ثقافة القرآن للمبتدئين 4- الدعوة إلى الله تعالى
4- الدعوة إلى الله تعالى الله
تعالى هو خالق كل شيء وهو الذي يدير كل شيء. فارتباطه بالكائنات غير مقطوع بل مستمر دون توقف. ولذلك فإن كل شيء محتاج له وكل شيء محكوم بما يريده سبحانه. ونحن البشر أيضا محكومون بإرادته الكريمة ومحتاجون له دائما وأبدا. لكنه سبحانه ميزنا عن بقية المخلوقات بأن ميزنا عن غيرنا من الكائنات العاقلة بالقدرة على أن نريد تتلوها القدرة على تنفيذ بعض ما نريد. والإرادة خاصة بالله تعالى ولكنها ممنوحة لنا بصورة مؤقتة في حياتنا الدنيا ليختبرنا وليميز الخبيث منا من الطيب. فنحن خلائف في الأرض بإراداتنا ولغرض الاختبار فقط. قال تعالى في سورة الأنعام: وَهُوَ الَّذِي جَعَلَكُمْ خَلاَئِفَ الأَرْضِ وَرَفَعَ بَعْضَكُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ إِنَّ رَبَّكَ سَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ (165).
فبما أن كل فرد منا مريد فهو قد يريد أمرا يضر به أو بصاحبه أو بقريبه أو بزوجه أو بأي شخص آخر أو بأية مجموعة أخرى من البشر أو بأي شيء يحتاج إليه الناس في حياتهم. ولذلك فمن الأفضل أن نترك إراداتنا الشخصية ونبحث عما يريده الله تعالى فنريد كل ما يريده ربنا لنعيش مع بعضنا البعض بسلام وأمان. لو فعلنا ذلك فإن كل الاختلافات التي بيننا ستبقى مميزات شخصية لنا دون أن تضر بالغير. سوف نعيش معا بسلام لأننا في النهاية سوف لا نخضع لغير المريد الحقيقي وهو الله تعالى. على هذا الأساس فإن العقل يحكم بأن ندعو جميعا إلى عبادة الله تعالى والخضوع له وحده واتباع أوامره وحده لنحيا حياة طيبة.
أحمد المُهري
#تطوير_الفقه_الاسلامي