سنفشل الحوار

سنفشل الحوار ؟!
كتب :أحمد مبارك بشير
اليوم 18 مارس 2013 .. هو يوم جديد على اليمن واليمنيين
قبل عامين في نفس اليوم كانت يوماً أيضاً غريباً على اليمنيين في 18 مارس 2011 ارتكبت ما عرف بمجزرة جمعة الكرامة .. وسالت الدماء .. رحم الله موتانا وموتى المسلمين ..
يومها تحول التيار
وتنبه من تنبه
لابد أن نحمي البلاد من الانهيار
وبرزت في الأفق معالم أزمة بين معارضة ونظام
انتهت بمبادرة صنعها اليمنيون و ساندها الخليج فالعالم… سميت بالمبادرة الخليجية للخروج من الأزمة اليمنية
ذهب رأس النظام
ولم يتغير النظام
الوضع في اليمن معقد
ورغم هذا فليعلم الجميع
أن الجميع حريصون أن الأمور يجب أن تتغير لصالح اليمن واليمنيين
وكل ينظر بطريقته .. ويظن أن الحق معه ..يفتي ويقرر ..يشجب ويندد
وقد قلتها مسبقاً يا أهل السياسة افهموا السياسة
ليس الحق مع أحد .. الميدان للجميع والفارس من يبرز ..وبروزه أن يقنع أصوات الشعب ..
والقناعة تأتي عبر تقريره الحر المنفرد وعبر الصندوق دون ضغط أو اكراه أو تشويه …
والمعنى يا صاحبي !!
المعني أننا سنفشل الحوار إن فكرنا بنفس ماكنا نفكر في الماضي
هيا اسمع معي سأنطلق معكم في رحلة سريعة قبل أن أصل لأفشال الحوار :
الأولى :
الحراك الجنوبي بتياره الرافض للحوار خرج اليوم بمسيرة حاشدة في ساحة الشابات بخورمكسر (القرار قرارانا ) الجمع لم يكن ذاك الجمع في 30 نوفمبر 2011 .. والفارق كبير جداً … ففريق في الحراك شارك في الحوار
في 30 نوفمبر كانت قيادات الجنوب تريد إيصال رسالة .. وقد صلت …
ولذا لم نشاهد مثل ذاك الحشد ولا التنظيم بعدها لا في 13 يناير ولا في 11 فبراير ولا في 18 مارس 2013
الحراك له مطلب في الحوار محدد الحوار الند بالند دولة بدولة
ولكن لنجعل في الحسبان الآتي :
– من هو صاحب القرار الأوحد في الحراك الجنوبي والذي سيمثل هذه الدولة ؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!
– ولو افترضنا قبول هذا ،بالتالي نتكلم عن العودة لما قبل 1990م ..يعني للدستور الحاكم في الحنوب قبل 90 .. سنجد في نص الدستور الجنوبي المادة 3 :
(الحزب الاشتراكي اليمني المتسلح بنظرية الاشتراكية العلمية هو القائد والموجه للمجتمع والدولة , وهو الذي يحدد الأفق العام لتطوير المجتمع وخط السياسة الداخلية والخارجية للدولة . ويقود الحزب الاشتراكي اليمني نضال الشعب ومنظماته الجماهيرية نحو الانتصار التام لاستراتيجية الثورة الوطنية الديمقراطية وصولا إلى بناء الاشتراكية. وتعمل جميع منظمات الحزب في إطار الدستور)
وبمعنى أوضح أن الحزب الاشتراكي وبأمينه العام هو الممثل لهذه الدولة الجنوبي واليوم هو مشارك في الحوار الوطني ، لأن الأمين العام السابق السيد علي سالم البيض عزل بعد حرب 1994م بأغلبية أصوات الحزب ، وبالتالي لم يعد البيض هو الممثل لهذه الدولة ، وإن كنا نتكلم عن الرئيس للجنوب في حينها فهو السيد حيدر العطاس وليس السيد البيض ،فمن سيمثل دولة الجنوب ؟؟؟.
وما فائدة حوار ندعو أن يكون أساسه فك الارتباط فعلى أي شيء نتحاور ..
سيتم الحوار على آلية فك الارتباط ..
لا توجد آلية محددة مقبولة سوى استفتاء على تقرير المصير .. وهذا ضمن مواضيع الحوار فعلياً ..فإذن لماذا لم يدخلوا الحوار ؟؟؟؟؟
وإن عدنا لنص المادة الثانية من الستور الجنوبي :
:): الشعب اليمني شعب واحد وهو جزء من الأمة العربية والجنسية اليمنية واحدة , وتكون اليمن وحدة تاريخية واقتصادية و جفرافية . (
وبذا لا يوجد نص يثبت فكرة الجنسية الجنوبية سوى أنها جنسية يمنية .
الثانية :
أيها السادة الخطأ القديم يتكرر الآن
أخطأت الأحزاب السياسية جميعها في تطوير الفكر السياسي لدى شباب تلك الأحزاب ولم تفكر في خلق قيادات حقيقية في الساحة السياسية ها هم خبراء الأمس وفقهاء الماضي مازالوا اليوم .. يبرزون لنا بثياب الشباب .. أنا لا أتكلم عن شباب العشريني بل شباب الأربعيني أو الخمسيني .. فكل من نراهم تجاوزوا الستيني إلا من رحم ربي هم النخبة المتحدثة عن الحق والشق والنق .. هم أنفسهم طالبوا رأس النظام السابق أن أرحل وهم لم يرحلوا بعد !!… ولهذا هو أيضاً ما زال بينهم لم يرحل .. بل سيشاركهم فهو كبيرهم من علمهم !!! …
والمعنى …
والثالثة :
إن ظللنا نصيح ونهلل
الحوار سيفشل
من دخل الحوار هم القتلة (خلاص ياعم صار لدينا قضاة ونيابة وقرروا القتلة والمجرمين .. فأين ما نطالب به تطبيق القانون!!)
من دخل الحوار هم .. هم .. هم …
وبعدين ………
لا أصلاً الحوار فيه شخصيات هي جزء من النظام الفاسد
يعني تعتقد ببساطة وبجرة قلم أن هؤلاء سيتم ترحيلهم .. أليس لهؤلاء عترة وقوم ؟؟ .. ومن قال أن النظام زال .. أو تغير … في اليمن هناك أمور خافية والأمر معقد … إنما أن نجلس معهم أو يكون الحكم للشارع .. ولا نهاية للمتاهة !!
لا أصلا الحوار ما فيه ضمانات …
يعني عشر دول داعمة .. وأمم ولمم .. مش كفاية .. طيب الضمان أيش .. نذبح شاه .. ورأس عجل !! .. ونقسم أراضي على المعازيم …!!!!!!!!!!
لا أصلا البداية تعبر عن النهاية …
يعني النباهة وصلت فينا أننا صرنا نحكم على المستقبل بفعل اليوم .. هذا من التنبؤ الحلال ولا الحرام !! … و يعني أن من أخطأ ليس له توبة … ما في النفوس والنوايا للنفوس والنوايا .. يعلم بها الله ليس لنا بها من سلطان …. نحن بما نرى ونسمع والحكم في النهاية لا البداية ….. وإلا حكمنا على مسلمي الفتح بالكفر !!!!
المشكلة الكبرى أننا نعيد الخطأ ونفرح به .. نبكي على أحزاننا دهراً ولا نفيق إلا ومستبد يحكمنا ..
نحن من يصنع الفراعنة …. انظروا لقوله تعالى ناقلاً عن فرعون مصر :
أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ وَلَا يَكَادُ يُبِينُ (52) فَلَوْلَا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلَائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ (53) فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمًا فَاسِقِينَ (54) فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ (55)

الله تعالى يصف القوم .. الشعب بأنهم فاسقين … عد لما قبل .. استخف قومه … يعني الناس عارفه أنه يخدعهم ويصدقونه … هم من صنعوا الفرعون ..
والرابعة :
وعن الحشود قلتها قبلاً :
التعبير الجمعي في اي خروج في مسيرات او مظاهرات وقد سرنا فيها لا يعني التأييد لمحتواها بالمطلق …بل تعبيراً عن وجود القضية التي نسعى جميعا لاحقاق الحق فيها .. عند الاختيار لا تؤخذ العواطف والاهواء ..لكن .. لابد من وضع التفكير موضعه ولن يتم الا عبر الجلوس والتشاور والاخذ والرد .. ثم وضع ما يتم الوصول اليه عبر الاختيار الجمعي وتعبيره الصندوق في النظام الديمقراطي .. والذي يعبر عن الرضا والقبول .. فلا يمكن ان نجعل المسيرات التي يغلبها العاطفة ويسيرها قضية واحدة مأخذ الحاكمية في تنفيذ القرارات للوصول الى الاهداف …
المسيرات والمظاهرات والحشود هي قوة يستخدمها السياسي للوصول إلى مطالب الجمع بالطريقة التي تخدم الجميع .. وليس فئة معينة أو طائفة معينة أو حركة معينة ..
هل وصلت الفكرة.؟؟؟…
ولا يمكن اعتبار الحكم للشارع بالمطلق .. فسيتحول الأمر إلى شارع مقابل شارع .. والشعب شعوب (مش باب شعوب)

يعني لو استمررنا في هكذا ماذا سيحدث .. فشل الحوار ..نعم .. بكل بساطة بعد 6 أِشهر سنهلل ونقول :
ألم نقل لكم أن الحوار سيفشل … “مش ألنا كده برضه !!!”

يعني طيب كيف نصحح المسار :
الثورة السياسية والتحرك السياسي هي الفعل الثوري الحقيقي … لم يصف الله تعالى غزوات الرسول بالفتح لكنه وصف صلح الحديبية بالفتح في سورة الفتح ..
ومن هنا
التحرك في الشارع والمسيرات .. لابد منها ..
الاستمرار في النقد البناء .. لابد منه
الاستمرار في ابراز الحقائق لابد منها .. واليوم إلن نعمل على إيصال الحقائق للناس .. وتعريفهم مصالحهم عبر العمل الميداني السياسي .. فإننا سنؤدي بجيل بأكمله إلى العودة إلى ما قبل الخلف …
أيها السادة … في كل الميادين …. في كل المعامل والمصانع
أيها السادة … في الجامعات .. في المساجد ودور العلم …
أيها السادة في الإعلام والإخبار ..
أيها السادة المستقلون قبل المتحزبين
أيها المثقفون
علينا بالعمل على تطوير الفكر السياسي ..
علينا العمل على وضع رؤانا أحلامنا .. أفكارنا
أرفعوا أصواتكم كفى صمتاً …
علينا أن نمنع مطلقاً منع نقل المعلومات .. أوفوا الشائعات بالمعلومة …
كونوا معارضة على الأرض
كونوا حكومة على الأرض
كونوا مؤسسات على الأرض
ستعمل على استلام التركة الثقيلة …
إما هذا أو عدنا لحقبة الاستبداد
وسنأتي نأن لقد فشل الحوار … “مش انالكو ”

اليوم فرصة الجميع أن يساهم في نجاح الحوار الوطني الشامل
ليس بأعضاء الحوار سينجح .. بل بالعمل السياسي والاجتماعي في الشارع .. في الجامعات .. في الصحف ,…في الإذاعات … في القنوات .. في المدارس .. في المساجد .. في المعابد … في المزارع والمصانع … في كل موقع يجب على الجميع من مثقفي هذا المجتمع تشكيل فرق حوار .. أن نضع بنية وآلية لنجاح الحوار…
الحوار سينطلق ليلتقي بالجميع في كل مواقع .. في حضرموت وفي عدن … في تعز والحديدة .. في صنعاء وصعدة …. لا تجعلوهم يأتون ليسمعوا المشاكل بل .. ينصتوا لقيادات تقدم الحل مع المشكلة …
سنفرض الحل بأنفسنا بعقولنا
لا تصدقوا المبالغات في المؤامرة … من يتآمر إن لم يجد أرضاً خصبة لدينا لن ينجح …
القلعة الصامدة لا تهزها أٌقوى أنواع الحصار إلا أن يجد المحاصر منفذاً عن طريق من في الداخل …
لا تسمحوا لأحد أن يخدعكم أن كل شيء معد .. وإن كان …نعم هناك من يريد أن تقبلوا بالجاهز …
انظروا أبليس ألم يتآمر وسيظل .. ويعرض وسيظل … حتى أنهم جعلوا إبليس سبب بلاء العالم وهو أضعف من ذلك..
لكنه في يوم الحساب يوم لا ينفعنا جميعاً حجج العالم كلها … يقوم بيننا خطيب صارخ في الجموع كما قال الله تعالى في سورة إبراهيم :
وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ اللَّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلَا تَلُومُونِي وَلُومُوا أَنْفُسَكُمْ مَا أَنَا بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنْتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَا أَشْرَكْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22)

أيها السادة الحوار الوطني بدأ الآن …..
لا يمكن أن نظل نقول أن كل شيء صحيح .. ولا يمكن أن نقول أن كل شيء خطأ
الخير والشر صنيعان .. والأمر نسبي .. غضب موسى من الرجل الصالح عندما أصاب المركب بعيب .. لأنه من منظور موسى شر .. لكنه لم يعلم أن فعلت الرجل الصالح أنقذت سفينة القوم !!
مش حقول إلا كل حوار وأتم بخير
أحمد مبارك بشير
18/3/2013م