المضادات الحيوية في مستشفيات #عدن
المضاد الحيوي عبارة عن مركب كيميائي له القدرة على قتل البكتيريا أو كبح نموئها وتكاثرها. وبعض هذه المركبات تستخرج من إفرازات بعض أنواع الفطريات والبكتيريا الأخرى أثناء نموها، ويمكن تحضيرها حاليا ًتحضيراً صناعياً كيميائياً. تنبه منظمة الصحة العالمية عن الاستخدام العشوائي وغير العقلاني للمضادات الحيوية و أن تحمل المقاومة للمضادات الحيوية يُعد تهديداً خطيراً على صحة الإنسان ورفاهيته وتنهك الاقتصاد الوطني عالمياً. وتوجد علاقة إيجابية بين المقاومة للمضادات الحيوية واستهلاك المضادات الحيوية، وقد ازداد مع الزمن استخدام الأجيال الحديثة من المضادات الحيوية في بعض البلدان.
كتب
#عبدالحكيم_محمود
المضادات الحيوية في مستشفيات #عدن
حول دراسة استخدامات المضادات الحيوية، قام مجموعة من الباحثين من كلية الصيدلة بجامعة عدن ومن وزارة الصحة في اليمن برئاسة الدكتور محمد احمد الشقاع الأستاذ المساعد بكلية الصيدلة في جامعة عدن، بدراسة أنماط الوصفات الطبية للمضادات الحيوية في مستشفيات عدن نشرتها مجلة Journal of Pharmacy Practice and Community Medicine..
و قد كان لنا لقاء مع الدكتور محمد احمد الشقاع، قال فيه: ” المضادات الحيوية هي من بين الأدوية المستهلكة بكثرة ولكن الشيء الأكثر أهمية هو استخدامها على نحو رشيد. للأسف فإن الاستخدام غير الملائم وغير الرشيد للمضادات الحيوية شائع في الممارسة الطبية في البلدان التي تفتقر إلى التدقيق على استخدام المضادات الحيوية، كما أن سوء استخدام المضادات الحيوية من قِبل المرضى نتيجة الأمية و الجهل يزيد من النتائج السيئة.
إن الإكثار من استعمال المضادات الحيوية لا يؤدي فقط إلى مجرد مقاومة البكتريا لنفس المضاد الحيوي بل يمتد الأمر ليشمل قائمة المضادات الحيوية من نفس الفئة أو المجموعة، ويعتبر سوء استخدام المضادات الحيوية أمراً مكلفاً حيث أنه يؤدي إلى أن تصبح الميكروبات الموجودة في محيط منشآت الرعاية الصحية مقاومةً للمضادات الحيوية. و يصبح بعض المرضى حاضنين لمستعمرات الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية والتي تمثل مصدراً لانتقال العدوى إلى مجموعة أخرى من المرضى داخل المنشأة الصحية، وحينما تنتشر عدوى الميكروبات المقاومة للمضادات الحيوية ترتفع آنذاك نسبة الوفيات، خاصة بين المرضى المصابين بأمراض أخرى تؤثر في مناعتهم أو المصابين بفشل في وظائف الكثير من أعضاء الجسم.
من الآثار الجانبية للمضادات الحيوية، تهيج الجهاز الهضمي مما يسبب الغثيان والقيء والإسهال الشديد نتيجة نقص قدرة الأمعاء على امتصاص بعض المواد الغذائية، حيث أن المضادات الحيوية تقتل العديد من البكتيريا النافعة الموجودة في القولون بالإضافة إلى البكتيريا الضارة، كالبكتريا المسؤولة عن منع الإصابة بالإسهال، وأيضا تلك التي تقوم بتصنيع فيتامين (ب)، كما يجعل الأمعاء عرضة للإصابة بهجمات بكتيرية ضارة تؤدي إلى مشكلة جديدة يصعب علاجها.
و من الآثار الجانبية للمضادات الحيوية، الحساسية التي تصيب بعض الأشخاص وتكون إما خفيفة أو متوسطة وقد تصل إلى درجة الخطورة وتؤدي للموت. بعض المضادات الحيوية لها تأثير متلف للكلى أو الكبد. وبعضها يؤدي إلى الإضرار بحاسة السمع. وقد أشارت بعض الدراسات إلى أن حوالي 20 مليون شخص ممن يعانون من عجز في السمع، يعانون من استخدام المضادات الحيوية بطريقة عشوائية دون استشارة الطبيب.
العلاج الطويل بالمضادات الحيوية يؤدي إلى قتل البكتيريا الطبيعية في الجسم كتلك الموجودة في تجويف الفم والتي تحميه من الالتهابات الفطرية وقروح الفم. وبعض المضادات الحيوية لها تأثير ضار على الحامل أو المرضع. وبعضها يسبب تعاطيه تلون الأسنان. كما تبين أن بعض المضادات الحيوية تسبب الإرهاق والحكة وآلام في الجهاز العصبي ونوبات من الصرع وأمراض نفسية وشلل في الوجه وهناك مضادات تسبب ضعف الدم والحرارة والتهاب الغدد اللمفاوية.
لقد كان الهدف من هذه الدراسة التحقق من أنماط الوصف الطبي للمضادات الحيوية في العيادات الخارجية في أربعة مستشفيات في مناطق مختلفة من مدينة عدن، (الصداقة، النقيب، الوالي، صابر). و قد كانت دراسة وصفية امتدت خلال الفترة من نوفمبر 2015 حتى ديسمبر 2015. و قد كانت نتيجتها أن تم تسجيل (400) وصفة طبية من الوصفات الواردة من العيادات الخارجية في المستشفيات الأربعة خلال فترة الدراسة، أحصي عدد الوصفات التي تشمل المضادات الحيوية (337)، أي بلغت نسبة الوصفات الطبية التي تشمل المضادات الحيوية (84.2%). وجدنا أن (65 %) منها تحتوي على مضاد حيوي واحد، بينما ( 16.7%) تحتوي على اثنين من المضادات الحيوية، و (2.5 %) تحتوي على ثلاثة من المضادات الحيوية. في المتوسط، كانت (41 %) من الوصفات الطبية مسجلة بأسماء عامة (تجارية). (44.8 %) من الأدوية الموصوفة من جميع المستشفيات من ضمن قائمة الأدوية الأساسية.
حول أبرز واهم النتائج والتوصيات التي توصلت لها الدراسة قال الدكتور الشقاع:
أظهرت بعض المؤشرات وجود بعض الانحراف عن القيم القياسية الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية. وهذه أشارت إلى درجة من وصف الدواء غير الرشيد وغير المناسب في المستشفى، وازدياد عدد المضادات الموصوفة بشكل خاص، واستخدامها تحت أسماء دولية غير مسجلة الملكية (أسماء عامة)، وأكثر من وصفة طبية من المضادات الحيوية. وقد تم تحديد بعض الفجوات المعرفية بين الواصفين بشأن المبادئ التوجيهية للوصفات.
ومن التوصيات التي وجهت للأطباء بناء على الدراسة هي:
• عند الحاجة لاستخدام المضادات الحيوية فقط، يجب تعليم المريض كيفية التعامل معها و الآثار الجانبية لها.
• تجنب العقاقير منخفضة الجودة.
• متابعة المبادئ التوجيهية القائمة على الأدلة والتي ترعاها شركات الأدوية هذه.
• الاعتماد (بعقلانية) على مختبر علم الأحياء الدقيقة السريرية.
أما بالنسبة للتوصيات العامة للمستشفيات فهي:
• هناك حاجة إلى وضع سياسة للمضادات الحيوية في أقرب وقت ممكن لمكافحة الاستخدام غير الرشيد للمضادات الحيوية.
• هناك حاجة إلى تعزيز مرافق مختبرات علم الأحياء الدقيقة.
• ضرورة عقد ندوات وورش عمل لكل من الصيادلة والأطباء والممرضين للتوعية بالاستخدام الرشيد للمضادات الحيوية.
• هناك حاجة للمستشفيات لفرض الالتزام بروتوكولات العلاج من قبل الممارسين الصحيين.
#منظمةالمجتمعالعلمي_العربي