يوم القيامة الجزء الخامس 3- قصة آدم وحواء باختصار 3
يوم القيامة الجزء الخامس 3- قصة آدم وحواء باختصار 3
كيف نثبت بأن الشجرة هي الزيتون:
مما لا ريب فيه بأن الشيطان أراد تحريك الجنس لدى آدم وزوجه لقوله تعالى في سورة الأعراف: فَوَسْوَسَ لَهُمَا الشَّيْطَانُ لِيُبْدِيَ لَهُمَا مَا وُورِيَ عَنْهُمَا مِن سَوْءَاتِهِمَا وَقَالَ مَا نَهَاكُمَا رَبُّكُمَا عَنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ إِلاَّ أَن تَكُونَا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونَا مِنَ الْخَالِدِينَ (20). فالتبول كان معلوما لديهما والذي ووري عنهما من سوآتهما هو الحركة الجنسية. والدليل على ذلك هو أنهما شعرا بالخجل بعد انتهاء العملية فطفقا يخصفان على آلتيهما اللتين صارتا عورتين من ورق الجنة كبداية طبيعية لإعداد الملابس للإنسان. فالشجرة إذن مفيدة لتحريك الجنس. والآن لننظر إلى الأشجار المذكورة بأنها شجرة في القرآن الكريم. ذلك لأنه تعالى كلما قص قصة آدم وتحدث عن الشجرة فإنه يأتي بها مع ألـ التعريف. هذا يعني بأن الشجرة معلومة لدى من يقرأ القرآن. وبما أننا نرى وجدانا الاختلاف الكبير بين أصحاب التوراة والإنجيل والقرآن في فهم الشجرة فنبحث عنها في القرآن نفسه. هناك شجرتان مذكورتان بالاسم الموصوف بالشجرة.
1. قال تعالى في سورة المؤمنون: فَأَنشَأْنَا لَكُم بِهِ جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ لَّكُمْ فِيهَا فَوَاكِهُ كَثِيرَةٌ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ (19) وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِن طُورِ سَيْنَاء تَنبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِّلآكِلِينَ (20). لقد ذكر سبحانه قبلها النخيل والأعناب دون أن يصفها بأنها أشجار؛ لكنه تحدث عن شجرة الزيتون فلم يعطها اسما بل وصفها بالشجرة وبأنها تنبت بالدهن وصبغ للآكلين وبأنه تعالى أنبتها في طور سيناء.
2. وقال تعالى في سورة الصافات: وَأَنبَتْنَا عَلَيْهِ شَجَرَةً مِّن يَقْطِينٍ (146). واليقطين لا تنطوي على مواد مشجعة للجنس. إنها شجرة تنطوي على فوائد كثيرة أخرى مثل محاربة بعض أنواع السرطان ومرض الاكتئاب وبعض أنواع البكتيريا. فاليقطين لا يساعد الشيطان على أن يريهما ما ووري عنهما من سوآتهما.
فالمظنون بأنها شجرة الزيتون طبعا. أنا لا أدري بالضبط كيف يمكن أن يساعد الزيتون على تحريك الجنس. والمشهور بأن زيته قد يساعد على ذلك. والمحتمل أن الزيتون مجتمعا مع بعض النباتات الأخرى المتاحة لأبوينا الأولين كان محركا للشهوة الجنسية لديهما. وهناك سورة قرآنية قد تدل على ذلك وهي سورة التين فلنحلل السورة ونطبقها على هذا الاحتمال.
وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ (1) وَطُورِ سِينِينَ (2): نحتمل كثيرا بأن فلسطين هي الموطن الأصلي لهما فسيناء ليست بعيدة عنها فلا ضير لو قلنا بأن طور سيناء قد أنتجهما طبيعيا. وأحتمل كثيرا بأن الله تعالى أباح للأبوين أن يأكلا من التين كغذاء أساسي ومنعهما من الزيتون لأن في اجتماعهما تنشيطا غير مرغوب فيه من الله تعالى. كما أحتمل بأن الله تعالى نقل أبوينا بعد ميلادهما إلى جنة طبيعية مسورة بالعنب احتمالا في طور سينين. ولا ننس بأنهما كانا محرومين من أكل اللحوم ظنا قويا عندي.
وَهَذَا الْبَلَدِ الأَمِينِ (3) لَقَدْ خَلَقْنَا الإنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4): خلق الله تعالى أبوينا في مكة لأنها أول بيت وضع للناس فمكة بيت أو ل الناس. هناك آيات قرآنية تدل على أن الأنعام الصغيرة المحللة لدى اليهود وهي البقر والمعز والضأن مخلوقة في مكة أيضا. وأهمية مكة برأيي والسر في تحريمها هو أنها تنطوي على آثار خلق الإنسان الأول ومن قبله الأنعام الثلاثة وسيأتي اليوم الذي تنكشف فيها تلك الأسرار إن شاء الله تعالى. بالطبع أن أسرار الخلق موجودة تحت أرض مكة منذ ما يقرب من أربعين ألف سنة احتمالا فهي ليست قريبة من سطح الأرض الفعلية كما أحتمل.
وقد خلق الله تعالى الإنسان في أحسن تقويم باعتبار أن الإنسان كغيره من الكائنات الحية قد أتى عن طريق الطبيعة. إنها سنة الله تعالى في خلقه بأن يتطوروا ضمن نظام الطبيعة ليكتسبوا شخصياتهم ولا يكونوا روبوتات. لكن هناك خصوصيات في خلق الإنسان يجعله مميزا عن بقية الحيوانات وأذكر ثلاثة منها:
1. بدأ الله تعالى خلق الإنسان من طين كما قال في سورة السجدة: الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسَانِ مِن طِينٍ (7). إنه سبحانه يختار أحسن الجينات في الكائن الجديد فينشطها ليصير المولود الجديد على أحسن تقويم ممكن. ثم إنه لم يخلقنا من تطور الحيوانات ولم نأت من القرود كما تصوره العلماء بل إنه تعالى طور خلية نباتية أولى من البداية لتصير إنسانا فنحن في الواقع حيوان أولي ولسنا حيوانات متطورة. وهذا تفسيري لقوله الكريم: وبدأ خلق الإنسان من طين.
2. خلق الحيوانات كلها من عدة أصول فهن لا يتطورن مثلنا على أنهن خلقن قبلنا. لكنه سبحانه خلقنا من أبوين لا ثالث لهما حتى نتطور. فجينات كل البشر عبارة عن سلالة جينية متطورة من آدم سواء كانت الكروموسومات ذكورية أو أنثوية إضافة إلى سلالة جينية متطورة من زوج آدم فلم يخلط كروموزومات أبوين أصليين آخرين بيننا كما فعله في خلق الأنعام الأربعة. ونعرف حقيقة خلق الأنعام من ذكرين وأنثيين كما صرح به سبحانه في الآيتين 143 و144 من سورة الأنعام وقد وضحتهما في التفسير والحمد لله تعالى .
3. وبعد أن تطو ر الخلق الأول وصار إنسانا فإنه سبحانه أبعد الإنسانين الأولين من منطقة مكة وهي الموطن الأصلي لهما ثم قرض بقية الحيوانات الإنسية لتزول من الوجود كما يبدو لأننا فعلا لا نرى أناسي حيوانية بلا نفس إنسانية. وبمجرد ارتباط الخليتين المتطورتين في رحم أم آدم وزوجه فإنه سبحانه أمر الكائنات الطاقوية أن تمر عليها منكمشة حتى لا تتأثر بإشعاعاتها ومنح النفس الإنسانية لآدم عن طريق روح مرسل من الله تعالى مباشرة وخلق منها نفس زوجها ليحبا بعضهما البعض ومن هناك دقت ساعة خلق الإنسان على أحسن تقويم.
ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ (5): يريد سبحانه أن يعرض الكائن الجديد للاختبار ليبلو البشر فيرى أيهم أحسن عملا فسمح للشيطان أن يقترب من الأبوين ليوسوس في صدريهما وفعل ما فعل لعنه الله تعالى. والواقع أننا جميعا نعيش هكذا. فسر الانحطاط الخلقي هو وجود الشيطان الموسوس ولم يجعل الله تعالى لذلك الموجود الخبيث والخطير والمعادي للبشر أي سلطان على الإنسان وهو في الخلية الأولى. كل ما يفعله الشيطان هو بث الخداع والتضليل للنفس، وأما العمل فيقوم به الإنسان نفسه. هكذا يرتد الإنسان إلى أسفل سافلين.
وهكذا أخطأ أبوانا فخُلق الإنسان ضعيفا مع الأسف إثر تعرضهما للوسوسة وعدم ثباتهما على طبيعتهما الإيمانية الأصيلة. ولذلك السبب قدر الله تعالى لأبوينا أن ينزلا أسفل سافلين بتقديم الطاعة للشيطان. ولعل القارئ الكريم يعرف بأن الطاعة مظهر من مظاهر العبادة فأشرك أبوانا مع الأسف. وأنبه القارئ الكريم إلى أن آدم لم يكن نبيا وما يقوله السلف عن نبوته فهو مجرد ادعاء باطل لا أصل له والقرآن ينفي ذلك بقوله تعالى في سورة طه: فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ وَلا تَعْجَلْ بِالْقُرْآنِ مِن قَبْلِ أَن يُقْضَى إِلَيْكَ وَحْيُهُ وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا (114) وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِن قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا (115). وقال تعالى في سورة الكهف: هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلاً خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحاً لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ (189) فَلَمَّا آتَاهُمَا صَالِحاً جَعَلاَ لَهُ شُرَكَاء فِيمَا آتَاهُمَا فَتَعَالَى اللّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ (190).
إِلاّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (6) فَمَا يُكَذِّبُكَ بَعْدُ بِالدِّينِ (7) أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ (8): بدأ فصل الأناسي نفسيا من هناك. فلن يؤثر شرك أو كفر الأبوين أو أحدهما في إيمان الابن والبنت. إن كل إنسان مميز عن والديه بَدَنيا إلى حدماونفسيا100% والموضوع مشروح في القرآن ومنشور ضمن مقالاتي والحمد لله تعالى.
لعل القارئ انتبه إلى السبب الذي أخذت وقته الكريم لإيجاز قصة الخلق. ليعلم الجميع بأن الله تعالى هو أحكم الحاكمين، فهو سيقيم يوم الدين للناس بأفرادهم في الواقع ولو جاؤوا في زمر. فلكل فرد حسابه ولن يعاقب الله تعالى أحدا بما أساء فِعلَه أبواه كما لن يثيب أحدا بما أحسن فعله أبواه. والحمد لله رب العالمين.
يتبع….
أحمد المُهري
#تطوير_الفقه_الاسلامي
#يوم_القيامة