ثقافة القرآن للمبتدئين – اليهود
من ثقافة القرآن للمبتدئين
15 – اليهود
هناك مصطلحات تشير إلى التجمعات الدينية لأتباع الديانات السماوية الثلاث وهي اليهودية والنصرانية أو المسيحية والإسلام. أتباع الديانات الثلاث لن يكونوا مؤمنين حقيقيين إلا إذا أسلموا وجههم لله تعالى حقا وصدقا. لكن التسميات المذكورة تحدد هويات دنيوية محضة تستتبع أحكاما خاصة بكل منهم ولا تفيد شيئا في الآخرة. كل النبيين بمن فيهم أنبياء اليهود كانوا مسلمين وهناك الكثير من اليهود كانوا مسلمين أيضا. إنهم أسلموا وجههم لله ولم يدعو لبشر بل دعوا إلى الله تعالى وحده ولم يعبدوا ولم يخضعوا لبشر بل عبدوا الله تعالى وحده كما أنهم خصصوا شكرهم الخاضع لله تعالى وحده.
لكن التسميات في حد ذاتها لا تعني الإسلام الحقيقي حتى المعروفين بالمسلمين اليوم. فاليهودية اسم علم للذين اتبعوا موسى وآمنوا به وبالتوراة. وفعل هاد يعني تحرك أو سار بهدوء وقد يعني العودة والتوبة. ولا شك بأن كلمة “الذين هادوا” تُطلق على اليهود كما تُطلق على المؤمنين السبعين الذين رافقوا موسى في الميقات وهم خلاصة المؤمنين بموسى ولهم فضلهم وقيمتهم عند ربهم. والذين هادوا لا يعني الذين تابوا من بعد عبادة العجل كما ظن البعض. فقد أطلق الله تعالى الجملة على خلاصة المؤمنين من قوم موسى كما أطلقها على اليهود عامة.
قال تعالى في سورة الأعراف: وَاخْتَارَ مُوسَى قَوْمَهُ سَبْعِينَ رَجُلاً لِّمِيقَاتِنَا فَلَمَّا أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ قَالَ رَبِّ لَوْ شِئْتَ أَهْلَكْتَهُم مِّن قَبْلُ وَإِيَّايَ أَتُهْلِكُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاء مِنَّا إِنْ هِيَ إِلاَّ فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِهَا مَن تَشَاء وَتَهْدِي مَن تَشَاء أَنتَ وَلِيُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا وَأَنتَ خَيْرُ الْغَافِرِينَ (155) وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الآخِرَةِ إِنَّا هُدْنَا إِلَيْكَ قَالَ عَذَابِي أُصِيبُ بِهِ مَنْ أَشَاء وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156).
فالهود واليهود أو الذين هادوا تمثل الذين آمنوا بموسى عليه السلام سواء في حضور موسى أو بعد موسى أو الذين ورثوا الدين من آبائهم. ولا تميز التعابير الثلاثة بين الذين آمنوا بحق أو الذين آمنوا باعتبارات قومية أو الذين ورثوا الدين. فهي مجرد تعابير دنيوية مميزة.
أحمد المُهري
#تطوير_الفقه_الاسلامي