تعازي اعضاء مركز التطوير في فقدان المؤسس
بسم الله الرحمن الرحيم
إنا لله وإنا إليه راجعون
وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157). الخسارة فيما بيدنا حقيقة نحتاج أن ننتظرها دائما حتى لا ننسى بأننا جميعا نسير باتجاه الفناء الدنيوي. سنبقى ولكن خارج هذه الدنيا وخارج هذه الحياة. ونحن كغيرنا خسرنا أستاذا رائعا في علمه وفهمه وقويا في قلمه وعزيمته وشديدا ضد الجهل والعمى ومصرا في تصحيح مسار الأمة التي أنهكتها الضلالات الموروثة ووهنت عقيدتها الخرافات والأساطير البعيدة عن نهج السماء.
لقد خسرنا الأستاذ الدكتور كمال شاهين الذي عرفناه جميعا بأنه يعلم ما يقول ولا يتحدث عن أمر يجهله. كان حريصا على أن يبني جامعة تُظهر حقائق القرآن الكريم للمسلمين وغير المسلمين ليعلم الناس بأن إسلام محمد بن عبد الله عليه السلام غير الإسلام الرائج بين المسلمين اليوم. إسلام محمد إسلام تسليم لله تعالى وحده وإسلام أمان ومحبة ورأفة بالناس وسعي لتعليمهم وتصحيح أخطائهم. وفي سفرته الأخيرة قبل أشهر إلى لندن اجتمعت معه ومع الأستاذ الفاضل الشيخ أحمد الكاتب عدة جلسات عمل موسعة نناقش كيفية توسيع وتفعيل الجامعة الإسلامية الدولية التي أسسها أعضاء مركز تطوير الفقه الإسلامي باقتراح من الأستاذ الدكتور كمال رحمه الله تعالى وبتوجيه وعمل دائب منه.
كان آخر جلسة لنا يوم 27 سبتمبر الماضي في لندن حيث كنت أقول بأن الهدف الذي نسعى إليه ليس سهلا وإمكاناتنا بسيطة جدا، لكنه كان يقول بأننا بإمكاناتنا القليلة قادرون على القيام بعمل كبير لأننا نحمل علما يفقده الكثيرون. بالطبع فإن أخي الكاتب كان يلومني كعادته بأنني أستصعب الأمور وكان يؤيد الدكتور كمال. وآخر تلفون بيني وبينه كان في الأول من أكتوبر الجاري حيث ودعته وهو قاصد العودة إلى الإسكندرية. ما كنا نعلم شيئا عما يخفيه القدر فنحن اليوم فقدنا جزءا كبيرا من العلم الذي تحدثنا عنه بأنه غاب ولا ننتظره ليعود إلينا. وأنا أتمثل الآن بالشعر العربي المعروف:
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
أتمنى لأختنا العزيزة زوجته الفاضلة أن تتمكن من تجاوز المحنة المؤسفة؛ ولابنتيهما الكريمتين الصبر والأجر من ربنا الكريم. والحمد لله الذي نحمده في السراء والضراء فهو يستحق الحمد لأنه سبحانه لا يقدر للطيبين إلا ما هو أطيب ولا ينقل المؤمنين إلا إلى ما هو أكثر راحة لهم. نحن بدورنا نشهد بأنه كان في قمة الأخلاق والصبر وكان كبير الأمل وليس لنا إلا الله تعالى أن يعوضه المغفرة والجنة وأن يعوضنا فيما بقي من عمرنا رحمته وهداه ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
أحمد المُهري
28/10/2018
إن الحمد لله, والشكر لله, على ما آتانا وما لم يؤتِنا, وما أعطانا وما لم يعطِنا. ولقد أعطانا وأفاض العطاء. ولا حول ولا قوة إلا بالله الذي ليس لنا سواه
ا.د.كمال شاهين
مؤسس مركز #تطويرالفقهالاسلامي
استاذ علم النفس الادراكي وعلم اللغة
26/10/1946 – 26/10/2018
تابع المركز
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/