اعادة نشر 2006 : سنوات عجاف
السنوات العجاف
كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 5 نوفمبر 2006 الساعة: 13:28 م
انتهت حرب لبنان وبدأت السنوات العجاف ، وخرجت لنا من العراق سلة الذهب الكبيرة عندما انفض نهر الفرات واخرج كنوزه ، تقاتل الجميع من اجل المال ليقتل الأخ أخاه من أجل الدينار والدرهم . وفي أرض لبنا بدأت رايات العالم تجتمع على تلك الأرض لتجتمع ثمانون راية تزيد أو تقل خلا السنوات السبع العجاف لتجتمع لهدف واحد نحو معركة واحدة بأرض واحدة .
انتهت الانتخابات اليمنية لتبدأ السنوات العجاف القادمة ليبدأ من جديد السيد الرئيس حكمه الذي لن يغير منه الكثير ولأنه بالفعل يريد أن يدخل التاريخ من أوسع أبوبه كباني نهضة اليمن السعيد ، اخطأ فتح الباب وفتح باباً آخر ليبدأ باني اليمن الحزين ، ويمضي قدماً متخطياً كل الحجوزات والدواعي الأمنية ، ليبني علاقة وهمية بينه وبين شعبه الراضخ المسكين ولا تسل عن حال من قتله الجوع وأنهكه المسير ، فإنه من أجل لقمة سيصيح فليحيا الرئيس ، فتح باباً للتاريخ ليصبح بلا منازع الرئيس الكاذب في مدخل القرن الواحد والعشرين ، ولأن أموال هذه الأرض والأرض نفسها ملكاً له ولآله ، ولأن الصادرات من النفط والغاز والملح الصخري والبحري والقطن والذهب لم يشبع الرئيس وآله ومن تحمل أن يكون في سلمه ، قرر أن تقوم اليمن بالانضمام لمجلس التعاون ، هذا المجلس الذي على رأي الكويت لما يشوف حلمت وذنه* مع الاعتذار* بعدما صنعه فيها ، ولأنه لا يملك أي شيء قرر أن تمد اليمن الغنية بأهله وثرواتها يدها شاحذة مستعطفة مترجية أن يمدها الآخرون ببعض المال بناء دولة أنهكها الفساد والنفاق ، ولا نعلم من أين تأتي قرارات تلك الحكومة هل هي تغميضة عين أم أحلام وكوابيس بصنع المستحيل ، لما حتى اصدرت وزارة التموين ما يسمى بالتسعيرة التي تفرضها على أصحاب البقالات والمحلات الصغيرة ، هل صاحب البقالة فاتح محله تكية وصدقة ، طيب لما صاحب البقالة يشتري السلعة كالدقيق الكيلو من التاجر ب65 ريال كيف يبيعها ب50 ريال .. والله هذا حلم المفترض التسعير تفرض على الرأس وليس على الأطراف . وفي الأخير نسي الرئيس أو تناسى أنه رئيس اليمن بكل أطيافه من معه ومن ضده وليس رئيساً للمؤتمر الشعبي ، فلو سبقت ونتمنى نيته الطيبة لاختار في الدولة الأكفياء بغض النظر عن انتماءهم من أجل دولة يحكمها الرجال ولابد من وضع المناسب في المكان المناسب .
وفي السنوات العجاف تدوم الدوامة ومازال أهل الله في أرض فلسطين أهل الرباط في رباطهم وهم من أعظم الناس أجراً ، ونتفاجأ من موقف القريب الرئيس عباس ، وأفكاره المغسولة إلى أين تمضي تريد اعترافا لدولة هي لا تعترف بك أصلاً على دولة بل تعتبرك كياناً لا حاجة لها بك ، وأي اتفاقات سلام تريد وهي تفجرها كل يوم بقنابله ومدرعاتها …. لن أزيد فهو في مكانه سيصحو يوماً من الوهم الأكيد .
ونجدنا نحن نسب ونلعن في حكومة إسرائيل كما لعنا قبلها شارون ، والآن ومن هنا أقولها نوجه الثناء لهذا العدو البغيض شارون وللحكومة الجديدة وفيها من فيها وعلى الرأس وأولمرت . لماذا؟
هذه الدولة التي يحكمها القانون ويسودها القضاء المستقل وصل شارون للقيادة وكل همه أن يجعل من دولته أقوى دولة في العالم ، ويقضي على كل منافسيه وأعدائه حوله ، وصار في أقل من أربع سنوات تولها قبل السقوط ليخرج من القيادة لكن لم يخرج من الذاكرة تصرفاته ضدنا عنيفة ولكنه يبني دولته لم يجلس حتى بغر اليهود من وجوده على السلطة ولم يجلس ليتحكم بأموال العباد وهاهو ابنه مرمياً في السجن بتهمة الرشوة لم يحميه مكانة أبيه ، وهاهو أولمرت وليبرمان يتحالفان معاً لأجل دولتهم الواهية القواعد ضعيفة الأركان ، ونحن أصحاب القضية كل همنا في الرئيس الذي سيبقى أو ابنه الذي سيأتي و النهب والفساد والقضاء التابع لنفوذ السلطة ، هاهو القضاء يساءل أولمرت عن حرب لبنان وفشله فيها وووو … ألا يستحق هذا العدو الذكر .
وفي الأخير بشرى إن شاء الله سيأتي عام يغاث فيه الناس وفيه يحصدون .