اردوغان والعروسان
لست مع أوردوغان ولكن الحق يجب أن يقال
لدي إشكالات كثيرة على سياسة أوردوغان ولا سيما تعامله غير العادل مع المشكلة السورية. لكن حضوره حفل زفاف فتاة ممثلة من أصل تركي مع فتى آخر من أصل تركي عمل طيب ومناسب لمن كتب على نفسه حماية الأتراك في العالم. وهل تظنون إخواني وأخواتي بأن مجالس رسولنا الحبيب كان مثل مجالس السعودية وإيران وطالبان حيث يفصلون النساء عن الرجال؟ لا أظن ذلك. حتى فرض الحجاب على من يريد اللقاء مع معمم أو أي رجل دين مسلم غير صحيح برأيي المتواضع. يجب أن يعيش الناس كما يريدون ثم تقديم النصح لهم بطرق حضارية إذا لمسنا تأثرهم بالنصح. لكن علينا أن نجالسهم ونواسيهم ونعاملهم معاملة حسنة لأننا في النهاية بشر. كان أنبياؤنا جادين في تقديم كل حب وتعاون مع كل الناس. أما سمعتم بأن هند بنت عتبة التي حاربت رسول الله أقبلت إليه بعد فتح مكة تسلم عليه؟ فهل تظنون بأنها لبست الحجاب حينما صافحت رسول الله كما ينقل المؤرخون؟ لا أظن ذلك أبدا. نظرتُ بكل احترام إلى مشهد عقد القران بين الشابين من أصول تركية وإكرام الرئيس أوردوغان وزوجته الفاضلة لهما وشعرت بأنه عمل صحيح ومفيد ومشكور عليه. الشابان لبسا ما يعجبهما والسيدة أمينة أوردوغان لبست ما يعجبها. وكلاهما صافحا العروسين وهو صحيح برأيي ولا إشكال فيه. يجب تحبيب القلوب وجذب الناس ولا يجوز الظهور بأي مظهر من مظاهر الكراهية.
قال تعالى في سورة الأحزاب: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل ِلأزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (59). لو نفرض بأن زوجات النبي عليه السلام كلهن كن لابسات الحجاب الإسلامي المعروف بيننا اليوم وهكذا ابنته الوحيدة فاطمة رضي الله عنها وعن أمهاتها. لو كان كذلك فلا معنى لأن يأمره الله تعالى بأن يقول لزوجاته وبناته ونساء المؤمنين بأن يدنين عليهم من جلابيبهن. الجلابيب جمع الجلباب وهي ملابس زينة بها ذيول وما شاهدتها من الجلابيب خلال السني الأولى من عمري في بلدي الكويت كانت ملابس مزينة بها ذيول وهي لم تغط الشعر ولا الصدر. كانوا يسمونها الدراعة في الكويت. هذه الجلابيب ما كانت تغطي الصدر ولا سيما بأننا لا نظن بأن الأزرار أو الخيوط المطاطية أو الوسائل الأخرى لغلق جيوب الصدر كانت موجودة أيام الرسالة المجيدة. علمهن الله تعالى عن طريق رسوله بأن يغطين صدورهن بوضع أحد ذيول الجلباب عليه حتى لا يكون الصدر سببا لإثارة الآخرين.
حاولت كثيرا أن أجد في القرآن الكريم ما يوجب تغطية شعر المرأة فما وجدت فعلا. لكنني أوصي أخواتي المؤمنات بأن يستمررن في اقتناء الحجاب الإسلامي المعروف حماية لهن من كيد الماكرين من الرجال؛ إلا أنني أرجو أن يعلم الجميع بأن عدم الاهتمام بالحجاب لا يستوجب أي عقاب أو مساءلة أخروية برأيي المتواضع. لم أجد في كتاب الله تعالى عقابا لمن لا تلبس الحجاب. ولذلك مع اختلافي مع سياسة الأخ رجب طيب أوردوغان ولكنني أحييه فيما فعله تجاه العروسين من أصل تركي.
أحمد المُهري
8/6/2019
#تطوير_الفقه_الاسلامي
http://www.bbc.com/arabic/sports-48565050