اعادة نشر 2007: سلطان الوهم المقال الاول
سلطان الوهم …. المقال الأول : الإنهيار :
كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 24 ديسمبر 2007 الساعة: 06:42 ص
المقال الأول : الانهيار:
نناقش الكثير من القضايا .. ولا نصل في المنتهى إلى شيء ، إننا يا سادة نعيش الوهم ، الخنوع ، الذل ، أمة من أقصى الأرض إلى أقصاها ، تنتظر أن يجود عليها العدو بالخير والعطاء ، نعجة صغيرة ناشز عن الجمع ، تتوقع أن يرعاها ذئب جائع متربص بها … لا تعجبوا فنحن يحكمنا الوهم …
إننا يا سادتي مجموعة من النعاج ، في قطيع متفرق ، نحن قوم ألم بنا الخمول والكسل والجمود ، ماذا نتوقع من أمة تأكل مما لا تزرع وتستخدم مالا تصنع ، وكل ثرواتها تباع إلى من يعيدها إليها بصورة أو بأخرى ، أكررها صحنا يوماً من الدنمارك دولة صغيرة المساحة يسكنها خمسة ملايين إنسان ، تحكمنا بصناعة الألبان ، تحكم جفولاً مليارات من البشر ، يا للروعة نحن نصنع الأجبان ، و بموافقة منهم بعد أناشترينا كل ما يلزم نحن مجرد آلة استنساخ ، تعيد إنتاج ما أنتج ،أترون تلك البقعة الكبيرة .. منغوليا مساحة خضراء واسعة تتعدى المليون كيلو متر مربع … يسكنها مليوني إنسان لديهم ثروة حيوانية ضعف أضعاف عددهم من الأغنام والجمال والأبقار و الغزلان والخيول وووو … وكلهم بكل بساطة تحت خط الفقر … لأنهم ينتظرون من غيرهم أن يجود عليهم بالغذاء والمال … يالثروة الأغبياء ..
ثروة نفطية تتحكم في الكون ، لكننا نصدرها مادة خامة نقية صافية ، تعود إلينا في كل أصناف المنتجات . لا يوجد شيء الآن لا يدخل في صناعته النفط ، كل منتجات العالم جزء منها المواد البتروكيماوية ، أكبر منتج للقمح امركيا واستراليا ، الغذاء الأساس في حياتنا يحكمه عدونا ، لو شاء قطعه عنا فمتنا جوعاً ، نستزف كل الثروات ، وفكرنا مقيد في أطراف أصابعنا بل تحت أقدامنا . وربما في أقذر مكان فينا ……..
يا فرحتي بالصين …. دولة صناعية ياللهول … كل منتجاتها مصانعها .. إستثماراتها منهم .. أين أنتم … إنما الصين مصنع جديد لهم …. متى شاءوا أوقفوه … وفتحوا مصنعاً آخر في مكان آخر … فلتبتهجوا بجيرة الأغبياء .
ويل لهكذا أمة ، خانعة ذليلة ، إنها متردية نطيحة .. وما أكل السبع ، أمة تنظر بتمعن للوراء إلى الماضي . وتنظر .. ثم إذا أقبلت إلى الأمام ، صارت تسعى للتقدم والنجاح ، والتقدم أن تأكل مما يأكلون وتشرب مما يشربون ، وتلبس مما يلبسون ، وإذا نطقوا فهم لهم منصتون ….
فتحت الفضائيات واحدة تلو أخرى … يالبهجتنا صار لأمتنا ألف محطة ومحطة .. كقصص ألف ليلة وليلة … وصار همنا التعري … و الرقص .. والغناء .. وهلم فالإنشاد … والملايين .. تنفق في مزبلة كبيرة .. وهوجة لا مثيل لها … والمشاهد من يطلب … ونحن من نطبخ .. وفي الحقيقة طبختنا جاهزة معدة .. ما نحن سوى نادل نقدمها للزبون .. .. وصار هم شبابنا الطبل والمزمار … ولما توسعت مداركه صار همه بين فخذيه … والملايين تسكب …. فالحمد لله قد وصلنا الفضاء … وصنعنا ما لا يصنع … حتى أفكارنا صارت تصدر … حفلة من المهازل في صحن ابيض … اسمه الأوهام .
نبحث عن فرصة للتقدم وهو بين أرجلنا ، وتحت أقدامنا ، نسعى للنهوض ثم نمد أيدينا إليهم أن ساعدونا ، هم دسوا السموم لن ننكر . هم وضعوا العراقيل ، لن ننكر ، هم تآمروا منذ البداية ولن ننكر ، ولكن لا يمكن للشيطان أن يقود أحداً إلا برضاه ، ولا يمكن للشيطان أن يتآمر على أحد إلا بعون منه أو من أخيه أو من أقرب الناس إليه ، نحن هنا .. ننفذ المؤامرة ، نحن هنا ندمر الآمال ، الأحلام … وننسج بأيدينا الأوهام …
أردنا صناعة .. فتركنا مقومات الصناعة وأمها الزراعة … كم مزارع أخليت .. وسعينا لتحويلها إلى مبان مهترئة . ..أو جعلنا للتصحر أن يسيطر علينا ، وأقنعنا أنفسنا بأنفسنا أنهم تطوروا لما صنعوا ، بالله أين تقع أكبر المزارع الآن .. ومن يسيطر عليها ومن يرعاها … لا ماء لنا … لدينا مليون فكرة لإعادة الماء بل وتذكروا الحديث بمعناه (( تعود جزيرة العرب جنات خضراء كما كانت )) أمل مستقبلي صناعه نحن …. إنها الأسباب التي تركناه الحديث بمعناه (( الدنيا حلوة خضيرة … بارك الله لمن أخذها بحقها )) …….
أيها الجهلة …. يا عباد الأوهام .. استفيقوا اليوم … (( يأكل الذئب النعجة الضالة )) .. اجتمعوا ، حددوا موقفاً ، ليس بالحرب ، فأنتم لستم لها … لستم لها .. لستم لها .. سلاحكم يصنعونه لكم .. قوتكم بأيديهم … وهم بكل بساطة يأكلون خيراتكم … ثم يقدمونها لكم من جديد إما كبائع محترف أو كمتصدق كريم …. كل ثرواتكم بأيديهم ، هم يطعمونكم منها …. خدعوكم .. لأنكم عشتم الوهم …. وأنتم في وهن …. فلا نامت أعين الأغبياء !
صدقناهم ، لا توجد مقومات .. وكلما زاد العدد قلت الإمكانات …. فللنظر لمثل غريب …. الخنزير .. ينجب في العام ما بين 6 إلى 12 جرواً .. والنعجة أو المعز ينجب في العام ما لا يزيد عن حملين ، أيهما أكثر عدداً الآن … عدد رءوس الخنازير أم عدد رءوس النعاج ………………………………. بكل بساطة عدد رءوس النعاج بالملايين … ويبارك الله فيها إنها النسبية … حاجتنا بالحلال … جعلت الحلال يتكاثر ويغلب الحرام …
نقول أن الأمطار قليلة …. فلتعلموا أن كثرة النبات يأتي بالأمطار … وليس العكس ….. جربوا أن تزيدوا عدد المزارع الغابات ، جربوا وسترون أن الله يسوق الماء إلى تلك الأرض … الشجر يجلب المطر ….
أيها المزارعون المنسحبون المخذولون … إلى أين تولون إلى المدنية تهرعون …. بل تعودون القهقري … يموت الزرع والأرض .. يموت النسل ,,, وتموتون وأنتم على قيد الحياة … ماذا تصنعون ؟؟. لا ماء ولا دعم … لو أنكم اجتمعتم على كلمة واحدة .. كم أنتم ألف .. عشرة آلاف .. لو اجتمعتم على كلمة رجل واحد .. لو ساهم كل فرد بما يملك .. فلتنشئوا معامل تحلية للبحر .. عودوا لمزارعكم … ماذا نقول ؟ وكيف نصرخ وقوتكم ينتجه غيركم .. فتحملوا ذل أنتم صانعوه … أف لمن رضي بالمهانة وعاش في قاع .. في آخر سلم الكائنات …
أيها المخذولون … الخاذلون … تعيشون في وهم وجهل … أنتم فقط من يستيطع التغيير …. بأيديكم …. ولن يكون التغيير إلى أن تقبلوا العالم كما هو ثم تبدءوا ،فالعالم لن يتغير اليوم لأجلكم ولا في الغد … ولا بعد مئة عام حتى تخطوا الخطوة الأولى … نحو قبول العالم .. والعمل فيه ليكون عالم تقبلونه ويقبلكم … حياة جديدة .
إننا في انهيار تلو انهيار … بأيدينا سلاح يدمرنا … بخطوات غبية حمقاء نسير خلفها …. للوراء … نعود القهقري …إننا يد دنيا …….. أمامنا الفيضان وخلفنا انهار الجدار … وتحت أقدامنا النجاة .. نحن ندوسها كل يوم ولا ننظر … أننا نملك الفرصة الآن ………………