المؤمنة كاترين -22- كيف يقضي اهل الجنة اوقاتهم
المؤمنة كاترين
المقطع الثاني والعشرون
كيف يقضون أوقاتهم في جنات النعيم
أعجب الجميع بسمك الزبيدي وبطبخة ماري ولم يتركوا في المائدة بقية منها.
العم محمود التمار:
لا تفكري يا ماري بأن الأكل كان قليلا ولكن مشكلة الكويتيين أنهم حين يرون السفرة مزينة بسمك الزبيدي فإنهم لا يأكلون حد الشبع بل يأكلون حد الضغط على البطون. يبدو بأن لهذا السمك اللذيذ تأثيرا عصبيا على مخزونات الذاكرة الإنسانية بحيث أنها تنسى أن تخبر صاحبها بأنه شبعان وعليه أن يترك الأكل.
كاترين:
لستم فريدين في هذه الصفة فأنا وماري أيضا أكلنا معكم ولم نفرغ حتى رأينا السمك تحولت إلى عظام. حتى القشور أكلناها. هي فعلا لذيذة. يبدو أن الكويتيين لهم خاصية مميزة للاختيار.
ماري:
فعلا ولذلك اختار علوي…..
عرف علوي ما تقصده ماري فتدلى رأسه إلى الأسفل خجلا كعادته. ولكن كاترين اكتفى بالتبسم المشعر بالمعنى.
العم محمود:
يختار الله تعالى ما يشاء لمن يشاء فنحن لا نرى في مشيئته غير الجمال والإبداع وما يوجب الشكر على الجميع.
الجميع رددوا ما قالته ماري:
الحمد لله والشكر لله ونحن نحب ربنا ونشعر بأنه سبحانه يضيء قلوبنا دائما وأبدا.
ماري:
من منكم يصف لي كيفية قضاء الوقت في الجنة؟ جنة بلا نوم، وأبدانٌ لا تحتاج إلى استراحة، وزمانٌ لا ينتهي! كيف سيقضي أهل الجنة أوقاتهم؟ ما هي النشاطات التي تشبع مشاعرهم وطموحاتهم النفسية الطبيعية؟ قالوا لنا بأنهم سيكونون مشغولين بالجنس بصورة جنونية كما سمعناها من خطباء المنابر ولا سيما خطباء صلاة الجمعة. وتقولون بأن لا جنس في الجنة. أضف إلى ذلك؛ لا مؤامرات، لا تنافس في السلطة، لا انشغال بالدفاع ولا بدفع اللصوص ولا بالمصارعات ولا ولا.
علوي:
ولا بنوك، ولا عملة صعبة ولا شراء ولا بيع ولا استملاك ولا مرافعات ولا قضاء ولا تربية أطفال ولا البحث عن شركاء الحياة ولا التفنن في حماية الأعراض ولا أمراض ولا مستشفيات ولا ملاجئ ولا دور رعاية ولا حوادث السيارات والطيارات والقطارات ولا غسل الموتى ولا حضور الجنائز عموما ولا بكاء ولا خوف ولا حذر ولا احتياطات ولا بحث عن وظيفة ولا شرطة ولا حرس ولا جنود ولا مستهترين ولا مجانين ولا غرق في البحر ولا زلازل ولا أعاصير ولا ربح ولا خسارة ولا حريق ولا سيول ولا خسف في الأرض ولا حروب ولا أخبار مزعجة ولا حاجة للإعلام ولا إعلام مزيف يملأ كل أسماعنا ولا كتب تحريضية ولا جماعات مسلحة ولا مجرمين ولا مستهترين ولا سقوط من الجبال ولا كل ما ينغص الإنسان ولا حاجة إلى أية إسعافات…
كاترين:
فعلا، هذه مسألة مهمة ونحتاج إلى أن نفهمها ونفهم تفاصيلها. نحن نثق في ربنا ونعلم أن أهل الفردوس سوف لا يملون من فردوس ربهم. قال تعالى في سورة الكهف: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلاً (107) خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلاً (108). نثق في ربنا ونثق في الكتاب السماوي العظيم ولكن نريد أن نعرف كيفية ذلك لنزداد علما.
ماري:
يعني يا كاترين المسيحية الحافظة لقرآن المسلمين والتي تعتقد بأنه كتاب الله تعالى كيف حالك يوم الحساب؟ هل أنت فعلا مسيحية؟
كاترين:
أنت تعلمين بأننا جميعا ورثنا أدياننا من آبائنا ولم نتخذ المسيحية أو الإسلام دينا لأنفسنا. فنحن نحتاج إلى أن نجتاز مرحلة كبيرة قبل أن ندخل في الدين الصحيح. يجب أن نستيقن بأن المسيحية انتهى دورها وبأن الله تعالى فعلا أنزل القرآن ليحل محل الكتب السابقة. هناك الكثير من العقائد المعروفة بين المسلمين أنفسهم يحول دون أن تستعجل فتاة متعلمة مثلي ومثلك لترك دينها. المسلمون يقولون بأن الله تعالى أنزل التوراة وأمر بوجوب اتباعها ثم بعد قرون أنزل الإنجيل وأمر بوجوب الإيمان بالمسيح رسولا من عنده وتقبُّل التغييرات التي جاء به المسيح. لكنهم يقولون بأن الله تعالى اختار من بين أهل مكة محمدا للرسالة ومحمد لم يكن على دين موسى ولا دين عيسى. إنه كان على دين إبراهيم. أليس من الواجب على من يروم الحقيقة أن يأخذ بالدين الجديد الذي أنزله الله تعالى؟ فهم يتهمون رسولهم بأنه رفض الكتب السماوية المحدثة.
قال تعالى في سورة الشعراء: وَمَا يَأْتِيهِم مِّن ذِكْرٍ مِّنَ الرَّحْمَنِ مُحْدَثٍ إِلاّ كَانُوا عَنْهُ مُعْرِضِينَ (5) فَقَدْ كَذَّبُوا فَسَيَأْتِيهِمْ أَنبَاء مَا كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُون (6). الآيتان كما يبدو تشيران إلى الذين بقوا على دين المسيح ورفضوا القرآن وهو الذكر السماوي المحدث، والله تعالى يهددهم. تعني الآيتان في عمق معناهما بأن المؤمن هو الذي يتقبل كل ما أنزله الله تعالى ويدين به. فكيف برسوله يرفض ما أنزله الله تعالى على موسى وعيسى ويدين بدين إبراهيم المنقرض؟
العم محمود:
وقبل أن نتحدث عن مشاغل أهل الجنة، فإن إشكال كاترين أهم من فهم غيب مرتبط بالمستقبل. وجوابي عليه بسيط. من قال بأن محمدا عليه السلام لم يكن على دين المسيح عليه السلام؟ هل قال الله تعالى ذلك أم قاله المحدثون في كتبهم التي كتبوها بأيديهم ونسبوا ما فيها إلى الرسول؟ نحن لم نرهم ولا نعرفهم وليس في كتاب السماء إشارة إليهم فالعقل يحكم بعدم الاهتمام بهم وبأحاديثهم. أنا لا أشك بأن محمدا عليه السلام كان مسيحيا مؤمنا بالتوراة والإنجيل من قبل أن ينزل عليه وحي السماء. هناك مسيحيون مؤمنون في مكة ومنهم القس المسيحي أو النصراني المعروف ورقة بن نوفل. هناك مشكلة حتى في المرحوم ورقة. يقولون بأنه كان موحدا مؤمنا ولكن بعضهم يقول بأنه كان يهوديا والبعض الآخر يقول بأنه كان قسا مسيحيا. كيف يمكن أن يكون الشخص مؤمنا ويرفض دينا أنزله الله تعالى على عبده المسيح بن مريم؟ فالعقل يحكم بأنه كان مسيحيا وبأن خديجة كانت مسيحية وبأن الرسول محمد كان مسيحيا. لا يمكن أن يختار الله تعالى شخصا رافضا لدين أنبيائه ليمنحه النبوة.
الملل في الجنة
تابع محمود:
وأما موضوع الملل في الجنة. فمما لا شك فيه أن لا ملل هناك. ولكننا يمكن أن نفكر في الكثير مما نصبو إليه هنا إلا أننا لا نصل إليه لأن أعمارنا وإمكاناتنا وفرصنا لا تساعدنا. أنا شخصيا أحب أن أتعلم الرياضيات بكل أنواعها وأتعلم كل الطب وأتعلم كل الفروع الفيزيائية والكيميائية وكل الأديان. أحب أن أتعلم العلوم النفسية كلها وكذلك العلوم السياسية والاجتماعية. أحب أن أطلع على تاريخ السابقين كلهم بكل تفاصيلها فهي كلها ممتعة ومشوقة ويزيدني إعجابا بحركة التطور العظمى وكيفية إدارتها من قبل القدوس العظيم جل جلاله.
أحب أن أتعر ف على كل الفنون من موسيقى ورقص وأعمال يدوية ولاسيما صناعة السجاد والحياكة والضرب على النحاس وغيرها. أهوى الشعر ولو أنه غواية ولكنه ممتع وأحب أن أحفظ أشعار كل شعراء الأرض بكل اللغات البشرية. أحب أن أتعلم فنون الطبخ والديكور بمختلف فروعها وكذلك فنون التزيين والتلوين والرسوم والنحوت والتصوير والعمارة وكل التصميمات الهندسية والعمرانية. أشعر بأن كل ما أعلمه الآن بعد أن أمضيت عقودا في التعلم لا تساوي قطرة في محيط عظيم من المجهولات التي أعرف شيئا عن وجودها. بالطبع هناك مجهولات لا أعرف شيئا عنها ولا عن وجودها وسوف أفاجأ في الجنة لو غفر الله تعالى لي. كما سوف يفاجأ جدودنا حينما يعلموا في المستقبل بأن أبناءهم صنعوا الدراجات والسيارات والقطارات والطائرات والمناطيد والصواريخ والمصانع الكبرى والمستودعات الرقمية والهواتف الذكية والكمبيوترات المتطورة ووو.
قال تعالى في سورة مريم: جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيًّا (61) لا يَسْمَعُونَ فِيهَا لَغْوًا إِلاّ سَلامًا وَلَهُمْ رِزْقُهُمْ فِيهَا بُكْرَةً وَعَشِيًّا (62) تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي نُورِثُ مِنْ عِبَادِنَا مَن كَانَ تَقِيًّا (63).
لعلكم تعلمون بأن الرزق في القرآن ليس مقتصرا على المأكولات والملبوسات كما يتصوره قليلو العلم. قال تعالى على لسان شعيب عليه السلام في سورة هود: قَالَ يَا قَوْمِ أَرَأَيْتُمْ إِن كُنتُ عَلَىَ بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَرَزَقَنِي مِنْهُ رِزْقًا حَسَنًا وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلاَّ بِاللّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (88). فهل يحتجّ شعيب على قومه بأن الله تعالى منحه الطيبات من الأكل أم يحتج بعلمه؟ فالرزق بالنسبة لأهله هو العلم وليس الأكل. أو الرزق الذي كان يراه زكريا عند مريم عليهما السلام كما في سورة آل عمران: فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَكَفَّلَهَا زَكَرِيَّا كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِندَهَا رِزْقاً قَالَ يَا مَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِندِ اللّهِ إنَّ اللّهَ يَرْزُقُ مَن يَشَاء بِغَيْرِ حِسَابٍ (37). هل كان يرى زكريا أكلا عند مريم في محراب الصلاة كما ظن قليلو العلم؟ هل المحراب مكان للأكل والشرب؟
لو كان الله تعالى ينزل الأكل على السيدة مريم فلماذا لم ينزل عليها الأكل ساعة الوضع وهي أحوج ما تكون إلى مائدة حارة، بل قال لها على لسان وليدها كما في سورة مريم: فَنَادَاهَا مِن تَحْتِهَا أَلاّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا (24) وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا (25) فَكُلِي وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا (26). كانت مريم تعبانة من الوضع وليست لها قابلة تساعدها ولكن الله تعالى أمرها بأن تهز الشجرة حتى تساقط عليها الرطب ولم يرسل لها مائدة من السماء. مشكلة الذين يدعون العلم الديني أن الكثير منهم لا يفكر إلا قليلا ولذلك لا يمكنهم أن يفهموا كلام الخالق العظيم. لا يمكن أن نتصور الله تعالى يربينا تربية ضعيفة على الكسل فيبعث لنا موائد سماوية. حكاية المائدة السماوية التي سمعناها بدعاء المسيح لا تدل على أكثر من مرة واحدة في الحياة الإنسانية لغرض خاص.
إذن الرزق الذي تحدث عنه شعيب وتحدثت عنه زكريا بالنسبة لمريم هو الرزق العلمي وليس الرزق الطعامي. شعيب بعلمه يحتج على الناس لا بأكله وبمطعمه ومشربه. وهو رزق أهل الجنة. هل تتصورون بأن الطعام في الجنة محدود في الصباح والمساء (بكرة وعشيا)؟ هكذا يعيش السجناء ولكن الأكل بالنسبة لأهل الجنة متاح متى ما أرادوا. حتى قطوف أشجار الفواكه دانية عليهم وموائدهم ليست موقوتة بالصباح الباكر والعشاء المتأخر. فالبكرة تعني العلم الابتكاري والعشي تعني العلم الإتقاني. البكرة تشير إلى العلوم الأولية التي ينزلها الله تعالى على الذين يسعون لابتكار العلوم الجديدة. وأما العشي فمعناها اللغوي هو ضعف البصر أو ضعف صاحب العين واستعير بها هنا لبيان العلوم الثانوية باعتبار ضعفها أمام العلوم الابتكارية. تلك العلوم الثانوية موجودة ويحتاج الفرد أن يتقنها فقط كما نتعلم من الذين ابتكروا علوما قبلنا، والعلم عند المولى. وهكذا اللغات فهي ليست علوما ابتكارية نفكر فيها بل هي ما استعملته الطوائف البشرية من أصوات ذوات معنى للتفاهم فنحن نحفظها ولا نكتسبها بعقولنا. مثالها مثال قصص الماضين والتاريخ والجغرافيا بعض الشيء.
أضف إلى الرزق العلمي المتاح هناك فإن أهل الجنة سوف يتوقون باعتبار بشريتهم إلى زيارة الكواكب الأخرى البعيدة. إنهم في عالم البرزخ سوف يرتبطون بأهل الكواكب الأخرى ويتعرفون عليهم ولكن الله تعالى يفصل بينهم بعد خلق الكون الجديد ويجمع أهل كل كوكب في كوكبه وفي مجرته الجديدة. تصوروا بأن الزيارات الفضائية تأخذ سنوات طويلة وأنا أتحدث عن نفسي بأنني تواق إليها كثيرا. والخلاصة بأن لا مجال للخمول والكسل أو الحياة الرتيبة المتكررة بل كل ساكن فردوسي سيكون على أعلى درجات النشاط والحركة والتمتع بكل التسهيلات التي يمنحهم ربهم الرحمن الرحيم عز اسمه.
ماري:
اسمحوا لي بأن أسأل ولو أنني تجاوزت حقي في استغلال هذه الفرصة الثمينة. لكنني مسافر ولا أدري متى أجتمع بكم مرة أخرى فأعذروني. حينما كنت أدرس اللغة العربية والدراسات الإسلامية في جامعة Jean Moulin في ليون، كنت أشعر بأن هناك اهتماما كبيراً لدى المدرسين والطلاب حول قصص السيدة العذراء لدى المسلمين. لم يتمكنوا من تفسير الرزق المرسل إلى مريم بالدقة التي سمعتها اليوم. بالطبع أنهم كانوا يستمدون المعلومات من كتب المسلمين. فيبدو لي بأن فهم الإسلام لدى المسلمين أنفسهم فهم ناقص وغير دقيق، بل غير منطبق مع المفاهيم الرفيعة المستوى التي نراها في القرآن الكريم بعد أن نتعمق في فهم القرآن. لا يمكن لنا أن نفهم القرآن لا بالتقليد ولا بالعودة إلى مفسري المسلمين ولا بالسؤال عن أساتذتهم بل نحتاج إلى أن نفكر بأنفسنا لنعرف مغزى كتاب السماء.
كنت أشعر كمسيحية تريد فهم الدين الإسلامي بأن بعض آيات القرآن لا تختلف كثيرا عن آيات الكتاب المقدس من حيث الوزن العلمي والمعرفي. لكنني كنت مخطئة. فعلا لا يمكن أن يتحدث الله تعالى عن رزق أهل الجنة بكرة وعشيا ويقصد به الأكل. والمشكلة بأنهم فسروا لنا كل الرزق في القرآن تقريبا بالطعام. كنت أفكر بأن إرسال الطعام لفتاة أُدخلت معبد الصلاة للعبادة والاستزادة من العلم وتعهدت أمها بمساعدتها في الأكل والشرب والملابس والمنام غير وارد؛ فهي لا تنتظر طعاما سماويا. ولماذا الطعام من السماء؟ هل رأيتم عاقلا منحه الله تعالى كل ما يحتاجه لحياة معتدلة وهو يدخل محراب الصلاة ليطلب من ربه دجاجات مشوية من السماء؟!!
هذه إهانة للسيدة العذراء ولرسول آخر هو زكريا. لكن لي سؤال حول زكريا. كان الله تعالى يريد إرسال رسول بلا أب إلى بني إسرائيل ليكون خاتم أنبياء بني إسرائيل. فما هو دور زكريا في القضية وما فائدة ذكر دعاء زكريا وتقدير ربنا أن يمنحه طفلا وهو شيخ كبير؟ ما فائدة ذلك، وأنا أعلم بأن القرآن الكريم ليس كتاب قصص بل يذكر القصص ليهدينا إلى مواضيع مهمة وراء حكايات من غبَر.
كاترين:
عفوا يا جماعة مع علمي بالبطون الممتلئة ولكن هل تحبون الحلوى أو الفواكه أو الشاي والقهوة؟
محمود:
أو كلها معا.
ضحك الحاضرون من خفة دم العم محمود التمار وكرروا ما قال ولكنهم أضافوا ولكن ليس الآن. لا زلنا نئن من التخمة فأمهلينا يا كاترين.
كاترين:
إذن لنغير الجو قليلا بالنظر قليلا إلى التلفاز أو الاستماع إلى موسيقى أو أغنية عذبة.
محمود:
جميل جدا ولكن أليس من الخير لنا أن نخرج معا إلى الشارع ونسير ربع ساعة لعلنا نتزود من الأوكسيجين المساعد للهضم كما نحرق قليلا من السعرات الحرارية في أبداننا.
وافق الجميع على اقتراح العم محمود التمار وخرجوا باتجاه الشارع بغية السير الهادئ والمفيد.
يتبع:
أهمية زكريا في حكاية ميلاد المسيح عليهما السلام
أحمد المُهري
1/6/2019