حق الريال في مساواة الدولار
حق الريال في مساواة الدولار
فتح الستار ………….
عوض : ارحب ! ، حيا وسهلا ، حيا وسهلا سالم ، منتظرك من بدري ، وصلحنا لك قهوة سودا بسكر احمر ،
سالم : الله يسلمك ،
جلس عوض وسالم ، ولم تمض الا لحظات حتى اقبلت فطوم تحمل الابريق والاكواب ، وجلست تسكب القهوة شديدة السواد ، وقالت :
– 6 ساعات على النار علشانك ، وانت عارف الغاز بس ما يغلى عليك !
سالم : ايش الحفاوة اليوم ، خير !
عوض : شر ! ، قصدي الدولار والريال ، حتى الذهب انتكس ، كيف الخبر ،ما عرفنا نبيع ولا نشتري ، والطامة الأسعار تقول حصاة وتنزل على مهلها !
سالم : طيب ، خلينا نمشي خطوة خطوة ، ويمكن تفهم اكثر والقرار للشراء والبيع نؤجله لما الآخر .
فطوم : تمام ، هات …
عوض : نعم ، وخلنا ابدأ أقول لك هل الإجراءات حق اللجنة السبب !
سالم : اللجنة الاقتصادية ، وضعت مجموعة من الإجراءات ، هذه الإجراءات ينفذها البنك المركزي ، منها تكوين احتياطي من العلمة الرئيسية (الدولار ) عن طريق المضاربة في السوق المحلي ،
عوض : يعني !
سالم : يعني الدفع لعملية بيع العملات المخزنة لدى الناس ، ويقوم المركزي بشراءها منهم ، وهنا لو افترضنا لو باع 100 مواطن مثلا 1000$ يعني ان البنك جمع 100 الف $ ، واحسبها ،
عوض : يعني يشترون مننا ،
سالم : صبرك ، خلينا اكمل !
فطوم : يا عوض اصبر خلنا نفهم !
سالم : المهم شكلت بهذا احتياطي في البنك ، طيب علشان تجذب عملية البيع هذي لابد يكون هناك سبب يدفع الناس لبيع العملة ،
فطوم : صح
سالم : وهنا بدا المركزي بتعزيز دوره الوحيد في توفير العملة للسوق ، وبالتالي هو يمتلك وديعة سعودية ، يعرضها في السوق لتوفير الطلب بالسعر اللي يقرره ، يعني لو قال اليوم ان سعر البيع 50 ريال للدولار ، وهو يمتلك السيولة لتغطية طلب السوق من الدولار ، تلقائيا هو حدد سعر المبايعة التي سيندفع السوق لشرائها ، عزز ذلك انه دفع السوق لذلك عن طريق التنزيل السريع في عملية المضاربة بصورة دفعت أي حد يمتلك سيولة من الدولار ،من غير تفكير للتخلص منها في سبيل استرداد قيمة من الريال ،
عوض : طيب الى متى يقدر يستمر في هذه الخطوة ؟
سالم : لما يعجز ، يعني ما يقدر يوفي للسوق بالطلب على العملة الرئيسية ، وهنا جاءت المعركة ،
عوض : أي معركة ؟!
سالم : فكرة المركزي انه سيدفع بذلك الى حد الوصول الى آخر سعر حدده 585 ريال للدولار ، وكان يظن انه بذا سيربط العملية ويثبت سعر التداول ، الا ان هناك اطراف أخرى وهي ضد القرار ، قررت ان تلعب لعبة مع المركزي ، فبدأت في تحريك السعر للانخفاض اكثر ،
عوض : من ؟!
سالم : الضد أي حد ضد المركزي أيا كانت تلك كيانات التي تضررت بإجراءات البنك فقررت ان تدخل معه في التحدي ،
عوض : الله يستر ، يعني ولا همهم مواطن .
سالم : ولا همهم حد !
فطوم : يعني كذا التجار ينضربون ،
سالم : اكثر طرف يتضرر هو القطاع الخاص ، خاصة المتوسط والصغير ،
عوض : لما متى ! طيب و المركزي قال ان السعر العادل هو 450 ري ، لكن هذا ما حصل ،
سالم : هو هذا ، ولذا الى متى ، الجواب الا ان يعجز احدهما ، او يتفقا !
عوض : لا حول ولا قوة الا بالله ، طيب كمل ، كمل الإجراءات .
سالم : من القرارات الجيدة ان البنك الغى طباعة 2 ترليون من العملة كانت ستضاف الى العبء المالي الحالي للعملة ،
عوض : آه ، عادهم عندهم طباعة ، ايش ذا !
فطوم: يقولك الغوا ،
سالم : بس علشان نحسب الفجوة الغريبة ، انه من بعد ثورة سبتمبر 62 الى 2010 حجم المطبوع من الريال لم يزد عن 1.3 ترليون ، وفي سنتين بعد 2016 طبعت 1.7 ترليون تقريبا ،
عوض : والله ما عرفت أقول ايش ، الحمد لله على كل حال ، طيب وهل هناك مصادر للإيراد من العملة علشان يستمر البنك في سياسته ،
سالم : فعليا ! ما في أي مصادر من العملة كإيراد خارجي ، المتوفر الآن الاستفادة من الوديعة السعودية ، و يحاول أيضا ان يحصل على موافقة من المنظمات الدولية ان يتم تمرير العملة الواردة لصالح الاعمال الإنسانية عبر المركزي ، واضف الى ذلك ان تم التخفيف على المركزي في شراء المازوت الخاص بتشغيل محطة عدن ، عن طريق المنحة السعودية أيضا ، وهي خففت من استهلاك العملة في شراء المازوت .
عوض : يعني كذا سيتمكن المركزي من الحفاظ على سعر الصرف 450 ري ، طيب والاسعار ليش ما نقصت كما السعر اللي نزل ،
سالم : لا ما قلت انه سيتمكن من الحفاظ ، انا أقول يمكن ويمكن لا ، وهذا يحتاج الى استمرار عوامل القوة ، علشان تفهم اكثر المركزي يتعامل بنظام السعر المرن ، بنظام التعويم المتحكم به ، وعلشان يستطيع ان يحافظ على ذلك التحكم لازم يتوفر لديه احتياطي مالي قوي وليست مجرد وديعة عابرة ، وثانيا لابد ان يكون الميزان التجاري متحرك من الإيرادات والصادرات ، وهذا فعليا ليس متاح للمركزي ، هو معتمد بقوة على دعم التحالف من جهة ، ومن قدرته في الوقت الحالي ليكون القبضة الرئيسية في التحكم بسوق المضاربة على العملة .
عوض : ما فهمت الميزان التجاري ، يعني الدولار نقص او زاد !
سالم : الدولار ما نقص ولا زاد ، ما لهذا علاقة ، العملة الوطنية هي التي ضعفت او تعززت ، يعني الآن لما يتم التصدير للخارج ستحصل على عملة تحديدا الدولار لأنها العملة الرئيسية للمركزي ، وحتى السعودي يمكن اعتبارها عملة رئيسية الان ، وحركة العملة هذه تمر تلقائيا بالبنوك التجارية ومنها للمركزي ، هذه الحركة تجعل المتحكم في عملية المقايضة في عملية الاستيراد والتصدير هو المركزي ، ولما أقول ان النظام بسعر مرن ، يعني انه يتفاعل مع السوق (عرض وطلب ) على العملة لكن هذه المرونة تحت سيطرة المركزي ، فكلما شعر المركزي ان المضاربة يمكن ان تؤدي الى انهيار العملة قام بالضخ بالكمية التي تجعل الطلب والعرض في حالة استقرار ،
فطوم : ايش يعني ! ؟
سالم : هذه القهوة بكم بتبيعيها لي ،
فطوم : عيب عليك ، ما يقع ذا الكلام !
سالم : لا مش قصدي ، طيب خذي التالي ، لو كنتي تصطادي (لول )
فطوم : ياريت !
عوض : كلمنا انا ، هي بتفهم مني ، طيب لو كنت اصطاد لول ،
سالم : نزلت السوق ، بتبيع اللول اللي معاك بكم بتبيع ،
عوض : في الاغلب بطرح السعر اللي اشوفه مناسب لي ،
سالم : لو في عشرة معاهم نفس اللول اللي معاك ،
عوض : اكيد بحاول اتفاوض لما يكون عندي سعر يناسب السوق ،
سالم : لو كنت انت وحدك معاك الف ، والبقية مع كل واحد 10 قطع لول ،
عوض : بأحكم السعر ، واللي ما يعجبه لا يشتري ،
سالم : لو كل اللي في السوق معاهم لول ،
عوض : اكيد ما حد يحتاج ، و ما حد بيشتري ،
سالم : هكذا مضاربة العملة ، المركزي لازم علشان يتحكم بالسعر يكون قادر على ان يضخ الكمية اللي يحتاجها السوق لعملياته الشرائية ، ويكون هو الوحيد اللي معاه الكمية اللي تخلي السوق يقبل سعره ، وهذا واحدة من الأدوات اللي استخدمها المركزي في 2011 لما سقطت العملة بين شهري فبراير ومارس ، قام بضخ كمية من الاحتياطي بسرعة اعادت للعملة سعرها في ذلك الوقت من 390 الى 215 ، وهذا اللي استمر عليه المركزي من 2015 قبل نقله الى عدن ، نفس السياسية اتبعها الا انها في النهاية اكلت الاحتياطي ، وفي المقابل كان الميزان التجاري مع الحرب شبه متوقف او فعليا واقف ،
فطوم : الان بغينا نعرف نشتري او نبيع ، عوض قال بغى يشتري ويبيع في العقار ، واني قلت الذهب ،
سالم : أي استثمار في العقار في وضع غير مستقر معناه خسارة فادحة ، لا يمكن الاستثمار الا ان يكون لديكم كميات مريحة من السيولة ، او (عمليات غسيل أموال ) ،
عوض : لا ،،، جبلي حد بشتغل معه غسيل ،
فطوم : عوض كنك ، خلنا من ذا ، طيب والذهب ،
سالم : أي مبلغ معاكم فائض ، تحويله للذهب عيار 22 او 24 ، او العملة فقط بشرط ان يتم الشراء بغرض التأمين لفترة أطول من 6 اشهر ، لان عند الاستقرار حتى وان تعززت العملة الوطنية ، ستعود الأسعار بقيمة مرضية للعملية الشرائية او الاستثمارية ، اما عمليات التشغيل الحياتية فلتستمر في العملة الوطنية ، بل على العكس سيساعد ذلك على تدوير وتعزيز العملة الوطنية .
عوض : والاسعار ،
سالم : قلت اول ان المتضرر هم القطاع الخاص ، لا الانخفاض ، ولا الارتفاع تريحه ، لابد من مرحلة استقرار ، حتى التخفيض اللي تم الآن مازال محسوب على أساس 600 للدولار ويمكن اكثر ، وحتى تنخفض الأسعار لابد ان يتمكن المركزي من إعطاء الثقة والضمان لقدرته على الحفاظ على العملة في وضع معين قابل للمضاربة لفترة طويلة ومريحة ، يعني يمكن نشوف هذا مع بداية العام ، وحتى ذلك الوقت ، لابد ان تكون الخطوات هادئة ، ورزينة .
فطوم : ازيدك قهوة !
اغلق الستار
#اصلح_الله_بالكم
محبتي الدائمة
احمد مبارك بشير
30/11/2018
يمكنك الانضمام لمجمعة نبضات مهاجر :