ثقافة القرآن للمبتدئين 14- المسلمون
من ثقافة القرآن للمبتدئين
14 – المسلمون
البشر من حيث التزاماتهم المعنوية منقسمون إلى مجموعة من الأديان. إن كل مجموعة تدين بدين يظن بأنه الطريق الوحيدة للوصول إلى الله تعالى ولإرضائه. هناك طبقة من هؤلاء أسماهم إبراهيم بالمسلمين من قبل أن يأتوا. أسماهم إبراهيم بالمسلمين ليكون حافزا لهم على التسليم إلى الله تعالى. ذلك لأن إبراهيم أسلم وجهه إلى الله تعالى باختياره وشعر بالراحة النفسية الحقيقية من ورائه. كان إبراهيم يفكر دائما في أبنائه وذريته ويحبهم ولذلك دعا لهم جميعا بما رآه خير سبيل للحياة الطيبة السليمة. لكن الناس فيما بعد وزعوا أنفسهم حسب التقسيمات الاجتماعية والجغرافية وأسمت كل مجموعة نفسها باسم دين من الأديان. كل الأديان السماوية المعروفة اليهود والنصارى والمسلمون أديان مقبولة عند الله تعالى ومعناها جميعا التسليم لأمر الله تعالى. وكل إنسان يُعتبر عند الله تعالى وعند العقلاء متدينا بدين يتخذه لنفسه بعد أن يتعرف عليه ولا يُعتبر الذي يرث الدين في حقيقته يهوديا أو نصرانيا أو مسلما.
لا يُمكن أن يُثاب أحد على ما ورثه وليس صحيحا أن نعتبر الميراث جزءا من أعمال الفرد. فلا يمكن أن يقول أحد بأنه طبيب لأن أباه طبيب ولا يجوز لأحد أن يسمي نفسه متقيا لأن أباه من المتقين. والإسلام كدين والتزام يجب أن يدين به المرء من تلقاء نفسه بدون أن يرث الدين من والديه أو من مجتمعه وإلا فهو كمن يرث المال من أقاربه. لا يمكن أن يستحق الوارث أجرا من الله تعالى. فالمسلم في حقيقته هو مَن فكَّر بكل حرية وحيادية في أديان السماء واختار بحريته الإسلام باعتبار أن الإسلام تعني التسليم الكامل لأوامر الله تعالى. اختار الاسلامَ باعتبار أن الله تعالى أنزل القرآن كتابا سماويا مهيمنا على بقية الكتب السماوية ومفيدا للناس يوم نزول القرآن حتى يوم القيامة بعد أن تطوروا فكريا وعقليا. فذكر البشر المتطور بحقيقته موجود في القرآن لا في غيره من الكتب السماوية. هكذا يكون الفرد مسلما حقيقيا عند الله تعالى. لكن بقية المسلمين مسلمون جغرافيون وليسوا مسلمين حقيقيين.
أحمد المُهري
#تطوير_الفقه_الاسلامي