اهلا بكم في #الجامعة_الاسلامية
للمسلمين كتاب مقدس وليس لديهم فهم مقدس !
http://www.ingenuity-studio.com/staging/ISL/
من نحن ! وما هو الإطار الذي يحكمنا ؟
نحن قوم نؤمن بالله، خالق عليم حكيم، كريم ودود، لطيف خبير، بيده ملكوت السماوات والأرض، يخضع الكل لمشيئته، ولو لا يعلمون حكمته.
كما نؤمن بملائكته وبكتبه؛ بالقرآن الكريم وبما نزل قبله من لدنه سبحانه.
نؤمن كذلك بخاتم رسل الله محمد بن عبد الله، وبمن أُرسِل قبله من رسل الله جميعًا، لا نفرق بين أحد منهم، ونؤمن باليوم الآخر وبأن الله جلّ وعلا هو مالكه وحاكمه والمتصرف فيه والعليم بتوقيته وأحداثه وكافة تفاصيله، ونؤمن بأن الحساب حق الجنة حق والنار حق، وبأن الله هو خالقهم والخبير بطبيعتهما وكيفية النعيم والعذاب فيهما والعليم بأهلهما من خلقه.
أي أننا نؤمن بما جاء في كتاب الله الحكيم من غيبيات، لذا لا نحتاج دليلًا علي صحتها؛ سوي ذلك الإيمان القلبي وكفي.
أما ما عدا ذلك مما أقرَّه السابقون الأقدمون وما قدَّسه المحدثون وحشروه في دين الله حشرًا وصدقهه المعاصرون؛ فليس عندنا بشيء.
يمكن أن نقبل منه -فقط- ما لا:
– يتعارض مع محكم آيات الكتاب الحكيم
– يتصادم مع العقل والفطرة الإنسانية السليمة
– يناقض قوانين الطبيعة وما أودعه الله فيها من سننه الإلهية الثابتة
وما عدا ذلك فلا قداسة له.
نؤمن كذلك بأننا -كخلفاء لله في أرضه- مطالَبون ببذل أقصي الجهد لنرقي ونترقّي ونصلح من أنفسنا؛ نُعْمِل عقولنا كما أمرنا رب العالمين، نتفكَّر ونتدبَّر في الله، وفي الكون وفي أنفسنا لنحقق أكبر قدر من الانسجام بيننا وبين مخلوقات الله في كونه؛ طالبين العون والإعانة والتوفيق منه سبحانه، ومنه فقط.
باختصار؛ لا استعداد لدينا للخضوع لأحكام الفقه القديم باعتبارها أحكامًا إلهية، ولا لتسلُّط عادات وتقاليد تم غرسها في أتباع هذه الأمة بفعل الثقافة العربية البدائية القديمة.
نريد أن نعبد الله كما يريد الله، وليس كما أراد ويريد أيٌّ من خلق الله.
فهل في وسعنا أن نفعل ذلك ؟
معًا .. سنحاول الإجابة عن هذا السؤال.
شعارنا
“تخلَّصوا من فهمكم السيّء لدين الله لتخرجوا إلي سعة دنيا الله؛ فأنتم لستم في دين ولا دنيا”
الإمام زيد
الهدف من إنشاء الجامعة
يحتوي الموروث الثقافي السني القديم على نوعين من المواضيع. نوع لا يؤثر على حياتنا على الإطلاق – أو على الأقل بشكل مباشر – ونوع يؤثر بشكل مباشر تماما.
يحتوي النوع الأول على أشياء مثل اللوح المحفوظ, وخلق القرآن, وجنس الملائكة, على حين يحتوي النوع الثاني على أشياء مثل طبيعة العلاقة الزوجية, ونظام الحكم في الدولة الإسلامية, ووضع المسلمين في الدول غير الإسلامية, ووضع غير المسلمين في الدولة الإسلامية.
يمكن تقسيم النوع الثاني هذا إلى أشياء تتعلق بالعلاقة ما بين الإنسان وربه, مثل الصوم, والصلاة, والحج, والزكاة, وأشياء تتعلق بالعلاقة ما بين الإنسان والإنسان. مرة أخرى, كالعلاقة الزوجية, ووضع غير المسلمين في الدولة الإسلامية, والنظام الاقتصادي في الدولة الإسلامية.
تعكس أحكام الفقه السني القديم اهتماما مبالغا فيه بجانب العبادات وإهمالا لا حدود له لجانب المعاملات. يظهر ذلك بصورة واضحة في حجم الكتابات الخاصة بـأحكام الوضوء “باب الطهارة”, وحجم الكتابات الخاصة بأحكام النظام السياسي في الدولة الإسلامية “باب الأحكام السلطانية”.
يخلط الفقه السني القديم ما بين “الخاص” و”العام”. يظهر ذلك في الدور الهام الذي يلعبه المجتمع في الإشراف على حسن أداء الفرد للعبادات إلى درجة قتل تارك الصلاة والزكاة (لسبب ما لا أعرفه لا يُقتل تارك الصوم).
فهم الأئمة العظام, رضي الله جل وعلا عنهم جميعا وأرضاهم, دين الله على خلفية الأعراف الاجتماعية السائدة في المجتمع العربي القديم. يظهر ذلك بصورة واضحة إلى أقصى حد في باب الجنايات, وباب الديات, وباب الطعام حيث قام الفقيه السني القديم برفع الأعراف العربية القديمة إلى مستوى أوامر الله. أدى ذلك إلى تحليل ما “استساغه العرب” في باب الطعام, وتحريم ما لم يستسيغوه, كما أدى إلى النظر إلى النظام السياسي في المجتمع القبلي العربي على أنه هو “النظام السياسي الإسلامي”. كان “الطعام” العربي, بهذا الشكل, هو الطعام الإسلامي “الحلال”, وكان “النظام السياسي” العربي القبلي, بهذا الشكل أيضا, هو النظام السياسي الإسلامي “الحلال”.
يهدف مركز تطوير الفقه السني إلى إلقاء الضوء على طريقة عمل الفقه السني القديم وبيان بدائية نظام الإدراك المستخدم في إنتاجه والدور المركزي الذي تحتله الأعراف الاجتماعية العربية القديمة فيه. يهدف المركز من وراء ذلك إلى بيان الضرورة المطلقة لاستخدام نظام إدراك منضبط شديد الانضباط في فهم دين الله, وفصل العلاقة بين دين الله وبين الثقافة العربية القديمة.
ليس من الإسلام القول بأن ما استساغه العرب فهو حلال وما لم يستسيغوه فهو حرام. “الشيء الحي” الوحيد الذي حرم الله أكله هو الخنزير. كل شيء حي آخر, سواء كان ذلك نباتًا أم حيوانا, فهو حلال, استساغه العرب أم لم يستسيغوه. يعني ذلك أن أكل “الصراصير” حلال (أكلة منتشرة في جنوب شرق آسيا وأمريكا الجنوبية), على الرغم من أنني لا أتخيل كيف يمكن أن يأكلها إنسان. يعني ذلك, كذلك, أن ليس من الإسلام القول بأن النظام السياسي العربي القديم هو النظام السياسي الإسلامي “الحلال” وأن النظام السياسي الأمريكي الحديث هو نظام “حرام”.
يعكس النظام السياسي المستخدم في أي مجتمع “نوع النظام الاقتصادي” المستخدم في ذلك المجتمع, أي ما إذا كان مجتمعا يقوم اقتصاده على الصيد والتقاط الثمار, أو على الرعي والزراعة البسيطة, أو على الزراعة الكثيفة, أو على الصناعة. يستحيل على مجتمع يقوم اقتصاده على الصيد والتقاط الثمار أن يكون نظامه السياسي ملكيا, أو جمهوريا, أو نيابيا, إلى آخره. يستحيل على قبيلة بدائية في وسط أفريقيا, أو الربع الخالي, أو غابات الأمازون أن يكون لديها نظام سياسي فيه فصل بين السلطات. المسألة وهم. يستحيل كذلك أن تفرض نظاما سياسيا قبليا يقوم على سلطة شيخ القبيلة على مجتمع حديث. لا يمكن عند دعوة قبيلة التولامبيس (راجع جوجل) إلى دخول الإسلام إلى دعوتهم كذلك إلى تبني نظام سياسي يقوم على أساس انتخابات حرة ونزيهة. لا يمكن كذلك عند دعوة أهالي سان فرانسيسكو إلى دخول الإسلام أن ندعوهم إلى تبني نظام سياسي يقوم على حكم خليفة من قريش. يمكنك, بل يمكن كل إنسان, أن يكون مسلما في ظل نظام عشائري يقوم على سلطة شيخ القبيلة, كما يمكنك أن تكون مسلما في ظل نظام سياسي يقوم على أساس انتخابات حرة ونزيهة ويفصل بين السلطات. لا يوجد نظام سياسي إسلامي
نحتاج دائمًا وأبدًا, وأبدًا ودائمًا, إلى التوكيد على أن “الفهم الذي يقدمه المركز” إنما هو فهم لا يعكس أي رغبة في تحديث المجتمع المسلم وإنما كل رغبة في طاعة الله والعمل على أن يحكم شرع الله كل لحظة من حياتنا. يعني ذلك, من ضمن العديد مما يعني, أن النظر إلى أحكام الفقه السني القديم على أنها شرع الله إنما هو خروج على شرع الله. نكاح الصغيرة ليس من شرع الله. رضاع الكبير ليس من شرع الله. ذبح تارك الصلاة وأكله ليس من شرع الله. هذي أمور شرعها قدماء الفقهاء ولم ينسبوها إلى أنفسهم وإنما إلى الله.