يوم القيامة – القسم الثاني – ح 4 دمار الكون برمته أو يوم الفزع الأكبر
يوم القيامة – القسم الثاني – ح 4
المرحلة الرابعة: دمار الكون برمته أو يوم الفزع الأكبر
هذا هو أخطر يوم في عالم الطبيعة على الإطلاق. لا يمكن لنا نحن البشر العاجزون وصف يوم يخاف منه الأنبياء والرسل والأولياء و يتهيؤون له. ربنا العظيم يسميه يوم الفزع الأكبر بالنسبة لنا وللجن كما يبدو. كل الكواكب وكل النجوم وكل المجرات تتدمر في ذلك اليوم. كل الموجودات تتعرض لنوع من الموت حتى الملائكة الكرام. وأما الذين لم يمهِّدوا لذلك اليوم فسوف يُصعقون من هول المشهد العظيم. يُريد الرحمن جل جلاله أن يُعيد الكون إلى حالتها الأولى قبل الانفجار الكوني المعروف ليعيد صياغته فيُعِدَّه للبقاء الأبدي كما وعد. بالطبع فإن تلك العملية أهون على الله من بداية الخلق. وحينما نقول أهون على الله لا نقصد به الصعوبة المعروفة بيننا بل هو مسألة الزمان الذي سوف يمر حتى يُعاد صياغة الكون في مقابل الزمان الذي مر حتى تشكلت المادة، حسب فهمي القاصر. إذ أن كل شيء هين على الله تعالى ولن يمسه التعب إطلاقا. بعض هذه المفاهيم مذكورة ضمن الآيات التالية:
1. الروم: وَهُوَ الَّذِي يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ وَهُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27)
2. سورة ق: أَفَعَيِينَا بِالْخَلْقِ الأَوَّلِ بَلْ هُمْ فِي لَبْسٍ مِّنْ خَلْقٍ جَدِيدٍ (15)
3. وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ (38)
4. سورة إبراهيم: فَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ مُخْلِفَ وَعْدِهِ رُسُلَهُ إِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ ذُو انْتِقَامٍ (47) يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُواْ للّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ (48)
لنعود إلى الخطر الذي ذكرناه. نحن نعرف بأن الكواكب كلها تضم طاقة بقدر وزنها نسميها الجاذبية وهُنَّ مع بعض تُبادلن الجاذبية متجنبات بها التصادم والانهدام، ونعرف أيضا بأن لكل طاقة مدى وحقلا للتأثير والتأثر، فلا يمكن لبدن الإنسان الذي يمشي على الكرة الأرضية أن تبادل الجاذبية مع الشمس مثلا. كما أن ليس للكرة الأرضية أن تُبادل الجاذبية مع مركز مجرة درب اللبانة. من هنا نعرف بأن الفواصل الموجودة بين الأفلاك في الفضاء غير قابلة للتوسع إلى ما لا نهاية. هناك حسابات فيزيائية لمقدار التوسع الذي يُفقد الكرات مقومات الجاذبية لتنهار وترتطم ببعضها البعض. يرى البعض أن الكون لو توسع بما يعادل 1075 سنة من سنواتنا فإن النجوم والمجرات تفقد جاذبيتها. هو احتمال يصعب تصوره لي أنا على الأقل. أما ما يذكره الله جل جلاله لبداية الانهيار فهو مختلف تماما عن هذا الاحتمال. إنه جل جلاله سوف يقدر مقادير هائلة من الهواء غير الاعتيادي للكون فينتفخ بصورة دراماتيكية. وللعلم فإن الكون بطبيعته ينتفخ مسببا التوسع والتباعد بين الكواكب بما يفوق سرعة الصوت عشرات المرات أو أكثر. ولكن النفخة التي سوف يقدرها الله تعالى فيما بعد سوف تفوق ما هي عليه الآن بكثير. هذا النفخ العظيم سوف يفقد المجرات جاذبيتها أو تَبادلَها للجاذبية. سوف ترتطم كل الكواكب ببعضها البعض وتتهشم كل شيء في الوجود المادي.
سنكون فعلا بلا مأوى ولا ملجأ. سوف نختلط نحن بنفوسنا ونفوس إخواننا وزملائنا من الجن بنفوس من يشابهوننا في النجوم والمجرات الأخرى سابحين في الفضاء دون العثور على من يحملنا حيث أن كل شيء سوف يفقد قدرته على الحمل والجذب. يمكن ملاحظة هول المصيبة إذا فكرنا في ضرب عدد المجرات البليونية في عدد الأنظمة الشمسية البليونية داخل كل مجرة في عدد أفراد الجن والإنس داخل كل نظام شمسي. نحن نعرف بأن عدد الإنس في كل أرض سيكون عدة عشرات من البلايين. فما هو العدد الذي يُحصي كل البشر والجن في كل الكواكب. ليس للخيال أن يتصور ذلك إلا ينقلب إلينا خاسئا وهو حسير. في هذه العملية الكبرى أو البطش الشديد لرب العالمين سوف نضيع في الفضاء وينكشف كل سرائرنا التي حاولنا أن نغطي عليها منذ حياتنا الأولى التي نحن عليها اليوم حتى يوم اللقاء مع ذي الجلال ثم يوم انهدام الشمس وفناء جاذبيتها. ذلك اليوم يوم الخزي والعار لغالبيتنا وليس هناك من يرحمنا ضد هذا الخزي وذلك الخوف والذعر والفزع الكبير. وخزيُ ذلك اليوم أكبر من الوصف لأن فضائحنا سوف تُرى ليس فقط من أهل الأرض، بل سيراها أهل كل الكواكب الذين يعيشون في مختلف أراضي الكون العظيم. وسوف نختلط بكل أهل الكون فترة طويلة جدا من الزمان باعتبار عدم وجود أي مكان يمكن أن نستقر فيه داخل هذا الكون المهيب المترامي الأطراف. ثم يجمعنا الله تعالى مرة أخرى في كوكب واحد كما يجمع أهل كل كوكب في كوكب واحد أيضا. ويشير سبحانه إلى هذا التجميع العظيم الذي يفوق قدرة التصور الفكري في سورة الكهف: قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا (98) وَتَرَكْنَا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَجَمَعْنَاهُمْ جَمْعًا (99).
جمعناهم، صيغة خاصة بالمدركين فلا يمكن أن يتحدث ربنا سبحانه عن الكواكب مثلا بنفس الصيغة بل يقول: جمعناها. هناك لا يفيدك شيء إلا إذا حملت ثقلا ذاتيا وهو قليل ونادر بين الناس. سوف يدب الفزع بين الجميع إلا من شاء الله من الطيبين الذين مهدوا لهذا اليوم فتعرفت عليهم الملائكة وأبلغوهم بالحقيقة وألا خوف عليهم ولا هم يحزنون. تلك هي مجرد حركة طبيعية تمهيدا لاستحداث النظام الكوني الجديد. يقول سبحانه في سورة القارعة التي تنبئنا عن أهوال ذلك اليوم في الواقع:
بسم الله الرحمن الرحيم الْقَارِعَةُ (1) مَا الْقَارِعَةُ (2) وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ (3) يَوْمَ يَكُونُ النَّاسُ كَالْفَرَاشِ الْمَبْثُوثِ (4) وَتَكُونُ الْجِبَالُ كَالْعِهْنِ الْمَنفُوشِ (5) فَأَمَّا مَن ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ (6) فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (7) وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ (8) فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ (9) وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ (10) نَارٌ حَامِيَةٌ (11). فمن ثقلت موازينه الشخصية فهو في عيشة راضية. ذلك لأن الجاذبية في الكرات معدومة وسنكون كالفراش المبثوث.
والسر في تخوف كبار المتقين من هذا اليوم وتأهبهم له هو أن الملائكة لا تعرف الأسماء ولا تعرف اللغات التي ننطق بها، بل تعرف الحقائق عن طريق النظر إلى النفس وإلى مكونات الخلايا. الذي يصلي رئاء الناس أو يتحدث بما يُرضي الآخرين لا بما يتفق مع الحقيقة فإن نفسه لا تصدقه ولا يتعرف عليه الملَك الذي يسجل حالاته وتطوراته إلا بأنه كذاب فاسد لا يمت إلى الحقيقة بصلة وثيقة. فهنيئا للمخلصين وتبًّا لغيرهم. ولعل السر في هذا الكم الهائل من التحذيرات في القرآن من ذلك اليوم بالذات، بأن الله تعالى وهو أرحم الراحمين، فسوف يُظهر رحمته يوم الحساب وليس في الأهوال الطبيعية التي تسبق القيامة بل يتركنا عرضة للطبيعة. هناك ملائكة مسئولون عن إدخال الطمأنينة في قلوب المخلصين فحسب، فليتخذ كل منا ما يشاء من محاذير مقبولة ومؤكدة لتجنب الصعقة في ذلك اليوم المرعب والمخيف. لننظر إلى مؤمن مخلص مثل علي بن أبي طالب وهو يبدي تخوفه من ذلك اليوم ويذكر لنا تأهبه لأهواله هكذا: وإنما هي نفسها أروضها لتأتي آمنة يوم الخوف الأكبر. ذلك لعدم وجود أية فرصة للتعامل مع غير الصبغة النفسية التي تبين حقيقتنا بكل دقة. ولننظر إلى بعض الآيات التي تهدد وتتبنى ذعرَ يوم الفزع الأكبر:
سورة البروج: إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (12) إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَيُعِيدُ (13).
سورة الزمر: وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ (67) وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الأَرْضِ إِلاّ مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ (68)
سورة الأنبياء: لا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الأَكْبَرُ وَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ هَذَا يَوْمُكُمُ الَّذِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (103) يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ (104)
سورة الدخان: إِنَّا كَاشِفُو الْعَذَابِ قَلِيلاً إِنَّكُمْ عَائِدُونَ (15) يَوْمَ نَبْطِشُ الْبَطْشَةَ الْكُبْرَى إِنَّا مُنتَقِمُونَ (16)
وفي ذات اليوم تقع مجموعة من الحوادث الكونية التي تميز ذلك اليوم وكلها مسماة في كتاب الله هكذا:
1) – الأصوات المهيبة المفزعة (القارعة والصاخة):
حينما تغير الكواكب جهتها وهي عادة ما تسير بسرعة تفوق سرعة الصوت حوالي خمسين مرة، فإنها تخرق حاجز الصوت مرتين ثم ترتطم ببعضها البعض فتحدث الأصوات المفزعة التي يبينها الله تعالى في سورة القارعة وفي أماكن أخرى من القرآن الكريم مثل سورة عبس: فَإِذَا جَاءتِ الصَّاخَّةُ (33) يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ (37) هذه الأصوات المهيبة تصدر أمواجا ترج كل شيء فما بالك بنا نحن في حالتنا النفسية ودون أن نملك شيئا نحفظ به أنفسنا بل تتدافعنا الأمواج الصوتية الكبيرة هنا وهناك فنصير فعلا كالفراش المبثوث. والأصوات المفزعة التي تتحدث عنها القرآن الكريم بتعبير الصاخة مثلا ليست مشابهة للأصوات التي نسمعها في حالتنا البدنية الفعلية ومصادر الصوت ليست بضآلة مصادر الصوت الفعلية ولا نعرف المدى الذي تتأثر بها النفس من الأمواج الصوتية التي ستكون أهم بكثير من مدى سماع الآذان البشرية التي نتمتع بها اليوم.
ثم إن الفضاء ليست خالية كما يتصورها البعض فلو كانت خالية لانكمشت وانطبقت على نفسها ولكنها ليست مشبعة بنفس النسبة التي تشبعت بها ما حول الأرض وداخل الغلاف الجوي. وقد ضرب لي أحد الإخوة مثال إطار السيارة التي تكبر إلى حد و تتوقف عند ذلك الحد ولكنها تستقبل مزيدا من الهواء المضغوط فهناك هواء أكثر داخل الغلاف الجوي ولكن ليست هناك نفس النسبة من الهواء خارج الغلاف الجوي إلا أنها ليست فارغة تماما. وأضفت أسطوانات الغاز المضغوط التي تستقبل مزيدا من الهواء المضغوط دون أن تزداد حجما كما أنها لا تتقلص حينما تفقد الغاز الموجود فيها شيئا فشيئا. ولقد احتملت مسألة أخرى لفقدان الجاذبية وهي أن يملأ الله تعالى الفضاء بغاز أو طاقة كبيرة فتمنع هذا الغاز سرعة حركة طاقة الجاذبية بين الأجسام الكوكبية وعرضت الأمر على أحد الإخوة فرآه صعب القبول. ذلك لأن الجاذبية تخرق كل الأجسام الصلبة فكيف بالأجسام الغازية؟ وكيف تتمكن الهواء أن تحد من سرعة تبادل الجاذبية بين الكواكب؟ لو كان ذلك صحيحا فإن النفخة الأولى سوف تسبب ابتعاد الكواكب بسرعة هائلة تمنع من تبادل الجاذبية فينهار الكون ويفقد هيبته.
2)- اندكاك الكواكب (الواقعة):
ونقصد بها اندكاكها ببعضها البعض وتفكك مكونات الكون بسبب الرياح العاتية وعلى هذا الأساس تسمى الواقعة لأنها تقع على بعضها البعض. يقول سبحانه في سورة الحاقة: فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ (13) وَحُمِلَتِ الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً (14) فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (15) وَانشَقَّتِ السَّمَاء فَهِيَ يَوْمَئِذٍ وَاهِيَةٌ (16) وَالْمَلَكُ عَلَى أَرْجَائِهَا وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ (17) يَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنكُمْ خَافِيَةٌ (18)
النفخ باعتبار الرياح العاتية التي يقدرها الله تعالى للقيام بالتوسيع غير المألوف للكون إيذانا بالتدمير الكوني. هي النفخة الكونية الأولى تليها النفخة الثانية التي سنتحدث عنها بعد قليل. ويقول سبحانه في سورة الواقعة: إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ (1) لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ (2) خَافِضَةٌ رَّافِعَةٌ (3) إِذَا رُجَّتِ الأَرْضُ رَجًّا (4) وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا (5) فَكَانَتْ هَبَاء مُّنبَثًّا (6)
الرج معناه الزلزلة والاضطراب الشديد والبس معناه التفتت. وجدير بنا أن نعرف معنى السماء التي تنشق في ذلك اليوم المهيب. يبدو أن هناك جدارا مبنيا يحيط بالكون من كل جانب وهو الذي يجعل الكون على شكل صور أو قرن ثور. هذا الجدار مصنوع من الماء لقوله تعالى في بداية سورة المرسلات: والمرسلات عرفا. والمرسلات هي الغازات المائية التي تنتشر حول الكرة المائية العظمى في وسط الفضاء. تلك الكرة التي انفجرت فيما بعد فتشكلت النجوم والكواكب. وشكل هذا الجدار هو أطواق مربعة الشكل مثل القوالب التي تصنع لبعض مواقف السيارات متعددة الأدوار بحيث لا تزيدها ضغوط السيارات إلا تماسكا. هذا الجدار أو السقف المرفوع هو الذي يمد الكرات والكواكب النائية التي تقع في حافّات الكون بالجاذبية. هذا الجدار العظيم سوف يتهشم في ذلك اليوم لانعدام الجاذبية من الداخل بعد أن تبدأ النجوم بالتهشم وفقدان الطاقة التي تمدها بالجاذبية. ولمعرفة الشكل الذي ذكرته نعود إلى آيتين في القرآن الكريم بسورة النبأ: يَوْمَ يُنفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْوَاجًا (18) وَفُتِحَتِ السَّمَاء فَكَانَتْ أَبْوَابًا (19) وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَابًا (20) وبسورة المدثر: ) فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ (8) فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ (9) عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ (10)
فالأبواب القديمة كانت على شكل أطواق وكان وجود الطوق دليلا على الباب فيما مضى و الناقور هو ما ظننته شكلا كاملا للقوالب التي تشد بعضها البعض للمحافظة على والإحاطة بالكون العظيم جل مبدعه العلي العظيم والعلم عنده وحده. ولذلك فإن أول ما تسقط من ذلك الجدار العظيم هو المياه الموجودة بداخل القوالب لأنها أقل انجمادا من أطراف القوالب فتصير القوالب كأن ناقرا نقر في وسطها وعرّاها من كل ما علق بها من ثلوج. وقد رأيت في إحدى المواقع الفكرية للمسلمين صورة مكبرة لقطعة من الثلج هي مشابهة لتلك القوالب التي تُصنع على شكلها بعضُ مواقع السيارات.
نهاية القسم الثاني من الأقسام الخمسة ليوم القيامة ويليها القسم الثالث ويبدأ بمسألة انهمار المياه من القبة السماوية، بإذن الله تعالى.
احمد المُهري
#تطوير_الفقه_الاسلامي
#يوم_القيامة
https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/