أنا و الربيع العربي ..ح 2 من جديد لقاء الاحداث .. 2014 وما بعدها !! #داعش
أنا و الربيع العربي ..ح 2 من جديد
لقاء الاحداث .. 2014 وما بعدها !!
مرحبا دائما
اعود اليكم .. واليه .. الى ذلك الطيف المميز الربيع العربي …
وفي ذات الاريكة التي يختفي فيها ، واشعر بتلك الابتسامة المميزة التي تقول بهدوء اهلا بعودتك …
- مرحبا صديقي … هل من جديد حول معركة الدستور لديكم …
- الكل في توجس بالتأكيد ، والكل سيدعي أنه يرجو بما يفعل مصلحة الشعب … والشعب …ينظر بين البين ، وتتردد الأصوات فلينسحب الرئيس #منصور وهو عاجز ، ولا يعلمون ان هذا جزءا من مساعي اقطاب القوة في اليمن ، ويضاف الى ذلك ان نغمة #انصار_الحوثي هو محاربة الفساد ، موسيقى عذبة يدندن بها ، ولا اعلم أي فساد يقصد ، فكيف تحارب فساد انت شريك فيه ..اتفهمني !
- اكيد … استمع اليك … وافهمك ، انت تعني انه من يحارب الفساد فليكن شريكا في جعل مؤسسة القضاء تأخذ مكانتها وتصبح مؤسسة العدل المستقلة عن سطوة مؤسسة الحكومة ومؤسسة الرئاسة وكل مؤسسات الدولة … بمعنى أن أي زعم بفساد يحتاج لتوجيه اتهام ، والاتهام يحتاج لجهة تستقبل الدعوة وتقضي بين المدعي والمدعى عليه ، والا فإن القضية كلها مسخرة .. مجرد صرخة في بئر في صحراء جرداء ، وبناء من ملح فوق تربة من ماء …
- اجل صديقي … والاشكالية الثانية ، أن الهدوء في مؤسستي الرئاسة والحكومة تثير حفيظة الناس ، أهي من باب درء الفتنة والحفاظ على الدم ؟، أم جر الطرف الثاني لممارسة المزيد من الأخطاء لتعريته أمام الرأي العام ، وليس في تصوري الضعف او عدم القدرة ، لأنه لم يحدث ان يجد رئيسا لدولة كل هذا الدعم الدولي والمحلي ، وعدا ذلك ، لديه السلطات جميع في وضعية انتقالية لا تريد ان تنتهي …
- وهل تعتقد ان الطرف الثاني لا يعي ذلك ؟
- بل اظن انه يعي ، ولكنه أيضا متردد ومتخوف أيضا لأنه وصل لقناعة انه امام شخص يتحرك بهدوء شديد ، وبصبر شديد وأيضا بتوافق تارة وبتحايل تارة ، فلا يعلم اهو معه او ضده ، ولم يعد يحرز الفهم ماهي الأوراق التي يمتلكها خاصة ان الكثير من العثرات تبدو امام الجميع …ولذا لن استغرب ان يحاول تفجير الوضع القتالي في محاولة منه لاستدراج المؤسسة لدخول معركة معه ….
- فماهي وسائط الحل كما تبدوا ؟
- تميز اليمن بكثرة حكمائه ، وأرى انهم محيطون بالجميع ، يتحركون بينهم ، يسعون لكسر ذلك الجمود ، وهؤلاء اقصد الحكماء يعلمون أهمية ان تخرج اليمن من هذه المرحلة بدستور الاتحاد وليقل الناس عنه ما شاءوا رغم ان الجميع يعلم ان الدستور سيحظى بقول نعم من الأغلبية بل الأكثرية ، على أي شاكلة كان ,… أنها القشة التي يريدها الناس للخروج من هذه الضبابية … ولأني اثق أولا بالله تعالى ثم بحكماء اليمن اعلم ان الحلول تعد وان المعركة ستكون لصالح اليمن … #اليمن_ينتصر وسيعلم المرجفون …
- عزيزي تأكد ان اقلية تزعم انها أكثرية لا يمكنها ان تدير الدفة منفردة ، وأكثرية تزعم انها صاحبة القوة لا يمكنها ان تدير الدفة دون مآزرة الأقلية والا صنعت بيتا من بيوت العنكبوت … الكل يجب ان يعي ان الكل وطن والوطن للجميع .. وطن لا يحمي ابناؤه ليس وطنهم …وطن لا يحميه ابناؤه ليس وطنهم .
- دائما تعطيني اغلاقاً مميزاً لمواضيعي … دعني اغير مجرى حديثنا ، واعود بك لأحدث الأسبوع السباق عن حادثة صحيفة #شاري-ايبدو الفرنسية ، والحرب العالمية على #الارهاب …
- نعم ..صديقي .. تفضل
- ما رأيك ؟
- دعني احور السؤال … وخاصة وانا اتباع بعض ما كتبت من سنوات عن الإرهاب ، فماهو تصورك أنت ؟
- أنت دائما ترميها علي … عموما لن اتركك ..سأبحث عن سؤال آخر ..يبدو انك لا ترمي لي رايك بصورة مباشرة …
- ما يهمك ليس رأيي .. بل أنت تبحث عن الحقيقة في رأيك ..
- أجل
- واذن
- دعني اتجاوز النقطة … ما افكر به لست الوحيد الذي يردده ، ساعطيك امثلة وانتقل بعدها لما أرى ، في رواية فريدة من نوعها قدمها الدكتور المقالح نشرت في العام 2007 اسمها #قصة_ارهابي يرويها الصحفي البارع #حسين_حسن_عبدالله ، وهو يصف بحبكة ذكية قصة اختطاف طفل من ابيه في اليمن ليتم تربيته ليكون احد القتلة في العراق ، وتم تدريبه من قبل جماعات سرية ، وتحت رعاية الموساد ، وطبعا يمر في ذكر ذلك على الغموض الشهير حول الماسونية والتي سنجعلها في حوار قادم ان شاء الله ، عموما خلاصة القول ان الإرهاب وحش يتم تربيته بأيدي العدو …… وكثير من تلك الأفكار هي لدينا أيضا …
- نعم ..
- اضف لذلك اطلعت على عدد من الوثائق منها كتاب يضع وجهة نظر باتجاه محدد حول الإرهاب و#تنظيم_الدولة #داعش اسم الكتاب داعش ومستقبل العالم للكاتب عبدالرحمن البكري وعموما فيه الكثير من التفاصيل التي اتحفظ على بعضها واشيد صراحة بهذا العمل المميز ، عموما تجد أن قيادات ما سمي بتنظيم الدولة في العراق والشام واختصارا #داعش ، كل القيادات العليا من الخليفة ووزرائه هم إما ضباط في جيش العراق في عهد #صدام_حسين أو ضباط في الاستخبارات أيضا في عهد #صدام_حسين ، ولا احدثك هنا عن المنتمين له ، وحتى البغدادي واسمه الحقيقي هو إبراهيم عواد البدري السامرائي الحسيني ، ويقال أنه ينتسب لآل البيت ، وهو دارس للشريعة وقاتل ضد قوات الغزو وتم اسره في العراق وبذا يحتمل اثنين انه لاقى الذل في الاسر من قبل القوات الامريكية أو تلقى تدريبا وهذا ما نقول انه لم يحدث ظناً حسناً ، عموما برز اسمه بعد اطلاق سراحه وخاصة من العام 2010 كمقاتل ضد قوات الاحتلال الأمريكي للعراق …. وما يهمني مما سردت تحديدا أن القيادات التي تحرك داعش ليست افرادا عادية إنهم ضباط في جيش من اقوى جيوش العالم في الماضي القريب ، الجيش العراقي ، فمنهجية المعرفة القتالية لديهم ليست عادية ، واتصالهم بارض العراق ليست أيضا عادية وبالتأكيد الدعم المجتمعي لهم كبير جداً جداً لأنها تمثل لكثير من أبناء العراق صورة اسود العراق القوية في عهد صدام ..
- الى ماذا تريد أن تصل بالتحديد في طرحك السابق ..
- الى سيناريوين بالتحديد اعتمد فيهما على معطيات هي :
- أن القاعدة او داعش هي حركات قتالية تعتمد على البعد العاطفي في تواصلها مع المجتمع … وبالتالي ومع انتشار المظالم فسهولة انخراط الكثير من الشباب وهم اغلبية المجتمعات العربية والإسلامية اليوم امر سهل ويسير وليس بالصعب .. ولكن هذا أيضا يفتح بابا آخر
- ان التحركات المعتمدة على العاطفة في بنائها هي تحركات سهلة الاختراق بل الاختراق فيها من قبل اطراف عدة لها مصالح امر يسير جدا بل يكاد يكون أساسا فيها … ومن هنا : اظن ان هذه التنظيمات مخترقة أساسا وبالتالي جزء كبير من عملها مراقب بل ومسير من قبل أصحاب مصالح ، وهم من يمول تلك التنظيمات ، وأن قيادة تلك التنظيمات على فهم انهم مخترقون وهم يتقبلون هذا الاختراق للوصول الى مصالحهم الخاصة التي يرسمون لها مخططاتهم ..وكأننا نقول ببساطة ان عدو عدوي صديقي ، وهو عدوي الى ان افرغ له …
- صديقي ، بالتأكيد ما تطرحه تحليل ممتاز ، فكلما زاد الضغط ولد الانفجار ، أي سلطة ترغب في تكوين عدو لها هي سلطة تعمل في إدارة الخوف او ما يسمونه في السياسة والإدارة الإدارة بالأزمات ،وكثير من تلك الطرق تكون عن جهل بالعواقب القادمة وليس عن دراية ثاقبة ..
- أتعرف انت تنقلني الى الحديث في التاريخ … فمثلا دعوة بني العباس بأحقيتهم في الخلافة ، تعال اتحدث فيها بالصورة الحديثة للأمور ، دعوة بني العباس حزب سياسي نشأ بهدوء في الكوفة وانتشر في العراق تحديدا وخاصة ان هذا الحزب اعتمد على تقوية ذاته وسرعة انتشاره باستخدام العاطفة الدينية أولا ومن ذلك استقطاب الشيعة باعتبار الدعوة لحكم آل البيت الكرام ، وثانيا انه استقطب كل الفئات التي ظلمت في عهد بني امية وخاصة غير المنتمين الى الحجاز والعرب تحديدا ومن ذلك استقطاب الفرس، ومع شدة بطش بني امية باي تيار سياسي يهدد دولته كان البطش نصيب كل المعارضة ، وكانت الاحكام بالإعدام أو التصفيات لكل من يهدد الدولة الاموية وعدد الأسباب يمكن اختصارها بالإرهاب اليوم ، سمي مثل الفسق، الكفر، الالحاد … عموما ظل الحزب العباسي هادئا حتى برزت المشكلات الاقتصادية تضرب اركان الدولة ، وهذه نتيجة للمشكلات السياسية التي برزت في دائرة الحكم في دمشق ، وهنا انطلق الحزب العباسي يطالب بني امية بالتنحي عن الحكم ، وتحولت مطالبه الى مواجهة ، لم يتعب بني العباس ولديهم القبول المجتمعي في تكوين تنظيم عسكري تحت رايتهم من العرب وغير العرب ، وكانت الراية لبني العباس هي الراية السوداء التي يرفعها التنظيم اليوم ، ولبسهم يغلب عليه السواد ودعوتهم الحكم بأمر الله ، وسالت الدماء في الأرض باسم الجهاد في سبيل الله ، حتى تم القضاء على الدولة الاموية بل وتم ملاحقة كل من أمير شاب ينتمي الى بني امية تصفية واضحة للحزب الذي سيكون منافسا ان ظل على الوجود ، وأعلنت دولة بني العباس في العاصمة الكوفة ثم انتقلت الى الانبار ثم الى بغداد عند تأسيسها ولتصبح اكبر واهم مدن العالم في وقتها ، وطبعا حظي رفاق الحرب بالكثير من الامتيازات واعني تحديدا من غير العرب وتحديدا الفرس ، عموما .. كما حدث مع بني امية حدث مستقبلا مع بني العباس عندما بدأت البطش ضد التوجهات السياسية وتكوين أحزاب سياسية ، تلك الأحزاب تحولت اما الى تنظيمات عسكرية أو الى ديانة حيث تحول الفكر الحزبي من دعوة للحكم الى دعوة دينية ومن ذلك تكون حزب يدعو لتمجيد بني امية وتحديدا يزيد بن معاوية ، ومن دعوة سياسية الى ديانة تعرف اليوم باليزيدية… وغير ذلك الكثير مثل الموحدين او الدروز في لبنان …
- انت تستدعي التاريخ بشكل جيد … وبالتأكيد لن تجاهل أن هناك فجوة رهيبة في استيعاب وجود توجهات مختلفة في المجتمعات ،وبالتالي محاربة الفكر باي وسيلة من وسائل البطش ، هو غذاء لنمو هذا الفكر وكأنك تغذيته بالسماد لينمو ، الفكر لا يمحوه الا ان تبيد كل من ينتمي او يؤمن بهذه الفكرة وهذا مستحيل المستحيل ، والبديل الأفضل هو مواجهة الفكر بالفكر ، وتنمية الادراك الإنساني عبر تغذيته بالمزيد من المعرفة ، فالمعرفة المتجددة هي من يطور المدركات ويغير الأفكار ، ولذا اشتغل المسلمون كثيرا بالمعرفة ونقل المعرفة فكانوا ومازالت ثمارهم ،فهم اهل المعرفة والفكر الناضج ، ومع ان المسلمين اشتغلوا في كثير من العلوم بل هم أساس الكثير من العلوم الا انهم تجاهلوا تطوير إدارة منظومة الحكم بمعنى تطوير علوم السياسة وفقه السياسة ، ولهذا هم يبحثون عن منهجية للتنافس السياسي لإدارة الحكم ،فرغم دهاء وبطولات سليمان القانوني الا ان من خلفه في الحكم حاكم ارعن كان سيسبب انهيار دولة بني عثمان، ورغم امجاد صلاح الدين الا ان خليفته سلم مفاتيح القدس للعدو الذي قاتله ابوه ، وظل الاعتماد على دورة الحاكم المتغلب بقوة السلاح ، او الحاكم الذي يأتي من اسرة حاكمة ، ديدن كل شعوب الأرض في الحكم ذلك الوقت ، لكن المتغيرات بعد الحرب الثانية ابرزت مفاهيم جديدة في السياسة والحكم …..
- اتفهم ذلك فالمنظومة التي دارت بها الحاكمية في الخلافة الراشدة لم يستفد منها احد في تطوير تلك الفكرة ربما محاولات بسيطة من اشهرها كتابات القاضي العلامة #الماوردي ومن ذلك الاحكام السلطانية ويعرف اليوم بالفقه السياسي ، وكتابات العالم البحر #ابن_خلدون … وما ساستقيه من ملاحظتك السابقة هي ان الفكر والتجارب البشرية هي ناتج عن قدرة الانسان العالية على التعلم، فكل العلوم الإنسانية هي ناتج لتطور ادراكه عبر تطور معارفه، وبالتالي التطور ليس بعودة الانسان للماضي حتى يكتشف المستقبل وانما يعود للماضي للتعلم والبحث عن الافضل لان التصرف الإنساني تصرف ناتج عن عوامل عدة وليس هذا موضوعي عموما … تجنب الأخطاء يكمن في التعامل مع الفكر الإنساني كآراء ونظريات يمكن اثبات صحتها من عدمها ،ثم نعي ان تطوير الادراك وسيلتنا للتطور…. استطيع ان أقول ان البشرية اليوم في مرحلة النضج التي بدأت تستوعب فيها الكثير من المعطيات التي ستسهم في تغيير طريقة امتلاكنا للمعرفة . واختصر القول ان القوة اليوم في العمل السياسي هي إدارة المتغيرات ، وبالتالي وصل اليوم الانسان الى طريقة لتداول السلطة بصورة سلمية ، كيف يمكننا ان نسهم مع العالم كمسلمين في الاستفادة من هذه الصورة وتطويرها في صورة تتخلص فيها من مساوئها وتقديم تجربة وفكر متميز … لا ان تتخلص منها بدعوة الجاهلية … والجاهلية بلاء الامة اليوم… ولكي اركز معك في استدعاء التاريخ وفي اطار آخر الدعوة الشيعية مثلا بعد وفاة الامام جعفر ، برز اختلاف أدى الى بداية تقسيم الدعوة الشيعية فمنهم من التزم بان الامام موسى بن جعفر هو الامام السابع وسميت لاحقا بالاثني عشرية وقسم آخر قال ان الامامة في إسماعيل بن جعفر والتي ستعرف بالإسماعيلية والتي هي ذاتها تشظت وصارت مللا ونحلا ، ومن ذلك القرامطة عموما هذه الدعوة لاقت رواجا كبيرا في أوساط الفقراء ذلك مع انتشار الظلم في دولة بني العباس ، وتحولت من حزب سياسي الى استقطاب ديني ومن استقطاب ديني الى تنظيم عسكري اعتمد في قوامه على قبائل نجد في الجزيرة وانتموا للتيار في الاغلب لأطماعهم في المال والسلطة والنفوذ وهم من كانوا كيان القرامطة القتالي ، وتكونت دولة القرامطة و كان الحاكم فيها هو الممثل لإرادة الله في الأرض، فيحرم ويحلل ما يريد باسم الله ، حتى تحولت من خير ظنه اتباعه الى نقمة اشبه ما تكون بدولة الاتحاد السوفيتي التي جاءت لتأييد العمال والفلاحين لتكون نقمة على العمال والفلاحين ن ونهشت ذاتها من ذاتها ، واظن ان من ابدع في سرد تلك الاحداث بطريقة روائية مذهلة هو الكاتب العبقري #علي_احمد_باكثير في روايته #الثائر_الاحمر ….
- انت تجرني معك الى ان كل تيار سياسي يواجه بالبطش او العنف سيتحول مع الوقت الى تنظيم قتالي في وجه السلطة الحاكمة ومن يؤيدها ، وستدار المعركة للوصول الى سدة الحكم ، اذن ..
- ما اريد قوله ان الإرهاب ان احببنا ان نفسره في مفهوم إدارة العالم لحرب #الإرهاب ، هي ان الإرهاب كل اطار يحمل في طياته فكر وطريقة لتغيير طريقة إدارة العالم اليوم فهو إرهاب عالمي ، وكل فكر وطريقة لرفض إدارة دولة ما هو إرهاب داخلي ، وبالتالي فمن المنطقي ان يأتي حاكم كبشار الأسد ليقول ان الإرهاب في بلده يتمثل في الملايين من أبناء سوريا .. لانهم فعليا يريدون تغيير طريقة إدارة الدولة السورية ، وبالتالي فالإخوان هم بذرة إرهاب لان فكرهم يحوي آلية مختلفة لإدارة دولهم ، وبالتالي فالدندنة على الحكم بأمر الله .. هي نغمة لاجترار العواطف ليس اكثر والهدف هو السلطة ولا يعيب ذلك ابداً، فليس من المنطقي ان تقتل الطموح البشري في الوصول الى الحكم ولديه فكر يظن انه صائب لتحقيق مغانم اكثر لدولته وشعبه وخاصة ان الناس قد جربوا فشل الحاكم السابق او الحالي في الإدارة فلماذا لا يسمح لهم بأن يجربوا غيره …
- اذن دعنا نسلط الضوء قليلا على ما قلته بالتحديد عن الإرهاب : هو كل فكر او طريقة يخالف توجهات من يدير السلطة اليوم هو بالنسبة لها إرهابا ً ..
- نعم … هذا ماعنيته … هذا أولا وليس كل شيء
- وماذا بعد ؟
- دعني استرجع التاريخ مرة اخرى… دعوة #محمد_بن_عبدالوهاب التي تبناها حكام الدرعية آل سعود والذين وجدوا فيها فكر يحركهم لتأسيس دولة أساسها حكم الله ، برز فكرهم و تبنوه في نهاية القرن الثامن عشر ، فهل توقع احدهم ان يكون لهم اليوم دولة لها تأثير على مستوى العالم، وكم سالت الدماء لأجل انشاء تلك الدولة، وكم مرة هزموا وكم مرة انتصروا ، حتى استقر لهم تأسيس دولتهم في بداية القرن العشرين ، وبالتأكيد تقبلت الأطراف الإقليمية والدولية بهم بعد ان فشلت في محاربتهم ، وفي المقابل تقبلوا هم أيضا التعايش مع العالم ، والا ما كان لدولتهم ان تستقر … الم يكن صوت انطلاقتهم هو الحكم لله …. فلن اعيب على #تنظيم_الدولة ذلك الفكر ، ولن استغرب ان تقبلهم العالم ولن استغرب ان تعايشوا معه … الإشكالية اليوم هي حكام دولة العراق وساسته اليوم كما بقية الدول تريد ان تبطش بكل من لديه فكر يخالفها ، والعكس ان تم ابتلاع هؤلاء عبر منظومة السياسة ، هكذا تلعمت اوربا من حروبها ، في الحرب لا منصر ولا مهزوم ، من ينتصر يهزم غدا فعلى المنتصر اليوم ان يبني جسور التعايش مع الاخر المنهزم ويتقبل اختلافه …..
- جيد ما وصلت اليه … ولو راجعنا معا وبعيدا عن التاريخ ما يعرف بألعاب الفيديو وتحديدا الألعاب الاستراتيجية مبنية كلها على ما ذكرت في أن تأسيس الدولة يعتمد على الغالب والمغلوب ، من يصنع هذه الألعاب ينشر ثقافة هو يدعي انه يحاربها …. لكن انت قلت قبلا ان تحليلك السابق هو جزء من المفهوم الذي تحدثني عنه في #الارهاب ..وخاصة اننا لم نصل في الحديث بعد الى النقطة التي فجرت احداث يناير في فرنسا #شارلي_ايبدو …
- نعم هذا الموضوع الذي اريد ان اصل اليه الان … وهو #الارهاب الذي يبرز امام الناس … ويجعلهم في حالة ذعر ورهبة وهو ما عنيته بموضوع الاختراق … و…
أحبتي .. الحوار لم ينته … ولي لقاء في حلقة أخرى مع الربيع العربي انشر بقية الحوار حول #الارهاب …
شكرا
احمد مبارك بشير
19/1/2015