اعادة نشر 2006 : نداء امل لرئيس اليمن
نداء أمل لرئيس اليمن
كتبهاأحمد مبارك بشير ، في 11 يونيو 2006 الساعة: 13:48 م
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده تعالى ونتستعينه ونستغفره ونستهديه ونسترضيه
ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له
ونسأله تعالى أن يكفينا بما شاء وكيف شاء
وصلاة وسلام على رسول الله خير خلق الله وقدوتنا إلى قيام الساعة
اللهم إنّا نعتذر إليك من نفاق وصمت قد طال
وبعد :
سيدي و ولي الأمر فينا السيد رئيس الجمهورية اليمنية : علي عبدالله صالح .. أصلحه الله وأصلح به
كتبت و كتبت ولكني كنت دائماً آمال أن يكون الخير القادم أنت بادئه وأنت منجزه ، ولهذا من حرصي كمواطن يحب الله ورسوله ويحب وطنه . أرى أن من واجبي أن أكتب هذه الرسالة رسالة أمل لرئيس اليمن .
سيدي رئيس الجمهورية ، لا أعلم لم تستمع لمن حولك ولا ترى ما آلت إليه البلاد وما صار فيه العباد فتصدق المنافين وتجعلهم أسيادا على قلبك بأكاذيبهم حول التطور والنماء والحالة والرخاء .
سيدي رئيس الجمهورية لقد طالعتنا رأي (حزب الرابطة ) برأي وهو أن تكون رئيساً على حكومة مصالحة وطنية تخرج بها البلاد من وضع قد ضاق ولم يعد فيه للصبر مكان سوى للقيل والقال ، فهل تستمع وتعي وتنظر بعين الروية والحكمة التي يقال أنك تتميز بها فلتر الناس حقيقة حكمتك وسعة صدرك وقربك من أهلك .
سيدي رئيس الجمهورية مرت قرابة ثمان وعشرين سنة من حكمكم على اليمن ، وتميزنا خلالها بأمور ليتك تقف عندها وتسمع أهلك وما يقولن فيها ، ماذا أبقيت للتاريخ ليكتبه وماذا أبقيت للوطن ليذكرك به؟!
سيدي رئيس الجمهورية ، منجزات عطرة سمعناها ولم نفقه مكانها وأي منجز أعظم من خدمة ولي الأمر لرعيته ، ونرى ونستعجب ويقال أن الرجل المناسب في المكان المناسب واجب ، وأنت يا سيدي ترى أن أي رجل وضع ولو بصمة أمل في أي وزارة من وزارات الدولة إلا وقد أقصي وأبعد ، وأي رجل قد وضع بصمة فساد قد رقي وأصعد ، وكأننا نسمع القول الأعجب (( كل فاسد لابد يرقى ويبقى على كرسيه فترة ، وكل مصلح لا حاجة للبلاد به ولا لرئيه)) .
سيدي رئيس الجمهورية ، أنت تحكم منطقة من أوسع المناطق في الجزيرة وأكثرها نتاجاً ، فلديك :
1- أطول موانئ الجزيرة وأكثرها تنوعاً وأخصبها إنتاجاً
2- أفضل الموانئ بل قلب الموانئ العالمية وأهمها موقعاً
3- أكثر منطقة وديان في الجزيرة و أخصبها
4- أحدث مورد للنفط والغاز و الذهب والمعادن
5- أفضل القوى العاملة في الجزيرة , وكذا خير كادر
6- …………………….
ورغم هذا لم نجد في منجزات بلادي أي منجز أنجز دون دعم أو تبرعات أو قروض أو ماذا نقول ((نهب، سرقات، لف ،دوران ، ووووووو))
سيدي رئيس الجمهورية اليمنية ، أنت رئيس اليمن أولاً وأخيراً ولست رئيس المؤتمر الشعبي ، ومن فيه ومن حوله من المستفيدين والمتنفذين، وأعجب كيف ذلك وأنت تقصي الكوادر الصالحة بحجة أنها لا تنتمي للمؤتمر ، وسياسة ((خليك في البيت )) هو السائد بعد الوحدة التي بوركت بالدماء والأموال ، فهل تتوقع سيدي الرئيس بعد هذا أن تبقى قلوب شغوفة للعطاء أو النماء ، أم تمتلئ القلوب حقداً غلاً كراهية .
سيدي رئيس الجمهورية لقد وضعت أسس للوحدة وأنت بيدك الكريمة وقعت على بنودها وعلى بنود وثيقة العهد والاتفاق ، ومن هذه البنود لا الحصر التخلي عن العملتين السابقتين الريال والدينار واعتماد الدرهم اليمني ، وذلك لدعم الاقتصاد ما حدث عجب عجاب، فكل اسم كان يطلق قبل الوحدة في المحافظات الجنوبية يحاولن طمسه بسمعك وعلمك ، رغم أنه تاريخ والتاريخ لا يطمسه أحد لا منتصر ولا منهزم ، حتى خليج عدن يحاولن تغييره إلى خليج اليمن ، المشكلة يا سيدي الرئيس ليست في الأسماء ولكن في المعاني والعطاء والانجاز.
سيدي رئيس الجمهورية ، يتحدثون ويتشدقون أمامك بغناء عن السلطة المحلية ، كذبة دبرها من حولك وأنت تصدقها ، فالمركزية الطاغية على الحكم تقود الدولة إلى نهايتها ، خذ عبرة سيدي بدولة عمرت وبنت وشيدت من خلال السلطة والحكم المحلي الحقيقي على رأس القائمة (( ماليزيا )) فلنستفد من تجربتهم ، ولنحاول أن نتكاتف لنكون دولة يحتذى بها حقيقة لا كلاماً يتلى في الحفلات والمناسبات .
سيدي رئيس الجمهورية تسمعهم يرددون لا يوجد بديل للرئيس فهل تتوقع يوماً تدثر وتحمل على الأكتاف ، فما تراهم حينها يقولون ، وقد وسدوك التراب وصلوا عليك صلاة ثم نسوك ، وهي دورة لابد منها (( لو دامت لغيرك ما وصلت إليك )) فهل تتوقع أن بين أكثر من عشرين مليون نسمة لا يوجد رجل رشيد ، وهل نتوقع أن نصدق هذه الأوهام . ولكننا نصدق وياللأسف … ولكني يا سيدي حباً في الله ثم لك أقولها فلتصنع المعجزة ، وليست معجزة تركك للكرسي لا !! بل معجزة التغيير ، فهل تدوم الدنيا ومالها لأحد ولكن ، دعوة من رجل أحس بفضل حكمك ، أو دعوة جائع يحميك في غربتك ، أو دعوة ابن لك ذكرك بخير ، سيدي الرئيس نحبك ونتمنى أن تكون مصدراً للخير ، وبادئه ومؤسس دولة اليمن الحديثة صدقاً لا مجازاً ، وتعبر بأنفاسك عن خير قادم وتختار بالفعل كوادر تعينك على الخير لا تنافقك وتخدعك .
سيدي رئيس الجمهورية ، وصلنا إلى مرحلة لا تعلم بعدها إلى أين نساق ، فقد صارت حكومتنا عبارة عن سائق يتخبط عشوائياً حتى يرمي من معه إلى المنحدر ، ونحن لا نحتاج لسائق لا ماهر ولا غيره ، نحن بحاجة لقائد ، قائد فذ أمين قوي ، قادر أن يقول لا للفساد ولتضييع المال ، وللنفوذ وللقهر وللظلم وللجهل وللمرض وللفقر ، نعم للتغيير المبدع ( ولن يغير الله قوماً حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( ولن يغير الله نعمة أنعمها على قوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) ( إن الله يغير بالسلطان ما لا يغير بالقرآن ) فكن أنت , أنت سيدي الرئيس مصدر هذا التغيير ، فالعمر ما فات والقوة موجودة والكل سيلتف حولك بصدق هذه المرة وليس بخوف أو نفاق .
سيدي رئيس الجمهورية لا تنظر لمن حولك من فساد في دول الجوار أو المنطقة انظر إلى نفسك أنت ، وأنت الذي تستطيع بقرار واحد أن تغير حال هذا الشعب ، لا تخدع بالقول عدد الشعب كبير أو البلاد لا تأتي بدخلها ( انظر إلى اليابان تمثل ثلث مساحة بلادك ، عدد سكانها تجاوز المئة مليون ، لا يوجد لديهم مصدر للطاقة أو للماء أو للملح )) ورغم هذه من هي اليابان ، انظر لهولندا ، دولة تعصرها الرياح والعواصف والتقلبات المناخية ، ورغم هذا من هي هولندا … ماذا نقول لنقول سوى انظر ففي العالم أمثلة وعبر كن خير مثال يحتذى وخير رئيس لليمن .بل زعيم العرب بحق .
سيدي رئيس الجمهورية يقال عن القضاء مستقل ، وأي استقلال أو أمانة نتوقع من قاض يتم تعينه وينتظر في أي لحظة طرد أو إحالة إلى التقاعد أو توقيفه ، وينتظر مرتبه من الحكومة أي من السلطة التنفيذية ، ونتوقع من هذا القاضي أن يحكم بالعدل وبلا خوف ، فهمه كهم أي موظف ينتظر معاشه ورضى رئيسه الأعلى . أخبرني سيدي الرئيس عن موظف في الدولة أستطاع من عمله أن يبني حياته دون ديون وقروض وسلف ، و معونة أهله والأصحاب وإن كان غير ذلك من سرقات ونهب وسلب ورشوة ، وتريدون أن تحاسبوه فهل هناك بنية سليمة عندما يتجاوزها المخطئ يعاقب ، أي بنية بنتها الحكومة ، (كذبة اسمها الإنجازات ) وجاءت حكومة اليوم لتزيد من الكذبة وتلونها بألف لون وتنفخها نفخاً وصار الجميع ينتظر الانفجار .
سيدي رئيس الجمهورية نحبك لله ، فهل تستمع تنظر ، وتتغير لتغير فأنت بيدك هذا اليوم ولا نعلم بيد من في الغد ، ونستحلفك بالله أن تسمعنا ، نحن أبناؤك ، إخوتك ، أهلك ، نحن عشيرتك التي ستحميك ، نحن شفعاؤك يوماً لا ينفع فيه مال ولا بنين إلا من أتى الله بقلب سليم .
اللهم ابلغه مأمنه وانصره على نفسه وعلى من حوله من وعاظ النفاق وقده للخير وقد به إلى الخير (( هذا الرجل ، رئيس الجمهورية اليمنية )) (آمين)
هذا ولك كل الفضل بالاستماع والحمد لله رب العالمين ….