ذو القرنين في القرآن
ذو القرنين في القرآن
وكعادتهم فإن المفسرين الكرام يتحدثون عن حكاية قرآنية وكأنهم كانوا حاضرين مؤرخين لها في يومها! رسول الله محمد عليه السلام يجهل الجواب على سؤال السائل ويستمع إلى ربه من الوحي المنزل عليه والمصان بأمر ربه عز اسمه؛ لكن الإخوة يعرفون اسم الشخص ومحل حكمه وأسباب تسميته. فبعضهم يقول بأنه الملك الفارسي كورش والآخرون يدعون بأنه الإسكندر المقدوني وبعضهم يتحدث عن ملك عربي نسيت اسمه وبعضهم يقول بأنه أحد فراعنة مصر وبعضهم يقول بأنه كان بعد ظهور الإسلام وهو مضحك فعلا وغير ذلك. نحن هنا يهمنا أن نتعرف على الشخصية القرآنية مهملين كل الآراء من خارج القرآن الكريم بما فيها آراء اليهود الذين كتبوا التاريخ منذ فترة طويلة كما يبدو.
مقدمة:
سورة الكهف أنزلت ضمن أربع سور قرآنية تمثل التالي:
1: سورة الإسراء وهي تروي لنا حكاية بني إسرائيل وما حل ويحل بهم دنيويا. ولذلك فإنه تعالى ضمَّن السورة الكثير من الحكم التي تفيد البشرية في الدنيا. فكانت حكايات بني إسرائيل تمثل العبرة لهم ولغيرهم.
2: سورة الكهف: وهي أنزلت لبيان أفكار النصارى الذين اهتم بهم رسولنا عليه السلام وتألم لأنهم لم يؤمنوا برسالة السماء مع أنهم انحدروا من أصول طيبة من نفس بني إسرائيل التي آمنت بأخيه المسيح عليه السلام. والسورة تتحدث عن شخصيات بشرية طيبة استفادت من فطرة الإنسان المخلوقة على أساس الإيمان بالخالق وأنه مدين لخالقه. كل أولئك لم يكونوا أنبياء ولم يوحَ إليهم وبعضهم كان قبل ظهور النبوة وكلهم كانوا طيبين يعملون الخيرات ويساعدون بني جنسهم وكأنهم صحابة الرسل الكرام. فلا دور للمسيح لتعديل فطرة الله تعالى ولا حاجة له ولا لغيره ليؤمن الناس ولا أثر لموته أو مقتله كما يزعمون في الرحمة والمغفرة من السماء. إن الرحمة والمغفرة متاحة لمن يرجوهما كائنا من كان. الأنبياء عليهم السلام معلمون ينقلون العلم من الله تعالى إلى خلق الله وليس لهم دور آخر.
3. سورة مريم: وهي تتحدث عن نبي النصارى وعن طفولته وحاجته إلى أمه.
4. سورة طه: وهي تبين حكاية موسى نبي اليهود وأهميته في نظام الهدى السماوي وبأنه مر بمراحل الطفولة فهو بشر مثلنا.
فالسورتان الأخيرتان تكشفان السر في منح القدرة الإعجازية لإثبات نبوة النبيين الكريمين لقوم لم يؤمنوا كثيرا ولم يهتموا إلا قليلا بالمعاجز. فلا داعي لرسولنا أن ينتظر معاجز إذ لا فائدة فيها لإثبات ما يقوله لقومه. إنه يتحدث عن واقع الطبيعة الإنسانية وأمتُه أكثر تطورا ممن مضوا فلن يؤمن إلا من كان طيب السريرة ولن يكفر إلا من كان شريرا.
سورة الكهف تتميز بالتالي:
1.
لو نراجع حكايات هذه السورة العظيمة نجد بأنها جميعا تتحدث عن أناس قاموا بأعمال كبيرة وهم ليسوا أنبياء. وحتى موسى الذي نحتمل بأنه النبي المعروف عليه السلام فهو يلعب دور التلميذ في سورة الكهف وليس دور الرسول. فلا غرو بأن يجهل رسولنا عليه السلام حكاياتهم ولذلك فهو ينتظر ربه عز اسمه ليعلمه ما يشاء من حقيقة ذي القرنين فيرد على السائلين.
2.
هذه الحكاية وقعت احتمالا قبل ظهور نوح إذ لا ذكر لركوب البحار في أسفار ذي القرنين. وحينما نرسم خريطة أرضية لرحلاته نراه اتخذ جهة الغرب وتوقف عند نهاية التراب ثم عاد وانتقل إلى الشرق وتوقف عند البحر ثم تعلم كيف يتخذ الشمس على جانبه فسار حتى وصل إلى أقصى الشرق وواجه الجبال. ثم عاد احتمالا إلى نهاية الخط العمودي ومن هناك إلى منزله في الشرق الأوسط ولعله في فلسطين الفعلية. فالقرنان هما في رحلاته وليسا في رأسه كما ظن البعض. إنه إنسان مثلنا وليس ثورا يحمل القرون.
3.
ليس لذي القرنين رسالة سماوية ولا ذكر للوحي السماوي وإنما هو إنسان طيب يتبع دعوات الفطرة التي خلق الله تعالى البشر عليها فيحسن للآخرين ويستفيد مما منحه الله تعالى من الإمكانات لدفع الشرور بأرخص الأثمان. لم يسع ذو القرنين لمحاربة يأجوج ومأجوج وإنما سعى سعيا ناجحا للفصل بينهم وبين المظلومين ليكفيهم شر يأجوج ومأجوج بدون إراقة دماء. فما فعله يعطي درسا للإنسانية أن يسعى لدفع الشر ولا يسعى للتخلص من الأشرار فالدم لا يمنع الدم ولكن الصد يمنع الدم. وهكذا فإن يأجوج ومأجوج لم يفعلوا المستحيل ليثأروا لأنفسهم لأن جيرانهم صدوهم عن أنفسهم بدون إراقة دم لهم. كانت العملية ناجحة إلى أبعد الحدود وبقي المستضعفون آلاف السنين في مأمن من شر يأجوج ومأجوج.
ولنا في تعليمات الهجرة لرسلنا عليهم السلام خير دليل لنعلم بأن ربنا يفضل أن نبتعد عن الأشرار ولا نسعى لمحاربتهم إن لم يحاربونا. لو حُرم الرسول والمهاجرون من الحرم المكي المحرم فهم لم يُحرموا من مكارم ربهم بل مُنحوا المزيد من المكرمات في المدينة المنورة يثرب. قيمة مكة بساكنيها وزائريها وليس بجبالها ووديانها ولا بمساجدها وكعبتها. الإنسان هو هدف السماء وليس الأرض وما في الأرض. ألا ليت قومي يعلمون.
قال تعالى في سورة التوبة: أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ لاَ يَسْتَوُونَ عِندَ اللّهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (19).
4.
أغلب الظن بأن ذا القرنين كان يتجر في طريقه فيؤمِّن مصاريف السفر عن طريق التجارة. ولعله يمثل أول إنسان فتح طريق القوافل التجارية في الكرة الأرضية وعلم غيره التحرك من أجل مساعدة الناس بما يحتاجون إليه من بضائع ومن أجل الكسب المادي. ولعلنا نقبل بأن القوافل البرية التجارية تواجدت قبل التجارة بالسفن البحرية والعلم عند الله تعالى.
5.
لم يذكر سبحانه بأن ذا القرنين كان ملِكا ولكن يغلب الظن بأنه كان كذلك. فهو يأمر وينهى ويعاقب ويثيب فهو احتمالا ملك بالفعل ولو أن الملكية الرسمية لم تبدأ في زمانه كما أظن.
الحكاية بدون إضافة ولا تنقيص:
قال تعالى في سورة الكهف: وَيَسْأَلُونَكَ عَن ذِي الْقَرْنَيْنِ قُلْ سَأَتْلُو عَلَيْكُم مِّنْهُ ذِكْرًا ﴿83﴾.
فالله تعالى لم يعد رسوله بأن يحكي له القصة كاملة فلعل ذلك يخالف سياسته الحكيمة في نقل ما يفيد الآخرين من حكايات الغابرين وليس نقل القصص كاملة. ولذلك يقول سبحانه: قل سأتلو عليكم منه ذكرا. بمعنى أنه سوف يتلو على الناس ما يمليه عليه ربه من ذكر لذي القرنين وليس بيانا كاملا للشخصية المجهولة لنا. فبدأ سبحانه ببيان شخصيته وتصنيفه من بين مختلف الطبقات. فقال تعالى عنه:
إِنَّا مَكَّنَّا لَهُ فِي الأرْضِ وَآتَيْنَاهُ مِن كُلِّ شَيْءٍ سَبَبًا ﴿84﴾. فالرجل مُنح المكنة وهي القدرة والقوة في الأرض. نحتمل بأن المكنة كانت مكنة مالية وهو ثابت قطعا ولكن هل كان هناك مُلك أيضا معها؟ لا أظن ذلك بل أظن أن ذا القرنين ظهر قبل تاريخ المُلك البشري بل قبل ظهور نوح. ونوح هو أول الأنبياء في القرآن الكريم. لكنه مَلِك بالفعل وهو مؤمن لأنه تجاوب مع دعوة فطرته الطيبة وهو من الأثرياء الذين عرفوا كيف يجمعون الثروة كما عرفوا كيف يصرفونها في طريق الخير وعمموها على بني الإنسان في كل مكان. هذا ما فعله الرجل المؤمن ذو القرنين. والأسباب تمثل الإمكانات المتاحة يومه ليتمكن من السير في الأرض بأمان وسلام. فلا ريب بأنه لم يذهب لوحده بل جمع معه مجموعة ممن يفيدونه في سيره الطويل في أرض الله تعالى. ولا شك بأنه ليس من الملوك المعروفين فهم جميعا يفقدون الصفات الطيبة لذي القرنين.
فَأَتْبَعَ سَبَبًا ﴿85﴾. فاستفاد من الأسباب التي بحوزته والأسباب الطبيعية التي خلقها الله تعالى في المحيط فذهب وراء حركة الشمس ليراها أين تذهب. يبدو لي بأنه كان يسير في النهار ويرتاح في الليل إذ ليست لديه خريطة ولا بوصلة ولا يمكنه أن يعرف مسيرة الشمس إلا حينما يراها.
حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ وَوَجَدَ عِندَهَا قَوْمًا قُلْنَا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِمَّا أَن تُعَذِّبَ وَإِمَّا أَن تَتَّخِذَ فِيهِمْ حُسْنًا ﴿86﴾. لنفرض بأنه بدأ من فلسطين الفعلية واتخذ طريق اليابسة دون التوجه إلى البحار والممرات المائية الأخرى. سأذكر الأسماء الفعلية للبلدان التي أحتمل بأنه مر بها ليسهل الرجوع إليها في الخريطة. لا أظن بأنه كان يسير على العجلات بل استفاد من الجمال احتمالا لنقل ما يحتاج إليه معه. ليس ذو القرنين لصا مثل الملوك الغزاة بمن فيهم بنو أمية وبنو العباس والفاطميون والعثمانيون الذين غزوا البشر باسم الفتوحات الإسلامية فكانوا يعيشون على السرقة والسلب والنهب وقتل النفوس الآمنة. لكن ذو القرنين حمل معه مالاً يغنيه عن أن يأخذ أجرا على ما يقدمه من خدمات لبني جنسه إضافة إلى مكاسبه التجارية. فهو إنسان بكل معنى الكلمة.
سار من فلسطين إلى سوريا ومن حلب إلى تركيا ثم دار حول البحر الأسود إلى إسطنبول وبلغاريا والمجر ثم النمسا ثم ألمانيا حيث سار على طريق المدن الساحلية حتى وصل في النهاية إلى الدنمارك احتمالا. هناك انتهت اليابسة أمام عينيه ولم يتمكن من ركوب البحر باعتبار عدم اختراع السفن حتى ذلك التاريخ. ظن بأن العالم انتهى وبدأ البحر. لعله كان يرى المحيط الأطلسي وراء بحر النرويج فرأى بأن الشمس غربت في بحر النرويج وهو بحر قليل العرض لو فصلناه عن الأطلسي. لكنه بحر حار نسبيا وتحته آبار النفط والغاز ولعله شعر ببعض التغيير في شكل البحر فظن أنه بحر خاص ولذلك سماه الله تعالى عينا حمئة كما رآه ذو القرنين. ولا ندري هل سماه ربنا عينا ليفصل بينه وبين المحيط أو سماه عينا لوجود عيون مائية كبيرة تحتها.
المنطقة منطقة صيادين منذ فترة ولكنه اليوم تحول إلى منطقة تصدير النفط والغاز. المهم أنه رأى هناك حضارة بسيطة وأناسا يعيشون. لعل أحد أهداف الحكاية هو أن نعلم بوجود أناس منتشرين في أرض الله تعالى منذ آلاف السنين.
وأما مسألة القول في الجملة الكريمة: قلنا يا ذا القرنين إما أن تعذب وإما أن تتخذ فيهم حسنا. إنه ليس وحيا سماويا بل هو لسان حال ذي القرنين وهو يمر بمرحلة اختبارية من ربه. إنه تعالى عادة ما يتحدث عن لسان الحال في كتابه الكريم بلفظ القول. قال تعالى في سورة فصلت: ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ (11). فهل السماوات تسمع أو تتكلم؟ الآية الكريمة تبين لسان حال رب السماء عز اسمه مع السماء وليس وحيا أو كلاما. أو قوله تعالى للشيطان كما في سورة ص: قَالَ يَا إِبْلِيسُ مَا مَنَعَكَ أَن تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ أَسْتَكْبَرْتَ أَمْ كُنتَ مِنَ الْعَالِينَ (75) قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ (76) قَالَ فَاخْرُجْ مِنْهَا فَإِنَّكَ رَجِيمٌ (77) وَإِنَّ عَلَيْكَ لَعْنَتِي إِلَى يَوْمِ الدِّينِ (78) قَالَ رَبِّ فَأَنظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (79) قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ (80) إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (81) قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لاغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ (82) إِلاّ عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ (83) قَالَ فَالْحَقُّ وَالْحَقَّ أَقُولُ (84) لامْلانَّ جَهَنَّمَ مِنكَ وَمِمَّن تَبِعَكَ مِنْهُمْ أَجْمَعِينَ (85).
فهل يمكن أن نتصور بأن الله تعالى أجرى محادثة كلامية مع الشيطان الرجيم؟ إنه سبحانه يتحدث عن لسان الحال وليست هناك جمل فعلية متبادلة بين الله تعالى والشيطان. لكنه سبحانه حينما يوحي مباشرة أو يتحدث مباشرة فهو كما نراه في سورة هود: وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ (36) وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ (37). هذا هو وحي سماوي لرسول كريم من رسل السماء. يجب أن نتصور الجهة القابلة للوحي السماوي لنظن بأنه وحي مباشر من رب العزة. نوح عليه السلام رسول يحمل قوة الاستيحاء المباشر من السماء ولولاه لما كان رسولا.
يمكنكم ملاحظة أقوال الله تعالى لآدم لتجدوها كلها بلفظ القول لأن آدم لم يكن نبيا. كل هذه الأقوال تحمل وحيا مبطنا وليس وحيا كما يوحي ربنا مباشرة إلى الأنبياء. مثال ذلك وحي الله تعالى للنحل وللأرض وغيرها فهي ليست وحيا مباشرا إذ ليس للأرض قلب يسمع الوحي.
رأى ذو القرنين نفسه مسيطرا على أولئك البشر الضعفاء ولكنه استعمل خير ما يمكنه أن يستعمل من المحاسن والمكارم تجاههم. والله تعالى يوضح لنا لسان حاله باعتبار اطلاعه سبحانه عما دار في قلب ذي القرنين:
قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَابًا نُّكْرًا ﴿87﴾ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاء الْحُسْنَى وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا ﴿88﴾. رأى ذو القرنين نفسه متفوقا على أولئك الضعفاء ولم ير أمامه حكومة تمنعه من فعل ما يريد فقال علي بأن أعاقب المعتدي وأحسن إلى المحسن وحذرهم في نفس الوقت من عذاب الله تعالى الذي لا يمكن أن يتجاوز العصاة الآثمين. لم يتحدث ربنا عن دعوة قدمها ذو القرنين لأولئك القوم ولكنه سبحانه تحدث عن واقع طبيعي يواجهه ويهتم به كل إنسان. فكل البشر يشعرون طبيعيا بأن الإيمان والعمل الصالح يستوجب الجزاء الأحسن والظلم يستوجب العذاب. والإيمان هنا ليس على غرار دعوة الرسل الذين دعوا أقوامهم لعبادة الله تعالى. فكما يبدو لم يكن هناك حتى ذلك اليوم حركة وثنية تدعو إلى عبادة الوسائط بينهم وبين ربهم؛ ولذلك فإن ذا القرنين كان ينتظر منهم طيلة إقامته بينهم أن يؤمنوا بمطلق الحقيقة التي يشعرون بها ثم يستنكفوا عن الظلم ويفعلوا ما يرونه صالحا مفيدا لقومهم. الدعوة إنسانية محضة والإنسانية بطبيعتها تؤمن بالخالق جل جلاله. أما الإيمان القلبي المطلوب من الناس سماويا فليس من شأن أي إنسان أن يطلع عليه عدا الشخص نفسه. فذو القرنين تحدث عن ظاهر القبول للفطرة التي وضحها للناس كما تحدث عن ربه الذي فطر الناس على ألوهيته جل جلاله.
ولكن الغريب في الأمر بأنه كان يؤمن بالمكافئات السماوية. فهل كان مؤمنا بيوم الحساب؟ لا أظن ذلك. لكنه كان يؤمن بالتبعات الدنيوية وبأن كل بناء بشري سوف ينهدم يوما ما لأن فاعله كائن ناقص وضعيف. وحينما نقرأ كلام الله تعالى بعد أن ينتهي من حكاية ذي القرنين فنراه سبحانه يتحدث عن النفخ في الصور وعن يوم القيامة وتجميع الناس في منطقة جهنم. هذا ما قاله الله تعالى لنا ولم يقله ذو القرنين.
وبعد فترة ترك المكان وعاد إلى بلاده مستعينا بالشمس لينتقل من بلده كما أحتمل مرة أخرى إلى أقصى الشرق بعكس وجهته السابقة إلى الغرب. فوضح لنا ربنا عودته بنفس الطريقة:
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿89﴾ حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَطْلُعُ عَلَى قَوْمٍ لَّمْ نَجْعَل لَّهُم مِّن دُونِهَا سِتْرًا ﴿90﴾. عاد متبعا الشمس ولكن جهة الشروق لا جهة الغروب. لننظر إلى الخريطة فنحتمل مروره على بلدان تفصل بين مقامه وبين البحر الذي يستحيل له عبوره. مر بسوريا والعراق وإيران حتى وصل إلى باكستان الفعلية. هناك حضارة باكستانية قديمة بمجاراة حضارة البابليين في العراق ولكنها اندثرت واختفت آثارها. فأظن بأن ذا القرنين مر على باكستان قبل ظهور حضارة السند ولعله وصل إلى كراتشي الفعلية. رأى هناك أناسا يعيشون ولكنهم بالعراء وليس لديهم ما يساعدهم على الحياة الطيبة. يبدو لي بأن ذا القرنين لم يعبأ بهم وتركهم آخذا طريقا عموديا بمحاذاة الشمس باتجاه الشرق الأقصى. وبما أنه لم يعبأ بالفقراء الذين عاشوا مكان باكستان الفعلية فنرى بأن ربنا يقص علينا قصته هناك بنوع من التهديد حيث قال عز من قائل:
كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْرًا ﴿91﴾. يقول سبحانه بأنه أحاط علما بما دار في خلده. هذا النوع من الكلام يبطن التهديد أو عدم الرضا. ولعل احتمالي بأنه كان يمارس التجارة في الطريق ليعيش عليها على الأقل، هو احتمال صائب. فهو لم يجد لبضاعته سوقا هناك ولذلك أخذ جانب الشمس متوجها إلى منغوليا الفعلية.
ثُمَّ أَتْبَعَ سَبَبًا ﴿92﴾ حَتَّى إِذَا بَلَغَ بَيْنَ السَّدَّيْنِ وَجَدَ مِن دُونِهِمَا قَوْمًا لاّ يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ قَوْلاً ﴿93﴾. من الصعب علينا أن نتعرف على ما بين السدين. قد يكون السدان طبيعيين وقد يكونان مبنيين. لكننا لا يمكننا أن نخرج من منغوليا الفعلية حين بحثنا عنهما. كما لا نعرف بأن السدين كانا موجودين قبل ذي القرنين وهو الذي بنى سدا ثالثا أم أنهما السدان اللذين بناهما ذو القرنين فيما بعد والله تعالى ذكر لنا الاسم المتداول بين أهل المنطقة يوم تنزيل الكتاب المجيد. كلما يمكننا تظننه هو أن يأجوج ومأجوج هم التتر الذين قاموا بالفساد الدولي وأقاموا المجازر الكبرى في القرن الثالث عشر الميلادي. والقبيلتان كانتا تحت حكم المجرم الظالم جنكيز خان أو تيموجين. مكان ولادة ذلك المجرم هو في دولون بلودج القريبة من جبال برخان خلدن أو برخان خلدون في مقاطعة خنتيل القريبة من مدينة أولان باتور وهي عاصمة منغوليا الفعلية. جبال برخان خلدن هو ضمن سلسلة جبال خنتيل التي تعتبر أرفع جبال في منغوليا وارتفاع القمة أكثر من 2000 مترا.
من مكان ميلاد هذا المجرم وهو ثابت لأن المنغوليين أقاموا هناك لجنكيز تمثالا في عيد ميلاده ال 800 قبل عدة سنوات، من مكان ميلاده يمكن معرفة أن التتار هم ساكنوا تلك الجبال أو الوديان القريبة منها. هناك مناجم للنحاس وبعض الحديد في ذلك المكان. إذن دخل ذو القرنين منغوليا الفعلية ووصل قريبا من موطن جنكيز خان. المنطقة هناك جبلية وزراعية والذين يعملون بالزراعة ولا سيما في الأزمان الغابرة فهم مستقرون ويعيشون حياة طيبة ولديهم بعض المال. نحتاج إلى أن نزور المكان لعلنا نجد آثار السد القرآني والعبرة بغيري لأنني عجوز عاجز عن الإقدام عليه. بالطبع أن السد سيكون عدة أمتار تحت الأرض لمرور آلاف السنين عليه. فاختفاء السد اليوم يؤيد احتمالي بأن الحكاية حصلت قبل ظهور نوح أي قبل أكثر 6500 عام.
منغوليا اليوم دولة ديمقراطية متفتحة على الزائرين ولكن لا ننسى بأنها واحدة من أكبر دول العالم من حيث المساحة ومن أقل دول العالم من حيث السكان. فالمواصلات ليست سهلة هناك ومكلفة كما أحتمل.
قَالُوا يَا ذَا الْقَرْنَيْنِ إِنَّ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ مُفْسِدُونَ فِي الأرْضِ فَهَلْ نَجْعَلُ لَكَ خَرْجًا عَلَى أَن تَجْعَلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ سَدًّا ﴿94﴾. يبدو بأن الساكنين قد درسوا حل المشكلة لكنهم كانوا عاجزين عن تنفيذه. ويبدو بأن ذا القرنين دخل بلادهم بقوة بشرية وعسكرية كبيرة. ولذلك رأوا بأن يأجوج ومأجوج عاجزون عن المواجهة مع تلك القوة الرهيبة فلا يمكن لهم إيقاف بناء السد. بالطبع أن السد كان يمنعهم من الاتصال بالعالم الخارجي بسهولة ولا توجد بحار خلفهم فمنغوليا محاطة اليوم مثلا بروسيا والصين وكازاخستان (قزاقستان) فيمكنهم التواصل ولا يمكنهم نقل العسكر لأن كل الدول المحيطة كانت تحمي بلادها ضد المهاجمين.
مثالهم الفايكنج الذين كانوا بين الفينة والأخرى يهاجمون بريطانيا الفعلية مفسدين سارقين وقتلة. لكن بريطانيا لم تكن لديها حيلة لأنها محاطة بالبحار. وبما أن القبائل التي طلبت السد زراعية قادرة على دفع خرج البناء الكبير فإنهم عرضوا المال على ذي القرنين. أبى ذو القرنين أن يتقاضى ربحا منهم لأنه كما يبدو نذر نفسه لخدمة الناس كما أنه كان تاجرا يستفيد من سفراته. العملية ليست بسيطة وتأخذ سنوات من العمل احتمالا. وافق ذو القرنين على العمل مستعينا بهم عمالا بدون مقابل وهو مهندس وجيشه حام قوي بدون مقابل أيضا.
أقام السد العظيم مستفيدا من زبر الحديد أو حجارة الحديد المتوفرة في المنطقة. لكن الحجارة لا تمنع الغزاة من العبور فأحكمها بصب النحاس عليها. النحاس بحاجة إلى مصاهر كبيرة ليضمن الاستقامة وإقامة جدار مصقول نسبيا أمام المغول الغزاة. فالعملية كانت صعبة وبحاجة إلى إمكانات كبيرة. نحن نجهل أو أنا أجهل إقامة مصاهر النحاس القديمة وإشعال نار للوصول إلى حرارة تزيد عن 900 درجة مئوية وتجهيز قدور من الصلب قادرة على تحمل تلك الحرارة دون أن تنصهر بنفسها. بالطبع أن الحديد العادي يحتاج إلى 1500 درجة مئوية ليبدأ بالانصهار، لكنهم عادة ما يعملون قدورا من الصلب.
لا أدري كيف قام ذو القرنين بتلك التجهيزات غير المتوفرة في مكان زراعي وجبلي؟ كل ما يمكنني قوله هو أن إذابة الحديد بصورة موسعة بدأت أيام سليمان بن داود عليهما السلام أي قبل أقل من 3000 سنة من اليوم فإذابة الحديد لم تكن معهودة من قبل. ونعلم اليوم بأن منغوليا واحدة من أكبر مصدري النحاس اليوم ولكن لا أعلم شيئا عن تاريخ صهر النحاس في تلك البلاد التي تحوي مقادير كبيرة من جبال النحاس. كل هذه المسائل بحاجة إلى دراسة ليست في وسعي.
ذكر لنا القدوس جل جلاله جواب ذو القرنين لطلبهم هكذا:
قَالَ مَا مَكَّنِّي فِيهِ رَبِّي خَيْرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوَّةٍ أَجْعَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ رَدْمًا ﴿95﴾ آتُونِي زُبَرَ الْحَدِيدِ حَتَّى إِذَا سَاوَى بَيْنَ الصَّدَفَيْنِ قَالَ انفُخُوا حَتَّى إِذَا جَعَلَهُ نَارًا قَالَ آتُونِي أُفْرِغْ عَلَيْهِ قِطْرًا ﴿96﴾. الردم تعني السد باعتبار وضع عناصره على بعضها البعض فسد يأجوج ومأجوج ردم باعتبار أنه أقيم بالحجارة الموضوعة بعضها على بعض. قال لهم بأن الإمكانات موجودة لديه وهو لا يبتغي منفعة شخصية كما أظن. لكنه طلب منهم القوة العمالية فأمرهم بإحضار حجارة الحديد. تلك الحجارة عادة ما تكون كبيرة ولذلك يسمونها زبر الحديد ونقله إلى المكان ثم وضعها على بعض ليس سهلا. فالعملية تمت بقيام القوم بإحضار الزبر وبقيام جيشه بالحماية وبصهر النحاس احتمالا والجبلان مرتفعان باعتبار المكان فلعل ارتفاع السد تجاوز الألف مترا. ولذلك لم تتمكن القبيلتان المجرمتان من أن يصلوا إلى أعلاه لقلة الإمكانات في تلك الأيام. وأظن بأن المنطقة المواجهة للسد من طرف مسكن القبيلتين كانت منطقة جبلية لا تساعدهم على عمل مدرج من الحجارة ولذلك حُبسوا خلف السد لعدة آلاف من السنوات. والمياه وإمكانات الزراعة متوفرة هناك فلا شيء يمنعهم من الحياة الطيبة إلا منعهم من تنفيذ نواياهم التوسعية الشريرة.
فَمَا اسْطَاعُوا أَن يَظْهَرُوهُ وَمَا اسْتَطَاعُوا لَهُ نَقْبًا ﴿97﴾. القوة والضخامة والارتفاع منعت يأجوج ومأجوج من الصعود ومن أن يثقبوا السد المتين والقوي أو يفتحوا فيه مسارا وبما أنه أقيم على أرض جبلية فلا إمكانية للحفر تحته ولذلك بقي السد سنوات طويلة بل آلاف السنين.
قَالَ هَذَا رَحْمَةٌ مِّن رَّبِّي فَإِذَا جَاء وَعْدُ رَبِّي جَعَلَهُ دَكَّاء وَكَانَ وَعْدُ رَبِّي حَقًّا ﴿98﴾. فرح ذو القرنين بإقامة السد وأراد أن يشكر ربه حين الانتهاء فاعتبر ما فعله رحمة من ربه. والرحمة عادة تعني الهداية بأن الله تعالى علَّمه كيف يقوم بذلك السد المحكم والمرتفع. ويبدو لي بأنه هو وحده مهندس ذلك السد ولذلك قال رحمة من ربي ولم يقل رحمة من ربنا.
ولدي إشكال كبير في كيفية فهم ذي القرنين لمسألة في غاية الغرابة. كيف عرف ذو القرنين بأن الله تعالى سوف يدك الأرض دكا ويهدمها هدما قبل يوم القيامة؟ وكيف عرف بأن الله تعالى وعد بذلك؟ نحن اليوم نعرف ذلك من القرآن ولعل التوراة ذكرت ذلك ولكن لا يمكن القول بأن ذا القرنين جاء بعد التوراة. ليس لي أي دليل على أنه موحى إليه ولا أظن بأن فهمي لمجيئه قبل ظهور نوح عليه السلام خطأ. هذا لغز ما تمكنت من حله والله أسأل الهدى والمعرفة إن شاء.
وأما موضوع عودة يأجوج ومأجوج إلى الفساد الموسع في الأرض فلنعرض الآية الكريمة من سورة الأنبياء بداية: حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ (96). يغلب ظني بأن التتر هم يأجوج ومأجوج الذين خرجوا إلى العالم البعيد عن جبالهم قبل 800 عام وعاثوا في الأرض فسادا. ذلك لأنه سبحانه ذكر أو أنبأ بأن هجومهم سيكون من أعالي الجبال. وهذا ما يقوله التاريخ بأنهم كانوا يختفون وراء الجبال وفي الليل ينزلون من القمم ويهجمون على الناس وهم نائمون. هذا معنى وهم من كل حدب ينسلون. ونفس الآية تفسر لنا كيف تمكن المغول من الخروج من محبسهم الكبير. فهم تعلموا وتدربوا على صعود الجبال كما دربوا خيولهم على ذلك حينما أرادوا أن يستعيدوا مجد آبائهم الفاسدين المفسدين.
بعض العبر من الحكاية:
لا شك بأن الله تعالى يروم أن يهدينا بفضله ولذلك يحكي لنا القصص والحكايات التي تفيد المهتدين. هذه الحكاية تكمل هدف السورة بأن الذي يطلب الهدى لا يحتاج إلى أنبياء ورسل بل يكفي التفكر الشخصي لكل إنسان. قال تعالى في سورة العنكبوت: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ (69). فيمكن أن نعتبر بهذه الحكاية في التالي:
1. نعلم بأن الله دائما مع الذين اتقوا والذين هم محسنون. يعلمهم ويهديهم ويساعدهم ليبلغوا أهدافهم النبيلة ويخدموا إخوانهم ثم يكسبوا رضوان ربهم.
2. نترك كل الحكايات البشرية عن كيفية تواجد اللغات. فاللغة عمل بشري مستمر وهناك عائلات لغوية. ولعل التقسيم لعائلتين يكون صحيحا لقوله تعالى حينما وصل ذو القرنين إلى قرية صينية بأنهم لا يكادون يفقهون قولا. ذلك لأن السابقين كانوا يتحدثون بلغتهم ويسعون للإيحاء إلى السامع. لكن ذلك ما فاد ذا القرنين كثيرا لأن الصينيين لا يتحدثون اللغات الأبجدية بل لديهم أبجديتهم الخاصة بهم.
3. كانت الأرض مليئة بالبشر منذ آلاف السنين.
4. كيف اتخذ ذو القرنين طريقه الأخير إلى مكان يفيد غيره دون سابق طلب؟ من الواضح أن هناك إرادة غيبية وراءه ساقته إلى أولئك النفر ليخلصهم ربهم من شر يأجوج ومأجوج. كما أنه سيق دون أن يعرف إلى غرب الأرض ليرى بأن المحسنين والمسيئين ليسوا من أهل موقع خاص في الأرض فهم في كل مكان. ليس الإيمان والعمل الصالح حكرا على منطقة جغرافية ولا على أمة خاصة. كل أهل الأرض متشابهون من حيث الإيمان والعمل الصالح والتجاوب مع نداء الفطرة الإنسانية أو محاربتها.
5. غالبا ما ترى ما يحتاجه أهل كل بلد موجودا في حوزتهم وعليهم اكتشافه. فزبر الحديد والنحاس كان موجودا في منطقة يأجوج ومأجوج ولكن أهل المنطقة المظلومة كانوا يجهلون الاستفادة منها. فالكرة الأرضية من أساسها تحمل أساسيات العيش والدفاع في كل مكان وعلى البشر أن يفكروا ويستفيدوا خير استفادة ويستعينوا بربهم ليساعدهم.
6. وأخيرا فهذه الحكاية تعطينا العبرة التي سمعناها من الشاعر العربي:
تغرب عن الأوطان في طلب العلا وسافر ففي الأسفار خمس فوائد
تفرج هم واكتساب معيشة وعلم وآداب وصحبة ماجد
استفاد ذو القرنين من سفرته الطويلة زمانيا وجغرافيا وأفاد غيره وتعلم كثيرا. فلا ننسى الأسفار الهادفة.
وأذكر القارئ الكريم بأن المقطوعة لا تمثل تفسيري الكامل للآيات الكريمة بل حاولت استخراج قصة المغول باختصار. تحياتي لمن اطلع على هذا.
أحمد المُهري
13/10/2019
#تطوير_الفقه_الاسلامي
قام بإعادة تدوين هذه على 23741.