يوسف أيها الصديق ح 52- الختام – بين بني إسحاق وبني اسماعيل
ختام تفسير سورة يوسف:
يوسف أيها الصديق ح 52- الختام – بين بني إسحاق وبني اسماعيل
والآن لنأتي إلى المقارنة من واقع القرآن فقط وفي حضور الرسل الكرام. فستكون المقارنة استنادا إلى الكتاب السماوي الصحيح سهلة وبسيطة وصحيحة بإذن الله تعالى. كل القضايا التي ذكرناها حصلت أيام الرسل. والواقع أن الله تعالى يعاملهم مثل بقية الناس يوم ظهور خاتم النبيين لأن كل حاضري الرسالات إذا كانوا في المنطقة الجغرافية التي أعلن فيها الرسول دعوته فهم أصحاب ذلك الرسول.
1, أرسل الله تعالى إلى بني إسرائيل ثلاثة أنبياء يحملون كتبا سماوية هم: موسى وداود وعيسى؛ وأرسل الله تعالى إلى بني إسماعيل نبيا يعمل بصحيفة أبيه كما يبدو وهو اسماعيل نفسه ثم نبيا آخر هو محمد مع كتاب كامل.
وكان العرب قبل الإسلام يعبدون الله ويعبدون أصنامهم أيضا لكنهم يصلون ويحجون لله فجاء القرآن مصدقا لما معهم من عبادات وعقائد ورثوها من إسماعيل وصحح لهم ما اختلط بشرك. كما نقرأ في سورة الأعراف:
كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110).
ولكن السلالة النبوية من بني إسرائيل لم يكونوا كذلك كما نقرأ من الآيات التالية من سورة البقرة:
وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ لاَ تَسْفِكُونَ دِمَاءكُمْ وَلاَ تُخْرِجُونَ أَنفُسَكُم مِّن دِيَارِكُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَأَنتُمْ تَشْهَدُونَ (84) ثُمَّ أَنتُمْ هَؤُلاء تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقاً مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأتُوكُمْ أُسَارَى تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ (85).
2. قال تعالى في نهاية سورة المزمل:
إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى مِن ثُلُثَيِ اللَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مِّنَ الَّذِينَ مَعَكَ,,.
والسورة كما يظهر من مواضيعها تعتبر من السور التي نزلت في بدايات الدعوة.
فكان هناك طائفة من الصحابة يتهجدون، والتهجد عبادة لا يأتي بها إلا الذين بلغوا مرتبة من اليقين والحب لله.
ولننظر إلى قوم موسى بعد عدة عقود من الدعوة الموسوية المجيدة وبمعية نبي كريم آخر هو هارون كما نقرأه من سورة المائدة بعد أن رفض قومهما دخول الأرض المقدسة:
قَالُواْ يَا مُوسَى إِنَّا لَن نَّدْخُلَهَا أَبَدًا مَّا دَامُواْ فِيهَا فَاذْهَبْ أَنتَ وَرَبُّكَ فَقَاتِلا إِنَّا هَاهُنَا قَاعِدُونَ (24) قَالَ رَبِّ إِنِّي لا أَمْلِكُ إِلاَّ نَفْسِي وَأَخِي فَافْرُقْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ (25).
شهد نبيهم عليهم بأنهم غير صالحين. أما حالهم قبل ذلك وبعد أن دمر الله تعالى لصالحهم فرعون وقومه فهو مخجل فعلا. قال تعالى في سورة الأعراف:
وَأَوْرَثْنَا الْقَوْمَ الَّذِينَ كَانُواْ يُسْتَضْعَفُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا الَّتِي بَارَكْنَا فِيهَا وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرَآئِيلَ بِمَا صَبَرُواْ وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُواْ يَعْرِشُونَ (137) وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (138).
3. فتح الله مكة في عهد نبينا محمد على المسلمين كما أمر من قبل موسى أن يدخل الأرض المقدسة التي كتب الله لهم ولكنهم خافوا وأبوا اقتحام المدينة حتى مات موسى وهارون ثم بعد فترة جاء داود وفتحها لهم. والقصتان معروفتان في القرآن الكريم. ولا أظن أن التاريخ اليهودي يخالف حصول القصتين كما ذكر القرآن الكريم.
نكتفي بهذا الحد لنصل إلى المقصود. فالمتدبر يشعر بأن التشبث بالسلالات يضر بالناس ولكن الاهتمام بالعقود الاجتماعية بين البشر وبعهود الأفراد الطبيعية مع ربهم هو الطريق الأفضل لتزكية النفوس وكسب الرضوان.
ولنا في قصة بني العباس وهم أقرب الحاكمين إلى رسول الله وهم الذين اختلقوا هذا الكم الهائل من الأحاديث المفتراة على الرسول في مدح أهل البيت دفاعا عن كيانهم، خير شاهد على ما نقول 87 .
إن في سورة يوسف لعبرة حقيقية لمن يريد أن يهتدي بحق. نرى في هذه السورة أن النبي يوسف الذي أسس بنيان بني إسرائيل يضع ثقته في فتيانه المصريين الذين اختارهم من بين بقية الخدم أكثر من ثقته بإخوانه أهل بيت النبوة.
إن ذلك السجين القبطي الذي يسقي الخمر للملك كان أكثر رحمة لنبي بني إسرائيل من أقرب الناس إليه الذين أنزلوه في آبار الطرق ليستملكه القوافل التجارية الغريبة.
فلا يمكن أن يكون لقرابة الرسول ولا لأبنائه ولا لعشيرته القرشية التي سادت لتسرق وتزني وتقتل الأبرياء من المسلمين وغير المسلمين، أية فضيلة أو أهمية في الموازين الإلهية. بالطبع لا نقصد المؤمنين من عشيرة الرسول رضي الله تعالى عنهم وعنا.
الميزان الحقيقي هو التقوى ولا دخل لنا بما فعله السلف. تلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولنا ما كسبنا.
علينا ان نترك التمسك بغير الله تعالى الحي القيوم وبالقرآن الذي صانه الله تعالى لهدايتنا.
هذا الكتاب هو الذي هدى رسولنا والمهاجرين الأولين الذين نصروا رسول الله ساعة العسرة كما هدى الأنصار وكل مسلم بل كل إنسان باحث عن الحقيقة بعد وفاة الرسول.
علينا ان نتمسك بالحي والموجود ونترك الأساطير والأوهام الخرافية التي يرفضها العقل السليم. أتمنى أن أجد آذانا صاغية تسعى لفهم حقائق القرآن وترك ما سواه من المواريث.
وحتى نطمئن تماما بأن القرآن هو الموجه والقائد للرسول وليس الرسول عدلا للقرآن فإني أتلو عليهم آيات من القرآن. قال تعالى في سورة القصص:
إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ مَن جَاء بِالْهُدَى وَمَنْ هُوَ فِي ضَلالٍ مُّبِينٍ (85) وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلا تَكُونَنَّ ظَهِيرًا لِّلْكَافِرِينَ (86) وَلا يَصُدُّنَّكَ عَنْ آيَاتِ اللَّهِ بَعْدَ إِذْ أُنزِلَتْ إِلَيْكَ وَادْعُ إِلَى رَبِّكَ وَلا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (87) وَلا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لا إِلَهَ إِلاّ هُوَ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلاّ وَجْهَهُ لَهُ الْحُكْمُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (88). فهل مثل هذا الشخص عِدل للقرآن؟
وقال سبحانه في سورة الأنعام:
قُلْ أَغَيْرَ اللّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلاَ يُطْعَمُ قُلْ إِنِّيَ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكَينَ (14) قُلْ إِنِّيَ أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (15).
فالرسول هو أول المسلمين وأول من يعمل بالقرآن ويخاف من العذاب مثل بقية الناس الذين يخافون من عذاب الله تعالى. ثم يوضح الله تعالى بأن وسيلة الإنذار بيد النبي هي القرآن:
قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادةً قُلِ اللّهِ شَهِيدٌ بِيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ أَئِنَّكُمْ لَتَشْهَدُونَ أَنَّ مَعَ اللّهِ آلِهَةً أُخْرَى قُل لاَّ أَشْهَدُ قُلْ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنَّنِي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (19).
ثم تستمر سور الأنعام الكريمة في بيان أن فهم القرآن متاح للمؤمنين دون غيرهم:
وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ وَجَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَن يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِن يَرَوْاْ كُلَّ آيَةٍ لاَّ يُؤْمِنُواْ بِهَا حَتَّى إِذَا جَآؤُوكَ يُجَادِلُونَكَ يَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ (25) وَهُمْ يَنْهَوْنَ عَنْهُ وَيَنْأَوْنَ عَنْهُ وَإِن يُهْلِكُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ (26) وَلَوْ تَرَىَ إِذْ وُقِفُواْ عَلَى النَّارِ فَقَالُواْ يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلاَ نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (27).
ثم تستمر السورة في بيان التبعات الأخروية لمن يكذب القرآن وتسعى السورة الكبرى لتطييب خاطر رسول الله تعالى بأن المكذبين يكذبون الله ولا دخل لهم به شخصيا:
قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لاَ يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللّهِ يَجْحَدُونَ (33).
وبعد ذلك تعبر السورة عن عجز الرسول عن الإتيان بآية من ربه عدا القرآن طبعا وتمنع الرسول من أن يتشبه بالجاهلين فيطلب شيئا غير القرآن من الله تعالى:
وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَن تَبْتَغِيَ نَفَقًا فِي الأَرْضِ أَوْ سُلَّمًا فِي السَّمَاء فَتَأْتِيَهُم بِآيَةٍ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَى الْهُدَى فَلاَ تَكُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِينَ (35).
ثم تستمر السورة في بيان أن الذين لم يهدهم الله تعالى فلن يهتدوا والله تعالى لا يهدي الذين أشركوا به.
وتعود السورة مرة أخرى إلى الاستمرار في واجبه الدعوي وترك عملية تحقيق الهدى لله تعالى.
تقول السورة بأن الرسول ليس إلا مبشرا ونذيرا للوحي وهو القرآن الكريم وهو لا يعلم الغيب وغير مسيطر على خزائن الله تعالى:
وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلاَّ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ (48) وَالَّذِينَ كَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا يَمَسُّهُمُ الْعَذَابُ بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ (49) قُل لاَّ أَقُولُ لَكُمْ عِندِي خَزَآئِنُ اللّهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ (50) وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَن يُحْشَرُواْ إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُم مِّن دُونِهِ وَلِيٌّ وَلاَ شَفِيعٌ لَّعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (51).
وأختم ما أردت نقله من سورة الأنعام بالآيات التالية ليعلم الإخوة والأخوات بأن رسول الله عليه السلام هو واحد من المسلمين وهو مأمور بأن يتبع القرآن وليس له أن يأتي بقرآن مثله:
قُلْ أَنَدْعُو مِن دُونِ اللّهِ مَا لاَ يَنفَعُنَا وَلاَ يَضُرُّنَا وَنُرَدُّ عَلَى أَعْقَابِنَا بَعْدَ إِذْ هَدَانَا اللّهُ كَالَّذِي اسْتَهْوَتْهُ الشَّيَاطِينُ فِي الأَرْضِ حَيْرَانَ لَهُ أَصْحَابٌ يَدْعُونَهُ إِلَى الْهُدَى ائْتِنَا قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَىَ وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (71).
والأمر عائد إليكم لتختاروا كتاب الله تعالى أو تتبعوا ما خطته أيادي أناس أمثالكم.
وبهذا أختم الكتاب راجيا من الله تعالى أن يتقبل ما سعيته لبيان حِكَمه ولعلي أوضح بعض ما خفي على بني جلدتي من كتابه الحكيم.
أتمنى من ربي أن يغفر لي ذنوبي وأن يوفق البشرية للعودة إليه سبحانه وتعالى حتى ننعم جميعا ببركاته العظيمة ونلمس التوفيق الحقيقي من ربنا فنميز بين الحق والباطل ونكسب الرضوان. والحمد لله أولا وآخرا.
أحمد المُهري
المملكة المتحدة
في 24 يناير 2012
(هامش 87: قتل بنو العباس كل من طالته أياديهم الآثمة من بني أمية حتى الأطفال بحجة أنهم قتلوا أطفال الحسين. وناهيك عن عدم جواز قتل أطفال القتلة فأنا أشك في أن بني أمية قتلوا أطفال الحسين في كربلاء لأن الذين دفعهم المجرم عبيد الله بن زياد للمعركة هم من شيعة علي ومن أحبابه. فلا يمكن أن نتصور فيهم تلك القسوة التي نسمعها من الذين يسعون لإبكاء الناس بعد مئات السنين اليوم.
ولا يمكن أن يجرؤ الذين أتوا من الشام على تلك الوحشية في حضور صحابة علي. إنهم قتلوا الحسين بن علي عليهما السلام بعد أن أقنعتهم السلطة بأنه خالف أخاه الحسن في البيعة مع بني أمية.
لقد أخطأوا وجنوا ثم تابوا فيما بعد ولكنهم ليسوا كما يصفونهم أصحاب المصالح. إنهم آباء هؤلاء الذين يدقون صدورهم اليوم وهم قد رأوا سماحة علي بن أبي طالب ولمسوا كرمه فكيف نقبل ذلك؟
وحينما نحلل الروايات التي اختلقها بنو العباس في مدح أهل البيت فإننا – بفرض قبولها – سنصل إلى الشرك الحقيقي بالله تعالى وإلى أن الموتى لهم دور في حياتنا الفعلية وإلى أن الأرض بحاجة إلى بشر يمسكونها وكأن الله تعالى الذي يمسك السماوات كلها عاجز عن أن يمسك الأرض حتى لا تسيخ بأهلها.
لقد صوروا لنا رسولنا الحبيب عليه السلام وكأنه جاء لتثبيت الحكم الدنيوي لأهل بيته كما فعل بنو أمية من قبلهم في تقديس الصحابة ليثبتوا الحكم لبني أمية من جديد.
والواقع أن الرسول بشر لا يدري ما يُفعل به يوم القيامة ولا ما يُفعل بصحابته أو أهل بيته. إنه تابع وخاضع للقرآن وليس مؤهلا ليعين عدولا للكتاب العظيم الذي أنزله سيد الكائنات جل جلاله. نهاية الهامش 87.)
#تطوير_الفقه_الاسلامي
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence
ان كان لديكم الرغبة في الانضمام لمجموعة النقاش في المركز برجاء ارسال بريد الى :