الإسراء والمعراج..بين المعجزة والخرافة
الإسراء والمعراج..بين المعجزة والخرافة…………………………..
ذكرى المعجزة الكبرى التي أنزلها الله ليؤيد نبيه و لتكون حجة على الذين لم يؤمنوا به، كما يعتقد المسلمون.لكن هناك تساؤلات بسيطة حول المعجزتين على افتراض انهما حدثتا فعلا أريد مناقشتها معكم. التساؤل الأول: ان المعجزة تهدف إلى تأييد الانبياء وتأكيد صدق دعاواهم. وحتى يحدث ذلك يجب ان يشاهدها الناس.لكن العجيب والمريب في معجزة الاسراء أنهما معجزة لم يشاهدها أحد!فقد حدثت سراً و في الليل و لم يرها أحد غير الرسول!وبدلا من أن تزيد معجزة الإسراء من مصداقية الرسول كان مفعولها عكسيا الى درجة ان كتب التراث قالت ان الوحيد الذي صدق الرسول هو أبو بكر (شاهد ما شافش حاجه)! نفس التساؤل عن معجزه المعراج، و هي معجزة ضخمه بمقاييس كل المعجزات المذكورة في الاديان الأرضيه و السماوية.فاذا اتفقنا ان هدف المعجزه هو تاييد الرسل؛ فالمعراج حدث غير مرئي فكيف يمكن أن يرى الناس الرسول وهو يدخل السماء الاولى و السماء الثانيه و السماء الثالثه..؟ألم يكن الافضل ان يقوم إله المعجزات بارسال البراق نهارا ليراه كل سكان قريش ويؤمنوا بنبوة محمد بدل ان تتحول المعجزة السرية إلى مناسبة لسخرية مشركي قريش من النبي المدعي؟!والأدهى من ذلك أن “الاوكازيون السماوي” (تخفيض الصلوات من خمسين الى خمس بعد مفاصلة مع الله) إهانة لمقام الالوهية والنبوة معا، ستدفع الناس للإلحاد بدل الإيمان.من بين التساؤلات حول معجزة المعراج تشتبهها الحرفي مع معراج زرادشت، الديانة التي كان سلمان الفارسي قد اعتنقها قبل الإسلام، وتقول المرويات ان الرسول كان ينفرد بسلمان كل ليلة ليسمع منه عن حكايات وتعاليم الأديان الأخرى.فهل التشابة نسخ ولصق قام به المسلمون لاحقا، أم تأثير وتأثر من الأب المؤسس؟ماذا عن المعجزات الأخرى مثل معجزة زياده الطعام ، وانبثاق الماء من بين أصابع الرسول، وحنين جذع النخلة اليه؟! في كل هذه المعجزات، إن صدقت، هناك مشكله أخرى ، أنها لم يشاهدها إلا المؤمنين بالرسول. ونحن نعرف أن المؤمن لا يحتاج الى معجزه لأنه حسم أمره و صدق بالرسول و بالدين. أما من يحتاج رؤية المعجزه فهو الكافر. فما فائده هذه المعجزات إذن؟كانت كتب التراث الاسلامي كانت أكثر حرية و أكثر جرأة وعقلانية من كتابات الاسلاميين اليوم. في الماضي كان هناك جدل واسع حول اذا ما كان الاسراء قد حدث بالروح أو بالجسد .وذكرت كثير من تفاسير القرآن أن معجزه الاسراء و المعراج لا يمكن أن تكون بالجسد و أنها كانت مجرد رؤيا وليست انتقالا ماديا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى أو من الارض الى السماوات العلا.كما ان هناك جدل قديم جديد حول النبي المسري به هنا: هل هو محمد أو موسى(آيات الإسراء تتحدث عن موسى وليس عن محمد)!و كان هناك جدل حول معنى الاسراء الذي فسره البعض بانه الخروج ليلا خفية عن أعين الكافرين. أما المعراج فلا ذكر له في القرآن أبدا.المعجزة الوحيدة التي تقول كتب التراث أن الكفار شاهدوها أيضا هي معجزه انشقاق القمر. لكن هناك مشاكل علميه وتاريخية كثيرة في تصديق هذه المعجزة. فلو حدث فعلا وانشق القمر لشاهده كل البشر الأحياء في ذلك الحين. لكننا لا نجد أي توثيقا تاريخيا لانشقاق القمر عند أي حضارة. والغريب أن حادث انشقاق القمر حسب الروايات التراثية مر بهدوء بدون اي كوارث طبيعيه، ولم يقنع حتى كافرا واحدا من كفار قريش بالاسلام!بل إن كل المعجزات المنسوبة للرسول لم ثؤثر حتى ولو تأثيرا محدودا في اقناع الكافرين أو تثبيت المؤمنين. فلم نسمع أبدا عن شخص دخل الاسلام في عهد الرسول بعد أن رأى إحدى معجزاته.. فما فائدة هذه المعجزات التي لم ينجح في اقناع حتى شخص واحد بدخول الإسلام؟اختم هذه التساؤلات بنيوتن. كان نيوتن أول من أثبت أن الكون خاضع لقوانين طبيعية لا يمكن كسرها. ولو أراد الله التدخل المباشر في الكون لتدخل ضمن هذه القوانين(سنة الله التي لا تتبدل)، ولأن المعجزة خرق لقوانين الطبيعة فهي بالضرورة خرق لسنة الله. والنتيجة المنطقية التي نصل لها أنه لا يوجد معجزات..على الأقل هذا ما أؤمن به واترك التساؤلات مطروحة للجميع.
حسين الوادعي
#تطوير_الفقه_الاسلامي