عن القضاء والقدر
موضوع القضاء والقدر فهناك قضاء من الله تعالى وهناك تقديرات ولكن أنى لنا أن نتعرف على الموارد والجزئيات؟ تلك هي سياسة الله تعالى وحكمته في عبيده وأظن بأنه سبحانه سوف يعرفنا على الحكمة من وراء تقديراته الدنيوية يوم القيامة. ليس لأحد أن يعزو الحوادث إلى قضاء الله تعالى وقدره لأن الله تعالى لا يقضي دائما بعكس ما نريده بل يقضي أحيانا بذلك وأحيانا أخر – وهو الغالب بظني – بما نريده. بمعنى أنه سبحانه يقضي على طول إرادتنا وليس على عرضها والغرض هو اختبار النفوس طبعا. لعلك تعلم بأننا لا يمكن أن نقوم بأية حركة في مملكة الله تعالى وهي كل الكون بكل جزئياته، لا يمكن أن نقوم بأية حركة بدون أن يسمح ربنا باعتبار سعة حكمه وشموليته.قد يموت في هذا السبيل أناس مؤمنون طيبون مثل شهداء بدر رضي الله عنهم أو الإمام الحسين عليه السلام. وقد ينجو أناس لا يستحقون الحياة لأنهم مجرمون، لكن لله في خلقه شؤون لا نعلمها بدقة. يمكن أن نوجد لها بعض الأسباب إلا أننا لا نجزم بها. أنى لنا أن نطلع على سياسة الله تعالى؟ ولكن هل يمكن أن نترك الجناة يفعلون ما يشاؤون باعتبار قضاء الله وقدره؟ الجواب: كلا؛ بل علينا مواجهتهم بكل ما نقوى عليه لنوقف الإجرام في مجتمعنا. بمعنى أن من واجبنا أن ننظر إلى الواقعيات بمنطق العقل وبمنطق القرآن الكريم وليس بمنطق الغيب الذي يخص الله تعالى. لا يمكن للقاضي مثلا أن يقول لقد وقع القتل باعتبار قضاء الله على المقتول وتقديره سبحانه للحيثيات التي لولاها لعاش المقتول. على القاضي أن يحكم بقتل القاتل دون التوجه إلى الغيبيات. هكذا أمرنا الله تعالى. وهذا معنى تطبيقنا لحكمه تعالى على المجرمين في الكتاب الكريم. تحياتي ودعواتي لكم جميعا
أحمد المُهري
9/6/2019#
تطوير_الفقه_الاسلامي