#الصدمة ولعبة #الخوف

حرب اقتصادية مستمرة “في ظل غياب أي بديل آخر للتسوية السياسية او انهاء الحرب”
تهدف هذه المعركة في هذه المرحلة إلى سحب الموارد وتركيز السيطرة عليها في يد المركزي بعدن بعيداً عن الطرف الآخر.
تكمن المرحلة الحاسمة في قدرة الحكومة على وضع إطار استقرار واضح قبل نهاية العام ، للوصول الى الهدف،
وهنا ستواجه البلاد:
إما انعكاس سلبي يؤدي إلى تضخم غير مسيطر عليه في أسعار السلع والخدمات،
أو نجاح الحكومة في تأمين موارد تمكنها من ضبط العملية وإلزام الطرف الآخر بقبول شروطها المالية والنقدية، ومنها توحيد العملة، وقبول السيطرة الادارية من المركزي في عدن.
بالتأكيد هذه العملية ستحدث صدمة ،
يتبعها خوف عالي وهو مقصود من قبل المركزي ،
وسيعاني منها المواطنين و الصرافين والبنوك والتجار ،
مما يدفع الى التخلص من العملة ،
او التوقف عن طلبها ، وفي كلا الحالتين ، سيحدث ارباك في السوق لتحفيز الطلب على الريال اليمني ، وهنا سيكون المآل الآمن العملة الوطنية ، (مؤقتاً)
محفز ذلك بعد الصدمة ،
الخوف،
الذي سيؤدي الى (زهد) المستوردين في شراء العملة “مؤقتاً” وحتى اتضاح الرؤية ،
وتوقفهم لحين مرحلة الاستقرار ،
يؤدي الى تخفيف الحركة الاستيرادية ،
وبالتأكيد سيحدث شح في المنتجات ، وايضاً لفترة مؤقتة ،
يعني هذا خفض الاستهلاك ،
خفض الاستهلاك يؤدي الى تراجع الطلب على الحصول على العملة او التوجه للادخار ،
التوجه للادخار سيعود بالطلب على العملات التجارية من جديد ، وتحفيز التوجه للبنوك ، للبحث عن (مآل آمن) والمآل الامن العملات التجارية على رأسها الدولار والريال السعودي ، الذي يمثل حصناً للادخار قصير الأجل وكما انه ايضاً حصن للاقتصاد التجاري بصورة عامة،
او زيادة الطلب على الذهب ، رغم ارتفاعه حالياً اسعار الذهب ، مما يجعله غير مجدي للادخار على المدى القصير ، لكنه آمن على المدى الطويل،
اليوم يقارب سعر الجرام 21 95$ ، قابل للتذبذب 90-95 ، لكنه قابل للزيادة ليتجاوز 110-130$ في اعلى من سنة الى سنتين ،
لذا الذهب لا يناسب العملية التجارية او الاستهلاكية ،
وهنا يبقى الدولار والريال السعودي القوة الآمنة للتجارة او الادخار قصير الاجل ، قد يضاف الى القائمة اليوان واليورو.
كأي حرب ضحيتها الحلقة الاضعف (المواطن) اولاً ،
يليها القطاع الخاص وتحديدا المشاريع الصغيرة والمتوسطة،
لأن محرك هذه الحرب بقراراتها الأوسع من نطاق البنك المركزي، يصبح “الخوف” الذي يوجه السوق ويزيد من حالة عدم اليقين.
التحرك التالي ،
خلال الفترة والى نهاية العام ،
ستظل قواعد الاشتباك قائمة في الحرب الاقتصادية وستمتد الى حرب المؤسسات لنقلها الى سيطرة الحكومة في عدن ، لانها ايضا تمثل مصدر ايرادي كبير ،
في هذه المعركة ،
لا يمكن تحديد التوقعات القادمة في ظل عدم توفر ، ادوات تنبؤ اقتصادي طبيعية ، لان الاقتصاد مازال اقتصاد حرب ، هذا الاقتصاد لا يدار بإدوات الاقتصاد الطبيعي ،
بالتالي فكل اسعار المصارفة ، وما يسمى التعافي ، لا يمثل دورة اقتصادية معتمدة على الميزان التجارية وحركة النقد في سوق مستقر ، بل دورة نقدية داخلية ، والهدف منها السيطرة وادارة الموارد المتاحة ، مما قد يؤدي الى الاستهلاك في ظل اسعار مبالغ فيها (غلاء غير مسطيرة عليه)،
و حتى يجد الاقتصاد طريقه للاستقرار .
والخلاصة بلا خريطة واضحة ولا موارد ، فالطريق الى التعافي ،
طريق صعب.
لذا ، ان كنت تملك (مدخرات بالعملة) حافظ عليها في ظل عدم الاحتياج لصرفها ، وان لم يكن اصرف على قدر حاجتك ،
و ضع الامل بالله وحده تعالى ، وهناك ضوء في آخر النفق ، لكنه ضوء شمعة ، قد تستمر في ايصالنا للدرب، او تنطفئ.
فرج الله الكربة،
وازاح عن البلد الغمة ،
وفرج الله كربة اهلنا في غ،زة
مودتي