أغلى فاتورة تدفعها المؤسسة /الشركة

أغلى فاتورة تدفعها المؤسسة /الشركة
ما أغلى فاتورة تدفعها شركتك شهرياً؟
بالتأكيد ليست فاتورة العمليات ،
في عالم الأعمال، نحن مهووسون بقياس كل شيء:
عائد الاستثمار، تكلفة اكتساب العميل، هوامش الربح.
لكن،
ماذا عن التكلفة الخفية الأعلى، تلك التي لا تصل عبر مراسلات وتقارير الشركة؟
للأسف .. فاتورة سوء الإدارة.
تخيل لو أن نتائج قرارات الإدارة (السلبية) كانت تأتي مع فاتورة شهرية مفصلة، وبنودها:
- تكلفة استقالة أفضل موظف: ليس مجرد راتب، بل فقدان للمعرفة والإنتاجية والروح المعنوية، وكم سيكلف استعادة هذه الكفاءة في موظف مستجد ، وما الفترة التي يتم فيها الاسترداد ، كأننا خسرنا رأس مال ويتطلب إعادة الاستثمار لاسترداده.
- تكلفة تأخر مشروع او عملية او قرار : ليس مجرد وقت، بل ضياع لثقة العميل وفرص السوق وسمعة الشركة.
- تكلفة فرصة ضائعة: ليست مجرد قرار مؤجل، بل إيرادات لم تتحقق أبداً بسبب البيروقراطية، تعيش دولاً ذات الوضع الصعب وقد تستغرب أن منها دولا اوربية يشاد بها.
- ضريبة الغرور: وتمثل الفائدة المركبة التي تضاف عندما تمنع “الإدارة” نفسها من الاستماع والتعلم، اعتقاد ان على الإدارة فهم كل شيء مشكلة عميقة ، لأن الإدارة تمثل هرم اتخاذ القرار ، ولكي يتم اتخاذ القرار المناسب يفترض ان يتم الاستماع لأهل المجال والذين يعيشون المشكلة.
لا نتحدث هنا عن تكاليف “ناعمة”، بل “نزيف” مالي حقيقي ومباشر في رأسمال الشركة، وعرض لمرض أعمق ناجم عن غياب الوضوح، وانعدام الثقة، وتجنب المحادثات الصعبة، بمعنى أوضح غياب آلية اتخاذ القرار بما يضمن ان نتائجه تعكس فعلياً الحاجة للقرار وتأثيره في الاغلب إيجابي قدر الإمكان.
لكن دعونا من القلق ، كل بند في هذه الفاتورة يمثل فرصة هائلة لتحسين الأداء والربحية. حيث يمكننا تحويل هذا “الكلفة” الخفية إلى “استثمار” استراتيجي:
- بدلاً عن “المراقبة غير المبررة” .. استثمر في “التمكين المبني على الثقة” لزيادة الابتكار. ( وضوح الأدوار، والصلاحيات، والمسؤولية)
- بدلاً عن “ثقافة الخوف” .. اعتمد “الأمان النفسي” لتسريع حل المشكلات، لا يمكن الوصول الى المثالية ، عالم الأعمال بل الحياة قائم على الاختيار في الوقت المناسب، لتحقيق الأهداف المرجوة بشكل مناسب في ظروف مناسبة ، متى تغيرت قد يتغير القرار ، التأخير غير مفيد ، والتعلم هو الأساس وبالتالي لابد من بناء القرار وفقاً لبيانات متاحة ومحققة.
- بدلاً عن “تجنب المواجهة” .. درب القادة على “المحادثات الصعبة” لرفع مستوى الأداء العام، علينا ان نتذكر ان التابع الجيد هو قائد مميز ، لذا يفترض استيعاب أفكارهم ومعطياتهم بما يحقق الفهم الشامل ويعطي الاعتبار لقوة القرار من فريق متمكن مبدع ، وقادر على التأثير والتغيير الإيجابي.
وهنا نأتي للختام
ما السؤال الذي يجب على كل قائد أن يطرحه اليوم؟
بالتأكيد ليس “كيف وضع فريقي؟”،
بل
“كم تبلغ فاتورة سوء الإدارة في فريقي هذا الشهر؟، و كيف أبدأ في تحويلها إلى أرباح؟”
عزيزي، القيادة الفعالة ليست رفاهية ..
بل أقوى أداة لتحسين الأداء المؤسسي بصورة شاملة.
اصلح الله بالكم