المؤمنة كاترين 8- في شارع الباجلات

المؤمنة كاترين

المقطع الثامن

في شارع البلاجات (1)

خرجت كاترين صباح الجمعة لابسة فستانا كستنائيا رقيقا إلى شارع البلاجات ودخلت المسابح العائلية. اختارت مقعدا من الرمال المرطبة وتربعت عليها تحت إحدى المظلات الشمسية المثبتة على أرض الساحل. مدت طرفها نحو البحر الهائج وأمواجه الموّارة وهي تتلوى فتلات عريضة باتجاه الضفة كأنها كتل من حلوى النارجيل حينما تغلي على النار. ظنت كاترين أن البحر قد تمايل باتجاهها فخلال ساعات سوف يفرغ ماءه على شبه الجزيرة العربية ليغرقها بمن فيها لكنها سرعان ما انتبهت أن البحر في مد.

أنت يا بحر لم تقف أبدا ولم تهدأ فما أن تمتد شرقا لتفرغ شطرا من المحيطات الغربية ثم لم تكد الوعاء الشرقي تمتلئ بالماء حتى تفرغها باتجاه الشواطئ الغربية مرة أخرى. لمّا نعلم يا بحر هل أنت شرقي أم غربي أم لا شرقي ولا غربي، بل أنت بحر تعلن استقلالك يوميا لشرق الأرض وغربها. أنا لا أدري، هل أنت تتحكم فينا كما تشاء، أم نحن الذين نسخرك لتنفيذ مقاصدنا؟ كل ما أعرف يا بحر أنك لا تعبأ بأساطيلنا ولا بسفننا نحن البشر، أنت تضحك منا ومن ركوبنا على ظهرك، فكم أغرقت من مواخرنا وبواخرنا وقتلت من بني جنسنا، دون أن تهتز منك شعرة.

غريب أمرك يا بحر، كنت قبلنا وستبقى بعدنا، عَبَدَك أناس من ذي قبل وظنوا أنك بهيبتك وجلالك وقِدمك وبقائك ونعمك، خالق لهم. فماذا لو كانوا يعرفون أنك مصدر الأمطار وخازن اللئالئ وقاتل الأمراض وأن حياة الكائنات الحية مستمدة منك وأن كثيرا من مخزونات العناصر الكيماوية مضمومة بين جنبيك وأن تركيبك الكيماوي يؤهلك للانفجار متى ما شاء ربك.

 إيها يا بحر كم جميل أنت وكم هادئ وأحتار حينما أعد ألوانك، أسود وأبيض وأزرق وأحمر. ثم أنت حار في مكان وبارد في مكان آخر ومتجمد في القطبين. ولكن إذا غضبت فمن يصمد أمام أمواجك التي تضرب أصلب الأجسام فتهشمها وتطعمُ رذاذَها العواصفَ وأعماقَ نفسك.

على شواطئك البهية عزفت الأنغام وصدحت الألحان وتواعد الأحباب وتخفف الأثقال وتعانق العشاق وبردت أطناب الأعصاب وتفاءل المتشائمون وابتهج المتفائلون وانقطعت أذيال الكره والبغضاء وحيكت أستار المحبة والحنان وأزيل النفاق وجلب الوفاق والوئام وتقلصت الخلافات واصطلح العدى واستعادوا الرشد والهدى. نهارك جنة زاخرة فتانة وليلك مهيب مرعب موحش، فكأنك تستبشر وتستشرق بالشمس وتتألم وتئن من غروبها، أخالك تعلم أنها أنثى تنير جوارحك بوهج عواطفها وتُظهر ابتسامتك في أنكد الأوقات وأتعسها.

ألا يا بحر فاعلم أن حبيبتك الشمس لم تغرب عنك بل تنتقل من جنبك الأيمن إلى طرفك الأيسر فهي تضاجعك أبدا ولكنها كسائر الطيبات ذو وجه واحد فإما تلامس وجهك الشمالي أو تروح عن وجهك الجنوبي. وأعجب ما في علاقاتك العاطفية مع الشمس أنها تولدك بدلا من أن تولدها فتنجب منك عدوة غبراء تحجب عنك نور الحبيبة الزاهرة فتمتلئ غيضا وتنتفخ غضبا. ما أرعبك يا جميل حينما تعصف بنا نحن كأنك نسيت أن ابنتك السحاب هي التي حالت بينك وبين عشيقتك، فتفرغ أحقادك فيمن عودته على مداعبة مياهك الرقراقة ماخرا في عبابك أو صائدا لأسماكك اللذيذة.

مهلا يا بحر، لا تعاقبنا بما فعلت بك السحاب، أما علمت أن “لا تزر وازرة وزر أخرى“. إن أكثر نظرائي من البشر يتَّبعونك في وضع اللوم والعقاب على من لم ينزل عليهم ضررا أو يقتلون من ليس في عنقه دم يهمهم. ألا ليتهم يعلموا أن ليس كل ما تأتي به يا بحر هو الصحيح. هؤلاء البسطاء من بني الإنسان يرون من أحد شيئا من العلم أو المودة فيعتقدون بأن كل ما صدر منه هو الحق بعينه. القليل من الناس يبحث عن الحقيقة من أجل أن يعثر عليها، بل الأكثر يتذرعون بكل هش لإثبات صحة ما اعتقدوا به من ذي قبل، وإن شئت قل: ما ورثوا من عقائد أسلافهم بغض النظر عن صحة ما اعتنقوه أو خطأه.

الشمس لم تكتمل سطوعها والبحر لم يتبخر بكثافة بعد ولذلك فإن الطبيعة هادئة على الرمال المشبعة بماء البحر. تطلعت كاترين إلى الأفق المصطبغ بالأرجوان حول قرني البحر، أما امتداد الأفق في الوسط فهو كجبل من الفيروزج الممسوح برذاذ من برادة الذهب إثر انعكاس أشعة الشمس على ذرات الهواء التي تملأ المدى على مائدة البحر.

مدت كاترين ساقيها باختيار الهاجرة لتتفاعل مع لونها الذهبي فتعطي للقمح مثلا جليا أو تصطبغ بصبغة البابونج. كانت تتعمق في أفكارها وإذا بعذراء فرنسية في العقد الثاني تستلقي قبالتها نصف عارية بالبكيني. انتبهت الفتاة الشابة إلى كاترين فأدت التحية:

       بن جور مادام

كاترين: بن جور مادموازيل

الفتاة:

إ سمي ماري فما اسمك

كاترين:

        كاترين

ماري: 

أعتذر أنني استلقيت قبالتك في هذه الزاوية البعيدة عن أعين الشباب العرب نسبيا. إنني أحتاج إلى حمام البحر والفتية الكويتيون يسلبون مني الراحة والهدوء إذا رأوني.

كاترين:

لست منزعجة منك يا حسناء نورماندي، خذي راحتك فهذا المكان عام لا يخص أحدا دون أحد.

ماري: 

وكيف عرفت أنني نورماندية؟

كاترين:

أمضيت شهرا هناك وصرت أميز اللهجة النورماندية من بين بقية الفرنسيين.

ماري: 

أما أنا فلا أقدر أن أخمن منشأكِ.

كاترين:

إنني جزائرية من وهران.

ماري: 

ماذا تفعلين في هذا البلد، هل أنت سائحة؟

كاترين:

إنني موظفة في البنك المدني منذ عشرين عاما.

ماري: 

إذن أنت الآن كويتية، أما أنا فقد جئت لأمضي أسبوعين تحت الشمس.

كاترين:

هذه الدول لا زالت تؤمن بالعقليات القديمة ولا تقدم الجنسية إلا للذين كانوا فيها من قبل ظهور النفط. أنت قادمة من الدول المتقدمة التي تهتم بكل من أقام فيها عدة سنوات وتخلَّق بأخلاق أهلها فهو يفيد ذلك البلد ومن خير ذلك الشعب أن يُلحقوا هذا المقيم بهم فيستفيدوا من تجاربه ويشاركهم في خيرهم وشرهم. أولئك الشعوب لا تنظر إلى عاجل النعيم فهي زائلة ولكنها تستغلها لجلب مزيد من العقول واستقطاب ما تسنى لهم من أتباع الدول الأخرى فالدول بكثرة شعوبها لا بأموالها كما أن قيمة الشعوب بعلمها لا بعددها. قولي لي يا ماري هل تشعرين بانشراح الخاطر في الكويت؟

ماري: 

لا بأس، الفندق يقدم أكلات بحرية شهية، والأسواق جميلة ومليئة بالبضائع، وأجمل ما فيها هذا البحر الفاتن الممتع. إلا أنني مستاءة من الشباب الكويتي الذي لا يحمل العفة وأكره الذين لا يُقدِّرون وزنا وقيمة للإناث. أنا محتارة من أمرهم، فكل الشباب في كل مكان يحاولون التقرب إلى أية فتاة عابرة. هل هؤلاء بلا أزواج وبلا أخدان، أم أنهم يخونون زوجاتهم وصديقاتهم؟

كاترين:

النظام هنا إسلامي ولا يسمح للفتيان أن يمتزجوا مع الفتيات ولذلك فهم يترصدون للأجنبيات وخاصة اللائى يظهرن مفاتنهن ويبرزن نواتئهن مثلك يا حوراء.

ماري: 

فهل أنت في أمان من معاكسة الشباب يا كاترين مع أنك حسناء بهية؟

كاترين:

أنا، منذ دخولي هذا البلد وحينما كنت شابة مراهقة مثلك فإنني لم أترك الملابس الطويلة، ولا يبدو من بدني إلا الرأس واليدان، حتى شعري لا أسرحها ولا أستزيد من تمشيطها وتلميعها بل أحاول تركها عادية حتى لا أكون مثارا لهمم الرجال.

ماري: 

وما ذا تفعلين مع شباب البنك ومع دعواتهم لك بالصحبة والصداقة وشرب المرطبات في المقاهي؟

كاترين:

لقلما أتلقى ذلك فأستعمل اللباقة والأدب والجد دون الخضوع في القول لردهم وأنجح في ذلك.

ماري: 

إن كنت بهذه الصلابة فلماذا لا تنذرين العفة وتقيمين في الكنيسة؟

كاترين:

إنني مسيحية ولكني لا أعتقد بسكان الكنائس فأكثرهم تجار يستخدمون معبد الرحمن لعرض متاعهم ولا أدري ما ذا يحصل للناذرات داخل الحرم الكنائسي؟ على كل حال فهو مثير للشبهة والشك.

ماري: 

هل أنت متزوجة أو صديقة لرجل؟

كاترين:

كلا، لا هذه ولا تلك.

ماري: 

وهل طلب يدك أحد؟

كاترين:

حصل ذلك ولكني رفضت لعدم وجود التلاقي في الأفكار. إنني مسيحية ولا تسمح العادات لغير المسيحيين أن يتقدموا إلي وأنا في أفكاري أقرب إلى المسلمين وأُكثر من قراءة كتبهم والتطلع إلى معتقداتهم.

ماري: 

بربك يا كاترين، كيف يحلو لك دين يدعو إلى الكبت الجنسي ويربي معتنقيه على الشدة والاغتيال ونفي الآخرين؟

كاترين:

إنك لو تنظرين إلى الأديان بعيدة عن معتقديها فلسوف ترين فرقا شاسعا بين الاثنين. المسلم غير الإسلام والمسيحي لا يمثل المسيحية كما أن اليهودي يتبع دينا لا يمت إلى موسى الرسول بصلة عدا التسمية. الناس بعد وفاة أنبيائهم يبدءون –تبعا لغريزة حب الذات لديهم- بتزييف الرسالة السماوية وتغييرها وإضافة ما يحلو لهم وتنقيص ما يضر بمصالحهم من أحكام تلك الرسالة الإلهية. الإسلام يدعو إلى الانفتاح الجنسي المعقول ويحرم الاغتيال ويمنع من الشدة إلا في موارد الضرورة.

ماري: 

عجيب! هل أنت واثقة يا كاترين؟

كاترين:

بكل ثقة أتحدث إليك، فالإسلام كدين أباح للمرأة أن تعرض نفسها على الرجل كما أباح ذلك للرجل، وسهل الزواج فهو مجرد الاتفاق بين الاثنين ودفع هدية الزواج من قبل الزوج ثم هبة المرأة نفسها للرجل بقولها أنكحتك نفسي وقبول الرجل. أما مسألة شهادة عقد الزواج أو حضور الشاهدين فهو من أجل تثبيت الالتزامات الزوجية. هناك التزامات مالية بين الذين يريدان التزاوج والله تعالى أمر في القرآن الكريم أن يدون المدين وثيقة بالتزاماته ويشهد عليها شاهدان.

ماري: 

وما ذا تقول في الطلاق، فإن الرجل يمكنه أن يطلق زوجته بالثلاث في حين الغضب ولا يجوز له بعد ذلك الزواج معها حتى لو زال الغضب وعض على أنامله ندما. كانت لي صديقة جزائرية تزوجت من شاب مسلم وقد اختلفا على مسألة بسيطة فقال الزوج لها: إذا تأخرت أكثر من ربع ساعة بعد الدوام فأنت طالق بالثلاث وخرجا لعملهما وفي طريق عودة الزوجة أعلن حالة الطواري في محطة القطار للاشتباه بوجود قنبلة اتهم فيها المسلمون الجزائريون فنسيت الزوجة  تهديد زوجها وتوقفت عدة دقائق تنتظر الخبر ثم اهتمت بالإسراع في العودة  ولكنها تأخرت حوالي خمسة وعشرين دقيقة فشكّا في الأمر وراجعا القاضي الذي حكم عليها بتحقق الطلاق بالثلاث، دون أن يتمكن من الرفق بالشاب الذي أجهش بالبكاء داخل قاعة المحكمة أو المرأة التي أغمي عليها من شدة التأثر.

كاترين:

ليس ذلك في الإسلام لأني قرأت في القرآن صراحة الحكم بلزوم وقوع الطلاق مرتين في سورة البقرة “الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان …… فإن طلقها فلا تحل له من بعد حتى تنكح زوجا غيره فإن طلقها فلا جناح عليهما أن يتراجعا إن ظنا أن يقيما حدود الله“. لكن غالبية فقهائهم سامحهم الله يفتون بما فعله القاضي بتلك الأسرة التعيسة. إنني معك أن هذا الحكم لو صح فهو استهانة بحق المرأة وبحق الأسرة والأطفال الذين ينتسبون إلى هذين الزوجين.

ماري: 

وكيف تسمحين لنفسك يا أيتها المسيحية أن تبدي رأيك في الأحكام الفرعية للمسلمين؟ إن لديهم علماء يتفقهون دينهم ومساجد ودور علم وجامعات ومعاهد للبحث الديني وكلهم يتقبلون هذه الأحكام، ثم تأتي أنت موظفة البنك المسيحية لتعطي رأيك في هذا الدين الوطيد!

كاترين:

إن قرآنهم هو الذي علمني ذلك وأعطاني هذا الحق. هذا الكتاب يخاطب الناس في أكثر موارده أو النبي ولا يخاطب علماء المسلمين. إنه يلقي الأحكام الشرعية على كل البشر. أنا أشعر بأنه كتاب منزل من قبل الله ولم أعثر على باطل يأتيه من بين يديه ولا من خلفه.

ماري:

إذن، اذهبي إلى المسجد وأعلني إسلامك أمام شيخ المسلمين.

كاترين:

لو أسلمت فلسوف أعلن إسلامي لربي وليس لفرد مليء بالمعاصي مثلي. أنا لا أؤمن بالتحزب وهؤلاء –هداهم الله- هم دعاة حزب يستظلون بالإسلام. ولذلك فليس كل أفعالهم إسلامية وليسوا وكلاء رب العالمين. إنهم يتصرفون كما يتصرف ولي أمر المسلمين، وليس للمسلمين اليوم ولي أمر. شأنهم شأن قساوستنا نحن المسيحيين الذين يغفرون ذنوب العصاة ويقبلون توبة عباد الله!

ثم ماذا إذا أسلمت؟ هل اعترض أحد على جدي الأعلى حينما صار مسيحيا وهل تمكن فرعون من أن يوقف دعوة موسى عليه السلام؟ لو كان دين الآباء هو الحق لما تعددت الأديان في الأرض ولبقي الناس في ضلالهم القديم. الإنسان العاقل يبحث عن الحق فإذا لقيه اعتنقه دون توقف وإلا استجلب غضب خالق الكون. ليس للخالق المدبر قرابة مع أحد ولا تحبب إلى أحد عدا العدالة واستحقاق الشخص نفسه. الكل عبيده والمتقون مقربون إليه والمخلصون الحقيقيون يخلصهم الله لنفسه، لأنهم أهل لذلك.

ماري:

عبيد الله، كلا بل خدم لله وليسوا عبيدا. إن الله يحب الناس ولا يُفرض نفسه مالكا لرقابهم كما كان يفعله الأثرياء الظالمون في استعباد البشر.

كاترين:

وكيف أطلقوا اسم العبيد على من استعبدهم أولئك الأثرياء يا ماري؟

ماري:

حينما يشتري الإنسان شيئا يملكه، فهو مملوك له وإن كانت البضاعة المشتراة بشرا سموه عبده بأنه مملوك لهم.

كاترين:

ولكن الله قد صنعنا فهو يملكنا بقوة أكثر من الشراء. إنه أوجدنا وأعطانا الحياة ومنحنا الوجود بعد أن لم نكن شيئا. إنه يملكنا بكل تأكيد ونحن وكافة الأنبياء والملائكة والروح القدس، جميعا عبيده دون شك.

ماري تنظر إلى الشمس لحظة فتستعصي عليها الرؤية عدة دقائق، تفرك فيها عينيها وتحاول التطلع ثانية إلى الشمس بمساعدة النظارة الشمسية ولكن الوهج يطغى على عينيها بعد عدة لحظات فتضطر لتغميض عينيها عدة دقائق أخرى. تخاطب صديقتها الجديدة كاترين:

كم شمسا في مجرتنا، درب اللبانة؟

كاترين:

تقدر بحوالي مائتي بليون شمس!

ماري: 

وهل هذه الشموس بحجم شمسنا أم أصغر منها؟

كاترين:

إن قطر بعضها أكبر من شمسنا 300 مرة.

ماري: 

وكل هذه الشموس وكل ما في المجرات الأخرى من شموس، يحكمها ويدبر أمورها فرد أحد؟

كاترين:

أحد صمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد. ولا يتغير حال ذاته فيكون له أولية أو آخرية. هو هو منذ الأزل وهو هو إلى الأبد. والأزل والأبد هما تعبيران تفيدان الديمومة والبقاء وتنفيان البداية والنهاية فقط وليس لهما معنى زمنيا فيصح التعبير بمنذ وإلى ولكن اللغة لا تسعفنا بأكثر من هذا.

ماري: 

تقول لي صديقتي المسلمة المطلقة بأن الشيخ محسوب الذي يعلّم الدين في مكة المكرمة قد قال لها بأن الله ينزل من السماء السابعة في يوم القيامة فيراه الناس ويخاطبهم ويخاطبونه، ولما اعترضت عليه بأن ليس لله مكان يأتي منه أو ينزل إليه قال لها الشيخ: أين الله إذن فأجابت: في كل مكان فقال لها الشيخ متمسخرا: إذن، الله موجود حتى في الملاهي والأماكن غير اللائقة. فقالت له صديقتي: وهل الله موجود مع البشر فيقول بالطبع نعم. فتقول وهل الأماكن غير اللائقة أنجس من القتلة والمستهترين من البشر الذين يستهزئون بالله وبكل المقدسات ويقتلون المؤمنين وبقية الناس بغير حساب؟

الملهى يمكن أن تتحول يوما إلى مسجد ولكن هذا الفاسق الطاغي، فهو النجاسة بعينها وهو أصل الشر والله موجود معه حسب رأي سماحتكم. وهنا يتلعثم الشيخ المعلم وتسكت صديقتي التي أنفدت كلما لديها من معلومات دقيقة ولم تتمكن من الذهاب إلى أبعد من ذلك. هي امرأة بسيطة ولكن الله أنطقها لتصحح خطأ ذلك الشيخ صاحب الادعاءات ولابس الجلابيب ومدعي الولاية من رب العالمين!

كاترين:

هذه المسألة ليست بسيطة وسوف أسأل العم محمود التمار ليوضحها لي بدقة يا ماري. فإذا رأيتك مرة أخرى في هذا المكان فلعلي أزيدك علما بذلك.

 يتبع: في شارع البلاجات (2)

أحمد المُهري

23/2/2019

#تطوير_الفقه_الاسلامي https://www.facebook.com/Islamijurisprudence/

اترك ردا

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.