
– ساهم بدون قصد في خلق وعي كامل لدى الشعب الأوروبي والأمريكي أن المسلمين والعرب ليس لهم علاقة بالعنف والإرهاب الدامي بل كانت لعبة في أيدي المخابرات العربية ومنها طاغية ليبيا القذافي .
– تعلم العالم كله والعرب خاصة ألا ينجر وراء من هب ودب لأنه يقول ما يحلو سماعه ، فنهتف له بل علينا أن ننتبه أن ابليس يقول ما يحلو سماعه لكنه يريد مصلحة في نفسه ..
رسالتي إلى أخوتي في ليبيا .. مات القذافي ، صفحة من الماضي علينا أن نطويها ، نأخذ منها العبرة والفكرة ، نبدأ في بناء حاضرنا ، ونساهم في نمو دولتنا وننقل تجربتنا الرائدة إلى العالم كله أننا أهل للثقة أهل للبناء والتعمير والمسامحة والتراضي ونبذ الفرقة .. الله معكم هو وليكم ,,,
نصركم الله … ثبتكم الله .. سيروا على بركة الله ورعايته والحمد لله رب العالمين .
أحمد مبارك بشير