لاتغضبوا ولا تجزعوا من الأسئلة الكثيرة وغير المعتادة عن الصيام وعن رمضان.
لاتغضبوا ولا تجزعوا من الأسئلة الكثيرة وغير المعتادة عن الصيام وعن رمضان.
نحن نعيش جوا فكريا حيويا مختلفا، وما كان مستحيلا الحديث عنه بالأمس صار الحديث اليومي لوسائل التواصل الاجتماعي اليوم.قد يكون مستفزا ومخيفا، للمؤمن الصادق، أن يتساءل الناس عن مشروعية الصيام وهدفه وساعاته وأثره على الصحة. لكنها تساؤلات مشروعة من حقها الحصول على جواب يحترم عقل السائل وضمير المجيب.من بين أسئلة الصيام المتجولة بلا إجابة في الفضاء الالكتروني:- هل الصيام اختياري أم إجباري خاصة أن الآية القرآنية “وعلى الذين يطيقونه فدية” تشير إلى إمكانية الإختيار بين الصيام والفدية؟- وماذا عن صيام الساعات الطويلة التي تتجاوز العشرين ساعة أحيانا. ما البديل؟ وهل يسقط عنهم الصيام أم لا بد لهم من الفدية والإطعام؟- واذا كان الامتناع عن الأكل مفيدا للصحة لانه يساعد على تنظيف الجسم من السموم، فماذا عن الامتناع عن الشرب ساعات طويلة بضرره الواضح على الصحة؟ وهل يكون الصيام صياما عن الأكل فقط دون الشرب؟- وما السن المناسب للاطفال آخذين في الحسبان ام النضوج النفسي والجسدي لا يكون قبل سن الثامنة عشرة؟- واذا كنا نتحدث عن مراعاة نفسية الصائم، أليس من العدالة ايضا مراعاة نفسية المفطر وحقوقه وعدم إجباره على التخفي؟- وماذا عن أتباع الديانات الأخرى في رمضان؟ أليس من حقهم ممارسة حياتهم العادية دون حاجة للمجاراة والنفاق خوفا من الأذى؟- وما هو عدد أيام الصيام الفعليه خاصة أن الآية القرآنية تتحدث عن “أيام معدودات” دون تحديد؟- وماذا عن مشكلة “النسيء” والشك في اننا نصوم رمضان في غير موعده الحقيقي بسبب التوقف عن إضافة شهر النسيء الذي كان يساعد على ضبط أيام السنة القمرية؟- وماذا عن تحديد موعد الهلال خاصة وأن علم الفلك يؤكد استحالة رؤية الهلال بالعين المجردة أو التلسكوب في أغلب الحالات، وأن الطريقة الوحيدة اليقينية لتحديد موعد بداية الشهر هو الحساب الفلكي؟أقول إن من حق السائلين الحصول على إجابات مقنعة. اما اذا كان الجواب الوحيد هو المطالبة بالإيمان الأعمى، وأن “هذا هو الإسلام اما تأخذه كله أو تتركه كله” ، فالنتيجة ستكون مزيدا من الأسئلة التي تتجاوز حدود الرغبة في المعرفة إلى ما هو أبعد.ورمضان كريم…وصوما مقبولا وذنبا مفغورا….آمين..
حسين الوادعي
#تطوير_الفقه_الاسلامي