نظرية ظهور العلم 30-العلوم في بابل ويكيبديا

نظرية ظهور العلم 30-العلوم في بابل  ويكيبديا 

جاء التالي في مقال الويكيبيديا:في الطب

اكتشف إيساجيل كين أبلي العديد من الأمراض وقام بوصف أعراضها في “كتاب التشخيص” الذي قام بتأليفه.  تشمل هذه الأعراض أعراض عديد من أنواع الصرع والأمراض المتعلقة به, إضافة إلى احتمالات المسار الذي قد يأخذه المرض.   توجد العديد من أوجه الشبه بين الطب البابلي في مراحله الأخيرة وبين الطب اليوناني في مراحله الأولى.  يظهر أثر الطب البابلي بوضوح تام في الأجزاء الأولى من “مدونة أبو قراط”, سواء على مستوى الشكل أم على مستوى المحتوى.في الفلك

تبين الألواح المسمارية التي يعود تاريخها إلى العصر البابلي القديم كيف استخدم البابليون الرياضيات في دراسة اختلاف طول النهار من يوم إلى يوم, ومن شهر إلى شهر, عبر السنة الشمسية.    تبين مجموعة الألواح المسمارية المعروفة باسم “ألواح إنوما آنو إمليل” كيف قام البابليون لمئات السنين بتسجيل الظواهر الفلكية.

تعد الرقيمة المسمارية رقم 63 من مجموعة رقائم “إنوما آنو إنليل” أقدم نص فلكي في أيدينا.   تسجل هذه الرقيمة, المعروفة باسم رقيمة كوكب الزهرة, أول ارتفاع وآخر ارتفاع لكوكب الزهرة عبر فترة تمتد إلى 21 عامًا, كما تمثل أقدم وثيقة في أيدينا تبين تعرف الجنس البشري على “دورية” – أي تكرارية – الظواهر الفلكية.  يعود تاريخ أقدم اسطرلاب تم العثور عليه إلى عام 1100 قبل الميلاد في بابل.    هناك أيضًا مجموعة رقائم “مول آبين” التي تحتوى على مجموعة من تجمعات النجوم إضافة إلى طرق رصد ظهور واختفاء الكواكب, وطول النهار, وهو ما كانوا يقيسونه إما باستخدام ساعة مائية أو ساعة شمسية. 

احتل علم الفلك وعلم التنجيم مكانًا متميزًا في المجتمع البابلي.  كان لعلم الفلك تاريخ طويل في بابل.  علينا أن نتذكر هنا أن أبراج النجوم كانت اختراعًا بابليا, وأنهم استطاعوا التنبؤ بخسوف الشمس وكسوف القمر.  هناك العشرات من الرقائم المسمارية التي تسجل الملاحظات البابلية الخاصة بهذه الظواهر. 

شكل علم الفلك البابلي, بهذا الشكل, الأساس الذي قام عليه علم الفلك اليوناني, والهندي, والساساني, والبيزنطي, والسوري, والإسلامي, والأوربي.    عليه, يمكن النظر إلى علم الفلك البابلي على أنه كان الأصل المباشر للكثير من علم الفلك اليوناني وعلم الرياضيات اليوناني, اللذين كانا, بدورهما, الأصل المباشر للثورة العلمية الأوربية.

طور علماء الفلك البابليون خلال القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد منهجا جديدًا لدراسة الفلك, إذ بدأوا في دراسة فلسفة تتعلق بالطبيعة المثالية لبداية الكون كما بدأوا في استخدام منطق داخلي ينبع من داخل الأنظمة الفلكية.  مثلت هذه الخطوة إضافة هامة للفلك ولفلسفة العلم.  حقيقة الأمر, ذهب بعض دارسي تاريخ العلم إلى أن هذه الخطوة تمثل الثورة العلمية الأولى.  قام اليونانيون بتبني هذا المنهج الجديد لدراسة الظواهر الفلكية وتطويره.

تميزت التقارير الفلكية البابلية خلال العصرين السلجوقي والبارثي بطابع علمي شديد الانضباط.  تلزم الإشارة, في هذا السياق, إلى أننا لا نعرف متى بالضبط بدأ العمل بكل هذه الصرامة العلمية.    يعد تطوير البابليين لطرق التنبؤ بحركة الكواكب حدثًا ضخمًا في تاريخ علم الفلك.

لا يعرف تاريخ علم الفلك فلكيا بابليا غير سليوكس ذهب إلى تأييد نموذج يعتمد تفسير حركة الكواكب فيه على مركزية الشمس (ولد سليوكس عام 190 قبل الميلاد).  يعتمد ما نعرفه عن سليوكس على ما كتبه عنه بلوتارك.   ساند سليوكس نظرية مركزية الشمس حيث ذهب إلى أن الأرض تدور حول محورها في نفس الوقت الذي تدور فيه حول الشمس.   طبقًا لما كتبه بلوتارك, برهن سليوكس على صحة نظرية مركزية الشمس, إلا أننا لا نعرف الدليل الذي ساقه لتأييد هذه النظرية.في الرياضيات

تتميز النصوص الرياضية البابلية بوفرتها وحسن عرضها.   تقع هذه النصوص في مجموعتين كبيرتين:  تتألف الأولى من تلك النصوص التي تمت كتابتها في عصر الأسرة البابلية الأولى (1830 إلى 1531 قبل الميلاد), على حين تتألف الثانية من تلك النصوص التي تمت كتابتها في العصر السلجوقي, أي بداية من القرن الرابع, أو الثالث, قبل الميلاد.  من الضروري الانتباه, على أية حال, إلى عدم وجود أي فرق تقريبًا بين المجموعتين, وهو ما يعني أن الرياضيات البابلية بقيت على حالها بدون أي تغيير, أو نمو, أو ابتكار لما يقارب ألفي عام.

استخدم البابليون نظام رياضيا سداسيا, أي استخدموا نظام تقوم قاعدته على ست أعداد.  من هنا يأتي استخدام 60 ثانية في الدقيقة, وستون دقيقة في الساعة, و360 درجة في الدائرة (60 x 6).    استطاع البابليون أن يأخذوا خطوات كبيرة في الرياضيات لسببين أساسيين.  الأول, أن الرقم 60 يقبل القسمة على عديد من الأرقام (2, 3, 4, 5, 6, 10, 12, 15, و20), وهو ما يسهل العمليات الحسابية.  الثاني, أنه, وعلى خلاف المصريين والرومان, وضع البابليون نظاما عدديا توجد فيه للمكان قيمة, أي يأخذ الرقم قيمته من مكانه. 

يماثل نظام الأرقام البابلي, بهذا الشكل, نظام الأرقام المستخدم لدينا حاليا حيث تزيد قيمة الرقم العشرية كلما تحرك إلى العمود الأيسر (يساوي الرقم 734 7 في 100 + 3 في 10 + 4 في 1)    كان من ضمن الإنجازات الكبرى التي حققها البابليون في حقل الرياضيات أنهم استطاعوا تحديد قيمة الجذر التربيعي للرقم 2 إلى سبع أرقام, كما أظهروا معرفة بنظرية فيثاغورس قبل فيثاغورس بزمن طويل, وهو ما أظهرته الترجمة التي قام بها دنيس رامزي لرقيم يعود تاريخه إلى عام 1900 قبل الميلاد.

تم العثور في سنكيرا على رقائم تبين أن البابليين قد قاموا بحساب المربعات والمكعبات من 1 إلى 60.  تبين الرقائم كذلك أن البابليين كانوا على علم بالساعة الشمسية, والساعة المائية, والبكرة, والعتلة, وهو ما يعني أن معرفتهم بالميكانيكا لم تكن بالبسيطة.    اكتشف أوستن هنري ليارد بالقرب من نمرود عدسة من الكريستال إضافة إلى أكواب زجاجية تحمل اسم سارجون.     قد يفسر هذا الكشف الصغر المتناهي لبعض الكتابات على الرقائم الأشورية, كما أن هناك احتمالاً في أن البابليين قد استعملوا عدسات في رصد السماء.

هناك احتمال في أن البابليين كانوا على علم بالقواعد العامة لقياس المساحات.  قام البابليون بقياس محيط الدائرة على أنه يعادل ثلاثة أضعاف القطر, كما قاموا بحساب مساحة الدائرة على أنها تعادل 1/12 من مربع محيط الدائرة.    تم كذلك حساب حجم الاسطوانة على أنه يعادل حاصل ضرب القاعدة في الارتفاع.في الفلسفة

تعود جذور الفلسفة البابلية إلى أوائل أدب الحكمة في بلاد ما بين النهرين, والذي جسد فلسفات معينة في الحياة, وبخاصة ما يتعلق بالخُلُق.  جاء ذلك على شكل حوارات, وأشعار, وأدب شعبي, وأناشيد, وأغاني, وأمثلة.

لم يقتصر التفكير البابلي على الظواهر الملحوظة.  من الممكن أن تكون الفلسفة البابلية قد أثرت على الفلسفة اليونانية.  يحتوي النص البابلي المعروف باسم “حوار التشاؤم” على حوارات تشبه أفكار الفيلسوف اليوناني هيراقليطس وحوارات أفلاطون وكذلك حوارات سقراط.   كما هو معروف كذلك, درس طاليس الفلسفة في بلاد ما بين النهرين.

قامت القوات الإمبراطورية الفارسية بالاستيلاء على كامل أراضي الإمبراطورية البابلية عام 539 قبل الميلاد وضمها إلى أراضيها.   بقيت بلاد الرافدين ولأكثر من ألف عام جزءًا لا يتجزأ من الإمبراطورية الفارسية. توقف كل إنتاج حضاري في بلاد الرافدين وهاجر العلماء إلى العاصمة الجديدة في فارس للعمل في خدمة الإمبراطور الفارسي في جنديسابور التي أصبحت في القرن الخامس قبل الميلاد عاصمة العلم الطبي في الكرة الأرضية.  

لم يبقَ من آثار بابل سوى اللغة الآرامية التي استمر أهل الرافدين في الحديث بها إلى أن دخلت الجيوش الإمبراطورية العربية بقيادة عتبة بن غزوان أراضي الإمبراطورية الفارسية عام 14 من الهجرة 635 من الميلاد وأنشأت البصرة, والكوفة, ثم بغداد.  لم يمضِ طويل زمن حتى أصبح البابليون والآشوريون عربا يتحدثون بالعربية ويدينون بالإسلام.    مازال هناك البعض, على أية حال, يتحدث الآرامية في بعض القرى في شمال العراق, كما لا يزال هناك عدد كبير قد يصل إلى خمسة آلاف من الصابئة المندائيين يقيمون في بغداد وضواحيها يدينون بالمندائية, ويقيمون شعائر دينهم  بالآرامية.   مازال البعض كذلك يذكر بابل كلما جاءت سيرة برج بابل.

عندما فتحت بابل أبوابها في السادس عشر من تموز عام 539 قبل الميلاد ودخلتها الجيوش الإمبراطورية الفارسية بدون قتال بعد أن حطمت الجيوش الإمبراطورية البابلية, لم تكن بابل تشهد سقوط آخر إمبراطور بابلي بل كانت تشهد سقوط كل شيء.  مرة أخرى, لم يسقط الإمبراطور فقط عندما سقطت الجيوش الإمبراطورية البابلية, بل سقط كل شيء.  خرج نابونيداس من التاريخ وكذلك خرجت معه بابل.  لم يسمع أحد عنه بعدها شيئا على الإطلاق, ولا سمع عن بابل.  كان ما حدث وكأنه “بروفة” لما سيحدث بعد.   لم يخرج محمد الثاني عشر من غرناطة بمفرده عندما سقطت الجيوش الإمبراطورية العربية أمام الجيوش الإمبراطورية القسطلية والأراجونية وإنما خرج معه كل شيء.  صلى الإمبراطور صلاة العصر وخرج من غرناطة ولم يرفع بعدها أذان المغرب أبدا.  عندما يسقط الإمبراطور يسقط كل شيء. 

  كمال شاهين

 #نظرية_ظهور_العلم

 #تطوير_الفقه_الاسلامي 

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.