قصة عدنية : عردود الاتفاق !
يحكى في زمان اول ايام في عدن
ان
عدن مارست كل الألعاب الرياضية، عدا الملاكمة.
في الخمسينيات التقى الوزير المرحوم حسين بيومي ملاكم #تركي متقاعد منذ عصر #السلطان_عبدالحميد.
الوزير تعرف على الملاكم التركي الذي سأل عن الملاكمين والملاكمة في عدن، حبكت النكتة مع الوزير حسين وقال نعم لدينا ملاكمة وملاكمين و اتفقوا على إقامة مباراة ملاكمة. في الصباح فكر الوزير من أين يحضر ملاكم واللعبة هذه غير معروفة في عدن، فكر في إحضار أي رجل ضخم الجثة يستطيع أن يقوم بهذه المهمة المهم إنسان سمين وطول وعرض
فكر طويلاً و أهتدى إلى شخص مناسب كان ضخم و الوزير حسين يعرفه إنه عبدالله مهيوب من حافة العجايز يعمل دريول امبلنس لمستشفى #الملكة_إليزابيث، كانت فكرة رائعة واستدعى عبدالله مهيوب وأقنعه بالأمر وأن القضية ستكون “لعبه مش من صدق. وهنا أغرى مهيوب بالشهرة ودخوله التاريخ كأول ملاكم عدني. والأهم سيكون نصيب مهيوب من المباراة 3000 شلن. أتفقوا مع الملاكم التركي أن تكون المباراة ودية مسرحية، الدكم فيهاخفيف جداً. أقتنع مهيوب بالأمر بعد أخد الضمانات من حسين
كان يوم حامي غباره، لم يبقى أحد في عدن لم يحضر، كانت مناسبة لم تحدث في تاريخ عدن، أمواج من البشر وحضرت أعداد كبيرة من الشرطة للمحافظة على الأمن وشرطة المرور. دخل مهيوب الحلبة. وقف مهيوب مبهور متعجب غير مصدق ما يجري حوله من الإستقبال الرهيب
بدأت المباراة وجرت الأمور طبيعية بين كر وفر ودكمات خفيفة بين مهيوب و #التركي، وحمى وطيس المباراة ثم حدث في الجولة الرابعة حدث لم يكن في الحسبان. خرج مهيوب عن الإتفاق ودكم الملاكم التركي دكمه قوية فترنح التركي وكاد يسقط على الأرض، ثم خرجت الأمور عن السيطرة، وانسجم مهيوب بالأمر ونسى الإتفاق، وبعدها تصفيق من جانب الرجال والأطفال وهتاف. تقدم مهيوب وأعطى التركي دكمه أخرى أكثر قوة. هنا حدثت الكارثة، تقدم التركي وأعطى مهيوب دكمه في البطن ثم دكمه أخرى في الرأس، سقط مهيوب صريعاً دون حراك
دخل إلى الحلبة أثنين من أصحاب مهيوب ورفعوه إلى الإسعاف وأخذوه إلى بيته ولم يفيق من الدوخة إلا في منتصف الليل.
خرج مهيوب بإضرار تعالج منها عند مصعبين في #الشيخ_عثمان، و”هُزر” تعالج منه عند الحلاق حُمران بميسم. ميسم قوي كما يقولوا بالعدني “ميسم صُرع” ولكن بقت العردود دائم في جبهته بقى معه حتى مات
كان الناس تسأله ضاحكة يا عبدالله متى بيروح العردود يجيب ضاحك هذا العردود شهادة علي. أنا الغلطان خالفت الإتفاق والصدق والحق أنا مش الغلطان كثير، الغلطانين حريم عدن والغطارف خلتني أنسجم وأنسى الإتفاق.
مرت الأيام وفي عدن الجميله كل يوم قصه جديده تحكي قصه