علامات الساعة ، الدابة والمسيح الدجال والشمس من مغربها

علامات الساعة ، الدابة والمسيح الدجال والشمس من مغربها

الحديث عن الغيب

نحن المسلمون نؤمن بالقرآن إيمانا قلبيا غير موروث وغير مرتبط بالاستدلال. إننا نحب الله تعالى ونعتقد بأنه لن يتركنا هملا بل أرسلنا إلينا رسلا مكرمين وختمهم بنبينا محمد عليه وعليهم السلام. وقد توفى الرسول الأمين وخلف لنا الوحي الذي أنزل عليه من ربه مكتوبا بأمر الله تعالى وهو هذا القرآن الذي بين يدينا. ولذلك فكل خبر غيبي من القرآن نقبله دون جدل وعلى هذا الأساس نؤمن بيوم القيامة وبالحياة بعد الموت وبالجنة والنار وكل ما تكرم علينا بها ربنا الرحمن الرحيم من أخبار وتنبؤات غيبية لا يعلمها أحد إلا هو وحده.

أما ما نقرؤه في كتبنا البشرية من غيبيات فكلها أكاذيب وكلها مفتريات بلا استثناء. ليس لأحد أي علم بما وراء الموت ولا بما وراء زماننا غير القدوس جل جلاله ولذلك نرفض المهدوية بكاملها وبكل مقدماتها من الدجال وغيره دون استثناء.

أما ما استندوا على القرآن لتثبيته فأقدم توضيحا لها.

1. تفسيرهم للدابة:

فسروا الدابة في الآية التالية من سورة النمل بالغلط وأذكرها مع مجموعتها: وَمَا أَنتَ بِهَادِي الْعُمْيِ عَن ضَلالَتِهِمْ إِن تُسْمِعُ إِلاّ مَن يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا فَهُم مُّسْلِمُونَ (81) وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِّنَ الأرْضِ تُكَلِّمُهُمْ أَنَّ النَّاسَ كَانُوا بِآيَاتِنَا لا يُوقِنُونَ (82) وَيَوْمَ نَحْشُرُ مِن كُلِّ أُمَّةٍ فَوْجًا مِّمَّن يُكَذِّبُ بِآيَاتِنَا فَهُمْ يُوزَعُونَ (83) حَتَّى إِذَا جَاؤُوا قَالَ أَكَذَّبْتُم بِآيَاتِي وَلَمْ تُحِيطُوا بِهَا عِلْمًا أَمَّاذَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (84) وَوَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِم بِمَا ظَلَمُوا فَهُمْ لا يَنطِقُونَ (85).

الآيات الكريمة تتحدث عن يومين مختلفين. أحدهما يوم يُخرج لهم دابة من الأرض تكلمهم والأخرى يوم يحشر من كل أمة فوجا ممن يكذب بآيات ربه.

نبدأ بمعرفة القول الذي حق عليهم. قال تعالى في سورة ق: قَالَ لا تَخْتَصِمُوا لَدَيَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَيْكُم بِالْوَعِيدِ (28) مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلاّمٍ لِّلْعَبِيدِ (29). إذن القول هو وعيد الله تعالى للظالمين كما يبدو والعلم عند المولى عز اسمه. وحق عليهم القول بمعنى أنهم ظلموا فحق عليهم وعيد ربهم كما أحتمل.

أخرجنا لهم. بمعنى أنهم كانوا غير متلبسين بلباس البدن فأخرج لهم الله تعالى بدنا. الإخراج في عرف القرآن مساوق للاستعمالات الحديثة للإخراج من حيث المعنى. فنحن نسمي الشخص الذي يقوم بكل الترتيبات اللازمة لجعل أي فيلم مثلا قابلا للظهور نسميه المخرج. وهكذا الإخراج في لغة القرآن يعني الشكل النهائي للخلق والجعل. قال تعالى في سورة آل عمران: كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُم مِّنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ (110). الآية تتحدث عن الشكل النهائي للأمة العربية في مكة حيث سارت بفضل الله تعالى في درب الإكرام وتشجيع الطيبات ونبذ السيئات وكذلك الإيمان بالله تعالى. فهي أُخرجت للناس القادمين إلى مكة من كل صوب لتكون عونا ومضيفا لهم ومدافعا عنهم. هكذا كانوا أحسن أمة لاستقبال السواح في الكرة الأرضية.

وقوله تعالى في سورة الروم: يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19) وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنتُم بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ (20). فنحن نخرج من الأرض الجديدة مثل النباتات متلبسين ببدن مناسب لنفوسنا. هذا هو الإخراج وليس الخروج العادي من الأرض. قال تعالى في سورة الحج: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ مُّخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِّنُبَيِّنَ لَكُمْ وَنُقِرُّ فِي الأرْحَامِ مَا نَشَاء إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ وَمِنكُم مَّن يُتَوَفَّى وَمِنكُم مَّن يُرَدُّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلا يَعْلَمَ مِن بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا وَتَرَى الأرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاء اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنبَتَتْ مِن كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5). الطفل ليس موجودا في رحم أمه من البداية بل يصنعه الله تعالى داخل الرحم ثم يخرجه طفلا. ليس معناه يخرجه من الرحم بل معناه أن تمام خلقه هو أن يصير طفلا. فهو مُخرَج طفلا من يوم انتهاء التركيبات المعروفة داخل الرحم ويمكن أن يبقى أياما بصورة كاملة. الإخراج تم لحظة انتهاء التفاعلات حيث أخرجه الله تعالى طفلا في نهاية المطاف ثم يخرج الطفل بعد ذلك من الرحم. فالمعنى في القرآن معادل للمعنى المعروف اليوم بالنسبة للمخرجين الصناعيين والزراعيين والمسرحيين وغيرهم. والعلم عند مولانا عز اسمه.

إذا معنى أخرجنا لهم بإذن الله تعالى هو أنه سبحانه بعد أن يُدخل نفوسهم في الأرض الجديدة قبل يوم الوقوف للحساب فإنه يبني لهم جسدا حيوانيا من خلايا نباتية. ذلك الجسد مشابه لأجسادنا اليوم احتمالا وهو الدابة التي يخرجها سبحانه لكل نفس إنسانية. لسان حال ذلك البدن الجديد هو أن الكافرين كانوا لا يؤمنون بالعودة الكاملة إلى الحياة ببدن جديد فهذا البدن أو هذه الدابة التي تدب على الأرض مختارة تفند ظنونهم الخائبة في الحياة الدنيا. ليست هناك دابة خاصة تخرج من الأرض وهو تعالى يصرح: أخرجنا لهم. بمعنى أنه سبحانه أكمل بناء بدن لهم. لهم لا عليهم ولا بمرأى منهم ومسمع. البدن الإنساني هنا مصنوع من الأرض وهناك في الآخرة سوف يُصنع البدن من أرض الآخرة.

ويمكنكم ملاحظة الآيات التالية لعلكم تتقبلون خروجنا من الأرض خروجا نباتيا بأبدان حيوانية:

المعارج: فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ (42) يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الأَجْدَاثِ سِرَاعًا كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ (43) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (44).

الزخرف: وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّمَاء مَاء بِقَدَرٍ فَأَنشَرْنَا بِهِ بَلْدَةً مَّيْتًا كَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (11).

تعني كل ذلك أن النفوس الإنسانية سوف تحول الخلايا النباتية إلى خلايا حيوانية. الدابة في القرآن غالبا ما تأتي للإنسان إن لم نقل كلها للإنسان. لكنه سبحانه يستعمل الجمع (الدواب) للحيوان أحيانا. وإليكم بعض الأمثلة ويمكنكم ملاحظة الضمائر بأنها ضمائر العقلاء مثل هم:

الشورى: وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ (29). جمعهم يعني العقلاء وليس الحيوانات. سوف يجمع الله تعالى البشر يوم البعث استعدادا ليوم القيامة.

الحج: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ (22) وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لاّسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ (23). هؤلاء هم البشر أيضا. فيهم خيرا، أسمعهم. لا يمكن أن تشير إلى غير العاقلين.

الحج أيضا: إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الَّذِينَ كَفَرُواْ فَهُمْ لاَ يُؤْمِنُونَ (55) الَّذِينَ عَاهَدتَّ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنقُضُونَ عَهْدَهُمْ فِي كُلِّ مَرَّةٍ وَهُمْ لاَ يَتَّقُونَ (56). وهؤلاء بشر أيضا والأمر واضح لمن يطلع على هذا كما أرى. الحيوانات لا تكفر لأنها ليست عاقلة ولا مريدة وليس هناك صلح أو عهد موقع مع الحيوانات.

هود: وَمَا مِن دَآبَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ (6). المستقر تشير إلى الحياة الدنيا حيث لنا فيها مستقر. والمستودع تشير إلى الحياة البرزخية حيث يستودع الله تعالى نفوسنا حتى يحين وقت إمدادها بأبدان جديدة. فالدابة هنا هي الإنسان أيضا.

النحل: وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللّهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِم مَّا تَرَكَ عَلَيْهَا مِن دَآبَّةٍ وَلَكِن يُؤَخِّرُهُمْ إلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى فَإِذَا جَاء أَجَلُهُمْ لاَ يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلاَ يَسْتَقْدِمُونَ (61). يؤخرهم، أجلهم، للعقلاء والعقلاء هم الذين يستأخرون ويستقدمون وليس الحيوانات الدائبة غير الإنسان.

فليس هناك دابة خاصة تخرج من الأرض وتتكلم غيرنا نحن بعد أن نحصل على أبدان جديدة. والذين تحدثوا عن دابة خاصة غير الناس بأنفسهم فلا دليل لهم غير الأحاديث التي كتبوها بأيديهم ونسبوها إلى الرسول الأمين عليه السلام لتكون دليلا على ادعاءاتهم. وهي كلها أعمال بشرية لا علاقة لها بالسماء وليس البشر قادرا على فهم الغيب إن لم يخبرنا به ربنا جل جلاله.

2. طلوع الشمس من مغربها:

هذا ادعاء أحمق يدل على جهل قائلها وحاشا رسولنا من أن يتفوه بهذه الحماقات. هذا الشخص يجهل أن ما نراه من شروق وغروب للشمس فهو بفعل حركة الأرض لا بفعل حركة الشمس. الأرض تدور حول نفسها فالمواجهون للشمس يرون الشمس طلعت وحينما تغيب جانب من الأرض عن المواجهة مع الشمس نجد بأن الشمس غابت عنا لكن الوجه المقابل لنا يكون قد استقبل الشمس وهكذا. وإذا أراد ربنا أن يحول تلك الحركة الخاصة من الأرض إلى اليمين يبدل الشمال فيستلزم ذلك إيقاف الأرض وبعد توقفها تغيير حركتها إلى اليمين. الحركتان كلتاهما تستوجبان حركة المياه بسرعة إلى الجهة المعاكسة فتفرغ البحار مياهها على اليابسة وتغرق كل شيء ثم تجرف المياه كل ما على الأرض لتدخل إلى الحفر المائية مرة أخرى. هذا القول الأحمق مثل قولهم بأن الشمس ردت ليوشع ثم لعلي عليهما السلام.

أنا لا أدري لما ذا يقوم الله تعالى بتغيير مسار الطبيعة؟ وهل صلاة علي قضاء أكثر أهمية من إيقاف الأرض وتدمير كل البيوت ثم إعادة سيرها من الجهة الأخرى ثم إعادتها إلى حالتها الأولى. كل ذلك حتى يصلي علي في وقته!! سرعة حركة الأرض حول نفسها في حدود 1600 كيلو مترا في الساعة. تصوروا هذا الجسم الضخم يتوقف ثم يدور بالعكس ثم يتوقف مرة أخرى ليعود إلى حالته الأولى!!! كم من الوقت يتطلب ذلك حتى لا تغرق كل شيء في البحار أو يستعجل الله تعالى فيدمر كل شيء!!! وأخيرا هل قال الله تعالى ذلك أم أنهم كذبوا؟

3. الدجال:

من المضحك مقولاتهم عن غيبيات ساذجة ومنها الدجال. لننظر إلى إحدى الروايات التي تذكر الدجال وغيره من المفتريات. ينقلون عن سنن الترمذي عند تفسيره للآية 158 من سورة الأنعام قوله:

عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (( ثلاث إذا خرجن لم ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا الدجال والدابة وطلوع الشمس من المغرب أو من مغربها ))    انتهى النقل.

لنقرأ الآية الكريمة لنرى هل هناك إشارة فيها إلى هذه الموضوعات الخيالية. قال تعالى في سورة الأنعام: هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلآئِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ (158). لا ذكر لتلك الخرافات في الآية الكريمة فتفسير الترمذي لا يناسب الآية وحديثه غير مجد لأنه ادعاء بشري محض. الحديث عن يوم القيامة ويمكنكم مراجعة سورة الفجر لتروا نفس الموضوع هناك. قال تعالى في سورة الفجر: كَلاّ إِذَا دُكَّتِ الأَرْضُ دَكًّا دَكًّا (21) وَجَاء رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا (22) وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ يَتَذَكَّرُ الإنسَانُ وَأَنَّى لَهُ الذِّكْرَى (23) يَقُولُ يَا لَيْتَنِي قَدَّمْتُ لِحَيَاتِي (24).

وقال تعالى في سورة الفرقان: وَقَالَ الَّذِينَ لا يَرْجُونَ لِقَاءنَا لَوْلا أُنزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْ عُتُوًّا كَبِيرًا (21) يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرَى يَوْمَئِذٍ لِّلْمُجْرِمِينَ وَيَقُولُونَ حِجْرًا مَّحْجُورًا (22) وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا (23) أَصْحَابُ الْجَنَّةِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ مُّسْتَقَرًّا وَأَحْسَنُ مَقِيلاً (24) وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاء بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلائِكَةُ تَنزِيلاً (25) الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ وَكَانَ يَوْمًا عَلَى الْكَافِرِينَ عَسِيرًا (26). فالملائكة تنزل يوم القيامة وليس في الدنيا!

وقال بعضهم بأن السبب في عدم ذكر الله تعالى للدجال في القرآن هو لاحتقاره!!! وقالوا بأن السبب في ذكر فرعون هو لأنه مات وانتهى.

أقول لهم بأن الشيطان لم يمت بعد فلماذا يكرر الله تعالى ذكره في كثير من الآيات ويتحدث عنه حتى في يوم القيامة؟ قال تعالى في سورة إبراهيم: وَقَالَ الشَّيْطَانُ لَمَّا قُضِيَ الأَمْرُ إِنَّ اللّهَ وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ وَوَعَدتُّكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُواْ أَنفُسَكُم مَّا أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَا أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ إِنِّي كَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَكْتُمُونِ مِن قَبْلُ إِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (22).

والخلاصة بأن الحديث عن الدجال غير المذكور في القرآن حديث عن الغيب ولا أحد يعلم الغيب إلا الله تعالى فكل ما قالوه حول الدجال وصفاته مفتريات نسبوها إلى رسولنا الأمين زورا وافتراء عليه.

والسلام على من اتبع الهدى المنزل من ربنا جل جلاله.

أحمد المُهري

16/6/2019

#تطوير_الفقه_الاسلامي

https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.